|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
سوريا
د. ليلى نقولا الرحباني
*تعيش الساحة السورية سباقاً محموماً وتباين مصالح أطراف الصراع
المتعددة اللاعبة في القضية السورية. فالولايات المتحدة الساعية إلى حل
سلمي، لا يضيرها إعطاء حلفائها بعض الوقت لمحاولة الكسب الإضافي، بينما
الساعون إلى تغيير النظام السوري بالعنف والقوة، لا يضيرهم إراقة
المزيد من الدماء السورية، وتهديم ما تبقى من الدولة وتمزيق المجتمع
السوري، مقابل بعض المكاسب الإضافية، ولعل ذلك السباق المحموم هو السبب
وراء بعض التطورات التي حصلت في الفترة الأخيرة، وأبرزها ما يلي:
-
استخدام السلاح الكيميائي لأول مرة في تاريخ الحرب في سورية، وهو إن
دلّ على شيء، فعلى يأس من عدم إمكانية التغيير الميداني وفرض واقع جديد
على الأرض، إلا من خلال استخدام وسائل غير تقليدية، علماً أن تغيير
موازين القوى على الأرض هو حاجة مُلحّة للمعارضة ومَن يدعمها، بعدما
سجل النظام انتصاراً هاماً في السباق نحو فرض القوة، بأن أقرّ الجميع
بحقه في المشاركة بالمفاوضات، ووجوده لاعباً أساسياً في أي سلطة مقبلة،
وإن كان الجميع قد تنصلوا من مسؤولية هذا الصاروخ، إلا أن الحي الذي
سقط فيه، وسقوط العسكريين من الجيش السوري، بالإضافة إلى صور الأقمار
الصناعية الروسية تشير إلى مصدره، على الرغم من أنه لا يمكن استثناء
فرضية إطلاق الصاروخ من قبل فصائل "جهادية تكفيرية"،
وعدم معرفة - أو عدم موافقة - الأطراف المعارضة الأخرى أو بعض رعاتهم
الدوليين على استعمال هذا النوع من الأسلحة المحرمة دولياً، لما في ذلك
من نتائج سلبية على صعيد القانون الدولي، وعلى صعيد الرأي العام الدولي
أيضاً.
-
الاقتراحان الفرنسي والبريطاني بتسليح المعارضة السورية، ودعوة الاتحاد
الأوروبي إلى رفع الحظر عن توريد الأسلحة إلى سورية، علماً أن هذين
الاقتراحين يبدوان لزوم ما لا يلزم، ولهما خلفية اقتصادية لا تخفى على
أحد.
واللافت أن التصريحات الفرنسية والبريطانية تزامنت مع تقارير صحفية عن
استثمارات قطرية بقيمة عشرات مليارات الدولارات في البلدين، فقد كشفت
صحيفة
"فايننشال
تايمز" أن قطر بدأت محادثات مع حكومة المملكة المتحدة لاستثمار ما يصل
إلى 10 مليارات جنيه استرليني في مشاريع حيوية للبنية التحتية في
بريطانيا، بالإضافة إلى مشروع بقيمة 14 مليار استرليني، لإنشاء مفاعل
نووي في "هينكلي بوينت" في سومرست، الذي تعتزم شركة "إي.دي.اف"
الفرنسية للمرافق إنشاءه.
إذاً، هي خدمات سياسية دولية تقوم دولة قطر بشرائها بأموال النفط من
دول عريقة وشهيرة بتاريخها الداعم لحقوق الإنسان والحريات العامة، وقد
يكون الأميركيون أكثر المستفيدين من هذا التهويل الفرنسي
-
البريطاني - العربي الذي يجعل موقعهم أقوى في أي مفاوضات قادمة مع
الروس لتقاسم النفوذ في منطقة الشرق الأوسط.
وهكذا، وعلى الرغم من كل هذا التهويل، يستمر الحل السلمي بالتقدم ولو
ببطء، فالمايسترو المسيطر على أطراف المعارضة السورية أي الولايات
المتحدة الأميركية، تعطي هامشاً للدول الدائرة في فلكها للعب في الوقت
الضائع، والقيام بكل ما من شأنه أن يزيد قدراتها التفاوضية وأوراق
القوة لديها، ويبقى الشعب السوري هو الخاسر الأكبر من سباق الدول نحو
النفوذ والقوة، ومحاولة الجلوس - ولو طرفاً ثانوياً - إلى طاولة
المفاوضات."
*كانت زيارة الرئيس الأمريكي حسين أوباما إلى إسرائيل، رسالة حرب ومزيد
من العنف للعرب، فقد تضمنت 1- تجديد الصداقة الأبدية مع الكيان
الإسرائيلي الغاصب، بإعلانها من القدس؟،2- مزيد من التفجيرات الدموية
في العراق،3- إعلان الحكومة الاستفزازية المؤقتة السورية في المنفى،4-
ضرب سورية بالكيميائي، ومزيد من العنف في ساحاتها،5- الاغتيال الدموي
لمفتي سوريا، العلامة الشيخ البوطي، داعية إسلام الاعتدال الشامي في
بلاد العرب.. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2013م