اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 حيث يزأر نهر الأسد
 

نهر الأسد

 

معلق:

          يسمى في الخرائط نهر إندو، أما التقاليد والأساطير الحكيمة فتسميه نهر الأسد.  إنه أسد خرافي، من سادة ونبلاء تلك الأراضي الواقعة شمال باكستان. حيث يرقد أخيرا في هذه السهول الشاسعة.

          ولكن هذه مجرد هدنة، فعلى مسافة كيلومترات أخرى، تصطدم الأمواج العاتية بجدران من الصخور. هذا هو هدف زيارتنا، حيث يزأر نهر الأسد معربا عن غضبه الشديد.

          باتسي وأنهيل وأنتسون وتسيما سيواجهون تحديا لم يتعرفوا على مثله من قبل.

أنتسون:

          انتظر كي نرى ما ينتظرنا هناك داخل المدفع، هناك سنواجه صعابا لا مثيل لها. 

أنهيل:

          على أي حال بدأنا نلاحظ الآن تدني العلو. لأن الأيام الأولى التي قضيناها في هيوسي على ارتفاع ثلاثة آلاف ومائتي متر كانت بالغة القسوة.

أتسون:

          لم نجذف بسهولة كما فعلنا في كوستا ريكا، كنا هناك نكتفي بأربع ضربات حتى نتنفس الصعداء.

أنتسون:

          كما أن المياه قاسية جدا.

أنهيل:

          ونحن اليوم أكبر سنا.

باتسي:

          السرعة التي عبرنا فيها شيوك وهيوس تجعلنا أول من يعبرهما أليس كذلك؟ سوف نلقبها إذا باسم الممرات السريعة.

أنهيل:

          يبدو أن النهر لم يعجبكم، أما أنا فلقد فاجأتني جدا أعداد الناس الذين تتبعونا على الضفاف.

باتسي:

          والأطفال الذين كانوا يركضون ويصرخون.

أنتسون:

          في نيبال كنا نرى مع الأطفال تتعقبنا قطعان من القردة فوق الشجر.

أنهيل:

          وكأنهم يخرجون من الحجارة. لا أكاد أصدق.

أنتسون:

          إنها ضربة حظ للجفاف.

أنهيل:

          لم يسبق أن رأيت كميات كهذه من الحصى التي تستخرج بهذه السهولة. إذا جئت إلى هنا بقاطرة ومقطورة تصنع الملايين. ما اسم الشركة التي تقترح أن نؤسسها هنا؟

أنتسون:

          شركة الحصى الباكستانية المغفلة.

معلق:

          كاد وقت الراحة في سكاردو يصل إلى نهايته. علينا أن نكمل الرحلة. ما رأيناه حتى وصولنا إلى هذا السهل يصلح لإثارة الحيطة والحذر لا أكثر.

أنتسون:

          هذا لأنك نحيل جدا، لا بد من فائدة ما تجدي البدين.

معلق:

          منحتنا مياه النهرين هيوسي وشيوك وجزء من نهر إندو، تجربة هامة، ولكن ما ينتظرنا إلى الأمام لا يشبه شيئا.

          غادرنا عاصمة بالتستان بحماس من يغادر طائرة تحترق، ليتنبه بعد ذلك أنه لم يحضر المظلة. نعرف بأن نزول وادي الإندو الكبير سيكون الأشد خطورة من كل ما قمنا به في كاراكوروم بل وفي حياتنا كلها.

يعمل الإندو منذ ملايين السنين على حفر الوادي الكبير على سفوح نانغا باربات، ذلك الجبل الذي يبلغ ارتفاعه ثمانية آلاف ومائة وخمسة وعشرون مترا، فاصلا كتلته عن الكاراكوروم.

          لقد أنشأا منحدرا بعمق سبعة آلاف متر بين القمة ومجرى النهر، ليعتبر بذلك أحد أعمق الوديان السحيقة في العالم. دخلنا عبر ذلك في مساحة جغرافية فريدة كي نتعرف على سبل تشكيل ملامح هذا الكوكب.

          قام أتسون أحد الملاحين الأربعة، بتعريف ذلك بدقة، حين قال أن الكاف الثاني هو جبل الجبال، ولا شك أن هذا الجزء من الإندو يستحق لقب نهر الأنهر.

          بعد أن أضاعتنا تيارات الإندو، وتقاذفتنا أمواجه، تأكدنا من مزاياه الفريدة التي لا تحتمل الترويض، ومن قدرته على صنع تاريخ شبه القارة التي تحمل اسمه، هذا الاسم الذي منحه لأحد أهم بلدان العالم، إلى جانب ديانة الهندو التي يعتنقها الملايين، حتى المحيط الذي يصب فيه، والذي يعرف بالمحيط الهندي.

          إنه تاريخ الإندو محفور على صخرة كي نقرأه على هذه الجدران الشامخة. حفرت هذه الأنهر طوال ملايين السنين، تاريخ حياتها بأدق التفاصيل. بالمقارنة مع البراكين العنيفة والهزات الأرضية التي تغير فجأة كل المشاهد، نجد أن أنهر العالم تجرف معه ثلاثة ملايين وثمانمائة وخمسون مليون طن من المواد المنحلة في مجاريها.

          نتعرض نحن الآن أيضا للانجراف، بل وحتى للابتلاع من قبل الإندو، ولكنا نبذل ما بوسعنا كي ننتهي بالتحلل فيهز

          تتحول المياه البيضاء في الإندو إلى لعبة جدية، قد تعتبر أي حركة خاطئة في نهر آخر بلا أهمية،  أما هنا فهي تكلف غاليا. أطلق الآريون لقب شيندو، أي محيط، على هذا الجدار السائل الذي كان يعترض تقدمهم نحو السهول الهندية الغنية. ولا شك أنه يستحق هذه التسمية. الأمطار الغزيرة التي رافقتنا منذ وصولنا جعلت كثافة المياه تصل إلى ألف ومائتي متر مكعب في الثانية. من الأفضل ألا نفكر بما سيصيبنا إن بقينا هنا حتى فصل الصيف عندما يزداد منسوب الإندو ومستواه بأكثر من خمسة عشر مترا، لتصل غزارته إلى سبعة آلاف متر مكعب في الثانية.

          يجب إضافة عاملين آخرين كي نتفهم السبب الذي يجعل عنف المياه في مناطق الأخرى من العالم لا تبلغ حدود وادي الإندو الكبير. ضيق مجرى النهر وانحناءه الذي يقارب الأربعة بالمائة، يتحالفان مع كثافة المياه لتجعل من الإندو تحديا لمحاكاة المستحيل.

          رأينا في ملامح جميع الوجوه التي تراقبنا من الضفاف كثيرا من عدم الثقة. ربما يقولون أنه لا يمكن لشخص بكامل قواه العقلية أن يزج نفسه في نهر كهذا، رغم إمكانية عبوره بارتياح وهو معلق في أسلاك  داخل صندوق خشبي متعفن.

          يبق أن جربنا بأنفسنا، أن الإندو لا يتسامح بأي خطأ كان. لهذا تصرفنا بناء على ذلك. حاولنا أن نتسلح بكل الحيطة الحذر. في مياه كهذه يجب أن نترك هامش ضئيل جدا للاحتمالات، الملاحة بالاعتماد على الرؤية في هذه الأنهر أشبه بالانتحار. لهذا من الضرورة أن ندرس جميع الخطى من الضفة أولا.

          قدرنا كل الخيارات المتوفرة لتخطي المشاكل، إلى جانب نقاط الأمان التي سينتظر فيها الرفاق لحماية المارين. ولنا نعرف بأنه في حال السقوط، قد لا تنفع المساعدة لقوة اندفاع التيار. عادة ما يعتمد الأمان في الأنهر المتدافعة بقوة، على المهارة الذاتية وحدا.

عندما اتخذنا القرار أخيرا،  عدنا بالخريطة إلى النهر معتمدين على الرؤية بين الحين والآخر.

على تفكير ملاح الزوارق أن لا يستلم لانجراف المياه. مهارته التقنية وتحكمه بهدوء أعصابه هما الكفيلان بقدرته على متابعة الطريق المحدد، ورؤية الأخطار وتفاديها، والخلاص من الشرك المائي سليم معافى.

وهكذا خضنا في أعماق الوادي، تتنامى ضفاف الإندو حتى تتحول إلى جدران صخرية تجثم على صدر النهر وتهدد بدفنه. نشعر وكأننا أبطال فيلم سيئ ل فو مان شو، نفر فيها من معاناة كي نقع في أخرى. ما ينتظرنا إلى الأمام يحبس أنفاسنا، ويضيق صدورنا قبل أن نصل إليه بكثير.

فاجأنا رعد قاتم كاد يعتم الفضاء ويحرك الصخور. وصلنا إلى المكان الذي يزأر فيه نهر الأسد بكل غضبه. شاهدنا معركة طاحنة بين عملاقين مخيفين هما الهمالايا والإندو.

يتلاطم ألف ومائتي متر مكعب من المياه في الثانية كي تفتح طريقا لها بين شقوق لا يزيد وسعها عن عشرين مترا. يسبب كل هذا إلى جانب منحدر بنسبة عشرة بالمائة ما يشبه الجحيم لركاب الزوارق.

اتفقنا على تسمية هذا الممر بالخلاط، ذلك أنه مزجنا. كما صوتنا بالإجماع على أنه يستحيل عبوره بالكاياك. يقول باتسي أن هذا الممر يساوي الحياة كلها لأن المرء لا بد أن يفقدها في المحاولة.

سارعنا الخطى في حمل الزوارق لأننا لا نشعر على الأرض بالأمان. الصخور المعلقة عند سفح الجبل على ارتفاع ثلاثة آلاف متر، توحي بأن الانهيارات الصخرية نحو الشقوق الصخرية كثيرة هنا. حتى أنها المسؤولة عن المضيق الذي يشكله الخلاط.

لا شك أن هذه الانهيارات هي السبب في كارثة كبيرة وقعت عام ألف وثمانمائة وأربعين، حيث أدى انسلاخ أرضي إلى سد النهر. وعندما تمكن الإندو من تفجيره تسبب الفيضان الناجم عن ذلك إلى مقتل مئات الضحايا من القرى الواقعة على الضفة الجنوبية لنانغا بربات. إنهما عملاقين من الطبيعة،  نانغا وإندو، أكبر السادة في هذه المناطق، أضافا صفحة أخرى إلى أسطورتهما المخيفة.

غالبية الخطوات التي تواجهنا في هذا الجزء العالي من الإندو، لا تنزل عن الخمس درجات.  يعني ذلك أنها مراحل بالغة الصعوبة تتطلب تجارب متراكمة وعمل جماعي جاد لضمان السلامة.

وهكذا فإن الأشد مهارة هنا معرض للسباحة، كما هو حال باتسي المعروف ببراعته الفريدة التي ينتمي فيها إلى الجيل الجديد من محترفي الكاياك. على جميع ركاب الزوارق أن يكونوا مستعدين للسباحة في أي وقت كان لاحتمال فقدان الزورق. علما أنهم لم يأتوا إلى الإندو من قبل.

بعد تخطي المشاكل واستخلاص العبر من الأخطاء، تابعنا النزول في وادي الإندو الكبير. وقد فعلنا ذلك حبا بالمغامرة، ورغبة بالاستمرار في تجربة الملاحة حيث يزأر نهر الأسد.

كما نفعل ذلك أيضا لأننا نشعر بالجاذبية الكبيرة التي تفرضها الأنهر على الكائن البشري، وهي مسجلة في تاريخ أجدادنا. فالحقيقة هي أن الأنهر قد رافقت الحضارة البشرية منذ ولادتها.

منحت الأنهر الكبيرة منها والصغيرة الحياة لبني البشر في جميع القارات. وهي تحتل إلى جانب بحيرات المياه العذبة أقل من اثنان بالمائة من سطح الكرة الأرضية، إلا أنها تضم واحد بالمائة فقط من مخزون المياه المتوفر في الكوكب.

ولكن لولاها لما وجدت الحضارة البشرية، فهي تمنح الغذاء وتطفئ الظمأ وتساعد على التجارة  والاتصالات بين الشعوب، وتروي الأراضي وتبرد الآلات وتولد الطاقة وتخلصنا من الفضلات.

كما نستطيع حبس هذه المياه بالسدود والمستنقعات، ولكن من الضروري أن نبقيها على قيد الحياة. إذا سمحنا بموت الأنهر سنوقع بذلك حكم إعدامنا.

يعتبر ركوب الإندو مغامرة قبل أي شيء آخر. إنها محاولة خطيرة نمتحن فييها الأعصاب والتقنيات ومهارة الذين يتحملون هذه المسؤولية. ذلك أن الإندو والوادي الكبير لبراهامبوترا يشكلون محاولة بعد من المفترض أن تشكل النزول الأشد وحشية وتعقيدا على وجه الأرض.

يعتبر كياك الألب جزء من الجانب الأكثر إبداعا في العلاقة بين الإنسان والأنهر. بفضله يتوحد العشق للاكتشاف والتجربة الشخصية. من هنا تنتظرنا فرصة فريدة لتحقيق جميع هذه الرغبات.

نستعد لتخطي المرحلة الأشد تعقيدا، ومجازفة، والأكثر كثافة مائية من كل ما تخطيناه في وادي الإندو الكبير.

تنتصب الكتل الصخرية بظلالها الهائلة بينما يخفق نهر الأسد في ممر الإندو غاضبا. تصر ملايين الليترات من المياه  على فتح ممر لها بين جبل حراموس وكتلة نانغا بربات. تزدحم في مضيق وادي الإندو الكبير المياه والصخور لتتنافس في قوتها على تحديد ملامح الطبيعة.

رغم الجدران الصخرية يظهر الإندو بوجهه الحقيقي، كقوة طبيعية تحررت من جميع القيود. إنه إعصار من الحياة يولد كل شيء، ويجرف كل شيء، إنها عاصفة معدنية تحول كل شيء، بما في ذلك نحن.

وسط هذه الدوامة يشعر المرء وكأنه لا يوجد توازن، ليس هناك أعلى أو أسفل أو شمال أو جنوب.

يقتصر كل شيء على الخطر الذي يواجهك، يبحث التركيز في الذاكرة عن التقنية السحرية التي تساعدك على النجاة دون أن ينجرف الزورق في النهر  إلى حيث لا تدري. حتى أن صخور الضفاف تلاشت من الأفق. تحول العالم إلى سائل، فيه جبال من المياه التي تثلج الأيدي، تنفجر القمم في الأعين وانهياراتها تجرفك إلى الأعماق.

ما زال الغموض الحقيقي واردا في مجتمعاتنا. يمكن أن نراه بوضوح في أماكن مثل الإندو، وادي الضياع، والأرض المجهولة الحقيقية. خارج الزمان والمكان حيث نادرا ما تجرأ أحد على استكشافها كما فعلنا نحن اليوم.

لا يبقى شيء على حاله بعد تعميده في مياه الإندو.

الضجيج والغضب يتوقفا فجأة، وتهدأ المياه وتفسح جبال الأمواج مجالا لانسياب هادئ نركبه ببعض البطئ. وأخيرا يمكن للنظرات أن تنتشر من حولنا، دون الحاجة لاكتشاف الخطر المحدق بنا. حتى يبدو أننا نستطيع التنفس بشكل أفضل.

لا نتذكر لحظات بهذه الروعة منذ أن بدأنا قبل شهر واحد جولتنا على أقدام ماشيربروم، أو الجبل الساطع. وأخيرا سمح لنا الإندو بالتعرف على روائع منحوتاته التي  يقوم بحفرها منذ آلاف السنين، بما فيها من علامات وإبداع يعلن نهاية الوادي الكبير.

ما زالت تنتصب إلى جانبنا كتلة نانغا بربات الجليدية الهائلة، التي ستستمر بالمراقبة لقرون وقرون، وكأنها فنار من جليد، يعلن بلوغ المنطقة التي يتدفق فيها الإندو بعنفوان الشباب.

عند بلوغنا اندماج الإندو برافده الجيليت، تأكدنا من وصولنا، أي أن النزول عبر وادي الإندو الكبير قد انتهى، لنجد أنه كان يستحق العناء، تماما كما نشعر كلما نحقق شيئا طالما أردناه.

هنا تمتزج مياه سلسلة جبال هيندوكوش، وهمالايا، وكاراكوروم، لتعمل معا على تكريم أب عظيم آخر لهذه الأرض، هو نهر الأسد.

والآن في هذه الأرض الفريدة، حيث تعرفنا لأول مرة على الإندو قبل خمسة عشر عاما، نعتقد أن كل شيء على ما يرام. كما أن الذاكرة لن تمحو من مخزونها زئير نهر الأسد إلى الأبد.

تعتبر الأنهر بالغة الأهمية لدى الإنسان لأسباب تتعدى تلك المادية وحدها. فهي تحدثنا عن الجمال والمغامرات، هذا ما جئنا نبحث عنه في الإندو، وقد عثرنا فيه على ما يتخطى كل الآفاق.

تنتهي قصتنا في دوباير، بلد البتان الأشداء. ربما يتحلقون في الشتاء للحديث عن حب المغامرة لدى بعض الأجانب الذين مروا في شوارعهم يرتدون ملابس غريبة ويحملون معدات أغرب منها.

وقد جاء صحفي باكستاني من صحيفة ذي نيشين، بصورة خيالية ساهمت في عبورنا إلى التاريخ.

إسلام أباد أربعة ملاحين من إسبانيا هم تيكسما كامارا، وأنتسون أرسا، وباتسي فيلارينيو، وأنهيل تشيليس، عادوا جميعا إلى العاصمة بعد أن أمضوا شهرا كاملا يجذفون في أنهر منطقة الشمال.

إلى جانب ممارسة أنتسون لركوب الكاياك، ومصارعة الثيران، يفكر الآن في التمثيل السينمائي، إلى جانب ميلاني غريفيث، ضمن فيلم يحمل عنوان: الحياة من أجل الحب.

أكدوا أن من بين مشاريعهم المستقبلية إقامة شركة للحصى في بالتيستان.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2014م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster