اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  اليهود أكثر العالمين فجورا-2
 


 

اليهود

 

اليهود أكثر العالمين فجورا-2:

 

فلو بحثنا في حقيقة المعني ضمن المعايير التي تم الحديث عنها سابقا، لوجدنا أن المعنى المقصود من تفضيل بني إسرائيل يخص جهتان مرتبطتان به. الجهة الأولى تمثل الفاضل المتفضل بفضيلة الهداية إلى الإسلام المُتميزة، والجهة الثانية هيّ المُتفضَل عليه بهذه الفضيلة المُتميز بها عن غيره في زمن كل هداية. وعلى ذلك يكون أنبياء الله المرسلين لهداية بني إسرائيل إلى الإسلام هم الجهة التي تمثل الفاضل المتفضل بفضيلة الخير والإحسان المُتميزة، كما يكون بني إسرائيل هيّ الجهة المُتفضَل عليها بهذه الفضيلة المُتميزة بها عن غيرها من العالمين. وقد أكد رب العزة على ذلك في محكم آياته، فذكرت الآية-70 من سورة المائدة:" لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ". كما أكدت الآية -49 من نفس السورة:" ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم". كما أكدت الآية-61 من سورة الصف:" وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم". وهناك العديد من الآيات التي تؤكد على هذا المعنى. وأعتقد أن ذلك يتلائم مع رحمة الله في عباده، فمن رحمة الله في بني إسرائيل الذين تمردوا وعصوا أكثر من غيرهم في زمانهم، أن إختصهم رب العزة أكثر من غيرهم بعديد من الأنبياء لتهديهم إلى الإسلام رحمة بهم. فكان بذلك تفضيل الله لبني إسرائيل المذكور في عدة آيات، منهما ما ذكر في الآية-122 من سورة البقرة:" يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين"، هو تفضيل لهم بنعة الهداية إلى الإسلام، لكثرة معاصيهم التي جعلتهم أكثر أهل العالمين بحاجة لهداية. ولمعرفة حقيقة المعنى المقصود من العالمين. أشير منذ البداية بأن العالمين هيّ مصطلح رباني لم يعرفه العرب قبل البعثة النبوية. وقد وردت كلمة عالمين في القرآن الكريم أحياناً بمعناها الواسع الذي يشمل كل خلق الله، مثل القول الحمد لله رب العالمين. ولكنها لم تكن كذلك دائماً، إذ إختصت أحيانا بمعنى شعب أو شعوب منطقة محددة بحسب الظروف الخاصة في ذكر الآية الكريمة. وأحيانا إختصت بعالم معين من العوالم التي خلقتها رب العزة. فكلمة العالمين قد ذكرت واحد وستون مرة في القرآن الكريم، بعضها كان يحمل معناها الواسع وبعضها كان يحمل معنى خاص ضيق. مثالاً على ذلك ما ورد في الآية -165 من سورة الشعراء، يقول تعالى على لسان لوط لقومه:" أتأتون الذكران من العالمين" وقوم لوط كانوا يأتون ذكران قومهم وليس كل ذكران العالم. فالعالمين في هذه الآية، قصدت عالم الرجال من قوم لوط دون سواهم، وفي مكانهم وزمانهم المحدد. بينما نجد أن كلمة العالمين في قول لوطا لقومه في الآية-80 من سورة الأعراف أخذت المعنى الواسع:" وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ". فالعالمين أخذت هنا معني كل الأقوام حينها وبزمان قوم لوط. كما أن هناك العديد من الآيات القرآنية حملت المعنى الواسع لكن المتخصص في صنف من خلق الله، مثل تخصصها في صنف النساء دون صنف الرجال أو غيرهم من مخلوقات الله. بحسب ما ورد في الآية-42 من سورة آل عمران:" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ". والملاحظ أن المقصود هنا بالعالمين هو الإصطفاء لمريم على نساء الأرض في زمانها وليس على كل ما خلق رب العالمين. لنصل إلى نتيجة أن كلمة العالمين ليس من الضرورة أن تحمل المعنى العام الواسع، فقد تحمل أيضاً المعنى الخاص الضيق داخل قوم من الأقوام. الأمر الذي يقودنا إلى الإستنتاج أن المقصود بالعالمين الذين فضلوا عليهم بني إسرائيل بنعمة الهداية قد يكونوا من قومهم، وقد يكونوا خارج قومهم، كما هو حال المعنى مع قوم لوط. ولمعرفة أي من المعنين قصد في آيات تفضيل بني إسرائيل، لنرجع إلى الآيات القرأنية التي توضح لنا ذلك. فالآية-60 من سورة المائدة ذكرت الآتي:" قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ". حيث تشير هذه الآية إلى أن هناك مجموعات من بني إسرائيل شملتها لعنة الله وغضبه فجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، وهناك الآيات العديدة التي تؤكد هذا المعنى، أفلا يعني ذلك بأن الله فضل بهداية بعض من بني إسرائيل من الذين لم يلعنوا، على غيرهم من الذين لم يهتدوا فلعنوا، لتشمل بذلك العالمين معنى خاصاٍ ضيقاً داخل بني إسرائيل كما هو الحال مع قوم لوط. ولتأخذ معنى العالمين بعد ذلك فترات زمنية متقطعة مرتبطة بزمن كل نبي أرسل لهداية بني إسرائيل، كون المختصين بالهداية المعنيين في الآية السابقة لم يهتدوا، وهذا ما أكدت عليه الآية-138 من سورة الأعراف:" وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون". الأمر الذي يرجح إحتمال أن يكون معنى العالمين قد تخصص في قوم بني إسرائيل ولم يتعداهم إلى غيرهم، لأن عالمينهم قد غلبت عليه الضلال، ليكون عالمينهم في هذه الحالة شبيه بعالمين قوم لوط المقصود في الآية-165 من سورة الشعراء. وهذا ما أكدت عليه بعثات النبوة المتكررة لهداية بني إسرائيل. من كل ذلك ندرك  أن العالمين قد تحمل معنى خاصا ضيقاً، بحسب زمن وصول نعمة الهداية المحددة مع زمن المرسل إليهم من الأنبياء والرسل والصالحين لهدايتهم. فمن كل ذلك نتأكد أن المعنى المقصود في آيات تفضيل بني إسرائيل كان تفضيلا زمنياً خاصاً وضيقاً على مراحل متقطعة متعلقة في زمن كل نبي أو رسول أرسل لهدايتهم. إذن كانت العلاقة بين أنبياء آل إبراهيم المصطفين وبني إسرائيل الغير مصطفين هي علاقة من يحمل رسالة الهداية إلى من يحتاج الهداية. وقد خسر بني إسرائيل نعمة الهداية المميزة بعد أن غوت كل شعوب الأرض وسارت على طريق الضلال الذي سار عليه بني إسرائيل. وإنقطع نزول الوحيّ مع إنتهاء رسالة خاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، الذي بعث رحمة من الله لهداية البشرية جمعاء إلى الإسلام. وهكذا خسرت بني إسرائيل التفضيل الهداية على العالمين بإنقطاع رسائل هدايتهم إلى الإسلام. وأعتقد أننا في ذلك قد وضعنا الأمور في نصابها بشكل يتلائم مع المعايير الربانية والعلم عند الله.

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2014م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster