|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
الختان
حتى عمليات الختان قد سرقت!:
نستطيع عل ما تقدم من شروحات أن نأكد أن سرقة تراث ووثائق كل
الحضارات التي تناقلتها ذاكرة الشعوب القديمة، شملت كذلك سرقة تراث
الأشوريون والكلدانيون، الذين شهدت عليهم وثائقهم المكتشفة في
مكتبة الملك آشور بانيبال (625-667) قبل الميلاد، وضمت حوالي 25000
لوح من الآجر مصنفة ومفهرسة. حيث فضحت محتوايات هذه المكتبة وغيرها
من الوثائق المكتشفة، مدى السرقات التي سطى عليها كهنة (التوراة)
من عادات وتقاليد وعبادات شعوب المنطقة. كما فضحت هذه الوثائق معظم
إدعاءات الكهنة، والتي منها إدعاء حدوث عمليات السبيّ الأشورية
والكلدانية لليهود كما اكدنا سابقا. وقد أثبتت هذه الوثائق أن
اليهود لم يكونوا حينها قد ظهروا بعد على مسرح بابل وأحداثها،
وبالتأكيد أن ذلك يخص يهود السبي المفترض. وهذا ما أكد عليه المؤرخ
الإغريقي هيرودوت سابق الذكر، الذي تحدث بالتفاصيل عن مصر ومدنها
وأحداثها وديانتها، وعن العراق ومدنها وما جرى فيها من أحداث وما
فيها من مذاهب وديانات. حتى أنه ذكر أدق التفاصيل في وصف المدن
والشعوب وعلومها وعاداتها وما تميزت به عن غيرها. فمثلا ذكر مدينة
بابل وطرقاتها ونوعية مزروعاتها، وعادات الناس وتقاليدهم وطقوسهم
في دفن موتاهم، كما تحدث عن علومهم وإنجازاتهم في مجال الطب. لكنه
لم يشاهد داخل هذه المدن أحداً من المسبيين أو اليهود ليذكرهم في
مؤرخاته. وتحدث عن فلسطين ومعتقدات أهلها، ووصف مدنها العديدة
ومنها القدس التي زارها، وأوضح أنها كانت بلدة سورية كبيرة على
مقربة من مجدولوس الذي هو مرج ابن عامر، حيث أكد هيرودوت أنها كانت
تعرف بهذا الاسم منذ القدم(هرودوت يتحدث عن مصر للدكتور محمد صقر
خفاجة والدكتور أحمد بدوي – القاهرة- 1987 ص-293). والواضح أنه لم
يذكر لا في بابل ولا في فلسطين ولا في حولها عن أي تواجد أو وجود
لليهود لفت إنتباهه. حتى نجد أنه حين تحدث عن عملية الختان التي
إعتبرها البعض أنها كانت خاصة باليهود، وأنها تشكل عهداً خاصاً بين
العشيرة (التوراتية) وبين (إلهها)، بحسب (سفر التكوين-17-10-14):"
هو ذا عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك(المقصود
ابراهام)... فيكون علامة عهد بيني وبينكم... فيكون عهدي في لحمكم
عهداً أبدياً. وأم الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع
تلك النفس من شعبها. أنه نكث عهدي"، فلم يذكر هيرودوت اليهود بها،
كما لم يذكر أن أحداً أخذها عنهم، بل أكد في القسم الثاني من كتابه
التاريخ، الآتي:" إن الشعوب الوحيدة التي تمارس الختان هم الكلخ
والمصريون والأثوبيون. لكن الفنيقيين وأولئك السوريين الذين
يقطنون فلسطين يعترفون بأنهم تعلموا ذلك (أي الختان) من المصريين.
وفيما يتعلق بأولئك
السوريين الذين يعيشون على ضفاف نهري ثرمدون وبالرثنيس، وكذلك
جيرانهم المقرونيون
فإنهم يقولون إنهم تعلموها من الكلخ". الأمر الذي يشير على أن
الكهنة لم يأتوا بعمليات الختان إنما إقتبسوها من شعوب المنطقة،
التي أخذتها بالأساس من الديانة التوحيدية التي حملها رسل الهداية
الى هذه البلاد، التي مثلت فلسطين وما حولها. وهذا يعني أيضاً بأن
هيرودوت أثناء مكوثه في القدس أو في كل بلاد الشام والعراق ومصر لم
يلتق أو يصادف أحداً من اليهود، فلو كان اليهود قد وجدوا حينها في
مكان ما من هذه المناطق لذكرهم بصورة أو صفة أو حادثة. وكل ذلك
يشير إلى أن اليهودية تسمية إستحدثت بعد القرن الخامس قبل الميلاد،
اي بعد وفاة سيدنا موسى عليه السلام بما يقرب من ثمانية قرون. وهو
زمن كتابة (التوراة) في حواري بابل. كما أن ذلك يؤكد صحة ما طرحناه
سابقاً حول أن سيدنا موسى لم يأتي باليهودية، كما يؤكد أن العشيرة
(التوراتية) هيّ عشيرة مفترضة أطلقها الكهنة في كتابهم، ولم تكن
لها أصول قبل كتابة (التوراة). وبالتالي يمكن القول أن الكهنة
هم من إبتدع اليهودية أو ما يسمى (بالديانة اليهودية). فأين هم
هؤلاء المختنون وتلك الأجيال من نسل (ابراهام التوراة) الذين
تعاهدوا مع (إله التوراة) على لحم غرلتهم، بعد أن قال (إله
التوراة) لأبراهام بحسب (سفر التكوين-17-7-8)، الآتي:" وأقيم
عهدي بيني وبينك. وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبديا.
لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك. وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض
غربتك أرض كنعان ملكاً أبديا. وأكون إلههم". حيث مثل هذا النص
العنصري أكبر مخطط لإحتيال كهنوتي لم تعرف البشرية مثله على مدى
تاريخها المقروء، لا في مستوى وقاحته وتزويره لحقائق الدين
والتاريخ والجغرافيا والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان. لكن في مدى
همجيته وعنصريته وتعديه على التوازن الفطري في فلسطين. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م