|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
اليهود
اليهود أكثر العالمين فجورا-1:
في البداية يجب علينا ان نقر بأن الفضيلة هيً صفة يوصف بها السلوك
الخَيِّر، وهى آتية بمعنى التميز أو الزيادة فى الخير أو الإحسان.
كما أن السلوك هو ممارسة إتجاه النفس والآخر تعبر عن قناعة وإرث
ثقافي تميز الفرد في مجتمعه. كما تميز مجتمعه عن غيره من المجتمعات
بهذا الإرث ذو الصبغة الثقافية الواحدة. فإذا كان السلوك الممارس
يحمل طابع الخيرية سميّ بذلك فضيلة، وَمُيزَ صاحبها عن غيره بهذه
الفضيلة ومُدِحَ عليها، وكذلك هو المجتمع الفاضل الذي يؤخذ من
الخيرية طابعاً مميزاً في تعامله مع بعضه أو مع الآخرين. لذلك كانت
علامة الفضيلة عند العرب قبل الإسلام هيّ كل ما يُستَحَقُ عليه
المدح، مثلما كانت علامة الرذيلة عندهم هيّ كل ما يستحق عليه اللوم
والذم. فالمدح فى الحقيقة هو وصف الموصوف بأخلاق حميدة يحمد صاحبها
عليها. وقد امتدح العرب فضائل الجود والكرم والإيثار وإغاثة
المظلوم وتكريم الضيف وكل ما يمثل إحتراماً لموروثهم الأخلاقي
والثقافي، حيث تحمل جميعها الطابع الخيري الذي لا يتعارض مع
الثقافة التي حملها انبياء الله ورسله. الأمر الذي يشير إلى حقيقة
البيئة ومخزونها الثقافي، التي ترعرع وسطها رسول الإنسانية محمد
عليه الصلاة والسلام. وقد تنامى هذا المخزون الثقافي بفضل ما علق
لدى القبائل العربية من ثقافة حملها أنبياء الله إبراهيم وإسماعيل
عليهم السلام إلى رحاب الكعبة الشريفة، وأشارت الآية-37 من سورة
إبراهيم إلى أساس هذا المنبع الثقافي:" ربنا إني أسكنت من ذريتي
بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة
من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون". وذلك يؤكد
أن الفضيلة بمعاييرها الربانية كانت ممارسة في سلوكيات بعد القبائل
العربية قبل نزول الرسالة النبوية. الأمر الذي جعل معنى الفضيلة
والتفضيل المذكور في القرآن الكريم سلساً وطيعاً على فهم الكثير من
القبائل العربية، التي تسابقت فيما بينها لتصديق ما جاء به الوحيّ
من رسالة على نبيّ الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، والتي أكملت ما
عند العرب من مكارم الأخلاق، وصقلت حقيقة موروثهم الثقافي. بينما
لم يكن الأمر كذلك عند مدعي إرث بني إسرائيل من يهود الجزيرة
العربية. أو من الذين هادوا الذين حاربوا هذه الرسالة التي ذمت
فيهم سلوكياتهم المذمومة، ولامت فيهم موروثهم العنصري المقيت. لذلك
قال فيهم رب العزة في الآية-90 من سورة النحل:" أَفَكُلَّمَا
جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ
فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ". أو كما قال في
الآية-21 من سورة الأنعام:" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى
عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ
الظَّالِمُونَ". وذكر رب العزة في كتابه الكريم العديد من الآيات
الكريمات التي أوضحت حقيقة هذا الموروث الخاص بالذين هادوا من بني
إسرائيل. لذلك حاربوا الرسالة التي نزلت على نبي الرحمة ولامت فيهم
خصائلهم الغير حميدة، وذمت فيهم ممارساتهم وسلوكياتهم الكريهه.
الأمر الذي يبين أن الفضيلة كانت بعيدة عن سلوكيات بني إسرائيل، أو
مدعي هذا النسب من يهود الجزيرة العربية الذين عاصروا فترة البعثة
النبوية، فكيف يكون الحال إذا ما علمنا بأن الذين هادوا شكلوا
المجموعة التائبة والأفضل بين بني إسرائيل. الأمر الذي يشير إلى أن
الفضيلة لم تكن بعيدة فقط عن بني إسرائيل، بل كانت الأكثر بعداً
عنهم، كون أن الأفضل فيهم من الذين تابوا، تميزوا بتلك السلوكيات
الهمجية ضد أشرف خلق الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
وهذا ما يؤكد أن التفضيل الذي يحمل معنى التميز في الخير ليس له
علاقة ببني إسرائيل ولا بموروثهم الثقافي. حيث مثل هذا الموروث
النقيض الأساس للثقافة التي حملها أنبياء الله ورسله. من كل ذلك
نستنتج أن المعنى المقصود في آيات التفضيل الخاصة في بني إسرائيل،
لم يحمل مديحاً لقيمة خيرية فيهم أو في خصائل حميدة قد ميزوا بها.
كما لم يقصد من المعنى ذاك الذي له علاقة في التفضيل التكويني في
خَلقٍ أو خُلقٍ أو علمٍ أو ذكاءٍ أو فراهة أجسام، لأن ذلك يعتبر
تفضيل عنصري يتنافى مع المعايير الربانية. الأمر الذي يجعلنا نبحث
عن المعنى المقصود بعيداً عن معنى التميز بالخير. ولعل هذا الأمر
قد
يحرر الكثير من علماء الدين أو المفسرين الذين غالوا في الدفاع عن
مفهومهم لخير أمة، التي وصفت به أمة النبي محمد عليه الصلاة
والسلام، لأنهم إعتقدوا أن فهمهم للخيرية الواردة في هذه الآية،
تتناقض مع فهمهم لآيات التفضيل التي فهموا منها تميز في الخير لبني
إسرائيل. لكننا إذا ما أخضعنا المعنى المقصود في الحالتين إلى
المعايير الربانية التي لم يقصد منها تمييزاً عنصرياً. نجد أن
المعنى بعد ذلك يصبح سلساً على الفهم وليس فيه أي تناقض، فمقياس
التميز بالخيرية هو الأمر بالمعروف والنهيّ عن المنكر والإيمان
بالله، وهذا ما كرسته أمة الإسلام، بينما هذا المقياس لا ينطبق على
بني إسرائيل الذين كانوا بعيدين كل البعد عن التميز بالخيرية
بمعاييرها الربانية. كونهم كانوا يأمرون
بالمنكر ويتناهون عن الأمر بالمعروف، ويؤمنون (بإلههم) الخاص الذي
حدد (ألوهيته) بمهمة خاصة، هي تشريع أرض فلسطين لعشيرته الخاصة.
كل ذلك يشير إلى أن المقصود بأيات تفضيل بني إسرائيل على العالمين
قصد منه معنى التفضيل على العالمين بنعمة الهداية، لأنهم كانوا
أكثر العالمين فجورا وتمردا ومحاربة للأنبياء والرسل وبحاجة إلى
الهداية. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م