|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
إيل
فَكمْ مِنْ خائِن مِنَ النِعالِ لمْ يَسلمِ!
أين قامت دولة (التوراة) المزعومة!:
في كلمة ألقاها بنيامين نتنياهو في مؤتمر المنظمات اليهودية
الأمريكية الذي عقد في القدس مؤخرا، ذكر الآتي:" السلام سيكون
حقيقيا حينما يعترفون بإسرائيل بشكل حقيقي. يتوقعون منا الاعتراف
بدولة للشعب الفلسطيني، كيف يجرؤون على عدم الاعتراف بالدولة
اليهودية؟ ألا يعرفون أنها دولة التوراة". كما كان قد تحدث محمود
عباس قبل ذلك للقناة الثانية بالتلفزيون الصهيوني من مدينة رام
الله، وذكر الآتي:" فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 والقدس الشرقية
عاصمة لها. هذا هو الوضع الآن وإلى الأبد. هذه هي فلسطين في نظري.
إنني لاجئ، لكنني أعيش في رام الله. أعتقد أن الضفة الغربية وغزة
هما فلسطين، والأجزاء الأخرى هي إسرائيل". لكن ما لا يدركه نتنياهو
الذي يسعى إلى إقامة دولة (التوراة)، ولا ابو مازن الذي إعترف
بدولة (التوراة) فوق أرض فلسطين، ليعطي في ذلك الحق لنفسه بتمثيل
أهل فلسطين، وليتجاوز ذلك معلنا تمثيله لكل الأجيال الفلسطينية
السابقة والقادمة وإلى الأبد! أن (دولة التوراة) المقصودة لم تقم
لا على أرض فلسطين، ولا كما يعتقده البعض في الأجزاء الجنوبية من
الجزيرة العربية. إنما هيّ مملكة إفتراضية نشأت في عقول كهنة بابل
الذين كتبوا (التوراة). وقد أكدت في مقالات سابقة كيف سطى كهنة
(التوراة) على السجل الخاص بتفاصيل معارك تحتمس المؤرخة على الحائط
الخارجي لردهة العمد الكبرى في معبد الكرنك، وخصوصاً لوحة قادش
التي ذكرت تفاصيل المعركة التي قادها الفرعون المصري تحتمس الثالث.
وصبغوها على شخصية (داود) في القصة الواردة في سفر صموئيل الثاني.
حيت قام (داود في الرواية التوراتية) في لعب دور المهاجم تحتمس
الذي غزى الممالك الواقعة بين نيل مصر وفرات ارض الرافدين، وخصوصا
تلك الممالك الكنعانية التي توحدت فيما بينها لمواجهة حملة تحتمس
عليها. ولعل الكثير من الباحثين والمؤرخين فجعهم هذا السطو المريع،
وهم يتابعون تلك القصص (التوراتية) المفبركة والصبيانية التي كانت
تتحدث عن (داود) زعيم عصابة المرتزقة المفترضة، الذي يقوم بعمليات
سطو مسلح وسلب وقتل، ويفرض بستمائة رجل هم عماد العصابة على عشائر
الأسباط المفترضين دفع الآتاوات. ليتحول بعد ذلك بسرعة البرق من
(داود) الذي يقود صراع حواري، إلى (داود) القائد الإقليمي الذي
يقود الجيوش الجرارة ليسحق بها الممالك والإمبراطوريات الكبيرة،
متقمصاً شخصية تحتمس الثالث في معركة قادش. ولعل بعض الإلتباس
الذي اوقع بعض المؤرخين الذين فجعوا بحقيقة الإكتشافات الأثرية في
فلسطين، والتي كذبت كليا السردية (التوراتية)، كما كذبت أن يكون قد
أقيم (دولة للتوراة) في فلسطين، جعلهم يفترضوا أن تلك الدولة أقيمت
في القسم الجنوبي من الجزيرة العربية. مستندين في ذلك الى بعض
الوثائق المكتشفة هناك، والتي ذكرت تسميات قديمة لبعض المواقع التي
إستخدمتها مملكة حمير التي إعتنقت اليهودية من عام 115 قبل
الميلاد، إلى عام 575 ميلادي. حيث تطابقت هذه التسميات المكتشفة،
أو اسماء بعض المواقع التي مازلت تحمل تسمياتها القديمة، مع ما ورد
من تسميات ذكرت في كتاب (التوراة). وقد تناسى أصحاب هذا النهج من
الإعتقاد بأن كهنة (التوراة) أجروا عمليات سطو متكررة على معتقدات
الشعوب القديمة، وعلى قصص شعبية تناقلتها الذاكرة الجماعية لتلك
الشعوب، وعلى الديانة التوحيدية التي انزلت على سيدنا إبراهيم عليه
السلام. كما سطوا على زجليات متناقلة أخرى عديدة (كسيرة بني هلال)،
كانت خاصة لقبائل عربية أقامت بعض الممالك في الجزيرة. ليدونوها في
كتاب (التوراة) الذي بقي حتى ذلك الحين تحت مقصات التدوين
والإيضافات والتنقيح. وليجعلوا من بعض تلك القصص خاصة في العشيرة
التي أطلقها الكهنة أثناء حملة الملك الأخميني أرتحششتا على بلاد
الشام واليمن، وجعلوها تحمل إرث بني إسرائيل التي كانت تعبر بين
حدود تلك الممالك، يحمل بعضهم وخصوصا الذين هادوا منهم بعض ما
حفظوه من توراة حق. ولكي يستقيم لهم، أهلوا شخصيات تلك القصص لتلعب
دور (انبياء التوراة)، لذلك أضفوا عليها أسماء أنبياء حقيقيين.
للقول أن كتاب عزرا المسمى (التوراة) والذي أطلق المذهب الإسقاطي
المسمى باليهودية، هو نفسه كتاب التوراة الحق الذي أنزل على سيدنا
موسى عليه السلام. ولإحداث كل ذلك كان على كهنة عزرا ربط نسب
العشيرة المزمع تشكيلها، بنسب عشيرة بني إسرائيل المعروفه حينها
والتي إختصها رب العزة بمجموعة من انبياء الهداية. ليبنى على ذلك
إدعاءاً بأن (يهوه) الذي إتخذته العشيرة المفترضة (إلها) خاصاً
بها، والذي لم يعرف بهذه التسمية في كتاب (التوراة) إلى بعد أن
(كلم موسى بحسب التوراة)، هونفسه رب إبراهيم وإسحاق ويعقوب ورب
العالمين، وبالتالي هو رب بني إسرائيل الذين سرقوا إرث الإنتماء
إليهم. لذلك عمل كهنة (التوراة) على إظهار إيل (الإله) الذي عبده
الكنعانيين على المشهد في المسرح (التوراتي) لأهميته في هذه
المرحلة من التدوين، لأن هذا الأمر يمهد للكهنة من العبور إلى إسم
إسرائيل، كون أن كلمة إيل هي إحدى الجزور المركبة لهذا الإسم. وهذا
الإحتمال هو الأقرب إلى منطق الكهنة الباحثين عن سرقة أرض فلسطين،
وما يؤكد ذلك هو أن (يعقوب حفيد ابراهام) هو بعينه الذي وقعت عليه
القرعة، ليتحول في مصارعة وهمية مع (إله التوراة) إلى إسم إسرائيل.
وكلمة إسرائيل مشكلة من جزري (إسرا- ئيل) التان تعنيان بالهجات
القديمة عبد إيل، وإيل بحسب ما إعتقد به بعض العلماء والباحثين هو
إسم الله في لهجات المنطقة، ليتم من خلال هذا الإعتقاد الموائمة
بين ما عبدته هذه العشيرة التي أطلقها عزرا، وهو ذاك (الإله)
المركون في حواري بابل، وبين ما عبدته بني إسرائيل التي كرمها رب
العزة بأنبياء ورسل مبجلين(بفرضية أن النبي يعقوب هو إسرائيل، وهذا
ما أثبتنا بطلانه). لكن يخطأ من يعتقد أن (إيل) هو إسم الله في
اللغة العبرية، لأن هذه اللغة لم تكن موجودة حينها، وحين إستحدثت
أطلقت على (إله التوراة) إسم (ءلهيم) وليس إيل، كما أن رب العزة في
كتابه العزيز لم يذكر العبريين بالإسم، أو يخص اليهود باللغة
بالعبرية. وأعتقد أن (التوراتيين) هم من كان وراء كل هذه التلفيقات
والأكاذيب. للقول أن إيل الذي عبدته بعض المدن الكنعانية وأدعيّ
بأنه إسم الله في لهجات المنطقة، هو ذاته (إله التوراة) الذي عبدته
العشيرة المفترضة التي أطلقها عزرا في حواري بابل. لكن ما يفضح هذا
الإدعاء هو ما كتبه الكهنة على لسان (يعقوب) في (سفر
تكوين-28-20-21)، والذي نص على الآتي:" إن كان هذا الإله معي
وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه وأعطاني خبزاً لآكل
وثياباً لألبس ورجعت بسلام إلى بيت أبي يصبح لي إلهاً". حيث يوضح
هذا النص أن (يعقوب التوراة) حين قَبِلَ أن يكون عبداً لإيل
المجهول إليه، إشترط على إيل أن يقنعه بإلوهيته من خلال توفير
الطعام واللباس له في طريقه إلى بيت أبيه. الأمر الذي يثبت أن إيل
كان غريباً عن (يعقوب) كما هو الحال بالنسبة إلى أبيه (إسحاق) وجده
(إبراهام). لذلك وُضع هذا (الإله) تحت تجربة إثبات إلوهيته أمام
(يعقوب)، الأمر الذي يسقط إعتقاد بعض العلماء والباحثين سابقي
الذكر. ولعل كهنة عزرا حققوا (ليعقوب) في كتابهم فقط، شرطه في
التحول إلى عبد إيل، إذ جعلوه يأكل في الطريق من نبات الأرض ويكتسي
بجلد الحيوانات النافقه. لذلك حين نام بعد عناء السفر: إستيقظ
مبكرا وأخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه، وأقامه عامودا وصب على رأسه
زيتا. دعا إسم ذلك المكان بيت إيل أو بيت الله (بحسب
تكوين-28-18-19). لكن الغريب في ذلك هو أن بيت إيل كانت مدينة
مقدسة عند بعض الكنعانيين قبل أن يدعي الكهنة بأن (يعقوب) هو من
أطلق عليها هذه التسمية. لكن هكذا أراد الكهنة أن يدونوا في كتابهم
ليتسنى لهم إطلاق عبد إيل على (يعقوب) الذي أقنعه إيل (بإلوهيته).
وهكذا دخلت لفظة إيل ضمن مجمل مسلوبات (التوراة)، ليَعْبُر منها
الكهنة إلى إسم إسرائيل. هذا الإسم الذي حمله الرجل الصالح الوارد
ذكره في القرآن الكريم وأختصه رب العزة بآيات كريمة ذكرت قومه في
عديد من الأحداث. لكن هذا (الإله)، سرعان ما كان يتحول إلى آلهة
أخرى، فقد حمل أيضا تسميات مثل حداد وبعل صفون حتى إستقر إسمه على
يهوه. وكل ذلك كان يعتمد على مصدر المسلوبات من معتقدات وديانات
الشعوب التي أستخدمت لكتابة (التوراة). لكن (يهوه) الذي تم
الإستقرار عليه في النهاية، لم يكن إلا (إله) الزلازل والبراكين
الذي عبده أهل مديان. وقد اثبتنا سابقا كيف جعل كهنة بابل من (إله
التوراة)، يلعب دور (رع إله الشمس) الذي عبده الفراعنة. ليجعلا بعد
ذلك من الأثنين مجتمعان يحرقا ويزلزلا (رع ويهوه) معاً الأرض تحت
أقدام الشعوب التي ستشملها خارطة طريق العشيرة، بعد أن تقمصا
الإثنين ثوب بعضهما بعضا، أو ثوب مذهب الإخمينيين الزرادتشيين فيما
بعد!
والغريب في كل هذه الأكاذيب، هو إدعاء أن يكون هناك دولة (للتوراة)
أقيمت في فلسطين، والذي رفضه معظم الباحثين والمؤرخين ومنهم
اليهود، إعتمادا على الحجم المهول من الإكتشافات الأثرية التي نقضت
كل السردية (التوراتية). وخصوصا أن كهنة بابل الذين كتبوا كل قصص
(التوراة)، وأطلقوا اليهودية وسرقوا نسب بني إسرائيل، كما اسسوا
لكل مخطط الابادة والقتل والسيطرة على ارض كنعان، هم أنفسهم من
إعترف بفلسطينية الأرض الفلسطينية في كتاب (التوراة) نفسه. فقد
ذكرفي (سفر تكوين- 21-24)، الآتي:" وكانت غربته (المقصود ابراهام)
في أرض الفلسطينيين أياما كثيراً". وكان (ابراهام والد إسحاق وجد
يعقوب المتحول إلى إسرائيل) قد مكث في بلدة جرار الفلسطينية بحسب
نفس الرواية، أكثر من أربعين سنة بفضل منة الفلسطينيون عليه، بعد
أن أشفقوا على حاله وهو شيخ هرم يقوم بعرض زوجته الهرمة (ساراي)
على ملكهم أبيمالك (كما ذكرنا سابقا)، ليكسب من ذلك ما يحقق له
عظمة، يستطيع الكهنة بعدها الإدعاء بأن هذا الشيخ الديوس هو نفسه
النبي إبراهيم (الذي حصنه رب العزة كما حصن زوجته عن إرتكاب
المعاصي)، ليتم بعدها الإدعاء بأن النبي إبراهيم عليه السلام هو
نفسه (ابراهام) أبو (إسحاق ويعقوب)، وبذلك يكون الكهنة قد ربطوا
شخصياتهم (إبراهيم وإسحاق ويعقوب)، بالعائلة الكريمة التي خرجت
منها مجموعة من الأنبياء، كان من بيهم النبي إسماعيل عليهم جميعاً
السلام. ورغم هذه العظمة التي يتحدث عنها (التوراة)، فإن (أبراهام
التوراة) كان يدرك في قرارة نفسه (بحسب هذه الرواية المفترضة) أن
العظمة التي تأتي له من مال الدياسة، لا تعني لأهل فلسطين إلا ذلاً
لصاحبها ومكانة إجتماعية وضيعة لممتهنها. وبالتالي سترفض العائلات
الفلسطينية من تزويج إحدى بناتها إلى لا جيء غربة وإبن ديوس خوفاً
على شرفهم من أن يكون الولد سر أبيه، وهذا ما حصل بالفعل حين قرر
(أبراهام التوراة) تزويج إبنه (إسحاق) من إمرأة غير فلسطينية. لذلك
عندما كبر (إسحاق)، إستحلف (أبراهام) رئيس عبيده قائلا بحسب (سفر
التكوين 24-3-4) الآتي:" إستحلفك بالرب إله السماء وأله الأرض أن
لا تأخذ لإبني زوجة من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم. بل
إلى أرض عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لإبني إسحاق". وهكذا إعترف الكهنة
في كتاب (التوراة) بأن ما يسميه اليهود اليوم (دولة التورتة)، لم
تكن أكثر من أرض غربه وذل وإزدراء (لأبراهام إسحاق ويعقوب). عل في
ذلك يكون منفعة لابو مازن وغيره من حكام الكيانات العربية ولكل
المهادنين والمطبعين وعملاء التنسيق الأمني. بأن دولة (التوراة) لم
تقم في فلسطين. وأن (انبياءالتوراة) بحسب كتاب (التوراة) لم يكونوا
سوى لاجئين مفترضين في فلسطين.
--------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م