اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 22- لم يعد صلاح الدين بحاجة لقلادة الإمبراطور الألماني وليم الثاني!
 


 
مخطط هيكل سليمان

 

 

 أقلام تحت الشمس : 22- لم يعد صلاح الدين بحاجة لقلادة الإمبراطور الألماني وليم الثاني! :

 

كل ما سبق الحديث عنه يدفعنا في البداية للإجابة على التساؤل التالي، وهو: هل كان يقصد من تأسيس الكيانات العربية التي شكلت الجامعة العربية فيما بعد، تقويض السلطنة العثمانية كمقدمة لتقسيمها بين مكوناتها القومية. وبالتالي إعطاء بعداً آخراً للمواجهة القائمة بين المشروع (التوراتي) وثقافة الرباط في الأرض المباركة، تتولى قوى محلية تنفيذه نيابة عن العشيرة (التوراتية)، لتكون هذه المواجهة بين مشروع الوحدة الإسلامية الذي مثلت فلسطين رابطها السري والذي حافظت عليه هذه السلطنة، والمشروع التجزأة القومية الذي سعى إليه النهضويون والقوميون والثوريون والوطنيون، بهدف فك هذا الرباط المقدس تحت مسميات التحرر والإستقلال. ليكون الطابع التحرري والنهضوي الذي نادى به كل كيان على حده وبمساعدة الإستعمار هو السيف البتار الذي يفتك بالمشروعين معا. لما لذلك من أهمية في تجريد الأمة من قوة المناعة التي كان يوفره العامل الإسلامي والعربي في مواجهة  المشروع (التوراتي) في فلسطين. والذي بدونهما تكون الأمة عاجزة عن التوحد أمام أهداف الإستعمار الخفية والمعلنة في المنطقة العربية، كما تكون عاجزة عن الدفاع عن فلسطين، الأمر الذي يسهل إقامة الكيان الصهيوني فوق ارضها.

 

 ولكي نجيب على كل ذلك دعنا نعود إلى الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف حسين وعبد العزيز بن سعود ومبارك الصباح في 10\6\1916 ضد السلطنة العثمانية. بهدف سلخ القسم العربي عن السلطنة تنفيذاً لإتفاقية سايكس بيكو وتحقيقاً للتحرر العربي المنشود. حيث تزامن ذلك مع تلك المرحلة التي نفذ فيها المرابون اليهود مخططهم (التوراتي) في قسم ظهر الكنيسة الأرثوذكسية التي بقيت عصية عن الإختراق (التوراتي)، بعد قرارهم بتمويل الثورة الشيوعية المطالبة بإسقاط القيصر الذي مثل رأس هذه الكنيسة. وقد تبين بعد ذلك أن زعيم الحركة الصهيونية مناحييم وايزمن كان قد إلتقى في بيت المرابي اليهودي دانيال شورين في زويرخ مع فلاديمير لينين في 8\5\1916، في وجود الكاتب الصهيوني جاك ليفي لبحث المخطط الذي وضعه المرابون للقضاء على القيصرية الروسية الرافضة إقامة الكيان الصهيوني(دور الدول الإشتراكية في تكوين إسرائيل للدكتور إبراهيم الشريقي -عضو المجامع العلمية الدولية-ص-17).

 

 ويذكر في هذا اللقاء أن قال مناحيم وايزمن لفلاديمير إليش لينين الآتي:" إن فتح أبواب الشرق وإستقرار اليهود في فلسطين يتوقف في الدرجة الأولى على تدمير الإمبراطورية العثمانية. وبتدميرها تزول الحواجز والعقبات التي تعترض المسيرة إلى أرض الميعاد". فقال له لينين:" على نجاح الثورة في روسيا يتوقف تحرير اليهود من كابوس ملوك أوروبا ورفعهم إلى أعلى المراتب في الدولة. وسوف تحقق الثورة الروسية للشعب اليهودي المشتت ما عجزت عن تحقيقة لهم الثورة الفرنسية (المقصود فشل الثورة الفرنسية التي أرسلت نابليون لتحقيق المشروع التوراتي في فلسطين عن حمل اليهود إليها)". ولينين هو حيام جولدمان، ولد من أب يهودي إسمه إيلكوسرول جولدمان وأم يهودية إسمها صوفيا جولدمان وعرف بإسم فلادمير إليش أوليانوف. وهو من حول الفكر الإلحادي لكارل ماركس حفيد الحاخام مردخاي ماركس إلى واقع وثورة تحكمت بمصير نصف العالم بعد الحرب العالمية الثانية. ويعتبر كارل ماركس من الآباء الأوائل للفكر الصهيوني اليهودي. حيث ذكر في كتابه المسأله اليهودية أنه إتصل عام 1862م بموشي هيس صاحب كتاب الدولة اليهودية، الذي قال عنه الآتي:" لقد إتخذت هذا العبقري لي مثالاً وقدوة، لما يتحلى به من دقة في التفكير، وإتفاق آرائه مع عقيدتي وما أومن به". وما كان دور ثيودور هيرتزل إلا أن أقام بتنظيم سياسي لأفكار هيس (التي هي نفسها من آمن بها ماركس) عن الدولة اليهودية، عرف هذا التنظيم بالحركة الصهيونية. لذلك كانت أول مهمة لدولة لينين الشيوعية بعد نجاح ثورته الشيوعية وإسقاط القيصر في روسيا، العمل على تدمير سلطة الكنيسة الأرثوذوكسية، والإعتراف بوعد بلفور، والخروج من الحرب العالمية. وخصوصا بعد أن إتخذ المرابين اليهود قرارهم بإنهاء هذه الحرب التي حققت أهدافها. كما تزامن ذلك مع سيطرة المرابون اليهود على الولايات المتحدة التي دفعوها إلى دخول الحرب العالمية لصالح تنفيذ وعد بلفور (وهذا ما بيناه في مقالة: البعد الخفي في وعد بلفور). كما تزامن ذلك مع إسقاط حكومة هربرت اسكويت البريطانية والقضاء على وزير الحرب البريطاني هوراشية كتشنر المعارضان الصلبان للمذكرة التي رفعها الوزير اليهودي في حكومة آسكويت البريطانية هربرت صاموئيل (اول مندوب سامي للإنتداب في فلسطين)، والتي طالب فيها بتحويل فلسطين الى محمية بريطانية لتسهيل نقل اليهود اليها. الأمر الذي تطلب من بريطانيا تأجيل إحتلال فلسطين إلى ما بعد إسقاط حكومة اسكويت وتولى حكومة لويد جورج الحكم في بريطانيا، وإسقاط القيصرية في روسيا، هذه الحكومة التي كان من ضمن أعضائها آرثر بلفور صاحب الوعد آنف الذكر. وفي هذا الصدد كشف الصحافيان فيفيلت بيرد وميخائيل ولش في مقال بعنوان (البريطاني الذي صاغ وعد بلفور وخرب العلاقات مع ألمانيا لمصلحة الصهيونية من أجل إنشاء إسرائيل- نشرت في مجلة التاريخ المعاصر في 15/3/2005) ورد فيها الآتي:

 

 " كان وليام روبنشتاين البروفسور العبري مدرس التاريخ الحديث في جامعة ويلز، قد توصل إلى الكشف من سجلات التاريخ الخاصة بالحكومة البريطانية، عن شخصية بريطانية أعتبرت من أهم المتنفذين في الحكومة البريطانية خلال القرن الماضي. يقول البروفسور روبنشتاين: كان ليوبولد ايميري (يهودي) من القادة السياسيين للمحافظين ومن الحلفاء المقربين والأصدقاء الموثوقين عند أحد قادة الحروب البريطانية وينستون تشرشيل (صاحب فكرة إنشاء كيانات تشكل حاضنة لولادة الكيان الصهيوني)، إن ايميري هذا هو مؤلف وعد بلفور الشهير الذي صدر عام 1917، وتعهد بأن تقدم الحكومة البريطانية الدعم والتأييد لإغتصاب واستيطان اليهود في فلسطين (كلمة اغتصاب جاءت بالنص الإنكليزي لهذا المقال). ففي عام 1917 كان ايميري يحتل منصب مساعد وزير الحرب البريطاني، وهو الذي وضع مسوّدة أخطر وثيقة صهيونية يهودية دموية هي إعلان وعد بلفور. وهو من إتخذ قرار من مكتبه في وزارة الدفاع في تأسيس أول قوة عسكرية مسلحة من اليهود، تستطيع أن تدخل فلسطين مع قوات الجنرال اللمبي. وقد بينت الوثائق البريطانية لتلك المرحلة، أن المخابرات البريطانية والألمانية من أجل إنجاح مشروع هربرت صموئيل تخلصتا من كتشنر قبل خمس أيام من إطلاق الثورة العربية الكبرى التي ساندتها رجالات الإصلاح من تلامذة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدة وخصوصا الحاج أمين الحسيني تلميذ محمد رشيد رضا. من هذا المنطلق نستطيع أن نشاهد خلفية هذه الثورة التي سيطرت على معظم مدن الحجاز، وتقدمت بإتجاه فلسطين بقيادة نجل الشريف حسين الأمير فيصل. لتشكل الجناح الأيمن للقوات البريطانية الزاحفة لإحتلال بيت المقدس بقيادة الجنرال البريطاني اللمبي. الذي بدوره دخل القدس معلناً إنتهاء الحروب الصليبية. الأمر الذي دفع بلورنس (العرب) عميل المخابرات البريطانية ومستشار الشريف حسين قائد الثورة، أن ينزع قلادة إعجاب كان قد وضعها الإمبراطور الألماني وليم الثاني على قبر صلاح الدين وقام بإرسالها إلى بريطانيا. وما زالت حتى اليوم في المتحف الحربي البريطاني، ومعها ملاحظة مكتوبة من لورانس تقول:" لم يعد صلاح الدين بحاجة لها بعد الآن".

 

والحقيقة أن قوات الثورة العربية قامت بحماية ميمنة القوات البريطانية الداخلة لإحتلال القدس، كما حمت خطوط مواصلاتها من مصر إلى فلسطين. ولعل البرقية رقم 15 المرسلة في تاريخ 6\1\1917م، من المندوب البريطاني ريجنالد وينغيت في القاهرة إلى وزارة الخارجية في لندن توضح حقيقة الوظيفة المناطة بحكام الكيانات الذين أطلقوا هذه الثورة، وخصوصا كبيرهم آنذاك الشريف حسين الذي عين قائداً لها. والتي ذكرت الآتي:" تسلمت الآن طلباً رسمياً من الشريف لإنزال قوة بريطانية في رابغ من أجل الدفاع عنها ضد هجوم تركي محتمل، وتوفير قاعدة يتجمع فيها المجندون العرب. وبناء على ذلك إتخذت ترتيبات مع القائد العام في مصر من أجل إرسال اللواء البريطاني الذي تم إختياره للقيام بهذه المهمة، من السويس إلى رابغ بأقرب وقت ممكن. وسيبحر البريغادير جنرال مودج الذي يتولى قيادة هذا اللواء مع كتيبة متقدمة ومجموعة من سلاح الهندسة الملكي وآخرين تم اختيارهم، في غضون ثلاثة أيام. وسيتم منحه رتبة جنرال فرقة. وستعهد إليه قيادة جميع الوحدات الأجنبية (بريطانية وفرنسية ومصرية) العاملة في الحجاز. وسيحتفظ الكرنل ويلسن بمسؤوليته السياسية وسيقوم هو والعاملون معه، وبضمنهم البعثة العسكرية بقيادة اللفتنانت كرنل نيوكمب، بالعمل كمستشارين سياسيين وضباط استخبارات. إضافة إلى تولي مهمات الارتباط بين الجنرال مودج والشريف وقادته العسكريين. وقد شرح للشريف بوضوح الهدف من إرسال هذه القوة إلى رابغ، كما أفهم أيضاً بأنه مسؤول عن بقاء الكتيبة البريطانية بمأمن من تدخل الشيوخ والعشائر العربية. وقد طلبت إليه أيضاً أن يحيطني علماً بالخطوط العامة لدعايته في تبرير وصول قوات مسيحية (من ضمنها كان الفيلق اليهودي) إلى الحجاز. وطلبت إلى الشريف أن يبلّغ أنجاله في الميدان بأننا إذ نحمي الوضع في رابغ، فيجب القيام فوراً بشن هجوم شديد على خطوط مواصلات الأتراك في المدينة. إنني على إتصال بالكولونيل بريمون حول إرسال كتيبة فرنسية إلى رابغ مع المواد الموجودة في السويس الآن وأية وحدات فرنسية أخرى تكون قد أرسلت إلى هناك حالماً تتيسر واسطة للنقل". لكن ما يجهله الكثير منا أن قوات الثورة العربية لم تحمي ميمنة القوات البريطانية فقط، بل كانت تحمي نواة العصابات الصهيونية الداخلة إلى القدس لحماية المستعمرات الصهيونية التي ستنشأ فيها، أو في غيرها من المناطق الفلسطينية. كل ذلك يدفعنا للبحث في خلفية هذه العائلات التي شكل لها الإستعمار كيانات، كانت بحجم الوظائف المكلفة بها في رعاية الولادة الغير شرعية للكيان الصهيوني، وتشريد أهل فلسطين، وتشتيت كل مسعى لهم في تحرير ارضهم من البحر الى النهر.

 

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2014م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster