اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 23- صنم تركيا أحد اعمدة المشروع (التوراتي)
 


 
الشريف حسين

 

 

 أقلام تحت الشمس : 23- صنم تركيا أحد اعمدة المشروع (التوراتي) :

 

فبعد أن تعرف الشريف حسين على الخطوط العامة للمخطط (التوراتي)، أمر أنجاله للبدأ في شن هجوم على خطوط مواصلات القوات التركية. كان حينها مصطفى كمال قد نجح في تأسيس  فروع لجمعية الإتحاد والترقي الماسونية في يافا والقدس، حيث استطاعت هذه المحافل أن تضم إليها كبار القادة العسكريين في الفيلق الخامس العثماني المناط به مسؤولية الدفاع عن فلسطين . لتكون هذه القيادة العسكرية هيّ المسؤولة المباشرة عن تنفيذ سيناريوهات المعارك الوهمية، التي أدت إلى إنسحاب الجيوش التركية من فلسطين وبلاد الشام. ولعل ذلك يوضح حقيقة التساؤل والحيرة التي نجمت عن عدم شمول إتفاقية سايكس بيكو ولايتي مرسين وأضنة، وأجزاء من بلاد الشام الواقعة في الجهة الغربية لولايات دمشق وحمص وحماه وحلب في تقسيماتها للقسم العربي من السلطنة. حيث شكلت هذه المناطق إمتدادا طبيعيا للمنطقة المقسمة من جسم السلطنة. ولعل هذا الأمر يجيب عن الإستغراب الذي واجه العديد من الباحثين والمؤرخين، الذين لم يجدوا تبريرا منطقيا لسؤال محير انتابهم، وهو كيف يمكن لدولة مهزومة في الحرب العالمية الأولى، أن تكافأ بإعطائها لواء الإسكندرونة ولواء مرسين ولواء أضنة؟ الأمر الذي يشير إلى حقيقة وجود أمر مستغرب، أو بعد ثالث الغير معلن، وهو متعلق في صناعة البطل أمام دعاة تتريك تركيا، وهذا البطل هو من اسميناه بصنم تركيا مصطفى كمال اتاتورك. وهكذا إستطاعت القوات العربية التي أعلنت الثورة من إنتزاع المبادرة من أيدى الأتراك. وإبتدأت بهجومها ضد القوات التركية، لذلك تمركزعبد الله إبن الشريف حسين في وادي العيص، بينما هاجم شقيقه علي مواقع الأتراك في معابر الجبال، وإستطاع أن يخرجهم منها بعد أن أجبرهم على التراجع. أما الشقيق الثالث فيصل فخرج بقواته إلى ما وراء جبهة رابغ فإستولى على الوجه، وبذلك أصبح ساحل الحجاز بأكمله في يد قوات الثورة العربية. لتبدأ بعد ذلك معركة بئر درويش، التي تعتبر من أهم المعارك التي قادتها هذه الثورة، فقد إستطاعت قوات الثورة من السيطرة على أهم المواقع التركية الحصينة في الجزيرة، وخصوصا بعد ساهمت القيادات العسكرية من جماعة الإتحاد والترقي في هزيمة جيوشها بحسب مخطط معد سابقا. وخصوصاً بعد أن تم إبرام صفقة بين الجنرال اللمبي ومصطفى كمال اتاتورك، تقتضي بإنسحاب قوات اتاتورك من موقعه الحصينة في شرق نابلس أمام القوات البريطانية كاشفاً خاصرة الجيوش التركية الأربعة المرابطة في فلسطين وحولها. وفي ذلك يقول مؤلف كتاب الرجل الصنم (الصادر عن الشركة المتحدة للنشر- ص-98)، الآتي:" إتفق مصطفى كمال مع القائد الإنكليزي الجنرال اللمبي سراً بإنسحاب فجائي يحرم الجيش التركي من ذراعيّ الإسناد، ويؤدي ذلك إلى وقوع الجيش بيد الأعداء. وفي ذلك إعترف ضابط تركي بالآتي: كان رفقائي في السلاح في جبهة فلسطين يذكرون أن الخيالة الإنجليز قاموا بإختراق جبهة الجيش الذي كان تحت إمرة مصطفى كمال(اتاتورك) وأنهم بذلك وصلوا إلى مؤخرة أربعة جيوش حيث تمت الكارثة التي لا يتحملها العقل والخيال". ويؤكد دكتور حسون في كتابه (تاريخ الدولة العثمانية - ص-265)، الآتي:" اتصل الإنجليز بمصطفى كمال يوم أن كان قائداً في فلسطين وطلبوا إليه أن يقوم بثورة على السلطنة، ووعدوه أن يساعدوه على ذلك، فإتصل مصطفى كمال بقائدين عثمانيين من زملائه كانا يتوليان قيادة جيشين قريبين منه وطلب وفاقهما في الأمر، فلما سمعا الخبر إستعظماه وإستنكراه وقالا له: بما أنك لم تحاول العصيان الذي يوجب الإعدام فإننا سنكتم الأمر وننصحك أن تعتبره منسيا". جرى كل ذلك بعد أن كانت قوات اللمبي شبه منهزمة في جبهة فلسطين، وهذا ما إعترف به الجنرال اللمبي للورنس في 5\5\1917 ، وأكده لورانس في كتابه (أعمدة الحكمة السبعة- لورنس-ص-332)، حيث الآتي:

 

" أن مصير قواته (المقصود اللمبي) كان قبل مساندة كمال اتاتورك لهما على كف عفريت، وهو مرغم للبقاء في مواقعه للدفاع عن قواته". والحقيقة أن الجيش الرابع الذي كان يقوده جمال باشا استطاع هزيمة القوات البريطانية أمام أبواب السلط(تاريخ الدولة العلية العثمانية- محمد فريد بك- تعليقات إحسان حقي). لذلك أصدر كمال أتاتورك أوامره بإنسحاب جيشه بسرعة البرق من نابلس إلى شرق الأردن ومن ثم إلى دمشق، ثم إلى حلب ومنها إلى جبال طوروس في 19\9\1917 وهي نفس الليلة التي دخلت قوات اللمبي المنطقة(تاريخ الدولة العثمانية- دكتور حسون- 265-  الرجل الصنم-ص-474). الأمر الذي أعطى إمكانية للجنرال اللمبي بتوجيه ضربة سريعة وصاعقة للجيوش العثمانية المرابطة في بلاد الشام. وهكذا شكلت قوات الثورة العربية ميمنة الجيوش التي يقودها الجنرال اللمبي الزاحف إلى إحتلال القدس (مرفق صورة اللمبي وفيصل ابن الشريف حسين بعد احتلال القدس). حيث عهد اللنبي لقوات الشريف حسين بمهاجمة القوات التركية في شرق الأردن وإحتلال درعا. بهدف قطع خطوط الإمداد والإتصال بين الجيوش التركية وأهل فلسطين، الذين كانوا يقاتلون الهجمة (التوراتية) التي يقودها اللمبي ومع القوات التركية. وهكذا بعد إحتلال درعا تراجعت القوات التركية، أمام قوات الثورة العربية التي لاحقتها حتى إنهارت الجبهة التركية. وفي هذا الصدد يقول محمد علي السعيد:" أخذت القوات البريطانية القادمة من جبال الجليل، والقوات العربية إلى الشرق منها، تزحفان في خطين متوازيين في عملية سباق غايتها النهائية دمشق ( محمد علي سعيد- بريطانيا وإبن سعود-ص-6). وجاءت نهاية الحرب العالمية بصورة سريعة ومفاجئة، وخصوصا على جبهة البلقان، إذ أعلنت بلغاريا إستسلامها في نهاية أيلول 1918م. وبعد ذلك بشهر واحد إستسلمت القوات التركية. فكل ما تقدمنا به يرجح حقيقة معرفة الشريف حسين بمجمل المخطط (التوراتي) المتعلق في فلسطين. وما يؤكد ذلك هيّ تلك المراسلات التي جرت بين الشريف حسين ومكماهون. والتي جرت قبل دخول جيوش اللمبي القدس. حيث نلاحظ من هذه المراسلات أن المكافاة التي حصل عليها صنم تركيا مصطفى كمال اتاتورك، كان بالأساس قد تم الإتفاق عليها مع الشريف حسين، وقبل ان يقوم اتاتورك بسحب جيشه من فلسطين. لأن الرسائل التي تم تبادلها بين الشريف حسين وهنري مكماهون، والتي سميت بمراسلات حسين مكماهون، كانت في الفترة الممتدة من14\7\1915 إلى 10\3\ 1916م. فمن ضمن ما ورد في الرسالتين الأولى والثانية الصادرة من الشريف حسين والمرسلة إلى المفوض البريطاني مكماهون ورد الآتي:" أود بهذه المناسبة أن أصرح لحضرتكم ولحكومتكم أنه ليس هناك حاجة لأن تشغلوا أفكاركم بآراء الشعب هنا، لأنه بجمعه ميال إلى حكومتكم بحكم المصالح المشتركة. ثم يجب ألا تتعبوا أنفسكم بإرسال الطائرات أو رجال الحرب لإلقاء المناشير وإذاعة الشائعات، كما كنتم تفعلون من قبل، لأن القضية قد قررت الآن... و لست أرى حاجة هنا لأن ألفت نظركم إلى أن خطتنا هي آمَن على مصالح إنجلترا من خطة إنجلترا على مصالحنا ".

 

 وفي رد مكماهون على الشريف حسين ورد الآتي:" ... فلذا فإني قد أسرعت في إبلاغ حكومة بريطانيا العظمى مضمون كتابكم، وإني بكمال السرور أبلغكم بالنيابة عنها التصريحات الآتية التي لا أشك في أنكم تنزلونها منزلة الرضي والقبول. إن ولايتي مرسين واسكندرونة، وأجزاء من بلاد الشام الواقعة في الجهة الغربية لولايات دمشق الشام وحمص وحماه وحلب لا يمكن أن يقال إنها عربية محضة، وعليه يجب أن تستثنى من الحدود المطلوبة. مع هذا التعديل وبدون تعرض للمعاهدات المعقودة بيننا وبين بعض رؤساء العرب نحن نقبل تلك الحدود... وإني متيقن أن هذا التصريح يؤكد لدولتكم بدون أقل إرتياب ميل بريطانيا العظمى نحو رغائب أصحابها العرب، و تنتهي بعقد محالفة دائمة ثابتة معهم. ويكون من نتائجها المستعجلة طرد الأتراك من بلاد العرب، وتحرير الشعوب العربية من نير الأتراك، الذي أثقل كاهلهم السنين الطوال ". ورد الشريف حسين على هذه الرسالة بالآتي:" إلى معالي الشهم الهمام ذو الأصالة والرياسة الوزير الخطير وفقه الله لمرضاته. بملء الإيناس تلقينا مرسومكم الموقر الصادر وأحلناه محل التبجيل وعلى مؤداه نجيب الشهامة. تسهيلاً للوفاق، وخدمةً للإسلامية، فرارًا مما يكلفها المشاقة والمحن، و لما لحكومة بريطانيا العظمى من الصفات والمزايا الممتازة لدينا نترك الإلحاح في إدخال ولايات مرسين وأضنة في أقسام المملكة العربية ". والتي رد عليها مكماهون عليها برسالة ورد فيها: " إلى صاحب الأصالة والرفعة وشرف المحتد (سلالة بيت النبوة والحسب الطاهر والنسب الفاخر)، دولة الشريف المعظم السيد حسين بن علي أمير مكة المكرمة قبلة الإسلام والمسلمين. أدامه الله في رفعة وعلاء. وبعد، فقد وصلني كتابكم الكريم بتاريخ 24 ذي الحجة 1333 وسرني ما رأيت فيه من قبولكم إخراج ولايتي مرسين و أضنة من حدود البلاد العربية... ".(شبكة المحامين العرب- وثائق الصراع العربي الصهيوني- من يوليو1915 إلى أغسطس 1917). الأمر الذي يثبت صحة الإعتقاد بتورط مصطفى كمال وعصابته الأشرار من حكام كيانات سايكس بيكو في تسليم فلسطين لصالح المشروع (التوراتي) تمهيدا لإقامة الكيان الصهيوني. ليكون بذلك مصطفى كمال أتاتورك، هو وزمرته من عصابة الأشرار، المسؤولين عن قتل مئات الآلاف من ضحايا الجيش العثماني الذين سقطوا دون قتال فعلي أمام جيوش الحلفاء( معظمهم كانوا من ابناء بلاد الشام). ومن هذا المنطق نستطيع مشاهدة الصورة الحقيقية للصنم الذي سلم مقاليد الحكم في تركيا. وفي ذلك يقول الدكتور عبد العزيز بن مصطفى كامل في دراسة بعنوان (نظرات في منازلة النوازل- قام بتجميعها وتنسيقها د محمد جلال القصاص)، الآتي:

 

 " بعد أن إطمأن الإنجليز إلى أن تركيا أصبحت في يد أمينة، سلَّم قائد قوات التحالف اللورد هارنجتون حكومة أتاتورك مقاليد الأمور في تركيا، وأذن لتركيا بالإستقلال بزعم إنتهاء دور الاحتلال، وبالرغم من بقاء الإحتلال بصور أخرى كتلك التي ثبتها أتاتورك. إلا أن بعض نواب الإنجليز إحتجوا في مجلس العموم البريطاني على منح وزارة الخارجية البريطانية تركيا الاستقلال مبكراً، وقد دافع وزير الخارجية البريطانية آنذاك اللورد كرزون عن هذه التهمة، بأن قال للنائب المعترض: لا تخف من تركيا فقد قضينا عليها، ولن تقوم للأتراك قائمة كما كانت من قبل، فقد قضينا على عنصري القوة  فيها، الخلافة وأحكام الإسلام بشروط كرزون". الأمر الذي يشير أن ما جرى بعد ذلك من سيناريو حرب بين تركيا واليونان، كان يهدف إلى صناعة (البطل) الذي سيقضى على ما تبقى من الإسلام في تركيا. وما يؤكد أن هذه الحرب كانت مسرحية لإخراج البطل، ما ذكره عبد القديم زلوم في كتابه (كيف هدمت الخلافة - 1990- ص- 88) حيث أكد الآتي:" إن إنسحاب اليونانيين وتراجعهم عن الأراضي التي إحتلوها لم يكن نتيجة معركة فاصلة دارت بينهم وبين مصطفى كمال أحاقت بهم هزيمة. بل كان على العكس من ذلك، ففي الوقت الذي بدأ فيه اليونانيون بالتراجع والإنسحاب من أزمير كانوا هم المنتصرين. وكان الجيش التركي هو المنهزم. وكانت حالته المعنوية في منتهى السوء. ومن هنا يظهر جليا أن انسحاب اليونانيون على هذا الشكل يدل على أن ضغطا دوليا قد وقع عليهم من قبل الحلفاء". وهكذا تم صناعة البطل الصنم أما جموع الشعوب المسلمة التي لم تعرف نصرا واحدا في هذه المرحلة. فأصبح أتاتورك في نظر كل شعوب السلطنة السابقة بطل الأمة، في الوقت الذي كانت الأمة تبحث عن بطلا يخرجها من مؤامرة ترسيخ المستعمرات في فلسطين. وهذا ما عبر عنه أمير الشعراء أحمد شوقي مادحا مصطفى كمال قائلا:

الله أكبر كم في الفتــح من عجب................. يا خالد الترك جدد خــــالد العرب
 
حذوت حرب الصلاحيين في زمن………… فيه القتال بـلا شــــــرع ولا أدب         

تحية أيهــــــــا الغـازي وتهنئـــة............... بآية الفتـــــــح تبقى آيـة الحقـب

وبعد أن ثبت أتاتورك نفسه في قيادة ألأمة. وإذا به يكذب بائية أحمد شوقي، فينقلب خالد الترك على خالد العرب، ليظهرحقيقة نوايا المرابون من صناعة هذا الرجل، وليؤكد حقيقة وحدة المخطط (التوراتي) في فلسطين وكل بلاد المسلمين.  

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2014م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster