اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 24- وراء شرعية مَنْ تلهثون!
 


 
خريطة سايكس بيكو 1916

 

 

 أقلام تحت الشمس : 24- وراء شرعية مَنْ تلهثون! :

 

وبعد أن ثبت مصطفى كمال أتاتورك نفسه حاكما للقسم التركي من السلطنة. أظهرحقيقة نوايا المرابين اليهود من صناعته، مؤكدا في ذلك وحدة المخطط (التوراتي) إن كان في فلسطين، أو كان في كل وكيانات سايكس بيكو التي كانت تمثل السلطنة العثمانية. لنصل إلى نتيجة مفادها أن السلطنة العثمانية هيّ من حافظت على وحدة ومناعة شعوبها على مدى اربعة قرون، كما حافظت على فلسطين أمام أطماع المشروع (التوراتي). وأن تفتيت مكوناتها إلى كيانات حكمت بعائلات مجهولة الأصول كانت مصلحة بإمتياز لأصحاب المشروع (التوراتي) في فلسطين. كما أن تقسيمات سايكس بيكو لم تكن إلا خسران ووبال على شعوب هذه السلطنة كافة. الأمر الذي يشير إلى أن الطروحات القومية أو إقليمية أو (التحررية) هيّ من فرقت الأمة ومزقتها. فبينما وحدت وعود (يهوه) كل قوى وإمكانيات عشائر (التوراة) من مدعي نسب بني إسرائيل الدم او الروح، في حربهم ضد الإسلام بمذاهبه، وضد المسيحية بكنائسها، وإستطاعت ان تنسل بفضل قروض المرابين بين جميعها، لتفرض عملائها كقادة ثوريين ونهضوين وإستقلاليين، إن كان داخل الكنائس بعديدها، أو إن كان داخل المذاهب الإسلامية بمختلفها، أو إن كان داخل التيارات الفكرية والثقافية والسياسية في معظم إتجاهاتها. ليقودوا ما يسمى بحركة الحداثة والعصرنة في إتجاه وضع اللبنات الأساسية لإقامة الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين. كانت حينها الشعوب المستهدفة تأن من حروب وصراعات ونزاعات مستحدثة ومختلفة الشعارات، وترزخ تحت رزم متعددة من الضغوطات الإضافية والمتنوعة بفضل المخططات (التوراتية). والتي رمت بإستحقاقاتها إلى أبعادٍ زمنية تخطت تلك الأجيال، وألزمت الأجيال القادمة بتحمل قسط كبير من أعبائها. كما يشير ذلك الى أن نجاح المخطط (التوراتي) ضد السلطنة والإسلام وضد دول الغربية بمختلف كنائسها، لم يكن بفضل القوى الذاتية لأصحاب المشروع (التوراتي)، كما سنكتشف ذلك، بل كان بسبب طابور من العملاء صنعتهم أموال المرابين اليهود كرموز وقادة وطنيين وملوك وحكام انجبتهم المحافل الماسونية. من ذلك نستنتج أن طروحات القومية وإن حملت بعض الشعارات المحقة ضد الفساد المستشري في جسم السلطنة حينها، والذي يعود معظمه إلى مفاهيم الغواية التي كرسها يهود الدونمة وعملائهم داخل مجتمعات السلطنة. إلا أن هذه الطروحات لم تصلح لتشكيل قوى ممناعة ضد المشروع (التوراتي)، بل ساهمت في تشكيل كيانات تبعية هادنت المشروع (التوراتي) العالمي الذي تربع على منجزات النهضة الغربية. كما أن هذه الطروحات كانت مادة دسمة إستخدمها النهضويين أو اصحاب الأصول الغير معروفة، لإستجلاب الإستعمار إلى القسم العربي من هذه السلطنة. وهذا ما أوجد خللا في مواجهة المشروع (التوراتي) التي تحمله قوى الإستعمار الى المنطقة العربية بشكل عام، وإلى فلسطين الأرض المقدسة بشكل خاص. كما يشير ذلك أن الدعوة إلى القومية كانت دعوة للعودة إلى النظام القبلي الجاهلي المتناحر والمتصارع قبل الإسلام. أي كانت دعوة إضعاف وتفتيت وتجزأة للقوميات التي جمعها الإسلام. لتعود من جديد هذه القوميات إلى القبلية المتناحرة الضعيفة المستسلمة أمام هجمة الهمجية (التوراتية) بكل أبعادها البغيضة في القتل والإبادة.  فكما سعت النزعة الطورانية إلى إحياء أمجاد الأتراك بصفتهم فاتحين للدول الأخرى، وربطت الأتراك بتراثهم القديم قبل الإسلام. كذلك سعت النزعة العروبية إلى إحياء أمجاد العرب الذين لم يكن لهم أمجاد إلا بالإسلام، وربطتها بتراث العرب قبل الإسلام. وأصبح الإسلام بين النزعتين هو المقصود في الهدم إن كان في أولى القبلتين والأزهر الشريف أو إن كان في بلاد الحرمين الشريفين. وهذا ما فتح المجال للمشروع (التوراتي) لكي يتغلغل دون مقاومة، في كل كيانات سايكس بيكو لإحداث النكبة الفلسطينية. وتشريد أهل فلسطين إلى مخيمات تهجينية تتولى المخابرات العربية، قمع اي جهد يسعى الى تحرير فلسطين.

من كل ما تقدم في سلسلة أقلام تحت الشمس نكتشف بأن في سبيل إقامة الكيان الصهيوني، وتشريد اهل فلسطين وظف المرابين اليهود أموالهم قبل النكبة بثلاثة قرون، ليتحكموا في رسم فلسفة النزاعات، وإعلان ساعات الصفر في تفجير العديد من الصراعات، وتحديد أماكن المواجهة ومعسكرات التحالف وطبيعة التقلبات. حيث لعبوا دور المفجر الذي يطلق حزمته المالية، لتنطلق بعدها الأبواق المكلفة في شحن المجتمعات الى تفجير الصراعات، لتتالى هذه التفجيرات بشكلٍ متصاعدٍ ومدروس حتى تسقط الشعوب تحت وطأة شعارات دخيلة، وعناوين غريبة، ونزاعات وصراعات وحروب مستحدثة كان من الممكن أن لا تحدث، لو لم يغذيها الإعلام الأسود الذي ساعد المرابين في تنفيذ مخططاتهم (التوراتية). وسنكتشف أن العمر الزمنيّ لكل صراعات هذه المرحلة لم يكن مرتبطا بنتائج العمليات العسكرية التي جرت على جبهات المواجهة، أو بنتائج المؤثرات الظرفية التي حدثت على الجبهات الداخلية. فهذا العامل كان من الممكن بسهولة التلاعب به، والتأثير على نتائجه بشكل مخالف لمجريات الأحداث التي كانت تجري على أرض الواقع. لأن مع تغيير إتجاهات القروض والتمويلات، كانت تتغير السياسات والتحالفات بين القوى المتصارعة، ليدفع بقوى جديدة إلى حلبة الصراع تساهم في تغيير الموازين السابقة، وهذا ما سنكتشفه مع مجريات الحرب العالمية الأولى حين تم إخراج القيصرية الروسية منها، بعد إنجاح الثورة الشيوعية التي كانت ثورة للمرابين اليهود بإمتياز ضد الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا. وهذا ما حصل أيضاً مع إدخال الولايات المتحدة في هذه الحرب، التي كان الشعب الأمريكي كارهاً لها. وهذا ما حصل مع تقجير الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين وعبد العزيز بن سعود ومبارك الصباح. لتنقلب بعد هذه التغييرات موازين الصراع رأسا على عقب، فتتحول ألمانيا الدولة المنتصرة إلى دولة متفجرة من داخلها، بفضل دعم المرابين اليهود لثورة روزا لوكسمبورغ الشيوعية فيها. وبهذه الآلية كان يتم إطالة العمر الزمني للصراعات، حتى يحقق المرابون اليهود أهدافهم منها. وبعد أن يتم التأكد من أن الشعوب المتصارعة قد أذعنت تحت وطأة القروض بشقيها الخاصين بالتسليح وإعادة الإعمار، وأصغت لأوامر كهنة (التوراة) بأن تكون أرض فلسطين هيّ ملك للعشيرة مدعية نسب بني إسرائيل. وسمَعت هذه الشعوب من أباطيل نبوءات نهاية الزمان ما لا يقبله عقل سليم، وإستسلمت (للقدر الكهنوتي المحتوم)، وآمنت بأنها ذبحا كالنعاج سوف يكون في مسالخ الإبادات الجماعية (لإله التوراة). عندها كان يطلق المرابون خططهم السحرية في وقف إطلاق النار، بعد أن يعتقدوا أن الأضاحي البشرية التي ذبحت على مذبح جشعهم في السيطرة على إقصاديات العالم، أصبح إلا حد كاف يمكن يلبي نهم (اله التوراة) الفجع للحوم الضحايا المحترقة. لتعطى بعد ذلك عملية ذبح الشعوب على مذبح الحروب العبثية البعد الكهنوتي، وتغلف إباداتها تحت باب الإبادة الكنعانية، التي يتم فيها إستغلال الصراع القيامي في نبوءات نزول أورشليم من السماء على الأرض! وليكرس كل ذلك في حملة تقودها الشرعية الدولية، تهدف إلى تجميع اليهود في فلسطين، وإقامة (مملكة الرب) التي منها ستحكم العشيرة بقية شعوب العالم. وبما أن كل ذلك جرى في سبيل إنشاء الكيان الصهيوني، لذلك أسست الدول المتحاربة بعد الحرب العالمية الأولى في مؤتمر فرساي عصبة الأمم. لتعترف بأن اليهودية التي تمثل معتقدا إسقاطيا، اصبحت تمثل شعب وقومية (للعلم ان معظم اليهود هم يهود بالإعتناق وليس يهودا تسلسلوا من آباء يعودون في النسب إلى مجموعة عزرا، وخصوصا منهم يهود الخزر الذين إعتنقوا اليهودية في القرن التاسع ميلادي في ذلك القسم البعيد من بحر قزوين، وهؤلاء اليهود يشكلون اكثر من 85 بالمائة من يهود العالم)، ولتعطي هذه الشرعية بعداً دوليا لوعد بلفور، ولتشرع أيضا الإنتداب البريطاني على فلسطين. ولتأكيد كل ذلك علينا إثبات بأن الحرب العالمية الأولى كانت مصلحة بإمتياز للمشروع (التوراتي). وهذا ما سوف نكتشفه بعد أن نتأكد عن حقيقة الجهة التي وقفت خلف تفجير الثورة الشيوعية التي أطاحت بالكنيسة الأرثوذوكيسة، التي أطاحت بآخر قياصرة عائلة رومانوف. وحقيقة الجهة التي إفتعلت الأزمات ومنعت القروض عن بعض الدول المتحاربة، وأوقفت مصانع عسكرية عن الإنتاج. وتحكمت بحركة الجيوش على الجبهات، ولأي سبب تم إشراك الولايات المتحدة بعد أن أطلق الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون في حملته الإنتخابية الشعار التالي: إحفظنا يا الله بعيدين عن الحرب، وعلى هذا الأساس تم إنتخابه كرئيس للولايات المتحدة. لنكتشف في النهاية من هيّ الجهة التي فرضت فلسفتها على عصبة الأمم التي تشكلت في عام 1919. لتشرع وعد بلفور وإتفاقية سايكس بيكو، كما ستشرع الإنتداب الذي سيمهد لإقامة الكيان الصهيوني فوق الأرض المباركة فلسطين. هذه الجهة هي نفسها التي من أجلها اسقطت البندقية المقاتلة التي كانت أمل أهل فلسطين في تحرير كامل ترابهم الفلسطيني، وهي الجهة نفسها التي من أجلها رفع غصن الزيتون الذي لم يستطع أن يواري عورات المفاوض الفلسطيني!

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2014م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster