|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
أقلام تحت الشمس : 26- هل تطلب تشريع وعد بلفور، تدمير الكنيسة الروسية وإسقاط القيصر؟ :
فكما ذكرنا سابقا فإن مؤسسة فيكر ــ ماكسيم رفضت تمويل عمليات
تسليح الجيش الروسي الحليف لبريطانيا (الجهة المكلفة بتأهيل
هذا الجيش) في الحرب العالمية الاولى، فكانت بذلك هيّ المؤسسة
المسؤولة عن تلك الظروف الصعبة، والضربات القاسية والقاتلة
التي واجهها الجيش الروسي أمام الجيوش الالمانية على الجبهة
الشرقية. وتبين بعد ذلك أن هذه المؤسسة كانت تعمل لصالح أرنست
كاسل وكيل أعمال مؤسسة كوهن ــ لويب في
نيويورك. ومؤسسة كوهن ــ لويب هيّ تلك المؤسسة التي أدينت
سابقاً بأنها المسؤولة عن المجزرة الإقتصادية التي
إصطلح
على
تسميتها
بـمصطلح مجزرة
(الرعب
في
وول
ستريت)
عام
1907. وخصوصا بعد أن
أوعز المرابون اليهود
إليها بسحب
كامل
أرصدتهما
المودعة
في
البنوك، والخاصة
في
تقديم
خدمات
مصرفية
عامة
للأفراد. الأمر الذي نجم
عنه
إنخفاض
القيمة
السوقية
لأسهم
بورصة
نيويورك.
وهذا ما نجم عنه
أدى
هلع كبير
في
جميع
الأسواق
الأمريكية
وتدافع
على
طلب
السيولة، فإنهارت بذلك
أسعار
العملات. حتى
بلغت
معدلات
الإسترجاع
بسبب
ذلك
مئة
في
المئة
في
شهر
تشرين
ثاني.
لينتج عن ذلك
إفلاس
العديد
من
البنوك
والشركات
الخاصة والمنافسة للتكتلات
المالية اليهودية في امريكا، الأمر الذي أحكم سيطرة المرابين
اليهود على نظام طباعة العملة في الولايات المتحدة الأمريكية،
وبالتالي سيطرتهم الكاملة على الإقصاد الامريكي. كان هدف
المرابين اليهود بعد إزاحة الرؤوس الحاكمة في أوروبا، وتولية
عملائهم من محافلهم الماسونية مكانهم (وهذا ما سنوضحة في
مقالات لاحقة)، وبعد ان مهدوا لهم الظروف الموضوعية لإطلاق
الحرب العالمية الاولى، التحكم بتحالفاتها وتحديد الجهة
المنتصرة فيها، للوصول الى مكانة تسمح لهم في التحكم بفلسفة
عصبة الامم المنبثقة من مؤتمر السلام المنعقد في فرساي، الأمر
الذي يمهد تشريع وعد بلفور وإقامة الكيان الصهيوني فوق ارض
فلسطين. من هذا المنطق علينا إدراك السبب الحقيقي الذي وقف خلف
رفض المرابين اليهود تمويل عمليات تسليح الجيش الروسي، والذي
قصد منه أضعافه الى الحد الذي يسمح بإنتصار الثورة الشيوعية
التي قادها لينين وتروتسكي. وما يجعلنا نعتقد بذلك، هو أن يكون
يعقوب شيف رئيس التكتل الإقتصادي كوهن ــ لويب سابق الذكر،
والذي اثبتنا دوره في المقالات السابقة في إدخال الولايات
المتحدة الحرب العالمية الأولى، بعد أن كان معظم الشعب
الأمريكي كارها لها. هو نفسه الذي ترك الجيش الروسي بدون أسلحة
على الجبهات، وهو نفسه الذي مول الثورة الشيوعية الساعية الى
إسقاط القيصر بعد ان دمرت جيوشه على الجبهات. وهذا ما أكد عليه
العديد من الباحثين. نذكر منهم وليام غاي جار في كتابه (احجار
على رقعة الشطرنج -ص-17)، حيث ذكر الآتي:"
كان يعقوب شيف قد بادر إلى جمع المغامرين من اليهود، وأنشأ لهم
مراكز تدريب على السلاح، وعلى أعمال القتل والإرهاب في أمريكا،
بتفويض من المرابون اليهود بعد مؤتمر بال سنة 1897، حيث كُلف
يعقوب تشيف بالملف الروسي". كما أكد على ذلك الاستاذ ربيع عبد
الرؤوف الزواوي في كتابه (المفسدون في ألأرض – ص- 237)، حيث
ذكر الآتي:"
قام يعقوب شيف بإفتتاح إكتتاب مالي لدعم الثورة الشوعية
الروسية. فتبرع أثرياء اليهود الأمريكيين بمبالغ كبيرة، كما
تقدم آلاف الشباب اليهود للتطوع في القتال مع الثوار الروس ضد
القيصر. فكان يعقوب تشيف يدرب الثوار الشيوعيون ويزودهم
بجوازات السفر الأمريكية، وبكميات وفيره من الأموال، ويرسلهم
إلى روسيا ليعملوا في صفوف تروتسكي، وبعلم ومعرفة حكومات جميع
الدول المتحاربة". وقد أكد على ذلك الكاتب يان فان هلسنج في
كتابه (الجمعيات السرية-ص-88)، حيث ذكر الآتي:" أختير يعقوب
تشيف أثناء تجمع منظمة بناي بيرث (الماسونية) في نيويورك
رئيسا للحركة الثورية في روسيا سنة 1916، وفي تاريخ 13\1\1917
حصل ليون تروتسكي على جواز سفر أمريكي بهذا الإسم، بعد أن كان
إسمه الحقيقي ليف دافيدوفتش برونستاين، وشوهد تروتسكي مرات
عديدة في دارة تشيف الفخمة. حيث مول يعقوب تشيف تدريبات الثوار
التروتسكيين، الذين أتى معظمهم من ألأحياء الشرقية لنيويورك.
وتمت التدريبات في ألأراضي التي تملكها شركة ستاندارت أويل لصاحبها
روكفلر (أحد المرابين الذين شكلوا الفد) في ولاية نيوجرسي".
وفي ذلك ذكر الكاتب الامريكي جيم مارس في كتابه الحكم بالسر(ص-
276)، الآتي:" في كانون الثاني من عام 1917 كان ليون تروتسكي
يعيش في نيويورك سيتي ويعمل كمراسل لصحيفة العالم الجديد، حين
إتصل به جاكوب شيف ودفع له 20 مليون دولار للبدأ في تفجير
الثورة الشيوعية". كل ذلك يشير إلى حقيقة واحدة هي أن مؤسسة
فيكر ــ ماكسيم التي رفضت تمويل عمليات تسليح الجيش الروسي،
كانت تتبع لنفس المرابي الذي دعم تسليح الثوار الشيوعين ضد
القيصر.
لذلك بعد تمويل حملات الدعاية وتدريب الثوار الشيوعيين، تم
تزويد تروتسكي بالمبلغ المذكور، لتقلهم السفينة كريستينا فيورد
إلى أوروبا، ومن ثم إلى ألمانيا الدولة العدوة للحلفاء في هذه
الحرب، ليتولى الألمان بعد ذلك نقلهم بالقطار إلى روسيا
العدوة! لكن مع وصول هذه السفينة إلى مرفأ هاليفاكس في نوفا
سكوتيا في 3\4\1917م تم إيقافها من قبل السلطات الكندية.
وهذا ما جعل يعقوب
تشيف من أن يستخدم نفوذه مع الكولونيل هاوس صديق الرئيس ويلسون
ورئيس حملته الإنتخابية لإطلاق سراحهم، حيث أخبر هاوس رئيس
المخابرات السرية البريطانية ويليام وايزمن، بأن الرئيس
الأمريكي ولسون يطالب بشكل مباشر بإطلاق سراح تروتسكي ومجموعته
فورا. ويعلق جيم مارس على هذه الحادثة (مرجع سابق- ص – 281 )،
بالآتي:" في 21\4\1917م، في أقل من شهر على دخول الولايات
المتحدة الأمريكية الحرب، أمرت الأدميرالية البريطانية بإطلاق
سراح تروتسكي مزودا بجواز سفر أمريكي مخول من ويلسون" (للعلم
أن الولايات المتحدة الأمريكية التي دعمت الثوار ضد روسيا، هيّ
نفسها من دخلت الحرب الى جانب دول الحلفاء الذين منهم روسيا!).
وقد يبدو من غير المعقول أن يبقي المجلس النيابي البريطاني دون
علم بما يجري حوله من تناقدات غير مفهومة، خصوصا بعدما وجدت
الحكومة البريطانية نفسها مضطرة للتدخل لإخلاء سبيل تروتسكي
ورفاقة بعد أن
القيّ القبض عليهم في هاليفكس، والمعروف أن السلطات الكندية
تتبع في نظام حكمها إلى التاج البريطاني. فمن المؤكد
تماما أن بريطانيا كانت تعرف حق المعرفة، بأن دعم المرابين
اليهود للثوار الشيوعيين، بالإضافة إلى الأوضاع العسكرية
المتردية للجيش الروسي، مع الحملات الإعلامية الدعائية المكثفة
ضد القيصر ونظام حكمه، وزيادة على ذلك الإنتفاضات العمالية
التي أخذت شكل العصيان المدني. كل ذلك كان منطقيا أن ينجم عنه
نجاح الثورة الشيوعية وإسقاط نظام القيصر الحليف القوي
لبريطانيا في هذه الحرب. كما سينجم عن ذلك
انسحاب القوات الروسية من جبهات
المواجهة مع الألمان. الأمر الذي سيؤدي إلى سحب الجيوش
الألمانية
من الجبهة الشرقية، وإرسالها
لمساندة جيوشها في الجبهة الغربية التي هيّ بالأساس قد حققت
إنتصارات باهرة على البريطانيين، ليتضاعف في ذلك حجم القوات
الألمانية التي سيواجهها البريطانيون. وقد
شعرت الحكومة البريطانية بهذا
الخطر بدليل أن القضية نوقشت داخل البرلمان البريطاني. ورغم
ذلك تصرفت الحكومة البريطانية ضد مصالح شعبها وسمحت للثورة
الشيوعية أن تنتصر، من خلال سماحها لقيادة الشيوعيون في الوصول
إلى روسيا. لتلاقي بذلك المصير الأسود الذي كان ينتظرها على
الجبهات مع ألمانيا. لكن الغريب في كل ذلك، هو أن لا تقوم
ألمانيا بحسم الوضع القتالي لصالحها على الجبهة البريطانية،
والأغرب من ذلك أن يتم التنسيق بين البريطانيين والألمان
الدولتين المتحاربتين ووزير الخارجية الروسي ميليوكوف في إيصال
تروتسكي ومجموعته ولينين ومجموعته إلى روسيا. وفي سبيل ذلك
خُصِصَ للينين ورفاقه عربة قطار خاصة تنقلهم عبر الأراضي
الألمانية إلى بترو غراد.
وعن هذا الأمر يقول هلسينج (مرجع سابق ص-104) الآتي:" ما أن
وطأت أقدام تروتسكي أوروبا حتى توجه ومعه العشرين مليون دولار
فورا إلى سويسرا لملاقاة لينين وستالين وكاغونوفيتش وليتفينوف
ومارتوف، بغية وضع مخطط الثورة الشيوعية الروسية بحسب توجيهات
يعقوب تشيف. واجه المتآمرون المجتمعون في سويسرا مشكلة
إنتقالهم إلى روسيا مع أموالهم وأسلحتهم. فتدخل المرابي
ماكس واربورغ (الذي سيلمع إسمه في مفاوضات السلام بعد أن مثل
ألمانيا الدولة المهزومة في الحرب العالمية الأولى) لتامين
حماية خاصة للقطار الذي سينقل المتآمرين عبر ألمانيا إلى
بطرسبرج في روسيا، التي وصلوها
في الثالث من
نيسان". كل ذلك يشير إلى أن
المرابين اليهود استخدموا كل الدول المتحاربة، وإن كانت في
معسكرات مختلفة، لإنجاح الثورة الشيوعية في روسيا، وإسقاط
القيصر الذي كان يمثل رأس الكنيسة الارثوذكية، والتي كانت عصية
حتى حينها عن الإختراق اليهودي لها. من هذا المنطق نستطيع أن
نفهم سر اللقاء الذي حدث بتاريخ 8\5\ 1916، في بيت المرابي
اليهودي دانيال شورين فيبزويرخ بين زعيم الحركة الصهيونية
مناحيم وايزمن وفلاديمير إيليش لينين، في وجود الكاتب الصهيوني
جاك ليفي، والذي بحث فيه المخطط الذي وضعه المرابون اليهود
للقضاء على القيصرية الروسية الرافضة إقامة الكيان
الصهيوني(دور الدول الإشتراكية في تكوين إسرائيل للدكتور
إبراهيم الشريقي -عضو المجامع العلمية الدولية-ص-17). ويذكر في
هذا اللقاء أن قال وايزمن للينين الآتي:" إن فتح أبواب الشرق
وإستقرار اليهود في فلسطين يتوقف في الدرجة الأولى على تدمير
الإمبراطورية العثمانية. وبتدميرها تزول الحواجز والعقبات التي
تعترض المسيرة إلى أرض الميعاد". فرد عليه لينين، قائلا:" على
نجاح الثورة في روسيا يتوقف تحرير اليهود من كابوس ملوك أوروبا
ورفعهم إلى أعلى المراتب في الدولة. وسوف تحقق الثورة الروسية
للشعب اليهودي المشتت ما عجزت عن تحقيقة لهم الثورة الفرنسية".
كل ذلك يجعلنا نؤكد أن عشرات الملايين من الشعب الروسي الذين
أبيدوا منذ بداية القرن العشرين، وقبل وبعد وصول لينين
وتروتسكي إلى سدة الحكم في روسيا والإتحاد السوفياتي فيما بعد،
وما رافق ذلك من مجازر أثناء الحقبة الستالينية وما بعدها، كما
أن الملايين الذين أبيدوا أثناء الحرب العالمية الثانية، كان
جميعهم من الضحايا الذين قدموا على مذبح نهم (إله التوراة) في
مسيرة هرولة عشيرة عزرا لسلب أرض فلسطين. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م