اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  المزرعة قريتي وكل فلسطين وطني
 


 
وكل فلسطين وطني

 

 

 المزرعة قريتي وكل فلسطين وطني:

 

لأن فلسطين هيّ كل الشوارع والحارات والمآذن والبيارات والمدن والقرى والمزارات، وهي الماء والهواء وكل ما أخرجت الأرض من ثروات، وهيّ الرايات المرفوعة والمتناقلة من قبل أن تكتشف الحضارات. ولأن فلسطين هي الصخرة المباركة وحائط البراق مسرى نبيّ البشرية صلى الله عليه وسلم، وهيّ مهد عيسى وملتقى الصالحين والأنبياء، وهيّ الأرض المباركة التي لا تشرق عليها شمس فجر، إلا يوازي شروق فجرها، آذان يصدح بالجهاد مكبرا الله أكبر.لذلك أقول بعد كل هذه التجارب المريرة التي فقدنا بها الأب والأخ والصديق والعزيز. كما فقدنا الشيوخ والأمهات والأخوات والأطفال. وَهُجرنا من ديار المنفى مرة تلو الأخرى، وببساطة إبن المخيم الذي واكب ثلاثة أجيال متتالية، أوجه سؤالاً من خضم معاناة شعبي الكبيرة، ومن فهمي وإدراكي لخطورة المؤامرة الشيطانية التي وظفت في مشروعها (التوراتي) ملوكا وأمراء ورؤساء وقادة ورموز في هذه المرحلة الدقيقة من صراع الأمة. وما سينتج عن هذه المؤامرة من ضحاياها إضافية في الأجيال القادمة: هل يستطيع كائن من يكن من الذين راهنوا على إسقاط ثقافة الرباط في فلسطين، أن يكاشفنا بنتائج المراهنات البديلة الأخرى، وخصوصا تلك المراهنات التي جرت في كازينوهات كامب ديفيد ومدريد وأوسلو وشرم الشيخ؟. فحياة شعبي من جميع النواحي تنحدر من سيء إلى أسوء في ظل الإنحدار والتردي الناجم عن تلك المراهنات الذميمة، التي أفرزت إتفاقيات التنسيق الأمني، والتي مثلت الوجه الآخر للخيانة مدفوعة الأجر. والأخطر من كل ذلك أن هؤلاء المراهنين أوجدوا حالة مريبة داخل الأمة، تتمثل في إبراز شرائح في المجتمع أكملت دائرة الإستعباد الروحي للأمة، من خلال ترويجها للشعارات المزيفة، وتعميمها لفلسفة الممكن والواقعية وما أنتجته هذه الفلسفة من بضاعة القبول بالممكن المسموح به، والغير ممكن الذي يمكن التعويض عنه. حيث تكامل هذا النهج التبريري مع ما تم نشره من محسوبية وعشائرية ومناطقية وبطالة وتهجير لشباب الأمة الفاعل. بقصد إحكام الطوق على شعبي، وجعله يتنازل عن حقه في العودة وإقامة دولته فوق كل أرض فلسطين. وبما أني لا أستطيع أن أصمت عن هذه المراهنات التي تتلاعب بمصير شعبي، ولأني مدرك أن أرضي بالأساس هيّ وقف إسلاميّ لا يمكن بيعها أو التعويض عنها، أو التعويض عن مآسي أجيال معظمها أصبحت تحت التراب، التي عليها هم اليوم يبصقون ليطالبوا برتبة، أو مكانة، أو مرتب يقبض في آخر الشهر من الإتحاد الأوروبي. وهذه خصلة لا أعلم إن كانت لي فيها نعمة، أم كانت ستجر عليّ كل نقمة، لكني ما أعلمه جيدا أن هذه الخصلة لازمتني كظلي منذ الطفولة، وبسببها واجهتني الكثير من المتاعب. لكن بسببها أيضا كنت أنعم براحة الضمير، وأتحسس نعمة إعجاب والديّ وجميع أساتذتي الذين أكن لهم كل محبة وتقدير. كما بفضلها نلت إحترام جميع أصدقائي وخصوصا الذين سبقوني على درب الشهادة. فحين أسترجع وجوه كل من سقط شهيدا، أو وافته المنية بعيدا أو مبعدا عن دياره، أجد أن هذه الخصلة هيّ نعمة كرمني بها رب العزة كما كرم شعبي بالرباط. لذلك من هذه النعمة المزدوجة أقول وبصراحة شديدة: لن أعترف بالكيان (التوراتي) القائم زوراً فوق أرضي المباركة، وكل من يعترف بذلك هو عميل وخائن لا يمكن أن يمثلني أو يمثل شعبي. كما لا يمثلني وإن إتدعى زورا بوحدانية تمثيل شعبي، حتى لو فرض عليه من قبل كل المؤسسات الدولية ومحافلها الباطنية. كما أن كل الإتفاقيات التي وقعها المراهنون، أو القرارات الدولية التي أصدرتها تلك المؤسسات المحكومة بمفاهيم الغواية (التوراتية)، أو التي يمكن أن تصدر، هيّ باطلة بطلان أن لا تشرق الشمس في فجر يوم جديد. وبطلان إنتصار الباطل على الحق في معركة إستخلاف الأرض والدفاع عن العرض. وأعتقد أن كل من يأخذ هذا الموقف يمثل صلب التوازن الإنساني وسنام الفطرة الإلهية، وحقيقة الخير المتوارث على الأرض. كما أقول بقوةٍ: من أعطى هؤلاء المراهنين إن كانوا أشخاص أو مؤسسات أو منظمات، أن يسرقوا حقي، وحق أهلي، وحق جيراني، وحق أهل القرى والمدن المجاورة، أو ما بعد القرى والمدن المجاورة، أو ما بعد بعد المجاورة. ومن أعطاهم حق المسلمين في المسجد الأقصى، وكل مساجد فلسطين، أو حق المسيحين في كنيسة المهد وكل كنائس فلسطين، أو حق كل من مات في بلاد الغربة أو في مخيمات التدجين في أن يدفن في تراب أرضه. كما من أعطاهم الحق في مسارحنا وملاعبنا ومدارسنا وجامعاتنا، وفي حقولنا وبياراتنا وشواطئنا وأنهارنا، وفي تراثنا وتاريخنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. فلا أدري بأي معايير أخلاقية تم تشريع هذه القيادة التي لم ينتخبها أحد من شعبي، لتشرع لنفسها أن تختصر رباط شعب فلسطين بمرحلة ضيقة من الزمن. ولأني مازلت أحلم في العودة إلى قريتي المزرعة في الجليل الأعلى، وهذا حق فردي لي لا يستطيع أحد أن ينازعني عليه، وللعلم فإن قريتي تبعد عن مدينة عكا ما يقرب من ستة كيلو مترات، هي قرية صغيرة لا تذكر أحياناً على الخارطة الفلسطينية، لكنها تشكل تكامل لحدي مع لحد أجدادي، مع لحد كل الطيبون الذين ساروا على نهج الأولين من المجاهدين.

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2014م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster