اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 14- لا أقدر أن أبيع ولو قدما واحدا من فلسطين
 


 
فرمان منع الهجرة اليهودية الجماعية إلى فلسطين

 

 

 أقلام تحت الشمس : 14- لا أقدر أن أبيع ولو قدما واحدا من فلسطين!:

 

إعتبر يهود الدونمه الذين قادوا الإنقلاب ضد السلطان عبد الحميد، أن الإتيان بالسلطان حفيد  مضهد (إسرائيل) إلى عاصمتهم سيلانيك، هو بمثابة رد إعتبار لمسيحهم الدجال سبتاي شيفي مؤسس هذه الطائفه. وإنتقاما من الخلافة والسلطان محمد الرابع الذي إعتقل سبتايّ شيفي، وجره مكبلاً إلى عاصمة الخلافة للتحقيق معه، وبالتالي تخلى عن دعوته معلناً بذلك فشل أول مشروع لإقامة (مملكة إسرائيل) فوق أرض فلسطين. كما يؤكد ذلك صحة الإعتقاد القائل بأن تركيا (الإتحاد والترقي)هيّ التي دخلت الحرب العالمية الأولى وإنهزمت فيها، وليست السلطنة التي كانت تمثل الخلافة. إذن من هذا المنطلق الكيدي والإنتقامي نستطيع أن ندرك مغزى وجود قره صو زعيم يهود الدونمه في سيلانيك ضمن الوفد المكلف بعزل السلطان. ولمعرفة كيف تطورت الأحداث بين هذين الرجلين بغض النظر عن مقام كلٍ منهما. علينا العودة إلى حملة محمد علي على بلاد الشام (1830-1840)، التي أسست لإنهاء السلطنة كما وضعت بذور إقامة الكيان الصهيوني. هذه الحملة التي مولها المرابين اليهود، والذين أخذوا وعداً (أعلن أمام قناصل الدول الأوروبية) من محمد علي، على معاملة المهاجرين اليهود إلى فلسطين بطريقة مخالفة عما كانت عليه في عهد السلطنة العثمانية. حيث فرضت قوانين السلطنة على اليهودي المهاجر إلى فلسطين لفترة مؤقتة، إرتداء ملابس مميزة وكذلك أحذية خاصة، ليتم التعرف عليه وملاحقته قانونيا لو حاول الإستيطان في فلسطين. كما تتضمن وعد محمد علي إلغاء جميع العوائد التي كانت تفرض على دخول اليهود إلى القدس من قبل ولاة سنجق القدس. وتنفيذاً لهذا الوعد سمح إبراهيم باشا لليهود ركوب الخيل ولبس التربان الأبيض أسوة بالمسلمين بدلاً من الأسود. كما أصدر فرماناً في 6\12\1831م، موجه إلى كل المسلمين في ولاية صيدا وسناجق القدس ونابلس وجنين، بإلغاء كل ما يفرض على اليهود من عوائد، وهدد أن من يأخذ قرشاً واحداً من اليهود سوف يعاقب (رستم أسد- الأصول العربية لتاريخ سورية في عهد محمد علي). وكان محمد علي قبل ذلك قد سمح لليهودي موسى مونتيفيوري في التجول سبع مرات في فلسطين بدعوى إيجاد المكان المناسب لإقامة هذه المستعمرات. وقد كتب مونتيفيوري في مذكراته الآتي:" إنني واثق لو أن خطتي نجحت فإنها سوف تجلب السعادة للأراضي المقدسة. وسوف أرسل طلباً لمحمد علي لتأجيري أرض لمدة خمسين عاماً تشتمل على نحو مائتي قرية، ودفع مبالغ الإيجار سنوياً له في الإسكندرية، مع زيادة سنوية مقدارها من عشرة إلى عشرين في المئة. على أن تكون هذه القرى حرة من الضرائب طيلة المدة. والسماح بتسويق إنتاجها في كل العالم، وتشجيع اليهود في أوروبا للعودة لفلسطين". وفي 13\7\1839 قابل مونتفيوري محمد علي في الإسكندرية لمناقشة خطته. وقد أبدى محمد علي رغبته بتشجيع الزراعة وجلب عمال لفلاحة الأرض". وأبدى رضاه على قيام مونتفيوري بإنشاء بنك برأس مال قدرة مليون جنية إسترليني من أجل تنفيذ خطته. وأبلغ مونتيفيوري بأن البنك سوف يكون تحت حماية جيوش إبراهيم باشا، وإنه سيكون سعيد لرؤيته نشأة هذه البنك(Holy City: A study in the Theory and Practice of Gove ment in Jerusalem under  Ottoman and Khedival Rule، Chicago1993، p.245). حيث أثرت هذه الخطوات فيما بعد على نهج السلطنة في التعامل مع المهجرين اليهود بعد إنسحاب محمد علي عام 1940 من بلاد الشام. إذ لم تستطع السلطنة الضعيفة حينها من التبرم من فرمانات ابراهيم باشا.

 

 ويمكن إعتبار عام 1938 هو العام الذي شهد ولادة البذور الأولى لقيام الكيان الصهيوني. حيث قامت بريطانيا المحكومة من المرابين اليهود في هذا العام في إفتتاح قنصليه لها في القدس. الأمر الذي ترتب عليه قيام الدول الأوروبية الأخرى الممولة من المرابين أيضا في إفتتاح قنصليات لها كذلك في القدس. فإفتتحت القنصلية الألمانية عام 1842، والفرنسية عام1843، والنمساوية عام 1849، والإسبانية عام 1854، والأمريكية عام 1857، والروسية عام 1861. وتأتي خطورة هذه الخطوة بأنها سمحت لليهودي الإقامة في القدس كموظف في هذه القنصليات، التي حرصت أن يشكل اليهود معظم جسمها القنصلي، بعد أن كان محرما عليهم ذلك قبل ذلك. وما زاد في خطورة هذه الخطوة أن اليهود الذين حملوا جنسيات هذه الدول أصبحوا يتجولون بحرية في فلسطين ضمن نشاطات الجمعيات والإرساليات الأجنبية التي إفتتحتها هذه القنصليات.  في الفترة التي أخذت الدول الأوروبية بالتدخل في الشؤون الداخلية للسلطنة العثمانية، وفرض الوصايا على الطوائف والأقليات الدينية فيها. ونستطيع القول ان نتيجة حملة محمد علي والضغوط الاوربية على السلطنة، وهزيمتها في معركة القرم، ازدادت السلطنة ضعفا، وهذا ما إنعكس على إزدياد الضغوط على السلطنة للحصول منها على مكاسب اكثر لمصلحة المشروع (التوراتي). فمثلا أسست القنصلية البريطانية في القدس جمعية القدس الادبية عام 1849، التي تحولت عام 1865 إلى صندوق استكشاف فلسطين، حيث تخصص هذا الصندوق في البحث عن السردية (التوراتية) في الارض المقدسة ( وقد اثبت في بحثي حواري بابل وكذبة السامية، ان من بين نصف مليون قطعة اثرية مكتشفة في فلسطين، لم تأكد قطعه واحدة تلك السردية). حيث استطاع العاملين في هذا الصندوق من مسح الاراضي الفلسطينية، وتزويد المرابين اليهود في جميع المعلومات عن المناطق الصالحة لتأسيس نواة المستعمرات الاولى. وبنفس المنطق عملت القنصليات الفرنسية والالمانية والامريكية. الأمر الذي أدى إلى إرتفاع عدد اليهود في فلسطين من صفر قبل حملة ابراهيم باشا على الشام إلى 1400 يهودي في عام 1874. ومع ضعف السلطنة التزايد وسيطرة الماسونيين الاتراك على مقاليد الحكم في تركيا، عملت عائلة روتشيلد بالإتفاق مع هذه القنصليات  على تأسيس أول مستعمرة مقامة على مساحة الفان وخمسمائة فدان، وهي مستعمرة (بتاح تكفاه) في عام 1882 م. وقد إستطاع السلطان عبد الحميد بعد استلامه السلطنة في عام 1876، من مواجهة هذا الخطر المحمي بقوة القانون والاتفاقيات المبرمة مع السلطنة. فأصدر فرمانا يقضي بعدم السماح لليهود الذين يحملون جنسيات الدول الأوروبية من الدخول الى فلسطين، أو شراء الأرض فيها. كما جعل من أولويات حكمه تفكيك المستعمرات التي أنشأتها القنصليات الأجنبية في فلسطين. فإستغل حدوث أول صدام مسلح بين فلاحين فلسطينيين ومستوطنين يهود عام 1886م، ليبدأ بالضغط على المرابين اليهود لدفعهم إلى تفكيك هذه المستعمرات والرحيل عن فلسطين. فأصدر فرماناً يقضي بمنع الهجرة اليهودية الجماعية إلى فلسطين، ومنع بيع الأراضي لليهود. كما أعطى السلطان عبدالحميد تفويضا لأجهزة الإستخبارات الداخلية والخارجية في متابعة حسن تنفيذ الفرمان. وكتابة التقارير الدورية عن النشاط اليهودي داخل السلطنة وخارجها. وقد تم تشديد المراقبة على ميناء يافا والمعابر الأخرى لمنع اليهود من استغلال الفساد الإداري المتفشي في السلطنة وتسريب بعضهم منه. كما تشكلت لجنة خاصة لتطبيق قيود صارمة على دخول اليهود الى القدس. ليبدأ بعدها المرابين اليهود ومن ثم ثيودور هيرتزل جولة من الإتصالات المباشرة والغير مباشرة مع السلطان عبد الحميد. محاولين إستغلال الوضع الاقتصادي السيء للسلطنة العثمانية، بعد أن بلغت ديونها الخارجية عند تولي السلطان عبد الحميد السلطة فيها إلى حوالي 252 مليون قطعة ذهبية. ومن أجل ذلك حاول هرتزل توسيط اصدقاء السلطان من القناصل الاجنبية، لعرض قروض مالية ضخمة على السلطان تساعد السلطنة في الخروج من أزمتها المالية المستعصية. بشرط أن يصدر السلطان فرماناً يسمح في الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وقد دون هرتزل في مذكراته، بعد هذا عرض رد السلطان عبد الحميد بالآتي:" لا أقدر أن أبيع ولو قدما واحدا من البلاد، لأنها ليست لي بل لشعبي. لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم، وقد دافعوا عنها بدمائهم، وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد بإغتصابها منا ... لا أستطيع أبدا أن أعطي أحداً أي جزء منها. ليحتفظ اليهود ببلايينهم، فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين دون مقابل، إنما لن تقسم إلا على جثثنا، ولن نقبل تشريحنا لأي غرض كان" (يوميات هرتزل – 19\6\1896– ص-378-أنيس الصايغ). وقد حاول هرتزل مرارا وتكراراً من مقابلة السلطان عبد الحميد، حتى إستطاع في تاريخ 18\5\1901 م، من مقابلته وبمرافقه إيمانويل قره صو (عضو الوفد الإنقلابي سابق الذكر) والحاخام موشي ليوي. حينها قال هرتزل للسلطان:" دعني أكرس نفسي لخدمتك، لأنك تحسن إلى اليهود، واليهود في العالم كله مدينون لك بذلك، وإني بشكل خاص مستعد لتأدية أية خدمة لك وخاصة الخدمات الكبيرة". فأجابه السلطان غاضبا:" إننا نظن بأن بني قومكم يعيشون في الممالك المحروسة الشاهانية بعدالة ورفاه وأمن .... إني أحب تطبيق العدالة والمساواة على جميع المواطنين، ولكن إقامة دولة يهودية في فلسطين التي فتحناها بدماء أجدادنا العظام فلا ... " (حسان الحلاق – ص – 30). وفي 13\10\1901 أصدر السلطان فرمان بمنع الهجرة اليهودية الى الأراضي الفلسطينية وحظرها (صورة الوثيقة مرفقه). وهكذا إنتهى الفصل الأخير من العروض المغرية التي قدمها (التوراتيون) للسلطنة، والتي رفضها السلطان جميعها، وعبر عن ذلك بإجابته الغاضبة على إلحاحات هرتزل، وبطرده رئيس الجالية اليهودية في سيلانيك قره صو من مقام الخلافة. عندها نظر قره صو إلى السلطان نظرة تحدي، وغادر السلطنة إلى إيطاليا (التي كان يحمل جنسيتها الى جانب الجنسية العثمانية)، مرسلا الى السلطان عبد الحميد البرقية التالية:" لقد رفضت عرضنا... وسيكلفك هذا الرفض أنت شخصيا ويكلف مملكتك كثيرا".

 

 وبعد حوالي شهرين من هذا اللقاء، حاول هرتزل من جديد الإتصال بالأوساط العثمانية لعرض مشروع جديد يتضمن مغريات مالية مضاعفة. وصلت إلى حد إقراض الدولة العثمانية مبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني لا تسترد مطلقا، وهذا مبلغ في تلك الفترة كان كبيراً جداً. ورغم ذلك رفض السلطان هذا العرض السخي. فرد السلطان على هذا العرض، بالقول أبلغوا هرتزل:" إن ديون الدولة ليست عاراً عليها، وإن بيت المقدس الشريف إفتتحه سيدنا عمر رضي الله عنه، ولست مستعداً أن أتحمل تاريخياً، وصمة بيع الأراضي المقدسة لليهود، وخيانة الأمانة التي كلفني المسلمون بالحفاظ عليها. ليحتفظ اليهود بأموالهم، فالدولة العلية لا يمكن أن تحتمي وراء حصون بنيت بأموال أعداء الإسلام"( موفق بني المرجة -صحوة الرجل المريض). كل ذلك كان يدركه السلطان ويعلم أن المعركة ضد السلطنة لا شك واقعة. وهكذا بعد فشل كل عروض المرابين والحركة الصهيونية التي قدمت للسلطان، إنعقد المؤتمر الصهيوني الرابع في لندن، حيث أكد هرتزل في هذا المؤتمر فشل كل محاولاته الرامية إلى دفع السلطان للقبول بهجرة اليهود إلى فلسطين. عندها طلب المرابون من بريطانيا التدخل للمرة الأخيرة، لممارسة الضغوط اللازمة على السلطان عبد الحميد، لإلغاء قانون منع الهجرة اليهودية. الأمر الذي لم يفلح مع السلطان، والذي دفعه إلى إصدار قانوناً سنة 1904م يمنع بموجبه اليهود من جميع الجنسيات من شراء الأراضي والعقارات في فلسطين، وخصوصا بعد أن أخذ اليهود من حملة الجنسيات الأوروبية بالتسلل إلى فلسطين بمساعدة الأحزاب القومية وخصوصا جماعة الإتحاد والترقي. وفي نفس هذا العام مات هرتزل دون أن يحقق أي تقدماً في مجال ثنيّ السلطان عبد الحميد عن مواقفه. وعندها أدرك المرابون اليهود أن مشروعهم (التوراتي) لن يرى النور، طالما بقيّ السطان عبد الحميد في السلطة، أو طالما كان في السلطة خلفاء مسلمون كالسلطان عبد الحميد. لذلك إتخذوا قرارهم في إسقاط السلطان عبد الحميد الذي أصبح يشكل عائقا حقيقياً أمام نجاح المشروع (التورتي) ليس في فلسطين فقط، بل في العالم أجمع، وخصوصا بعد إنتهاء المرابين من تهيأة الظروف الملائمة، لإطلاق الحرب العالمية الأولى. فأوعزوا لمحافلهم الماسونية في سيلانيك، لبدأ العمل على إسقاط عبد الحميد والخلافة معاً. وفي 23\7\1908م قرر المتآمرون البدأ في الثورة، فقام قرة صو بالتحريض وإثارة الشغب ضد السلطان، وعمل على تنظيم الإتصالات بين مركز قيادة الثورة في سيلانيك وبقية الإنقلابين. وأعطى الأوامر للجيش الثالث بتمرد في مدينة سلانيك وأعلان الثورة...

 

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster