اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 نهر الأسد
 

نهر الأسد

 

معلق:

          يعتبر كاراكوروم جنة حقيقية للتمتع بالمغامرات. لقد اكتشفناه منذ عدة سنوات عند زيارته لأول مرة. ثم عدنا إليه في ثماني مناسبات، نسعى دائما لتسلق أحد الجبال. ولكن خلال هذه الرحلات جميعها لم يبعدنا عن القمم إلا شيء واحد، هو دون شك أقوى تعبير لسلطة الطبيعة، إنه نهر إندو.

          نظرا لمنبعه في جبال كايلاس، ولصفحات التاريخ البشري التي شارك بكتابتها، وللأهمية الجغرافية والحيوية لعبوره في شبه القارة الهندية، أضف إلى هذا كله، ما تشكله المياه الهائجة من تحديات لزوارق الكاياك،  تحول نهر إندو إلى هاجس لنا نحن الذين نحضر برنامج محاكاة المستحيل. إليكم الآن قصة مغامرتنا في نهر الأسد.

          على الطرف الغربي لهمالايا، ينتصب الجبل شامخا متحديا وكأنه رمز لآلهة القدماء. إنه جبل نانغا بربات، أو الجبل العاري كما يسميه من يقيمون في ظلاله. هذا ما ينطبق عليه قول: جبل لا تهزه الرياح. 

          ولكنه بشموخه وتعاليه يقف حارسا على قوة أخرى للطبيعة لا تقل صلابة، تجري وكأنها تنساب بين قدميه، هي قوة نهر إندو.

          دخلنا من جديد في كاراكوروم، ولكنا لأول مرة نسهب النظر في الوادي السحيق، وليس في الجبال، لأن مصيرنا يقبع هناك.

          في هذه المنطقة من شمال الباكستان، تنتظرنا قرى ومناظر خلابة ومألوفة، ودفء الصداقات القديمة. وقد جئنا اليوم لمشروع جديد، كثيرا ما تمنيناه، إذ يأسرنا جديد الخوض في نهر إندو.

          ولكن ربان الزوارق الأربعة هو الأشد حماسا لهذا الحدث الجديد. لم يسبق لهم أن جاءوا إلى سلسلة جبال كاراكوروم، لخوض غمار أحد الأنهر هناك، رغم أنهم سمعونا نتحدث آلاف المرات عنها. طوال هذه السنوات وأثناء الخوض في مياه البيرينيو في بيوبيو التشيلية كانت تتجلى أمامنا فكرة التعرف على الإندو المخيف.

          تؤكد الأساطير الهندية أن أربعة أنهر هائلة تنبع من جبل كايلاس المقدس، في جزء من همالايا التبت.

          يرمز حيوان مقدس لكل من هذه الأنهر، إذ يرمز الحصان لنهر برامابوترا، والديك الرومي لنهر الغانج، ويرمز الفيل لنهر سوتلي، والأسد لنهر إيندو.

          ماء وصخر، أنهر وجبال، كلها تجتمع لبناء عالم كاراكوروم، الذي نجول فيه اليوم.

          توجهنا إلى الممر العالي للإندو، وتحديدا إلى منطقة النزاع بين الهند وباكستان. من هنا يقطع نهر الأسد جبال همالايا ليبحث عن مصب له في المحيط الهندي، عبر سهول البنجاب.

          أمضى البشر قرونا من الزمن في بذل الجهود لعبور تيارات هذا النهر، أما نحن فقد جئنا لحسن الحظ بزوارق حديثة تستحق الثقة للخوض في مياه كاراكوروم.

          قررنا بلوغ نهر الإندو باتباع نهرين يغذيانه. توجهنا إلى أولهما وهو نهر هيوسي عبر بلتيستان وكشمير. تشتعل هنا حرب لها شرف أن تكون أعلى حرب في العالم. والحقيقة أن الجيش يتولى هنا صلاحية الطرقات. إنها مهمة حقيقية على اعتبار أن العدو الأساسي هنا هي الكتل الجليدية، والزلازل والانهيارات الثلجية والأمطار الغزيرة.

                   كان لقافلتنا سوء الطالع أن واجهت انهيار الجليد والثلوج.

          ليس لدينا الوقت الكافي لانتظار تنظيف الطريق، فقد يستغرق هذا بضع ساعات أو أيام حسب مشيئة الأقدار.

          وهكذا لجأنا إلى الأساليب التقليدية. أنزلنا حمولة العربات بمساعدة إبراهيم، وهو صديق قديم لحملات أخرى. استغرب الحمالون غرابة شكل الأشياء التي يحملونها على ظهورهم، فهي لا تشبه الأشياء اعتادوا على حملها.

          يعتبر الكاراكوروم مكان حصين لا يستطيع العيش فيه إلا الأقوى. تندر الأمان التي تتحكم فيها العناصر الطبيعية على الأرض بحياة الكائن البشري فيها. يرفض فصل الشتاء الانسحاب من هنا، وكأنه يتخذ تحصينات له فوق القمم الثلجية التي تعجز عن تسخينها شمس الربيع، فتتراجع إلى ضيعة بالتي وهذه المنطقة التي يسكنها فهد الثلوج.

          هنا يسكن صديقنا العزيز المسؤول إلى حد ما عن مجيئنا اليوم بالزوارق إلى هنا. عبد الكريم الذي يعرفه كبار متسلقي الجبال في العالم بلقب كريم الصغير، علما أنه ولأسباب عديدة يستحق لقب كريم الكبير.

          تعرفنا إلى كريم منذ ثلاثة أعوام، حين عمل حمالا في المرتفعات خلال محاولات بلوغ قمم الثمانية آلاف، وقد اشتهر جدا في تلك الفترة. والحقيقة أن قلة توازي تجربته.  وقد عمل عمالا في تسع بعثات تخطت الثمانية آلاف متر، وهو يحمل على ظهره خمسة عشر كيلو غراما. بلغ به الكرم والشهامة أن احتل موقعا مشرفا في قلوبنا. لقد خرجنا معا في عدة تجارب من تلك التي تجمع بين الرجال أكثر من اللغات وسط جبال الكاراكوم التي تعتبر موطنه.

          وقد تعرفنا من خلال كريم أيضا منذ سنوات على الأنهر الوحشية هذه، التي كثيرا ما حركت مخيلتنا.

          نحن الآن في أيار مايو ولكن ما زالت تتوالى بعض الأمطار الثلجية المتأخرة التي تفرض البياض على كل لون، ما هو غير اعتيادي في هذه الفترة. علما أن سكان هيوسي لا يستطيعون إضاعة الوقت، فهم يشيدون العليات فوق أسطح المنازل ينامون فيها في الصيف. ذلك أن المناخ يصبح حارا ويستحيل النوم في هذه البيوت المصنوعة من الطين، المجهزة لتحمل برد الشتاء القارس، الذي يعزل هيوسي عن العالم طوال ستة أشهر.

          عليهم أن يسرعوا أيضا في الزراعة ليتمكنوا من حصاد الحبوب الذي يمكنهم من البقاء على قيد الحياة  خلال فصل الشتاء.

          تركنا كريم وجيرانه منهمكين في دفع عجلة الحياة من أجل البقاء، لنتابع الصعود نحو ينابيع النهر الذي منح اسمه لهذه القرية: هيوسي.

          على رأس الوادي الذي توجت عليه دون منافس، تعتلي قمة ماشيربروم أو الجبل الساطع، بارتفاع سبعة آلاف وثمانمائة وواحد وعشرون مترا. يقال هنا أنها حازت عام ألف وثمانمائة وستة وخمسون، وعلى يد العقيد مونتغمري، ضابط الطبوغرافيا في الجيش البريطاني، حازت على لقب كاف واحد كاراكوروم الأول. وضع مونتغمري حرف الكاف من كاراكوروم ورقما تسلسليا على جميع القمم في هذه السلسلة. ولكن مع مر السنين استعاد الكثير من جبال كاراكوروم اسمه الأصلي.

          ولكن بعضها حافظ على الاسم الجديد واشتهرت به كأجمل جبال العالم، كما هو حال الجبل الرهيب كاف الثاني.

          وهكذا أصبح الجميع يعرف اليوم أن كاف الأول هو الجبل الساطع، وقد تولت شمس الربيع هذه ألا نمحو من ذاكرتنا صورتها التي تنعكس على سفوحه.

          تابعنا السير على الأقدام في منحدر جليدي آخر كان يخفي ممر هيوسي، أول نهر نفكر باجتيازه.

جهز رفاقنا الأربعة أنفسهم حيال ذهول الجمالين. استعد رفاقنا وسط جهل التعليقات التي أدلي بها إذ أنها كانت بلغة البالتي، استعدوا مرة أخرى لتكريم اللقب الحربي الذي اكتسبوه في عالم المياه المتدفقة.

          يعرف باتسي فيلارينو بلقب سيميبرو، أخذا بالاعتبار تقنياته الراقية المشابهة محترفي الزوارق. عرف الملاح العريق في أينسا، أنهيل شيليز، بلقب ماتابيشو، ولقب أنسون أرسا بالباناديرو، تقديرا للتجارب والموهبة. هم الذين يخوضون بنا في هذه المياه الفوارة المتدفقة بالبياض.

          تشيما كاميرا، الذي لا يتوقف، هو المصور المختص في ملاحة الزوارق. وقد حسم أمره اليوم ليكمل فريقنا، فبدأ يركب المنحدر الجليدي.

          جنون الأعالي؟ مجانين الغرب؟ معرفتنا القليلة بلغة البالتي تحول دون إبلاغ أصدقاؤنا بالمثل الإسباني القائل: من يحسن البداية يضمن حسن النهاية.

          أي بداية أفضل لهواة الزوارق أمثالنا من بدء الملاحة على المبدأ نفسه عند أسفل الكاف الأول، وهو أول القمم التي يتشكل النهر على أقدامها.

          نحن أول الذين يبحرون في مياه الهيوسي. هناك نهر شبيه بهذا يمكن الاستمتاع فيه في بيرينيو. تتعرج المياه الضحلة هناك وسط الصخور العالية تدفعها المنحدرات العالية، ما يجبرنا على أحد أشكال التجذيف التقني وسط هذه المياه المتدفقة.

          يكشف لنا هذا الاتصال بأنهر كاراكوروم عن عقبات أخرى يصعب التغلب عليها أو حلها. نجذف الآن على ارتفاع ثلاثة آلاف ومائتي متر. إنه ارتفاع عادي إذا أردنا عبوره مشيا على الأقدام. أما على متن الزوارق فجهود التجذيف تعتبر هائلة، كما أن استهلاك الأكسجين أكبر يؤدي كل هذا إلى: الخوف والتعب الشديد. وانخفاض في درجة الحرارة يجبرنا على ارتداء المزيد من الملابس التي تعيق الحركة وتزيد من سوء الحال.

          ولكن التعب لا يضفي الضباب على أعيننا، فنحن متشوقون منذ فترة طويلة لركوب هذه المياه، التي تتجمع من أعالي أكبر سلسلة جبال في العالم.

          وأخيرا شعرنا بقوة النهر. عدنا إلى أجواؤنا الطبيعية،هذا هو المكان الذي نسعى إليه، والذي نحلم فيه، والذي بذلنا جهودا كبيرة لبلوغه.

          وحدها القوة الهائلة التي تستطيع الدفاع عن وجودها الأفقي في هذا العالم، حيث تسلقت الأرض نحو السماء تدفعها القوة الأشد فرادة وامتياز. لنجذف إذا على أقدم طريقة وأكثر شبابا في كاراكوروم، التي شهدت ولادة الأنهر وما زالت تسهم في نموها.

          يندمج هيوسي بنهر شيوك في هوبلا، وسط هضبة هائلة أشبه بالخيال. استغلينا لحظات الهدوء هذه كي نستريح ونستعيد قوانا، التي سنحتاج إليها كثيرا عندما يقرر هذا التدفق الهادئ متابعة رحلته الجنونية نحو المحيط الهندي، ونحن على متنه.

          خاض النهر وسط ممر ضيق بين الصخور، بانتظار أن نبتلع الصنارة من جديد.

          وقد فعلنا ذلك دون شك، ولكن طبعا وسط أعماق عكرة من مياه الجبال.

          مع ذلك لا نفكر في التراجع لأن في أنهر الجبال تجارب مسلية، إذ يبدو المرء وكأنه يركب ألعاب الجبل الروسي وسط مياه جنونية  وتلاطم الأمواج في مناورة مياه متدفقة. يساعدنا اليوم التقدم التكنولوجي في تصميم الزوارق على بلوغ أشكال جديدة من المرح والمتعة لأنفسنا وللمتفرجين الذين خرجوا من حيث لا ندري.

          ولكن هذه المغامرة هي لعبة للكبار، القادرين على مواجهة ما يحاكي الخطر. قد يعتبرها البعض غير صحية ولا ينصح بها، على اعتبار أن الحد الفاصل بين فرح اللعب  وحزن الكارثة رفيع جدا، إذ أن خطأ صغيرا يمكن أن يودي بنا إلى الجانب المظلم من الصورة، حيث المجازفة الحتمية.

          أجبرتنا المصاعب التالية على تخطيها عبر السلالم ومن خلال ممر إجباري بين كبريات الصخور التي تسد الطريق. واجهنا متاهات منحنية مليئة بفخاخ  تغطيها المياه. يتطلب العثور هنا على الطريق المناسب مزيجا من فن التبصير والثقة بجن الماء والإلمام بالتقنيات العالية.

          تكشف شيوك أمامنا كنهر من الحجم الكبير رغم أنه يتدفق اليوم بكميات من المياه أقل من تلك التي يمكن أن يحملها خلال شهرين بعد ذوبان الجليد. هذا ما يذكرنا بأنهر الألب، التي يصل تدفقها إلى ما بين الثمانين والمائة متر مكعب في الثانية، ضمن انحناءات وميول عالية. من حسن الحظ أن الخطوات والعقبات التي تواجهنا تشغلنا بما يكفي كي لا ننشغل بالتفكير بما ينتظرنا في الإيندو، الذي يشكل الشيوك أحد أهم روافده. 

          وأخيرا تخطينا الجواد السريع الجامح الذي توقف ليخبرنا بأن نهايته أصبحت وشيكة. أصبحنا نحن  رعاة البقر قادرون الآن على الراحة قليلا. مرة أخرى عاد الكاراكوروم ثانية يدهشنا بمناظره الخلابة الساحرة.

          من القرية الأخيرة التي يعبرها شيوك قبل انضمامه الكلي إلى الإندو الكبير، جاء الأطفال يتأملون مشهد عبورنا الغريب.

          فجأة تبتلع المياه الفيروزية المتدفقة غيمه من المياه العكرة الترابية لتشكل بحد ذاتها صفحة حية تعرف بهوية همالايا وحقيقتها المتقلبة.

          بدءا من ينابيعه الواقعة على مئات الكيلومترات من هنا، يجرف الإندو معه كميات هائلة من العناصر والمعلقات التي تلون مياهه. يمكن الشعور بهذا المجرى الحدودي من على بعد مئات الأمتار أو بالعين المجردة، كما يمكن ذلك بحاسة اللمس. عندما نغمس اليد بكل من النهرين نشعر باختلاف البرودة والكثافة.

          تستنفر حواسنا العقلية بكاملها، لم يسبق أن كنا في جحيم شبيه بالإندو.

          لا يوفر نهر الأسد لحظة واحدة دون استعراض قواه. أخذ يصحو من نومه الشتوي العميق، وهو الآن يزأر فعلا. إنه قطار من الأمواج التي يصل ارتفاع كل منها إلى  ثلاثة أمتار، تضم سبعمائة متر مكعب من الماء في الثانية، لتصطدم فينا دون مفر.

          تمكنت إحدى الأمواج المتلاطمة من قلب أحد الزوارق. ما أجبر الملاح على مغادرته ليفقد بذلك الدرع الواقي الوحيد لديه من قوة هذا النهر الهائج.

          استطعنا من حسن الحظ إنقاذ صديقنا وزورقه في الواحة التالية، فاقتصر الأمر على رعب اعتبرناه جزء من سلسلة إنذارات تنبئنا بقدرات النهر وسلطانه.

          تحولت حياتنا في النهر إلى ما يشبه لعبة الجبل الروسي من الجهتين الجسدية والحسية. ما أن نفرح بتخطي أحد العوائق ونستريح، حتى يفاجئنا الخوف التالي من الوحش المائي الكاسر  الذي يزأر أمام أعيننا. نجد أنفسنا أمام خيار تهدئة أنفسنا والاعتماد على الخبرة والتجربة. 

                    لا نسعى هنا إلى ترويض قوة النهر بل الانضمام إليها، والتدفق على إيقاعها حتى نصبح جزءا منها. من الجنون أن يحاول المرء ترويض قوة هذه الطبيعة، التي لم تتمكن من ترويضها أعلى جبال في العالم.

          لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأخطاء كثيرة. تعتمد إمكانياتنا في تخطي العوائق على مواهبنا في قراءة النهر والطرقات. علينا بعد ذلك اتباع الطريق الذي حددناه خطوة بعد أخرى. ولكن قول ذلك أسهل بكثير من القيام به عبر أطنان من الأمواج المتلاطمة كالصفعات الكفيلة بتحطيم المجاذيف، قبل أن تسقط على رؤوسنا وتعمي أبصارنا.

          لا شك أن عضلات الأذرع هي الأشد تعبا. نشعر وكأننا نجذف في الوحل.

          تحمل مياه الإندو كميات هائلة من العناصر والمواد المعلقة في المياه التي تصبح صلبة لدرجة لا نكاد معها نشعر بالقوة التي نبذلها في التجذيف. هذا ما يخيفنا جدا ويجعلنا نفكر بما يجري. المياه ما زالت باردة جدا، والرئتين تطلبان منا النزول إلى مناطق أكثر إنسانية كي لا تعلنان الإضراب.

          بلغنا وادي سكاردو ونحن نشعر بالسعادة والاطمئنان لعد تعرضنا لإصابات تذكر. هنا يصبح الإندو أكثر هدوءا، ليجرجر مياهه وسط سهول هائلة. خرجنا منذ عدة أيام من هنا بحثا عن هيوسي. من حسن الحظ أن وقت الإثارة لا يرتبط بالرزنامة. يبحر المرء بسرعة أكبر عند عبور أنهر كاراكوروم الوحشية. ولكن التجربة التي مررنا بها توحي بأنه قد مضى علينا قرنا كاملا .

          يؤسفنا التفكير في أنه على مسافة قريبة من هنا، ستجبر كل هذه المياه المتدفقة والهادئة في آن معا، على المرور مما يشبه خرم الإبرة. لتحتك المياه الغاضبة هناك بالجدران الصخرية العالية التي تستقر فوقها قمة نانغا بربربات وهي بعلو ثمانية آلاف ومائة وخمسة وعشرون مترا، المتشوقة للفرار نحو سهول شبه الجزيرة الهندية. هناك، حيث يزأر نهر الأسد.

--------------------انتهت.

إعداد: د. نبيل خليل

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2014م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster