اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 التحليل النفسي لظاهرة السلوك المتأزم، الملازم لوجود طاغية..؟
 

سليم محسن

 

سليم نقولا محسن

 

http://almufaker.blogspot.com/

http://zamanalarabe.blogspot.com/

 

الحشت نشت، (الحَنشْتجية)-1

من المألوف لمن عاش في أجواء الظلم والعبودية، أن تتولد لديه أوهام عن جيوش شبحية تطارده ليل نهار، وعن أشكال منوعة من رجال الاضطهاد، وإلى أن يبالغ بالتالي أحدهم في جنوحه إلى الخيال وإلى ابتكار كم من الطفح الرؤيوي وطيف مواز واسع مضاد من رغبات تعويضية هي في الغالب مشهديات ذاتية مختلقة فوقية بطولية متعملقة لها منطقها المحكم وحيثياتها، تحجبه عن رؤية ما حوله ليعيش في صندوقه المغلق في حالة عماء، وكنا نعايش زمنا أنماطا من هؤلاء المنبوذين العابسين المتقرفين المتأففين المتبرمين، الذين لا قيمة اجتماعية لهم، ممن كان يطلق عليهم أهلنا في الشام الحشت نشت،(الحنشتجية) مفردها حَنشْتجي، وكان أمثال هؤلاء يجتمعون حول مغنم، لم يجهدوا في تحصيله، ويحشرون أنفسهم كمتبصرين بما ليس لهم، ولا يفهمون فيه، وقد عمد الحداثيون منهم المبرنطين (لابسي البرنيطة الفرنجية)، الآخذين بأطراف العلم إلى أن يحسبوا أنفسهم من منظري الثورات الشعبية والعارفين في سلوك المجتمعات وطبقاتها وبؤس ناسها وفقرهم أو وفر ثرواتهم وتوزعها ورفاههم، والمتنبئين بأزمنة التغيير، ومرامهم الحالم الدائم واقعا، كيف يغنمون ويعيشون على حسابها، في أجواء فخفخة الفنادق والسيكار والفودكا والنساء..؟

 هؤلاء العاطلون البطالون المدعون، الطارئون على أصالة المجتمع ونسيجه، كانوا يعيشون إلى زمن قريب في الحلم كل ألوان حياتهم الثانية، فهم في ثورة دائمة قبل وبلا أي ثورة، ودون مبرر لوجود ثورة، فكل ما حولهم الضد المناقض لما يريدون ويبغون، ويحتاج إلى ثورة، وهم يقصدون واقعا الفوضى والنهب المبرر، البؤس والظلم والإرهاب والديكتاتور، حالة دائمة وضرورة تتلازم مع وجودهم الدوني، ومبرر مطلبهم المقابل في التغيير والحريات والديمقراطية، وعدم وجودها لديهم مستحيل فهو نفي لوجودهم، فهل فلتان اللصوص والمهربين وعصابات القتل والقوادين وأبناء الزناة والخطافين وفارضي الخواة على أهالي المخطوفين البسطاء وقتلهم، وهل في استباحة هؤلاء لانتظام المجتمع ولأبنائه، حرية وديمقراطية وثورة طبقية يقوم بها طبقة الفقراء المعدمين من أبناء الشعب من أجل الخبز والحرية..؟ الشعب السوري المدني يعيش واقع الحال، ويعرف ما يحدث في زاوية كل شارع وبلدة ومدينة، وهو لا يحتاج إلى شاهد أو دليل، لأنه هو بحد ذاته شاهد عيان، وغيره من الأغراب من قلب مفهوم المواطنة والإخاء في الوطن الواحد وبين أبناء الوطن، ليحل بدلا عنها مفهوم الحقوق المهدورة للطوائف والإثنيات وإلى تسييد المشاعر الاضطهادية كمحرضات كأنها واقعة، التي تقوم بممارساتها الأقليات اتجاه طوائف الأكثريات..؟

لكن من جهة أخرى ليس لهؤلاء المرضى أن يتساءلوا، لماذا حدث هذا في سوريا، ولماذا اختيرت، وكان قد حدث هذا قبلا في العراق وليبيا، ألوجود الديكتاتور والقمع والخوف السائد في كل مكان؟، أم لأن هذه الدول مناطق ذات أهمية استراتيحية حيوية للدول التي أقامت الحروب ومذابح الطوائف في هذه المناطق المنكودة على مدار أكثر من مئتي عام.. وارتأت الآن استكمال ما توقفت عنه..؟ لكن لشعب سوريا المدني بدوره ومن واجبه أن يتساءل، من أين لأفاعي النفط والغدر هذه المشاعر الفياضة التي طفت فجأة، أكان من دولة استيطانية اغتصابية مثل إسرائيل، أو من دول استعمارية أبادت الشعوب من أجل ثرواتها، من أين لهذه هذا التباكي على شعب سورية، وإلى احتضان ما يسمى ثوارها، ومدهم بكل هذا المال والرجال والعتاد، لقتل شعب سوريا، فهل يلومون شعب سوريا إن اكتشف أن ما يدبر له مؤامرة، كونية، تستهدف وجود دولته، وتستهدف إبادته، وأن اشتراك أكثر من مائة وثلاثين دولة ممن هم في سلسلة الشراكة البترو أمريكية، في دعم عمليات العنف والتخريب والتجويع الجارية من قبل العصابات الإجرامية التكفيرية في سورية، ليؤكد له ذلك، وأن كل هذا الحراك الطائش المحموم لا يستهدف إنهاض شعب سورية وتقدمه وإشاعة مناخات الحرية والديمقراطية فيها..؟

وهل يُستنكر على أفراد الشعب السوري بعد كل هذه الفوضى والاستباحة، إن سُئل أحدهم بعد كل عملية تفجير، يخرج فيها من تواجد مصادفة من أبنائه في مكان التفجير أشلاء مقطعة، وإن سلم في عاهات مستدامة، وحالات رعب مأساوية، فقال: كفى نريد (الحرية والأمان)، أو أشار إلى الدمار والخراب (هي هي الحرية اللي يدكن ياها)، أو حين مهاجمة إحدى القرى المنعزلة المتطرفة المتميزة بلون اجتماعي من الطيف السوري من قبل هؤلاء الإرهابيين والقيام في مجزرة ضمن استراتيجية أسيادهم في إشاعة الخوف والرعب، لتحطيم هيبة الدولة وإظهار عدم قدرتها على تحقيق الأمان والاطمئنان، فأورد الخبر كالآتي: “قام الإرهابيون السلفيون بمجزرة تندى لها جبين الانسانية…”، وهل كان هؤلاء الإرهابيون في نزهة أو في مهمة ترفيه، ومساعدة إنسانية لأهالي هذه القرى الآمنة، التي نكبوها..؟

   هل تريدون من العلوي والدرزي والمسيحي ومن طوائف أخرى ومن إثنيات صغيرة مسلمة سنية ومن أفراد عاديين، أن لا يخاف على وجوده ووجود أبنائه، وهو يرى أن الخطف يتهدده، كما حدث لغيره، ومصيره الموت وتقطيع الأوصال، فالإنسان السوري لم يكن يوما طائفيا ضيقا محدودا في حالته المدنية ولن يكون، لأن ما كان يحدد علاقته بالآخرين العمل المنتج في واقع مستقر عادل وما ينتج هذا من فكر للتطور والتقدم لاستمرار العدل، يبحث من خلاله عن استمراره وديمومته بين مشاركيه عبر الحكمة والعدل، لا في المغنم من الآخرين دون جهد أو حق، ولذا فالتحريض الغبي لديه غير مقبول ومرفوض، أكان هذا بإسم الدين أو الملائكة أو الشياطين، والعرعور لديه نموذج جاهز مناقض ومستفز لقيمه ووجوده، ولا يمثل الإسلام السوي بأي حال، لذا جوابه الفوري المباشر يكون لأمثال هؤلاء المرضى والأغبياء، أو الخبثاء (بدك العرعور يحكمنا)،

 ولا شك بأن كل هذا قد دفع الشعب السوري، إلى التمسك ببقاء دولته ووحدة شعبه ومجتمعه، وبالتالي إلى بقاء سلطته المتمثلة بالحكومة القائمة، لأن من دونها الفراغ والفوضى، فمن يقوم على مؤسسات الدولة وتسييرها أبناء من كل الشعب، وأيضا من هو في مؤسسة الجيش الذي يدافع عنه أفرادا من كل الشعب، فيه أبنائه وأقاربه، وأبناء جيرانه ومعارفه، وأن بقاء الدولة يعني له الأمان والاطمئنان، وواقع الأمر أن لا مشكلة وجودية مصيرية بين أبناء الوطن، لكن مشكلته مع الأعداء، أعداء الوطن بمن فيهم المستقدمين الأغراب، ومن هم قد خرجوا عن الاجتماع السوري، والتحقوا مع المشروع الخارجي، الذين أصبحوا في عرفه خوانا، وبالتالي فالشعب أصبح يعرف يقينا، أن الخطر ليس من أبنائه، وأفراده فيما بينهم يعيشون حياتهم اليومية الطبيعية في أحيائهم وبلداتهم وقراهم في أمان، وأن هوة كبيرة صادمة للمواطن تحدث بين ما يروج من أحداث افتراضية على الفضائيات، لا شك بأنها ممنتجة هوليوديا، مفبركة على أقل تقدير وبين واقع الحال المعاش، أحدثت ردات سلوكية على غير ما هو مأمول منها، قد يستغربها من هو خارج الدولة السورية أو من يعيش في الفضائيات، عندما يقول المواطن السوري معبرا بصدق عن واقعه:(ما في شي، كلو فبركة)، (الناس عايشة، هي اليوم خارجين مع العائلة سيرانة الجمعة، والحياة مستمرة)،    

لكننا لم نكن نحسب أن هؤلاء قد قاربوا في تعلقهم بخيالاتهم وتصوراتهم حالات مرضية لم تكن في الحسبان، أما أن يتحول لدى البعض من هؤلاء الحلم إلى حقيقة وإلى طغيان يلح في تغيير واقع الحال إلى مقاسات متخيلهم الانتهازي الوصولي الصفيق، وأن تصبح الدونية المرضية تعيش رغبتها المناقضة لها في عالم التحرر والثورة وكأنها حقيقة وواقعا ملموسا، لتنتج خراب العمران والدمار مصورا كإعمار والموت حياة، وإلى افتعالها وتصنيعها وسط التهاليل إن افتقروا إليها في واقع حي سماته المسالمة والعدل لا المشاحنة والبغضاء، ومن ثم التماهي المبتذل في تمثل اعتياشها، كما حدث ويحدث لدى بعض من ادعوا الثقافة وتقمصوا حالها من هؤلاء، ليس المخترقين منهم من امبرياليات الغرب فحسب، وإنما من المهووسين أيضا الذين لا يقبضون، ولا ناقة لهم في الأمر اليوم ولا جمل، ولكن على أمل..؟

 فبعد كل هذه المخاريق المفضوحة أسبابها وغاياتها التي عملوا لها، وبعد أن حذفوا وجود الشعب السوري ومصلحته وفاعليته من كل حساباتهم، وبعد أن تفاقم استشراء مرضهم وتراكم مستويات الإحباط لديهم، وتهافت توقعاتهم فيما يتعلق بالأزمة السورية وأحداثها، ومغانمها، أن يلجأ أيضا هؤلاء الموبوءون المنبوذون: إلى التلفيق الفاجر والاجتزاء والانتقاء ما يناسب دعاويهم من الأحداث والأقوال، وحشر وتوظيف ما استقوه من نظريات اجتماعية واقتصادية وسياسية ونفسية، ومن الأسماء اللامعة لأصحابها، وإن كان في غير سياقها ومفهومها، للتدليل بالخداع والإيهام على مصداقية المعرفة لديهم، وليبرروا سلوكياتهم المقلوبة، فذلك يشير بوضوح إلى حالة فصام لا علاج لها وإلى ضرورة الحجر على أصحابها بعد أن صار مرضهم هذا في مستويات الخطر على المجتمع..؟

1 - الحشت نشت (الحَنشْتجية): وهم حشد لا قيمة ولا وزن له، يجتمع حول مغنم، ولا يعرف لأصحابه منبت أو أصول أو أعراف ولا  قيم لأفراده، أو أخلاق تردعهم..؟

 

--------------------انتهت.

 

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster