اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 16- رموز وطنية مستنسخة
 


 
جمعية مصر الفتاة

 

 

 أقلام تحت الشمس : 16- رموز وطنية مستنسخة!:

 

وهكذا بعد أن أوضحنا حقيقة رجالات النهضة الذين قادوا مشروع نهضة الشرق الإسلامي، وطبيعة التحالف الذي قاده يهود الدونمه إن كان في إنقلاب الجناح العسكري لجمعية تركيا الفتاة المسمى الإتحاد والترقي، والذي نادى بتتريك تركيا، أو إن كان في إطلاق عائلات وتأسيس مشيخات مستحدثة داخل القسم العربي من السلطنة، نادت بفصل القسم العربي عن السلطنة. والغريب في كل ذلك أن نكتشف أن في نفس الفترة التي عقدت فيها مجموعة من يهود الدونمة إجتماعها السري الأول في مدينة سيلانيك، والذي إتفق فيه على تأسيس جمعية شباب العثمانيين أو جمعية تركيا الفتاة، المتأثرة بجمعية إيطاليا الفتاة التي أسسها محفل الكاربوناري الماسوني الإيطالي. كانت مجموعة أخرى تعقد إجتماعها السري الآخر في مصر لتأسيس جمعية مصر الفتاة بإشراف جمال الدين الأفغاني وعبدالله النديم، بهدف تأسيس الجناح العسكري للجمعية الذي سيقود الثورة التي ستسلم مصر كليا للإستعمار البريطاني، ضم علي الروبي، وأحمد عرابي، وعلي فهمي، وعبد العال حلمي. كما كانت جريدة (أبو نضارة) التي حررها اليهودي يعقوب صنوع هي لسان حال تلك الجمعية والمعبرة عن أهدافها. كما كان في نفس الفترة تنشأ مجموعة أخرى مكونة من خمسة شبان درسوا في الكلية البروتستانتية السورية (الجامعة الأمريكية في بيروت)، جمعية قومية سرية شبيه بجمعية إيطاليا الفتاة دعت إلى نفس ما دعت إليه تركيا الفتاة ومصر الفتاة. لتتلاقى بذلك أفكار رجالات النهضة في مصر من أمثال الأفغاني وتلامذته الذين أنتجتهم المخابرات البريطانية والمراكز التبشيرية في مصر، مع أفكار القوميين العرب الذين أنتجتهم الجامعة الأمريكية والمراكز التبشيرية في بلاد الشام، مع أفكار القوميين الطورانيين الذين أنتجتهم المحافل الماسونية في سيلانيك. حيث تكون من جميع هذه الجمعيات ذو النشأة الواحدة، تيارا قوميا تحكم في كل المجريات القائمة في السلطنة العثمانية. وأثمر مخططهم في النهاية الى نجاح الإنقلاب الذي قامت به جمعية الإتحاد والترقي ضد السلطان عبد الحميد. كما أثمرت ثورة عرابي على تسليم مصر كليا للإستعمار البريطاني، وهو نفس المنطق الذي هيأ فيه مطلقي التيار القومي في الجامعة الأمريكية الأرض الصالحة لنجاح الإستعمار البريطاني والفرنسي لبلاد الشام. كل ذلك أدى إلى إحداث هذا التغيير المريع في المنطقة. وجعلها فريسة سهلة بيد المرابين اليهود الذين قادوا العملية الإستعمارية، في المنطقة العربية أو في باقي أقسام السلطنة. ولعل ذلك يكشف لنا حقيقة الدور الخفي الذي لعبته جمعية مصر الفتاة التي وقفت خلف ثورة أحمد عرابي في مرحلة مهمة من تاريخ الأمة، حيث أسست ثورة عرابي لكثير من الثورات العربية التي سارت على نهجها في القسم العربي من السلطنة، وكانت الشعوب العربية هي الوحيدة الغير مستفيدة منها. كما وضعت هذه الثورة النواة الأولى لولادة الرموز الوطنية التي إبتدأت بسعد زغلول ومازالت تتكرر بنفس الأبعاد المشبوهة إلى يومنا الحاضر. كل ذلك يوضح الجانب الخفي والمهم من تاريخ الأمة، كما يكشف حقيقة المرحلة النهضوية ورجالاتها، ويجيب على أهم عنصر من عناصر انهيار مشروع الأمة الحضاري. إبتدأ كل ذلك مع الخطوات (الإصلاحية) التي كرسها محمد علي أثناء حملته على بلاد الشام، وخصوصا بعد أن سمح للقنصليات الأجنبية من إنشاء جمعيات تبشيرية، كان أخطرها الجمعيات البروتستانتية الأمريكية التي إعتقدت أنها من قبائل بني إسرائيل الروح، وفتحت لها مدارس وكليات (توراتية) في هذا القسم من السلطنة، تمهيدا لنقل مدعي نسب بني إسرائيل الدم الى فلسطين. وقد بينت الوقائع أن مدارس وكليات الجمعيات البروتستانتية الأمريكية،هي من وقفت خلف إطلاق الفكر القومي داخل مكونات السلطنة العثمانية التي كانت تمثل حينها الخلافة الإسلامية. بحيث سعى أصحابه إلى تقسيم السلطنة بين مكوناتها العرقية والمذهبية. الأمر الذي يشير أن خلفية هذا الإطلاق لم يقصد منها تحررا قومياً لا للإتراك الذين نادوا بتتريك تركيا، ولا للعرب الذين نادوا بالقومية أو بتحرير الوطن العربي من (الإستعمار التركي). لكن هل حقا كانت السلطنة العثمانية دولة إستعمار للوطن العربي، في الوقت الذي منحت فيه هذه السلطنة الحرية والإستقلال لكل مكونات شعوبها، بنفس القدر نفسه الذي منحته للأتراك. وإستفادت كل شعوب السلطنة من دعم السلطنة لها في مواجهة طلائع الإستعمار الأوروبي، بنفس القدر الذي خسرت كل هذه الشعوب هذا الدعم بعد أن ضعفت هذه السلطنة وسيطر عليها يهود الدونمة بعد الإنقلاب الذي قام به جماعة الإتحاد والترقي. وهذا الأمر ينطبق كذلك على المماليك والايوبيين والعباسيين. فكما لا يمكن تصنيف مراحل حكم كل تلك العائلات بالإستعمار، كذلك لا يستقيم أن يصنف العثمانيين الذين دافعوا عن الشرق الإسلامي أكثر من أربعة قرون بالمستعمرين. كل ذلك يشير إلى أن الكيانات العربية التي إنفصلت عن جسم السلطنة العثمانية ليشارك حكامها في تنفيذ المشروع (التوراتي)، لم تنفصل بهدف التحرر والإستقلال. ولعل أوضح برهان على ذلك هي الرسالة التي أرسلها فيصل إبن الشريف حسين في تاريخ 3\3\1919م  إلى ﺯﻋﻴم ﺍﻟﺤرﻛﺔ الصهيونية ﻓﻲ ﺍﻟوﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤدﺓ ﻓﻴﻠﻜس ﻓرﺍﻧﻜﻔوﺭﺗر،وعبر فيها عن حقيقة التحرر القومي الذي تنشده هذه العائلات. حيث ذكر فيها الآتي:" ﺃﻭﺩﺃﻥ ﺃﻏﺘﻨم ﻫذﻩ ﺍﻟﻔرﺻﺔ. ﻭﻫﻲ ﺃﻭﻝ إﺗﺼﺎﻝ ﻟﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻬﻴوﻧﻴﻴن اﻷﻣرﻳﻜﻴﻴن، ﻷﺑﻠﻐﻜم ﻣﺎ إﺳﺘطﻌت ﺃﻥ ﺃﻗوﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌظم ﺍﻷﺣوﺍﻝ ﻟﻠدﻛﺘوﺭ ﻭﺍﻳزﻣن ﻓﻲ ﺍﻟﺠزﻳرﺓ ﺍﻟﻌرﺑﻴﺔ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ. ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﺒر ﺍﻟﻌرﺏ ﻭﺍﻟﻴﻬوﺩ ﺃﺑﻨاء ﻋﻤوﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨس. ﻭﻗد ﺗﻌرﺿوﺍ لإﺿطﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻳدﻱ ﻗوﻯ ﺃﺷد ﻣﻨﻬم ﺑﺄﺳﺎ. ﻭﻗد ‫‫إﺳﺘطﺎﻋوﺍ ﻟﺤﺴن ﺍﻟﺤظ ﺃﻥ ﻳﺘﺨذﻭﺍ ﺍﻟﺨطوﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻧﺤو ﺗﺤﻘﻴق ﺃﻫدﺍﻓﻬم ﺍﻟﻘوﻣﻴﺔ ﻣﻌﺎ. ‫‫ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻣﻌﺸر ﺍﻟﻌرﺏ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴن ﻣﻨﺎ ﺑوﺟﻪ ﺧﺎﺹ ﻧﺸﻌر ﻧﺤو ﺍﻟﺤرﻛﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴوﻧﻴﺔ ﺑﺄﻋﻤق ﻣﺸﺎﻋر ﺍﻟﻌطﻒ. ﻭﺇﻥ ﻭﻓدﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳس ﻳﻌﻠم ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺘرﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗدﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨظﻤﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴوﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ‫‫ﻣؤﺗﻤر ﺍﻟﺼﻠﺢ. ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻧﻨظر ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ إﻗﺘرﺍﺣﺎﺕ ﻣﻌﺘدﻟﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﻭﺳوﻑ ﻧﺒذﻝ ﺟﻬدﻧﺎ ﻓﻲ ‫ﺍﻟﻨطﺎﻕﺍﻟذﻱ ﻳﺨﺼﻨﺎ، ﻟﻠﻤﺴﺎﻋدﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، ﺇﻧﻨﺎ ﻧرﺣب ﺑﺎﻟﻴﻬوﺩ ﺃﻋظم ﺗرﺣﻴب. ‫ﻭﻟﻘد ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﻳزﺍﻝ ﻣﻊ ﺯﻋﻤاء ﺣرﻛﺘﻜم ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟدﻛﺘوﺭ ﻭﺍﻳزﻣن ﺃﻭﺛق ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ. ﻭﻗد ﻛﺎﻥ ‫ﻋوﻧﺎﻛﺒﻴرﺍ ﻟﻘﻀﻴﺘﻨﺎ. ﻭﺃﺭﺟو ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻞ ﺍﻟﻌرﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘرﻳب ﻣرﻛزﺍ ﻳﻤﻜﻨﻬم ﻣن ﺭﺩ ﺍﻟﻤﻌرﻭﻑ ﻟﻠﻴﻬوﺩ. ﺇﻧﻨﺎ ‫ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎ ﻣن ﺃﺟﻞ ﺷرﻕ ﺃﺩﻧﻰ ﺗدﺧﻠﻪ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﻭﻳﺒﻌث ﻣن ﺟدﻳد. ﺇﻥ ﺣرﻛﺘﻴﻨﺎ ﺗﻜﻤﻼﻥ ﺇﺣدﺍﻫﻤﺎ ‫ﺍﻷﺧرﻯ. ﻓﺎﻟﺤرﻛﺔ ﺍﻟﻴﻬوﺩﻳﺔ ﻗوﻣﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴت ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ. ﻭﺣرﻛﺘﻨﺎ ﻗوﻣﻴﺔ ﻭﻟﻴﺴت ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ. ﻭﻟﻜﻠﻴﻨﺎ ‫ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺳوﺭﻳﺎ. الأمر الذي يوضح حقيقة الدور الوظيفي لتلك العائلات المختلف في أصولها، والتي ظهرت في مرحلة زمنية واحدة. وسعت لتتحالف مع المستعمر، الذي سعى إلى إستعمار المنطقة وتهجينها تمهيدا لنقل اليهود إلى فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني. حيث أخذت هذه العائلات الباحثة عن دَور لها في ظل الإستعمار، من أن تنافس بعضها بعضا لكسب عطف المستعمر، وبالتالي إلى تنفيذ مشاريع الإستعمار ضد مصالح الأمة. معيدة بذلك الجزيرة العربية إلى حالة من حالات الفوضى والإنقسام والحروب المستعرة. نستطيع تشبيهها بتلك الحالة التي كانت سائدة في عصر الجاهلية الأولى قبل الإسلام. حينما كانت القبائل العربية تنافس بعضها بعضاً في كسب الولاء للأمبراطورية البيزنطية أو للأمبراطورية الفارسية، التي مثلتا حينها الإستعمار القديم، من ناحية نهب ثروات الآخرين وثقافاتهم، أو من ناحية الإبادات الجماعية التي كانت ترتكب ضد كل من كان يرفض العبودية لهذه الإمبراطوريات. بينما كانت القبائل العربية حينها تتناحر فيما بينها حول دعوات الثأر التي أججتها حرب البسوس، أو حرب داحس والغبراء، أو أججتها دعوات الإنتصار لبكر، أو لتغلب، أو لخزاعة. وقد إستطاع الإستعمار الحديث من تأجيج مشاحنات عديدة حملت شعارات وعناوين مختلفة بين عائلات الناقات الهائمة في صحاري الجزيرة العربية تبحث عن أصول تحتمي تحتها. فوجدت في المستعمر المانح للحماية والمطالب بالتبعية ضالتها. كما أن المراقب لعملية الإستعمار الغربي منذ الحروب الصليبية حتى اليوم، يكتشف أن هذا الإستعمار لم يجلب الحرية أو التقدم لأي شعب من الشعوب المستعمَرة، بل زرع الإنقسامات المناطقية، وأثار النِزاعات والنَزعات العرقية والمذهبية والطائفية بين أطياف المجتمع الواحد. وسرق بالتالي موارد الشعوب وخيراتها، وأنشأ الكيانات وغَزاها بكل أصناف الشحن الطائفي والمذهبي. وعلى ذلك نشطت الدوائر الإستعمارية المدعومة بقروض المرابين لتمويل تلك الجمعيات التبشيرية الداعية الى سلخ القسم العربي من السلطنة، كمقدمة لتقسيمه الى كيانات سايكس بيكو. ويعتبر ناصيف اليازجي وبطرس البستاني من الرواد الأوائل الذين وضعوا  اللبنات الأولى للنزعة القومية بلباسها العربي. والتي على نهجها سار الكثير من القوميين الذين لعبوا الدور الأساس في تقسيم السلطنة بين مكوناتها القومية. فقد كان بطرس البستاني يعمل مترجما  في القنصلية الأمريكية في بيروت، أما ناصيف اليازجي فعمل مع البعثة الأمركية فيها. وقد أسسا الأثنين معا جمعية العلوم والفنون في عام 1847م، والتي كانت تحت الرعاية المباشرة للمحافل الماسونية وللإرسالات التبشيرية في لبنان. وكان بطرس البستاني قد غير إنتمائه المذهبي من الكنيسة المارونية إلى الكنيسة البروستانتية (كنيسة مارتن لوثر)، الأمر الذي دفعه مع زميله ناصيف اليازجي وإبنه إبراهيم اليازجي للعمل على مشروع ترجمة كتاب (التوراة) إلى العربية. والبستاني هو من أصدر مجلة الجنان في عام 1870م، التي كان شعارها حب الوطن من الإيمان. وهو شعار لم يكن تعرفه شعوب السلطنة حتى ذلك الزمن. والمعروف عن إبراهيم اليازجي أن عند موته نعته المحافل الماسونية في مصر. وأنه هو مع مجموعة من خريجي الجامعة الأمريكية ( كانت حينها تسمى الكليـة السورية الإنجيليــة في بيـروت) أسسوا جمعية بيروت السرية ذات الطابع القومي، التي دعت إلى فصل الدين عن الدولة، والتي إعتبرت أن الجنس العربي هو الأساس في تحركها. حيث تعد هذه الجمعية أول حزب سياسي قومي تأسس في السلطنة العثمانية. وإتهمها باغتصاب الخلافة الإسلامية من العرب والتفريط في الدين. لكن الغريب في هذا الإتهام هو أن يأتي على لسان جمعية جميع أعضاؤها كانوا غير مسلمين. وعن هذه الجمعية ودور الماسونية فيها يقول جورج انطونيوس:" يرجع أول جهد منظم في حركة العرب القومية إلى عام 1875م، أي قبل إرتقاء عبدالحميد العرش بسنتين. حين ألف خمسة شبان من الذين درسوا في الكلية البروتستانتية السورية (الجامعة الأمريكية) ببيروت جمعية سرية، وكانوا جميعا  من النصارى، ولكنهم أدركوا قيمة إنضمام المسلمين والدروز إليهم، فإستطاعوا أن يضموا إلى الجمعية نحو إثنين وعشرين شخصا  ينتمون إلى مختلف الطوائف الدينية، ويمثلون الصفوة المختارة المستنيرة في البلاد. وكانت الماسونية قد دخلت قبل ذلك بلاد الشام على صورتها التي عرفتها أروبا، فإستطاع مؤسسو الجمعية السرية، عن طريق أحد زملائهم أن يستميلوا إليهم المحفل الماسوني الذي كان قد أنشيء منذ عهد قريب، ويشركوه في أعمالهم"( يقظة العرب-149). والملاحظ أن في نفس هذه الفترة التي كانت فيها المؤسسات التبشيرية ومحافلها الماسونية تطلق عملائها من الماسون لإطلاق القومية العربية في بلاد الشام. كانت المؤسسات التبشيرية والمحافل الماسونية في مصر تطلق عملاؤها لإطلاق الحركة النهضوية في مصر، التي نادت بالقومية والإقليمية الفرعونية، كما كانت تطلق رصاصة الرحمة على الأزهر الشريف من خلال جمال الدين الأفغاني وتلامذته. لذلك رأي المحفل الاسكتلندي الذي ينتمي إليه الأفغاني بدعوة الأفغاني من الهند للقاء مهندس الثورة العرابية في مصر الجاسوس البريطاني الشهير المستر بلنت في لندن. والذي كان مقيماً في مصر ومشرفاً على تنظيم الثورة العرابية بالتنسيق مع محمد عبده تلميذ الافغاني، وفي لندن عقد الإثنين معا سلسلة إجتماعات في وزارة الخارجية البريطانية. حيث تمخضت هذه الإجتماعات عن رسم خطة دقيقة للقضاء على الخلافة العثمانية، عن طريق إستثارة الشعوب العربية بإذكاء النعرة القومية ضد الحكم العثماني، إلا أن المخابرات العثمانية إستطاعت الحصول على أخبار تلك الخطة. وهذا ما دفع السلطان عبدالحميد أن يكشفها في مذكراته، حيث ذكر الآتي:" وقعت في يدي خطة أعدها في وزارة الخارجية الإنكليزية مهرج إسمه جمال الدين الأفغاني وإنكليزي يُدعى بلنت، قالا فيها بإقصاء الخلافة عن الاتراك. وإقترحا على الانكليز إعلان الشريف حسين أمير مكة خليفة على المسلمين"(مذكرات السلطان عبدالحميد- ص -148). 

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster