|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
لا تُصَفِقَ للخائن وَإنْ رُفعَ شأنهُ:
منذ تأسيس الحركة الصهيونية في مؤتمر بال عام 1897، وهذه
الحركة تعمل على تنفيذ ما يسمى (الوعد الإلهي بارض فلسطين).
كما إدعت الحركة الصهيونية ومازالت تدعي بأن فلسطين أرض كنعان
هيّ ملك ليهود العالم، وهذا ما أعلنه بن جوريون في (قانون
العودة) الذي قدمه إلى الكنيست عام 1950. وهذا ما عمل عليه
المستوطنون اليهود، وهم يزحفون على ما تبقى من (وطن اوسلو).
ومن أجل ذلك صدرت وتصدر الفتاوي من حاخامات هذا المعتقد
الإسقاطي لذبح الفلسطينيين وابادتهم (منهم الحاخام عوفاديا
يوسف الذي عزى محمود عباس بموته). وهذا (الحق الإلهي) هو ما
إعترف به ابو مازن محمود عباس أمام ثلاثين زعيما من قيادات
المنظمات الصهيونية الامريكية، عندما ذكر أنه لا ينكر حق
اليهود بأرض (إسرائيل). وهذا ما اوضحه ما يسمى بكبير المفاوضين
صائب عريقات، الذي ذكر للجزيرة توضيحا لإعتراف ابو مازن،
بالآتي:" لا أحد ينكر أن اليهود عاشوا في المنطقة عبر التاريخ
وأن منظمة التحرير اعترفت بحق إسرائيل بالوجود، وأن على
إسرائيل الاعتراف بالحق الفلسطيني في الوجود في قطاع غزة
والضفة الغربية والقدس الشرقية". أمام هذا التزوير التاريخي
والديني والإنساني الذي يمارسه من يدعي تمثيل الشعب الفلسطيني
أو أولئك الذين يتغنون اليوم بخطوتهم (الوطنية) التي أثمرتها
تضحيات شعب بأكمله. أجد من واجبي توضيح أكذوبة (الوعد الإلهي)
ليتهم يعلموا، ولعلهم يعلموا أن تلك التضحيات العظيمة التي
قدمها شعبنا في مشواره الطويل، لم تكن إلا في سبيل تحرير
فلسطين كل فلسطين. وليعلموا أن هذه التضحيات التي خانوا
أمانتها هيّ ملك لكل من يحفظ الأمانة ولا تخصهم، كما لا تخص كل
من فرط وإعترف بإكذوبة (الحق الإلهي)، وبالتالي أعترف باكثر من
80 بالمائة من ارض فلسطين هي (أرض إسرائيل). ليحقق اكذوبة ما
يسمى (بالحق الإلهي).
وقصة
هذه الأكذوبة التي يتغنى بها الصهاينة وناشدي أكذوبة (سلام
الشجعان) تعود إلى ما كتبه كهنة بابل من قصص ساقطة وصبيانية،
في كتابهم الإسقاطي الذي أسموه (التوراة) وهو غير كتاب التوراة
الذي أنزل على سيدنا موسى وهو حق. حيث ورد في كتاب الكهنة في
(سفر التكوين -17-1-8)، الآتي:" لما كان أبرام إبن تسع وتسعين
سنه، ظهر الرب ... فسقط أبرام على وجهه وتكلم الله معه قائلا،
أما أنا فهو ذا عهدي معك وتكون أبا لجمهور من الأمم. فلا يدعى
اسمك بعد أبرام بل يكون أسمك أبراهام. لأني أجعلك أبا لجمهور
من الأمم. وأثمرك كثيرا جدا وأجعلك أمما. وملوك منك يخرجون.
وأقيم عهدي بيني وبينك. وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهدا
أبديا. لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك. وأعطى لك ولنسلك من بعدك
أرض غربتك أرض كنعان ملكا أبديا. وأكون إلههم". حيث مثل هذا
النص العنصري والإسقاطي، مخططا لإحتيال كهنوتي لم تعرف البشرية
مثله على مدى تاريخها، لا في مستوى وقاحته وتزويره لحقائق
الدين والتاريخ والجغرافيا والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان.
لكن في مدى همجيته وعنصريته وتعديه على التوازن الفطري في
الأرض المباركة. حيث إبتدأ هذا المخطط بحكاية إستلقاء (نوح)
على الأرض عارياً ومخموراً حتى الثمالة ليستفيق بعدها ويلعن
كنعان. ومن ثم تواصل هذا المخطط مع تحويل أبرام الفرد الذي لم
يكن يمثل إلا نفسه وزوجته ساراي، إلى (أبراهام) القطب الواحد
الذي أصبح بتغير إسمه زعيم عشيرة وأباً لجمهور من الأمم
والقبائل الموعودة بأرض كنعان. لينتهي هذا المخطط مع تحول
(يعقوب حفيد أبراهام) سارق المباركة والبكورية والنبوة وأغنام
خاله لابان بحسب قصص (التوراة) إلى (إسرائيل)، بعد مصارعه
بهلوانية نظمها له الكهنة مع (إله التوراة)، ولتصبح بعد ذلك
العشيرة المفترضة والمنقطعة أخبارها مع إنقطاع أخبار (يوسف) في
كتاب (التوراة)، إلى قبائل وعشائر و(أسباط بني إسرائيل)
العديدة التي ستبني إفتراضيا الممالك المفترضة فوق أرض فلسطين.
وليتحول (يهوه إله) الزلازل والبراكين الميدياني مع (موسى) إلى
(رع إله الشمس) الذي عبده الفراعنة، ليحرقا ويزلزلا (رع ويهوه)
معاً الأرض تحت أقدام الشعوب التي ستشملها خارطة طريق العشيرة،
بعد أن تقمصا الإثنين ثوب بعضهما بعضا، أو ثوب مذهب الإخمينيين
الزرادتشيين فيما بعد! وهكذا بعد أن إكتملت عناصر مشهد السلب
الإفتراضي لأرض فلسطين على مسرح كهنة (التوراة) المتسكعين في
بابل، وبعد أن شربوا من خمر العنب حتى ثملوا ولعلهم تعروا بعد
ذلك، تفتق ذهنهم المرضي على إسقاط حالتهم الآنية على شخصية
(نوح التوراة)، التي أظهروها ثملة متعرية متمددة على الأرض
بحالة مزرية، أمام المشاهدين من أبنائها المفترضين (كما هو حال
كل الأفلام الإباحية التي ينتجها أحفاد الكهنة من المرابين
اليهود اليوم).
وبينما
كان (نوح) مستلقياً في هذا الوضعٍ الخادش للحياء. ظهر على مسرح
(التوراة) إبنه حام الطفل الصغير يلعب ويلهو ويحلم، ولعله كان
يحلم كأطفال القرية الهندية الوديعة وامبانوغ أو كأطفال دير
ياسين وكفر قاسم وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا، أو لعله كان يحلم
كأطفال مخيم اليرموك. أو لعله كان يود أن يتحول من فكرة مجردة
في ذهن الكهنة إلى واقع ملموس يحلم فيه كبقية أبناء البشر. لكن
ما نغص عليه مجرد هذا الحلم هو تدخل أقلام الكهنة، الذين قرروا
أن يخفوه بعد هذا الظهور وإلى الأبد. لينسجوا بعد ذلك إسطورة
إعتقدوا بأنها كانت كافية لتشريع سلب أرض فلسطين ولعن أهلها
الكنعانيين(الحق الإلهي). إذن نستطيع ان ندرك ما قصده الكهنة
من تعرية (نوح) في قصتهم (التوراتية)، وهو إطلاق اللعنة بحق
كنعان إبن حام، هذه اللعنة التي جعلها أحفادهم تلاحق
الكنعانيين إن كانوا في فلسطين، أو اولئك المساكين من الهنود
الذين أبيدوا فوق أرضهم لتأسس عليها الولايات المتحدة
الأمركية. الأمر الذي يجعلنا نعتقد أن الكهنة قصدوا من إظهار
(نوح) في حالة التعري، هو وضع تصنيف (الأخيار والأشرار) ليشمل
هذا التصنيف الآباء المفترضين لكل شعوب الأرض. للقول بعد ذلك
أن هناك شعوب خيرة وشعوب شريرة. ومن هذا المنطلق قرروا أن يكون
الكنعانيين من ضمن الشعوب (الحامية) التي سيشملها تصنيف
الأشرار ليحللوا ذبحهم. لذلك أظهروا سام ويافث الذان إعتادا
على ستر عورة أبيهم، بمظهر المدافعان عن حرمة (النبي) الذي هو
نفسه لم يرعاها، ليكونوا بذلك هم الأخيار. وطبيعي أن يظهر
الكهنة حام الصغير الذي لم يدرك بعد فنون لعبة هذه الحرمة،
بمظهر أبو كنعان المفجوع بما رأى من أبيه المفترض أن يمثل له
قدوه حسنة. ليذهب بعد صدمته بهذا الأب المستهتر إلى أخوته،
مذهولا وشاكيا يريد أن يسمع منهم تبريراً يقنعه بفعلة والده
المشينة. لكن الإخوة الكبار إستغلوا حياء الطفل بشكل إنتهازي،
فسترا عورة أبيهم، وعندما إستفاق من سكرته، أخبراه بأمر مشاهدة
العورة من قبل حام الصغير، ليظهره الكهنة بعد ذلك من الآباء
المفترضين لشعوب ستشملهم لعنة السكير. وما يؤكد ذلك، هو
إستشاطة (نوح) غضباً ولعنه من لم يكن قد ولد بعد، إبن حام
الصغير الذي هو كنعان المفترض! والأغرب من كل ذلك أن يصادق
(إله التوراة) على هذه اللعنة وتبعاتها، وكأنه كان يجلس في
مقهى قريبا من مسرح مشاهدة العورة، ينتظر إنهاء الإجراءات
الشكلية لتبعياتها. ليهب أرض فلسطين وما حولها لأبناء سام
المفترضين. ولتأكد من كل ذلك فالنتابع معا ما ورد في (سفر
التكوين-
إصحاح- 9 -21-29):" وشرب (يعنى نوح) من الخمر
فسكر وتعرى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان
عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجاً، فأخذ
سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء، وسترا
عورة أبيهما، فلما إستيقظ نوح من خمره،
علم ما فعل إبنه الصغير، فقال ملعون كنعان، عبد العبيد يكون
لإخوته، وقال: مبارك الرب إله سام، وليكن كنعان عبداً لهم،
ليفتح الله ليافث فيسكن فى مساكن سام وليكن،
كنعان عبداً لهم". لكن أن يلعن كنعان المفترض بعد أن أرفق
الكهنة إسمه مع إسم والده المفترض الذي هو الإبن الأصغر. ولم
يرفق مع سام أو يافث (الأخوة الكبار والمفترضين أن يكونوا هم
الآباء) أسماء أبنائهم لتشملهم (البركة)، وتبقى البركة محصورة
في الكبار (سيتم بعد ذلك إخراج يافث من معادلة تصنيف الأخيار،
ليبقى سام الوحيد ونسله هم الحاصلين على هذه البركة، وليصبح
بعد ذلك اليهود هم الأخيار، والآخرين هم الأشرار)، واللعنة
محصورة في كنعان إبن الصغير. الأمر الذي يبين مدى سخافة هذا
النص (التوراتي) الذي لا يقنع أحداً بقداسته، كما هو حال
(التوراة) وأنبياؤه. ومما يزيد الأمر إستخفافاً أن يخبرنا
(التوراة) بعد ذلك بأنه كان هناك إخوة آخرين لكنعان المفترض،
هم كوش ومصرايم وفوط. فكيف خصص الكهنة اللعنة بكنعان وحده، ولم
تلحق نفس اللعنة بإخوته من أبناء مشاهد العورة حام الصغير! كل
ذلك يفضح نوايا الكهنة في التخطيط لإمتلاك أرض فلسطين. وإدعاء
ما يسمى بالحق الإلهي بأرض فلسطين! كما يفضح حقيقة كل
المهرولين اليوم خلف ما يسمى (بالوعد الإلهي). --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م