|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
ذكريات من التخلف
-أعداد كبيرة من الناس الأشخاص البلد.
-ستجبر على العمل هناك. حتى تعثر على مغفل يتزوج منها. مع أنها ما زالت
جميلة. ستتذكرني عندما تواجه المتاعب. الحقيقة أني أنا الأحمق. أجبرت
على العمل كي تعيش وكأنها ولدت في نيويورك أو باريس. وليس في هذه
الجزيرة المتخلفة.
-كل الذين أحبوني وكانوا يزعجون حتى اللحظة الأخيرة قد رحلوا.
-
منذ فترة وأنا أقول في نفسي لو كان لدي وقت لجلست أكتب القصص
والمذكرات. سأتبين الآن إن كان لدي فعلا ما أكتبه.
-
كل شيء على حاله. ما زال كل شي على حاله. يبدو المكان وكأنه مشهد
سينمائي. العملاقي البرونزي. كوبا حرة مستقلة. بدون النسر الإمبريالي.
أين الحمامة التي سيرسلها بيكاسو؟ من المريح أن يكون المرء شيوعي
ومليونير يسكن في باريس. هذه البشرية قالت كفى وانطلقت في النضال. مثل
والدي، ولاورا التي لن تتوقف حتى الوصول إلى ميامي. أشعر وكأن الأشياء
كانت تتغير، هل أنا تغيرت أم المدينة؟
-
- حان وقت الرحيل، أيها المهاجر كما تغادر السفينة الموانئ، كل شيء فيك
أشبه بالغرق.
-
-ماذا تفعل؟
-
لا شيء
-
ماذا تقرئين؟
-
كتاب ألفه صاحب موسوعة أدبية.
-
كاتب حوار سينمائي
-
هو نفسه. لا تنظر إلي وكأنك تتأمل حيوان غريب.
-
أريد أن نتحدث.
-
لم لا تدعني؟ ماذا أصابك؟
-
لنتحدث قليلا.
-
عما سأتحدث؟ وأنا محاطة طوال اليوم بالحشرات والحثالة وأناس قذرون، في
بلد متخلف كما تقول عنه.
-
ما رأيك أنت؟
-
لماذا تسألني؟ لم يسبق أن اعتنيت بآرائي. ماذا أصابك؟
-
مجرد أسئلة عابرة، أعتقد أنك تفكرين بالرحيل فعلا.
-
ماذا أصابك اتركني هيا.
-
يعجبني حالك، عندما تتصرفين كالعامة. تعرفين أن هذا ما يثيرني، عندما
أراك بين الرقي والعامة، بين الأناقة والفطرة،
-
أتأملك منذ بعض الوقت، وأجدك غريب الأطوار، لا أعرف لماذا أجدك مؤخرا
بحالة سيئة.
-
كل هذا الكماليات من حولك تصنع الجمال كمعجون الأسنان كولغيت وما بعد
الحلاقة الإمبريالي الصنع. تعرفين أن هذه عوامل مساعدة.
-
وماذا أيضا؟
-
أجدك أكثر جاذبية كل يوم.
-
صحيح؟
-
نعم. فأنا لا أحب الجمال الطبيعي أحب النساء مثلك. ترتدي ملابس جميلة،
وتعززها بالكريم والماكياج، بفضل هذه الأشياء لم تتحولي إلى امرأة من
العامة، وأصبحت سيدة جميلة من السادة.
-
لم أعد أحتملك لا تتحدث أبدا بجدية بل تسخر مني. لماذا لا تذهب كي تسخر
من أمك؟ كفى اتركني. دعني وشأني لا أحتمل هذا العرق وهذه الروائح كفى
أتركني.
-
هل تعرفين أني سجلت كل ما قلته
-
ماذا؟
-
كل شيء. وبالتفصيل. سأستمتع جدا حين أسمعه فيما بعد.
-
أيها المتوحش دعني أمسك به..
-
كفى ستحطمين الجهاز.
-
-
النساء هنا يتأمل العينان، وكأنهن يلامسن عبر النظرات.
-
لا يحدث هذا في أي مكان من العالم.
-
ربما كانت نظراتهن في إيطاليا أجرأ ولكن لا.
-
أصبحت هافانا أشبه بالأرياف بعد حرق متاجر إنكانتو.
-
كانت في الماضي تسمى باريس الكاريبي.
-
هكذا كان يسميها السياح والمومسات. أصبحت اليوم تشبه، تيغوسيفالبا
الكاريبي. ليس لأنهم دمروا الإنكانتو فقط أو لأن أشياء قليلة بقيت في
الأسواق، بل ومن أجل الناس أيضا.
-
ما معنى الحياة بالنسبة لهم؟ وبالنسبة لي؟ ما معناها بالنسبة لي،
ولكني لست مثلهم.
-يقولون أنهم يصنعون أول ثورة اشتراكية في أمريكا، وبعد؟ سيعودون إلى
الوحشية، وسيواجهون الجوع، كما في هايتي، هزموا نابليون، وبعد؟ كانت
لديهم أول مصانع للسكر في العالم قبل الثورة، أنظر إليهم اليوم،
يستريحون كخيال الصحاري.
-
الزمن يتغير.
-
عدى ذلك هذه مشكلة لا تخصنا إنها مشكلة بين روسيا وأمريكا، ليس لنا أي
قضية فيها. اسمع جيدا ما سأقوله. ستقع هنا معارك عنيفة. هل تعرف من
سيتلقى الضربة الأولى؟ نحن. هل تعرف لماذا؟ لأننا بلد صغير، إنها جزيرة
صغيرة سيرهيو. ستتلقون الضربة بأنفسكم أما أنا، فلن أكون هنا.
-أمضينا السنوات الخمس الأخيرة معا باستمرار.
-الحقيقة أن الظروف بلغت مستوى في عهد باتيستا لم يعد بالامكان التعايش
معها. أما أنا، فلم أتدخل في السياسة، لهذا فأنا مرتاح الضمير. لأني
أمضيت حياتي كلها في العمل. عملت بلا توقف.
-
هل تتخيل أنيتا، رغم جمالها الفريد بطنها ملئ بالفصولياء. رأيتها اليوم
تأكل على الشرفة.
-
لديهم كل الموارد اللازمة، والمعارف لتطوير اقتصاد البلد. املأه.
-
المعارف
-
نعم المعارف المعارف. الأمريكيون يتقنون عمل الأشياء. وهم يتقنون تسيير
الأمور.
-
ثلاثة.
-
ماذا عن الزيت؟
-
ليس لدينا زيت. أستطيع التأكد منه إن شئت.
-
كلا، لماذا التأكد منه؟ كم أتمنى أن أدمر السيارة ولكني مجبر على
تسليمها كما كانت.
-
لماذا؟
-
لأنها ترد في السجلات. إن لم أسلمها كما كانت، يمنعوني من الخروج.
-
يجب أن يعود الحديد كما كان.
-
أعرف ذلك، ولكن الطلاء لن يعود كما كان. إن لم نحصل على كحول الخشب،
سأطليها بمادة جافة، تختلف جدا. يجب أن أطلي هذا الجزء بكامله على
الأقل.
-
أعرف. ومن هنا؟
-
يقولون أن الكوبي لا يمكن أن يحتمل المجاعة، رغم المجاعة التي أصابت
البلاد منذ وصول الإسبان.
-
يموت في أمريكا اللاتينية أربع أطفال في الدقيقة بسبب أمراض ناجمة عن
سوء التغذية. بعد عشر سنوات سيموت عشرين مليون طفل لهذا السبب.وهو نفس
عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية.
-
هذه علامات الانحطاط.
-
أعتبر هذه أفضل من الخوض في التصليح وما شابه ذلك.
-
حسنا إن كانت تعجبك.
-
نعم أشعر بالاطمئنان. لا أريد المشاكل.
-
يقال أن السيارة الأمريكية الحديثة، لا تصدق. يتحدثون عنها بإسهاب في
المجلات. محرك مقفل، ومشعلان، وضمانة على سنتين. إذا تعطلت، يعطوك
أخرى، بلا تصليح، هل تتخيلها؟ هذا هو الحل المناسب لقلة المعارف
الميكانيكية.
-
أرى الناس أكثر حماقة كل يوم.
-
بابلو على حق الفرنسي لا يستحم.
-
لأنه قذر بالفطرة لاورا.
-
يمكنهم أن يأخذوا كل شيء، على كل، لن يدوم طويلا. ولكن الأمر أصبح
مختلفا، لن أبقى في البيت مكتوف الأيدي كما في فترة النضال ضد باتيستا.
لم أتوقع أن تستمر الأمور على حالها، ولا شك أن هذه السلطة ستسقط يوما.
-
هذا ما يقوله هؤلاء.
-
من تعني؟
-
سجناء خليج الخنازير. اسمع..
-
كفى سيرهيو..
-
(تكمن حقيقة المجموعة في جرائمها)
-
نجد ضمن التنظيم العسكري للقوة الغازية بنية هيكلية من الوظائف
الاجتماعية التي تتوافق وتختصر توزيع الوظائف الاجتماعية والأخلاقية
للبرجوازية. فمنهم الأسقف، ورجل الأعمال، الموظف الحكومي، وجلاد
السجون، والفيلسوف، والسياسي، وعدد كبير من أبناء العائلات. تولى كل
منهم مهمة محددة، ومع ذلك فإن المجموعة كلها شكلت تغطية للأفعال
الفردية. يعتبر كالفيريو من كبار جلادي السجون الذي سبب الرعب حتى
لأبناء البرجوازية.
-
كان هذا فستان، ما زال ملطخ بالدم من هنا، ركلني برجله في بطني فتعرضت
للنزيف، لم يكتفي بهذا. أجبرت على مواجهته كي لا يستمر بالتعذيب، حطم
فقرتين من ظهري. هل تذكر؟
-
أصدرت أوامرك حتى يوسعونه ضربا فوقع على ركبتيه، فركلته بقوة على الكبد
حتى فقد الوعي وانهار أرضا. ألا تذكر هذا؟ وبعد أن قتلته شوهت الجثة
أيها القاتل.
-
هذا هو القاتل الذي رأيته.
-
هل قتل أمامك؟
-
رأيتك. رميته بالرصاص أمام عينيي وبعد ذلك سخرت من موته ضاحكا. وقد حصل
هذا يوم 6/10 الساعة 7 مساء. هل تنكر هذا؟ هل يمكن أن تنكر؟ هل تنكر
أنك ضحكت بعد أن قتلته، وأنك بعد أن قتلته تبجحت بوصف الجريمة أمامي هل
تنكر؟ هل تنكر هذا؟
-
لا أستطيع الإجابة.
-
تعتمد السلطات البرجوازية في البلدان التي تحكمها أشخاص يتولون هذه
الجرائم، ولكن ضمن توزيع العمل الأخلاقي، ينكر هؤلاء المجرمين أعمالهم
الفردية البشعة ويحتمون بوظائف المجموعة لتبرئة أنفسهم.
-
أتحدث عن نفسي كفرد وعن الأشخاص الذين يفكرون مثلي. قد نكون أقلية هنا.
لا أتحدث عن فينتورا وعن سائقيه ومجموعة من البؤساء الذين تحدثتم عنهم.
لم أكن أعرف كاوديو في تلك الفترة، كنت أركز اهتمامي ببساطة على التمتع
بحياتي.
-
بدوا وكأنهم جردوا من جرائم المجموعة التي لا يريدون تحملها.
-
لا أستطيع الرد نيابة عن الآخرين. فكل منا يرد عن نفسه.
-
وكأنكم تريدونني أن أتحمل مسؤولية مباشرة عن هذا الهجوم وتبعاته. أريد
التأكيد هنا بأن مهمتي كانت روحية فحسب، ولم أحمل السلاح لا قبل ذلك
ولا بعده. أما أن يكون المرء متورطا في مؤامرة فلا يعني أنه متآمر
-
سبق وأخبرتك بوضوح، أني أمضيت حياتي بعيدا عن السياسة. لم يكن لي أي
صلة بالأحزاب السياسية.
-
في المرتبة الثانية يتم تبرئة أعمال المجموعة عبر السلوك الفردي كل على
حدا.
-
حال كل من الأفراد التبرؤ من أفعال المجموعة التي تلوثه. وأحيانا ما
يلجأ للمجموعة في محاولة لإخفاء مسئوليته الفردية، فيلوث بالتالي جميع
من حوله.
-
هذه من أفعال مجموعة لم أكن فيها وحدي.
-
يمكن أن نرى هذه المسؤولية التي يتنكر إليها الجميع، عبر تكرار ما
يقوله أحد عناصر هذه القوة.
-
تريدون اتهامي بقضية سعت إليها المجموعة وليست قضيتي أنا.
-
تلجأ شخصية الجلاد الفاعل إلى الدور الجماعي لتبرئة نفسه من المسؤولية
الأخلاقية.
-
لم أرتكب أي جريمة شخصية مباشرة.
-
انتهى الاجتماع.
-
لم يعرب أي من الأسرى عن الصلة المباشرة بين الأفراد والمجموعة، أما
باقي الأفراد الذين شاركوا في الاجتياح، فلا مكانة لهم في هذه
المنظومة، أو في السلوك.
-
في اعترافات ملاك الأراضي فريدي، وفي تصريحات الأسقف لوغو، وفي المنطق
المنمق للفيلسوف أندريو، وفي كتاب وشواهد الملتزم ريبيرو، وفي التمثيل
الديمقراطي لبارونا، من يستطيع رؤية الجرائم التي كانت تنتشر من خلالهم
في كوبا؟ والموت جوعا، ومرضا، وتعذيبا، وإحباطا.
-
تأتي مرات ثلاث أسبوعيا لتنظيف الشقة. تأتي منذ عام دون أن ألتفت
إليها. إذا ارتدت ملابس جميلة وتزينت ستبدو جذابة. فهي نحيلة، وكأنها
نموذج للرسم. تعجبني. ولدت في متانساس وهي بروتستانتية. أظنها
معمدانية.
-
أي أنك تعمدت في النهر؟
-
طبعا.
-
وكيف هذا؟
-
تعمدت..
-
ولكن كيف؟
-
يجتمع الناس على ضفة النهر، فأنزل إلى الماء مع راعي الأبرشية. وبعد
ذلك يشرح معنى التعميد. تعرف أن التعميد يرمز بالنسبة لنا، التخلص من
الخطيئة، وانبعاث حياة جديدة، يسودها الإيمان والأمل وتعمها الكرامة.
وبعد ذلك أخذني إلى أعمق جزء من النهر، وغمرني في الماء. كنت أشعر
بالخوف الشديد. ولكن الأمور جرت بسرعة لم أشعر بها.
-
غالبية الناس يحبون الاستعراض، وهم يوحون بأنهم من المواشي الوديعة،
التي تحافظ على توازنها بالسير على قائمتين. يقول أحدهم أن ذكاء
الإنسان وعجزه الجسدي نجما عن تشوه خلقي لحيوان آخر.
-
هناك فترة بين الثلاثين والخامسة والثلاثين تمر فيها الكوبية من مرحلة
النضوج إلى التلف. وكأنها فاكهة تفسد بسرعة مدهشة.
-
بعد إفلات كوبا من السيطرة الأمريكية، تستعمل الولايات المتحدة قاعدتها
في غوانتانامو، كمركز للتجسس ضد كوبا. تمكن مصورو الإيكايك من التقاط
بعض مشاهد الاستفزاز والانتهاكات، من قبل وحدات عسكرية وعناصر معادية
للثورة تلجأ في القاعدة.
-
(إلينا)
-
صباح الخير جميلتي.
-
اسمعي هل تأكلين معي؟
-
هل جننت؟
-
فعلا لا أحب الأكل وحدي.
-
ماذا تفعلين هنا؟ هل تنتظرين أحد؟ خطيبك؟
-
هل جننت؟
-
هناك خطورة على من في سنك بهذه الشوارع.
-
أنت مجنون.
-
لماذا لا تأتي معي؟ لن أهضم الطعام إن أكلت وحدي.
-
ولكني أنتظر شخصا في الإيكايك سيقدم لي عملا.
-
من الإيكايك؟
-
نعم في معهد السينما وسيخضعني للتجربة.
-
صحيح؟ لدي صديق هام هناك، إنه مخرج.
-
في الإيكايك؟
-
نعم. يمكن أن نذهب غدا لتعرفينه.
-
كم الساعة الآن؟
-
السادسة والنصف.
-
تأخر الوقت لا بد أنه لن يأت.
-
حسنا، هيا.
-
اسمع، أحضر أولا مارتيني جاف.
-
لماذا لا تشربين أولا؟
-
لا أستطيع. أتلقى بعض الحقن للأعصاب. أنظر.
-
لماذا تريدين التمثيل؟
-
لأني مللت من شخصيتي، يمكن أن ألعب دورا آخر دون القول بأني مجنونة.
كما أني أحب لعب الشخصيات الأخرى.
-
ولكن شخصيات السينما والمسرح أشبه بالأسطوانات القديمة، أي أن الفنانة
تكرر الحركات نفسها آلاف المرات. الكلمات نفسها والحركات نفسها الكلمات
نفسها والحركات نفسها الكلمات نفسها والحركات نفسها.
-
لا تضيع وقتك لن أستسلم.
-
صحيح؟
-
من أين جئتم بهذا كله؟
-
إنها لقطات ظهرت من أفلام قديمة تم جمعها معا. يبدو أنه أجزاء حذفتها
الرقابة التي عملت قبل الثورة.
-
هي أجزاء كانوا يمنعونها.
-
على اعتبار أنها مخلة بالآداب.
-
مخلة بالآداب والأخلاق وما شابه ذلك.
-
نعم أذكر ذلك.
-
حسنا أستأذن. لدي عمل.
-
يبدو أنهم كانوا قلقين على الأخلاق.
-
كانوا يحافظون على المظاهر فقط.
-
ماذا ستفعلون بهذا كله؟
-
قد يضعونه في أحد الأفلام.
-
أحد الأفلام؟
-
نعم. من أفلام المزيج الحديثة، نضع فيها كل شيء.
-
على أن يكون لها معنى.
-
سنتوصل إليها دون شك.
-
هل سيسمحون بها؟
-
نعم.
-
هيا.
-
ما هي خبرتك؟ هل عملت في المسرح أو التلفزيون؟
-
كلا. لم يحالفني الحظ. كنت سأتلقى بعض الدروس ولكن. لم أتابع.
-
حسنا، ضعي هذا كله في الطلب.
-
ولكن، ألن يربني الآن أحد؟ أتقن الغناء أيضا.
-
هذه الأحزان، ترفض النسيان، كما ترفض العتمة النور. شاء المصير أن تعود
يوما للذكريات.
-
هذا رأيك. وأنت؟
-
كلا.
-
متأكدة؟ أنظر إلى هذا البيت الجميل. ألا يعجبك؟
-
لا أعرف.
-
لا تعتقد بأنك ستصل إلى نتيجة.
-
هذا هو، بيتي هناك، هيا. ما بك؟
-
لا أستطيع.
-
لماذا؟
-
أين زوجتك؟
-
ألم أخبرك بأني مطلق وأن زوجتي هاجرت؟
-
وإن يكن.
-
وإن يكن ماذا؟
-
ماذا سيعتقد الجيران؟
-
إن كنت لا تثقين بي..
-
ليس هذا..
-
ماذا إذا؟
-
اذهب أنت وسأتبعك.
-
الطابق الأخير شقة كاف لام.
-
تفضلي اجلسي، سأحضر بعض القهوة.
-
هذه صورة والداي. وهذه لاورا، هاجروا معافي نفس اليوم.
-
وأنت؟
-
ماذا عني؟
-
ألن تهاجر؟
-
أنا هنا بخير.
-
هل أنت ثوري؟
-
ما رأيك؟
-
أعتقد أنك لا ثوري ولا مضاد للثورة.
-
صحيح؟ ماذا تعتبريني إذا؟
-
لا شيء، أنت لا شيء.
-
سيرسلون لك أشياء كثيرة.
-
أشياء لماذا؟
-
أعني أحذية جميلة، أو سيارة إذا ما أرادوا.
-
هل تعرفين أن ملامح لاورا كانت تشبهك؟ يمكن أن أريك بعض فساتينها، كي
تأخذينها إذا أعجبتك.
-
كلا
-
يمكن أن ترينها فقط.
-
جميل، أنظر.
-
أقفل الأزرار.
-
كلا.
-
كلا كلا كلا.
-
كفى لا داعي للبكاء. كفى أرجوك.
-
أفسدت حياتي.
-
أنا؟
-
كفى لا جدوى من البكاء.
-
ماذا أقول الآن لأمي؟
-
لا شيء، لا تقولي لها شيئا.
-
إذا انتظرتني لحظة قد أرافقك.
-
كلا شكرا، أفضل البقاء وحدي.
-
اتصلي بي.
-
بفضل هذه الأشياء لم تتحولي إلى امرأة من العامة، وأصبحت سيدة جميلة
من السادة.
-
لم أعد أحتملك لا تتحدث أبدا بجدية بل تسخر مني. لماذا لا تذهب كي تسخر
من أمك؟
-
هذا جميل جدا رائع.
-
هل أصابك الجنون مغفل؟
-
كفى اتركني. دعني وشأني لا أحتمل هذا العرق وهذه الروائح كفى أتركني.
-
هل تعرفين أني سجلت كل ما قلته
-
ماذا؟
-
كل شيء. وبالتفصيل. سأستمتع جدا حين أسمعه فيما بعد.
-
أيها المتوحش دعني أمسك به..
-
كفى ستحطمين الجهاز.
-
اتركني وشأني أنت مجنون فعلا. سوف أرحل. لا أريدك أن تأتي معي لا
أحتمل يوما آخر هنا.
-
هل ستتخلين عني؟
-
لا يهمني لم أعد أحتمل أكثر. ضقت ذرعا في دور أرنبة المختبر، لألاعبك
وعنادك. أريد التمتع بحياتي بدأت أتقدم في السن وسأصبح عجوز. سأهاجر
وحدي سأرحل وحدي.
-
ما هذا؟
-
قبل أن تصارحني شفتاك، بأنك تحبني، كنت أعرف كنت أعرف.
-
هل صرت بخير؟
-
أنا؟
-
نعم لأنك بالأمس كنت متعبة.
-
كنت متعبة وليس بعد. جئت أرى كيف حالك.
-
هل تريد أن أرتب لك البيت؟
-
ماذا أصابك؟
-
لا شيء، لا شيء أبدا.
-
هيا اعترف، أنك لا تستطيع الاستمرار، وأن ما بيننا قد انتهى ولن يستمر.
ولم تعد تحبني. هل تحب الفيلينغ؟
-
أي أن الأحزان التي كانت بالأمس..
-
لا تسخر..
-
لا أقصد السخرية ولكن ما أراه..
-
أعرف ولكنك لا تعرف المشاعر. ولا داعي لانتقاد أسلوبي في العيش..
-
من الأشياء التي تحيرني في الناس عدم قدرتهم على التمسك بشعور ما،
والتمسك بفكرة دون تشتت. إنها مسألة غير متجانسة، إنه تغير تام، تجاه
الأشياء. هذا بعض من علامات التخلف. عدم القدرة على ربط الأمور ببعضها،
ومراكمة التجارب للتطور. من الصعب العثور هنا على امرأة تجبلها المشاعر
والثقافة. الأجواء لينة جدا. يبدد الكوبي مواهبه في التأقلم مع الواقع.
الناس هنا لا تثابر. وهم بحاجة إلى من يفكرون عنهم.
-
حسنا، أتمنى رؤيتك هناك سيرهيو.
-أنا؟ كلا، لا أظن. أعرف الولايات المتحدة، أما ما سيحدث هنا فهو غريب
علي.
-
ليس غريبا على أحد، الجميع يعرف ما سيحدث هنا.
-
إلا أنا، لأني صراحة لا أعرف.
-
تأكد تماما، أنه سيختلف عن خليج الخنازير.
-
يحتمل. ولكن هذا حدث شيق.
-
يحتمل. أفضل أن أكون في الجانب الآخر.
-
ستكون أكثر ضمانة. ستعثر على عدد من الأصدقاء هناك.
-
أعرف ما تعنيه.
-
صحيح؟
-
نعم، وهم أناس شرفاء، أناس شرفاء جدا.
-
هذا ما سمعته عنهم.
-
لا أعرف ماذا يقال عنهم، ولكني مرتاح الضمير.
-
ضميرك أنت.
-
هل كنت يوما مثله؟ يحتمل. الثورة وإن دمرتني فهي انتقامي من
البرجوازية الكوبية الحمقاء، والمنافقين مثل بابلو. تنبهت إلى أن بابلو
يرمز إلى حياتي كلها، وما لا أريد أن أكون عليه. تسرني رؤيتهم يرحلون،
وكأني أخرجهم من قلبي. أحافظ على البريق، الغير مرغوب وسط الفراغ، أعرف
ماذا يصيبني ولكن دون جدوى، هو ولاورا وغيرهم.
-
سكن هنا فرانسيسكو دي لا كويستا. كنا في العاشرة من العمر. ترى أين
فرانسيسكو الآن؟ هل يتذكر ألعابنا؟ أحاول دون جدوى.
-
عندما كنا في مدرسة الرهبان كان دائما على حق.
كانوا يمسكون السلطة حينها. لم أفعل شيئا ولكن الأمر سواء. رأيت حينها
لأول مرة الصلة بين العدالة والسلطة. كان والد أرماندو مثقف متحرر، كان
يعطيه كل أسبوع بيسو ليذهب إلى المومسات. وقد أخذني لأول مرة. أخذني
إلى مومس تساوي خمسون سنتا، طلب منها أن تحسن معاملتي.
-
ولكني لم أستطع شيئا معها. فذهبت أبحث عن أخرى. وبعد ذلك أخذت أذهب
أسبوعيا.
-
وجد فجأة أن إلينا لا تشاطرني شيئا مما أفكر فيه. توقعت المزيد منها.
ظننت أنها أكثر تعقيدا وتشويقا. أحاول العيش دائما كأوروبي. ولكن إلينا
تجبرني على الشعور بالتخلف مع كل خطوة.
-
أردت أن أغير إلينا أيضا. ولكنها لا تفهم شيئا. تعيش في عالم يختلف جدا
عن عالمي. لا تفهني.
-
(مغامرة استوائية)
-
هذه الغزالة، صادها همينغوي في أول زيارة له إلى أفريقيا، عام 1953.
قام بهذه الرحلة إلى أفريقيا برفقة عدد من الأطباء. تعتبر هذه الغزالة
من الأكثر سرعة في افريقيا. فهي إلى جانب خطواتها السريعة، تقوم بالقفز
المستمر.
-
قال أنه يقتل كي لا ينتحر. ولكنه عجز أخيرا عن مقاومة الفكرة.
-
نعرف أنه قام بعدة زيارات إلى اسبانيا، كمراسل عسكري. إلى أن شارك مع
إحدى الفرق الأممية هناك.
-
هل كان مستر غوي يسكن هنا؟ لا أرى هنا أي غرابة. كتب وحيوانات ميتة.
يشبه منزل الأمريكيين في مصنع السكر. نفس الأثاث، ونفس الرائحة
الأمريكية.
-
وما هي الرائحة الأمريكية؟
-
لا أعرف إنه شعور في الهواء.
-
أيهما تفضلين؟ الرائحة الأمريكية؟ أم الروسية؟
-
كف عني، لا أفهم في السياسة.
-
الاستواء. هذا ما في البلدان المتخلفة. اصطياد حيوانات برية،
والأسماك، والتمتع بأشعة الشمس، أضف إلى ذلك، الآنسة الكوبية الجميلة.
قال ماكوندرا ويلسون: لا أعتقد أني سأعرف الخوف ثانية. أصابني شعور ما
حين رأيت الثور البري لأول مرة وركضت خلفه، إحساس يشبه النزول من
السفينة. إنها إثارة كاملة، وهائلة. ليت الركض وراء الثور البري كاف
للتخلص من الخوف. على أي حال لا يوجد ثور بري في كوبا. أنا أحمق. تغلب
على خوفه من الموت لكنه لم يحتمل خوفه من الحياة، والزمن، ومن العالم
الذي أصبح كبير عليه.
-
أنت هنا؟ لماذا انصرفت؟
-
كنت مشغولة.
-
غيرتك وحدها دون شك.
-
كفى أرجوك.
-
ما الذي يزعجك؟
-
لست منزعجا.
-
لا يهمك شيء؟
-
بماذا؟
-
بي أنا؟ لا أعني لك شيئا.
-
أنت من لا يهمها شيء.
-
بماذا؟
-
لا شيء، لا يهمك شيء أبدا.
-
هذه غرفة هيمنغوي الخاصة، كان يأتي هنا للعمل، ويستعمل هذه الآلة
الكاتبة وهو حافي القدمين، لم يجلس للكتابة أبدا ولم يستعمل الحذاء.
كان يستيقظ في الصباح الباكر، ليعمل حتى الحادية عشر والنصف. قلة كانوا
يدخلون إلى هذه الغرفة، وكنت أنا من بين الذين يتحركون بصمت شديد في
الغرفة من مكان إلى آخر. كان همينغوي يمضي بقية اليوم هنا في البيت..
-
اسمه رينيه فيا ريال، وجده هيمينغوي وهو طفل يلعب في شوارع سان
فرانسيسكو دي باولا. هذا ما قرأته في مكان ما. دربه على احتياجاته،
فأصبح الخادم الأمين للسيد الكبير. وكأنهما المستعمر والهندي. لا بد أن
همنغوي كان شخص لا يحتمل.
-
وجد هنا ملاذه، وبرجه، وجزيرته الاستوائية.
-
أحذية للصيد في أفريقيا، أثاث أمريكي، وصور اسبانية، كتب ومجلات
بالإنجليزية، وملصقات الثيران. لم تكن كوبا تعني له شيئا. كان يلوذ هنا
ويستقبل أصدقائه، ويكتب بالإنجليزية، ويصطاد في تيار الخليج.
-
سيرهيو! سيرهيو!!سيرهيو! اسمع، انتظر لحظة.
-
(طاولة مستديرة)
-
(أدب وتخلف)
-
(مشاركة مجانية)
-
لا يمكن للثقافة في البلدان المتخلفة إلا أن تكون عملية باهظة الكلفة
يعي الشعب من خلالها قدراته على تغيير حياته الاجتماعية، وكتابة تاريخه
الذاتي، واستخلاص أفضل العبر منها لإبرازها وإغنائها بشروطه الكفاحية
للتحرر الوطني.
-
كنا في الخارج، على مسافة خطوات قليلة من الطباخين وخدام المدرسة
السود، قيل أنهم هجين، وهو تعبير استخفاف لوصف الأمريكي اللاتيني، وابن
القارة الأسمر، وأشباه السود. أدركت اليوم أني وإن كنت أشبه البيض،
ولكني في الواقع أسود من الجنوب. جميع اللاتينيين يعتبرون سودا مضطهدون
عنصريا، يتم التنكر لهم وتجاهلهم، وغرباء ضمن هذه المعادلة الدولية
الجديدة، على الطريقة الأمريكية، والحلم الأمريكي الكبير.
-
حسنا، جاء دور محامي الدفاع، ومن يحمل الشكوك، وما يتعلق بها. ولكن
ألا ترون أيها السادة، أن الكلمات التي تتكرر هنا. التخلف التخلف
التخلف، هي مريضة، أو توحي بالمرض؟ ألا يتساءل أحدكم اليوم، إن كانت
هذه الكلمات تشكل فخ لغوي متآمر مع ثقافة مستهلكة؟ وكأنها فطريات
فكرية، أو ندوب لغوية، أو تشابك لغوي أيديولوجي، يمكن أن يأخذنا، إلى
سكينة الأنظمة السائدة. لا جدوى من الفرار إلى القارة اللغوية للتخلف،
ونسيان حقيقة أن التناقض الأساسي في هذا العصر ليس تناقضا بين
الإمبريالية الأمريكية والقارات المتخلفة الثلاث، بل هو تناقض بين
التطور المتنامي لقوى الإنتاج، في أرجاء العالم، وأشكال الإنتاج
الرأسمالية. أي أنه بين الثورة الاشتراكية والنظام الرأسمالي في مرحلته
الإمبريالية الأخيرة.
-
تحدثت مثلا، بين أشياء أخرى، عن التناقض الرئيسي بين البروليتاريا
والرأسمالية. أعتقد من وجهة نظري الشخصية أن هذه مسألة تجريدية.
التناقض الرئيسي يكمن في الوقائع. فالتناقض الرئيسي عندما يتجسد، يعبر
عن نفسه في الحرب. أعني بهذا أن التناقض الرئيسي من وجهة نظري، لا
يعتبر اليوم بين البروليتاريا ورأس المال الأوروبي، في منطقة ما يتجسد
فيها التناقض عبر حرب تبرز معاني التناقض الأساسي، وإليك مثال فيتنام.
-
أعتقد أننا خرجنا الموضوع.
-
كلا بل هو جوهر الموضوع.
-
يكمن الجوهر هنا في تحديد التناقض الرئيسي بين هذا وذاك.
-
كلا أنا أوافقك الرأي على مستوى النظرية الماركسية، أما التجسد المحدد
فيختلف تماما.
-
ماذا يفعل هذا بسيجاره هناك؟ لا بد أنه يشعر بالأهمية لما حوله من
منافسة. لن تكون أحدا خارج كوبا. أمات هنا فمكانتك محفوظة.
-
ما هو اسمك من فضلك؟
-
جاك غالبير هل يمكن أن أطرح سؤالا بالإنجليزية؟
-
نعم.
-
إذا كانت الثورة الكوبية راديكالية إلى هذا الحد، لماذا تلجأ إلى
أسلوب قديم في النقاش كالطاولة المستديرة، لتخوض في حوارات أعرف عنها
الكثير وهذا هو حال غالبية الحاضرون هنا، بدل اتباع أساليب أخرى يشارك
فيها حضور كثيف كهذا؟
-
يقول جاك عالبير: إذا كانت الثورة الكوبية راديكالية إلى هذا الحد،
لماذا تلجأ إلى أسلوب قديم في النقاش كالطاولة المستديرة، فلماذا لا
تلجأ إلى أسلوب أكثر ديناميكية للتفاعل بين الجمهور والمحاضرين.
-
لا أفهم شيئا، الأمريكي على حق. الكلام يأكل الكلام ويبقى المرء دون أن
يفهم شيئا. كيف نخرج من التخلف؟ أعتقد أ، الأمر يزداد صعوبة. ماذا تفعل
أنت هنا سيرهيو؟ما معنى هذا كله؟ ليس لك أي صلة بهؤلاء. أنت وحدك.
الأشياء لا تستمر وسط التخلف لأنها تنسى، والناس لا يثابرون، أما أنت
فتذكر أشياء كثيرة. تذكر أكثر من اللزوم؟ أين زملائك؟ وعملك؟ وزوجتك؟
لم تعد أحدا، أصبحت ميتا. بدأت الآن مرحلة تدميرك النهائي.
-
أمي ترسل الأشياء نفسها دائما. وهي تعرف أني لا أحب العلكة وأحلق بآلة
كهربائية. طلبت منها أن ترسل الكتب والمجلات ولكن دون جدوى. لا أفهم خط
أمي. أصابهم الجنون، لا نفهم بعضنا البعض.
-
هنا هي أجمل ما في حياتي لا شك في ذلك. فروا من مصر وجاءوا إلى كوبا.
كانت آنا أكثر نضوجا، أنضج من الفتيات المتخلفات هنا. كم أمضيت معها؟
لا أذكر جيدا. أعرف أنها أجمل ما في حياتي. كيف تركتها ترحل؟ لماذا لم
أركض خلفها؟
-
كنا سنتزوج عندما رحلت مع والدها إلى نيويورك، لم نؤمن بالوثائق ولكن
وجدناها أكثر تسهيلا. وضعنا مشاريع، قررت الرحيل إلى نيويورك، وبناء
المستقبل معها. أردت أن أصبح كاتبا وقد آمنت بكفاءتي. هنا هي الشخص
الوحيد التي آمن بكفاءتي. عند ذلك أهداني والدي متجر الأثاث.
-
دفنت خلف المكتب. عملت كالمجنون طوال عامين. هنا حياتي، لا أستطيع
الرحيل الآن افهمي. لا أريد الوصول إلى هناك فارغ اليدين. عزيزتي هنا..
وأخيرا فات الأوان. بحثت عنك، وسأبحث دائما عنك، أين أنت الآن؟ ماذا
تقولين عني؟
-
توقف، توقف هنا.
-
سيرهيو.
-
سيرهيو، سيرهيو.
-
الساكن الرئيسي كنيتك الأولى؟
-
كانول.
-
الكنية الثانية.
-
فيكتوريو.
-
الاسم.
-
سيرهيو.
-
المهنة؟
-
بلا مهنة.
-
ألا تعمل؟
-
كلا.
-
مما تعيش؟
-
من إيجار بعض الشقق.
-
مالك سابق. السن؟
-
ثمانية وثلاثون.
-
الدخل الكامل؟
-
ستمائة بيزوس.
-
دخل آخر لدى العائلة؟
-
أسكن هنا وحدي.
-
هل تدفع الإصلاح المدني؟
-
كلا.
-
آخر شهر دفعته؟
-
لم أدفع أبدا.
-
طبيعة السكن: مالك، مستأجر، مستفيد، أو غير قانوني؟
-
كلا، أنا المالك.
-
هل هو محجوز؟
-
كلا.
-
ما هي مساحة السكن تقريبا؟
-
لا أعرف.
-
تقريبا.
-
إنه واسع جدا.
-
نعم.
-
لنقل، مائتي متر مربع.
-
بل أكثر يمكن أن نقيسه.
-
لا داعي سنضع ثلاثمائة متر، يمكن أن نعالج ذلك فيما بعد. نوع البناء؟
بالحجارة.
-
أعتقد ذلك.
-
يتلف المكان من شقة واحدة. عدد الغرف؟
-
غرفة نوم وأخرى للمكتب.
-
وغرفة للخدم.
-
نعم غرفتين.
-
كم غرفة استراحة فيها؟
-
واحد اثنان ثلاثة خمسة.
-
وكم حمام؟
-
ثلاثة.
-
المصاعد. اثنان. حالته العامة، جيدة. وقع هنا.
-
لماذا تفعلان هذا؟
-
مجرد كشف.
-
ولكن..
-
لا داعي للقلق، عند بروز أي خلل، سنعلمك بالأمر.
-
توقف توقف. لا يسمح بالانعطاف من هنا.
-
شارعين آخرين.
-
غير مسموح، تابع مباشرة.
-
لا داعي، سأنزل هنا تفضل.
-
وسط هذا كله ما زلت أعيش على الإيجار. يجب أن أقبض ثلاثة عشر عاما،
اثني عشر، كلا أحد عشر. مر عامين على تاريخ الكشف على الشقة.
-
تبلغني الأمور إما باكرا أو متأخرة. ربما كنت سأفهم ما يجري هنا في
مرحلة أخرى. ما عدت أستطيع هذا اليوم.
-
بلغت الثامنة والثلاثين وأصبحت عجوزا. لا أشعر أني أكثر حكمة أو
نضوجا. بل أكثر حماقة، وأكثر تلفا من النضوج، وأكثر فسادا، وانحطاط.
ربما كان لهذا صلة بخط الاستواء. كل شيء هنا ينضج ويفسد بسهولة. لا شيء
يستمر.
-
أصبحت عجوزا. عاشرت المومسات منذ الثالثة عشرة. ظننت نفسي عبقريا في
الخامسة عشرة. وفي الخامسة والعشرين مالكا لمعرض أثاث. وبعد ذلك لاورا.
حياتي أشبه بنبات هائل فارغ، أوراقه كبيرة بلا ثمار.
-
أعتقد أني أوحي ببعض الكرامة.
-
هل أنت سيرهيو؟
-
نعم.
-
أنا شقيق إلينا.
-
هل أصابها أي مكروه؟
-
كلا، إلينا بصحة جيدة لا تمرض. اسمع. تقول أختي أنك نمت معها.
-
ماذا؟ كلا الأمر ليس هكذا..
-
لا أعرف إن كان هكذا المشكلة أنك استغليت ضعفها واعلم أن ما فعلته لا
يقدر بهذه الملابس القذر..
-
كلا اسمع لم أستغل ضعفها كل ما هناك..
-
لا يهمني ما جرى المهم أنك وعدتها بالزواج..
-
قد تفعل إلينا أي شيء، كان يجب أن أتخيل هذا. لم أشأ أن يكون لي أي
صلة بالشرطة. كنت مستعدا للزواج منها إن طلبت ذلك. شعرت بالخوف.
-
أخبريه بما قلته لأمك، هيا.
-
حضرتك خدعتني.
-
حضرتي؟
-
أنت خدعتني. وعدتني، ببعض فساتين زوجتك، ثم استغليت ضعفي.
-
هذا ما تقولينه، ولكنك تعرفين أن هذا لم يحصل. كما أنك لم تكوني عذراء.
-
هذه قلة احترام.
-
اسمع سيدي.
-
لم أسمح بما تقوله.
-
لا أعرف كيف تورطت بهذا كله، استسلمت كليا، كنت مستعدا للعواقب حتى
النهاية. كنت خائف.
-
على الفتة أن تتزوج عذراء، هذا سبيلها الوحيد للزواج.
-
هذا في الماضي أما الآن فقد تحرر المجتمع..
-
لا تتحدث وكأنك ثوري وأنت مضاد للثورة..
-
إما أن تتزوج منها أو أقتلك.
-
كفى أبي اهدأ.
-
لا أعرف بما تفكرون، قد أتزوج من إلينا بمشيئتي ولكنكم لن تجبروني على
شيء.
-
قلت أنك ستتزوجها.
-
يجب أن تهدأ كفى.
-
لماذا أردت التخلص مني؟
-
كلا إلينا ليس هذا، سوف أتزوجك، ولكن الأمر ليس هكذا يجب أن أفكر
بالأمر.
-
تفكر بماذا؟
-
يجب أن أحصل على الوثائق. علي الحصول على وثيقة الطلاق..
-
هل أنت مطلق؟
-
نعم سيدتي أنا مطلق.
-
يجب أن تتزوجها حالا.
-
كفى أبي يجب أن تهدأ.. سنتولى أمر الوثائق، لماذا جئت به؟
-
وصلت إلى البيت بحالة سيئة..
-
كان يجب ألا يعلم.
-
هي قالت لي. جاءت تلك الليلة بملابس مبللة بالدم..
-
سوف تتزوجها
-
كفى أبي أرجوك. يجب أن تهدئي. وأنت دعك من هذا البكاء..
-
أنا متأكد من أنها لم تكن عذراء. إنهم تعساء.
-
ما هو ردك على هذه الأقوال.
-
كلها أكاذيب. أقمت علاقة معها ولكنها برغبة مشتركة لم أستغلها ولم
أغتصبها أبدا. كلها أكاذيب.
-
تفضل سيرهيو وقع هنا.
-
احترس!!
-
المتهم سيرهيو فيكتوريو بأنه اقتاد القاصر إلينا هوسيفا دورادو البالغة
من العمر 16 عاما عبر سبل الخداع وأخذها إلى شقته في تقاطع لينيا
وباسيو فيدادو، حيث اغتصب عذريتها، رغم إدراكه بما تعانيه من مشاكل
عقلية تمنعها من المقاومة.
-
هل تريد الرد؟
-
نعم.
-
أجب على أسئلة القاضي.
-
هل تعرف الفتاة إلينا هوسيفا دورادو؟
-
نعم.
-
أجب المحلفين.
-
نعم.
-
نعم سيدي.
-
عفوا، نعم سيدي.
-
أين عرفتها؟
-
في الجادة 23 فيدادو.
-
هل أخذتها إلى شقتك لممارسة علاقة جسدية معها؟
-
نعم.
-
هل صارحتك الفتاة عشية وقوع الأحداث، بأنها كانت على علاقة زوجية
سابقة؟
-
كلا.
كنت الشخص الوحيد الذي يتحدث بترابط. وهذا ما قضى علي. أخذوا يعاملونني
وكأني خدعت مسكينة من الأرياف.
_ نعم كما قدم لي، بعض الفساتين التي تركتها زوجته قبل أن تهاجر.
-
أصبح كل شيء الآن للشعب. لو حصل هذا في الماضي لكنت أنا الشخص المحترم
وهم المتهمين البؤساء. أدركت أني خاسر
-
أيها البائس عديم الأخلاق أضعت حياة ابنتي وأفسدت مستقبلها..
-
كفى سيدتي كفى منه أرجوك ..
-
هل هددت سيرهيو بالقتل؟
-
نعم إن لم يتزوج منها.
-
بماذا أجابك سيرهيو؟
-
بأنه سيحضر الوثائق اللازمة للزواج منها ولكنه لم يفعل.
-
متى أخذتم إلينا إلى الطبيب؟
-
لا أعرف بدقة، ولكن أمي تقول أنها أخذته قبل أشهر من هذه المشكلة.
-
هل تعرف ماذا قال الطبيب؟
-
كلا لا أعرف.
-
ماذا عن نتائج الفحوص..؟
-
وبعد ذلك صدر الحكم.
-
حسب القضية الواردة، تبين أن المدعو سيرهيو فيكتوريو المشار إليه،
والفتاة إلينيا هوسيفا دورادو البالغة 17 عاما، قد خرجا في نزهة عشية
20/1/1962، بعد النزهة ذهبا إلى منزل المتهم، الواقع في لينيا وباسيو
حيث قاما بعلاقات جسدية، لم يثبت بأن إلينا كانت تعاني من مشاكل عقلية
أو عوارض عصبية عند حصول العلاقة الجسدية. وقد تبين القضاء واعتمد
الفحوص المتعلقة بهذا الشأن. الخلاصة الثالثة. أكد محامي المتهم في
استنتاجاته المؤقتة حقيقة مفادها رفض ونكران كل التهم الموجهة إليه،
وطالب بتبرئة موكله منها جميعا. بناء تقرر أن الأدلة الواردة لا تثبت
تهمة الاغتصاب الموجهة إلى المتهم، وبناء على القوانين المتعلقة بحق
الدفاع الاجتماعي، بفروعها 142 و240 و741 و742 التابعة للنص الجنائي،
نقرر: أن علينا، تبرئة المتهم سيرهيو فيكتوريو من تهمة الاغتصاب
الموجهة إليه من قبل وزارة العدل.
-
كانت نهاية سعيدة كما يقال. انتصر العدل هذه المرة. هذا ما جرى فعلا.
هناك شيء يسبب استيائي، رأيت أكثر من أن استحقاق البراءة. وهم يعانون
من قصر نظر أكبر من الذنب. لم أعاود رؤيتهم.
-
(السفن والطائرات الحربية تنطلق من فلوريدا)
-
( أجواء من الهستيرية العسكرية ضد كوبا)
-
جاءتني اليوم بعدد من الصور، عن يوم تعميدها في النهر.
-
ولكنها ليست كما تخيلت، ليس فيها شيئا، لم تلتصق الملابس بجسمها، وقد
شارك الكثير من الناس.
-
لم أفكر بالناس. وبالشهود المنتشرين في كل مكان.
-
(22/10/1962خطاب كندي)
-
هناك عدد من قواعد الصواريخ الهجومية التي تجهز في هذه الجزيرة. وهناك
معلومات عن صواريخ بالستية متوسطة المدى يصل مداها لبلوغ الأراضي
الكندية في الشمال وليما عاصمة البيرو في الجنوب. كما تجمع في كوبا
وسائل لإطلاق الأسلحة النووية من الجزيرة. أضف إلى ذلك عدد من القواعد
الجوية الفعالة. حيال هذه التجهيزات العسكرية الخطيرة بدأنا حصارا
يمنع دخول أي نوع من الأسلحة الجديدة إلى كوبا. إذا استمرت الاستعدادات
العسكرية الكوبية على هذا النحو، نعتبر أن هناك خطرا يهدد الجزء الغربي
من العالم. لقد أمرت القوات العسكرية بأن تكون على أهبة الاستعداد
لمواجهة جميع الاحتمالات.
-
الأجواء لم تشحن، يجتمع الناس ويتحدثون وكأن الحرب بلا أهمية.
-
ماذا إن بدأ الآن كل شيء؟ لن ينفعني الاحتجاج.
-
هذه الجزيرة أشبه بالفخ. بلد صغير وفقير جدا، ولكن كرامته غالية.
-
نحن نرفض بالكامل أي نوع من المقاضاة، وأي محاولة للتفتيش في بلدنا، لن
نسمح لأحد بتفتيش بلدنا، نحن نعي ما نفعله. وندرك سبل الدفاع عن وحدة
أراضينا، وعن سيادتنا. يهددون بتوجيه ضربات نووية ضدنا. لن يرهبونا،
علينا أن نعرف كيف نعيش هذه المرحلة، وفي الكرامة التي نستحق التمتع
بها. رجال ونساء، شبان وشيوخ، جميعنا يدا واحدة، في ساعة الخطر هذه.
مصيرنا جميعا كثوريين ووطنيين، سيكون مصيرا واحدا. وسنحظى جميعا،
بالنصر. الوطن أو الموت. سننتصر. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2014م