اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 13- يهود الدونمه
 


 
يهودي من الدونمة شيفي سبتاي

 

 

أقلام تحت الشمس

 

13- يهود الدونمه:

 

وهكذا من بين الدجالين الذين توقعت حسابات المتنبئين ظهورهم كان سبتاي شيفي، الذي إدعى أنه هو المسيح الذي ينتظره اليهود، وإمعانا في الإحتيال أطلق سبتاي شيفي النداء التالي:" سلام من إبن الله سبتاي شيفي مسيح إسرائيل، وضلعها إلى كل فرد من بني إسرائيل، لقد نلتم شرف معاصرة منقذ بني إسرائيل، ومخلّصهم الذي بشّر به أنبياؤنا. فعليكم أن تجعلوا أحزانكم أفراحاً، وصيامكم إفطاراً ولهواً، فلن تحزنوا بعد اليوم، أعلنوا عن فرحكم بالطبول والأرغن والموسيقا، وإشكروا الذي وعدكم فوفى بوعده، وواظبوا على مبادئكم كما في السابق. أما أيام المصائب والمآتم، فاجعلوها بسبب بعثي أيام شكر ومسرّة. لا تهابوا شيئاً فإن حكمكم لن يقتصر على أمم الأرض، بل سيتعدّاها إلى جميع المخلوقات في أعماق البحار. كل هؤلاء يخرّون لكم لرفاهيتكم" (تاريخ الدونمه - الباحث في التاريخ السيّد مفيد عرنوق). وإنهالت وفود اليهود المهنأة إلى أزمير موطن سبتاي من رودس وأدرنه وصوفيا واليونان وألمانيا، حيث قلدته هذه الوفود تاج ملك الملوك. فقسم سبتاي العالم إلى 38 منطقة، وعين على كل منطقة ملكا لها (وهذا ما تقوم به اليوم المنظمات السرية من أمثال الماسونية والروتاري والليونز وغيرها من المنظمات السرية، التي تقسم العالم إلى مناطق نفوذ لأتباعها. وتعين على كل منطقة حاكما يؤتمر بأوامر المرابون اليهود)، ووقع سبتاي رسائله بلقب الإبن الوحيد الأول (ليهوه). وفي نفس هذه الفترة الزمنية إدعى دجال آخر من حاخامات يهود بولونيا، وهو ناحيم كوهين بأنه المسيح الحق، بينما سبتاي ما هو إلا دجال أفاق. وعُرف عن الحاخام كوهين بأنه يتعامل في السحر ومطلعاً على كتب العالم السفلي. إنطلق الحاخام كوهين في إدعاءه من أن الكتب المسيحيّة بشرت في مسيحيين إثنين لا بمسيح واحد. لكن سبتاي دعا أتباعه إلى رفض إدعاء ناحيم كوهين. فإشتدّت العداوة بين المُدعيين، وأخذ كل منهما يحيك المؤامرات ضد الآخر. فتقدم ناحيم كوهين بشكوى إلى القصر العثماني مدعيا بأن سبتاي شيفي يعتقد أنه (إبن الله مسيح إسرائيل) وأعد العدة ليرأس هجرة لليهود إلى فلسطين. فأصدر السلطان العثماني محمد الرابع أمرا عاجلا بالقبض على سبتاي وإقتياده إلى القصر لمحاكمته. وفي القصر عقدت لسبتاي محاكمة حضرها كل من مصطفى باشا القائم بأعمال رئيس الوزراء، وشيخ الإسلام يحي أفندي منقري زادة، وإمام القصر محمد أفندي وانلي، أما السلطان محمد الرابع فكان يجلس في غرفة مجاورة يتابع إعترافات سبتاي بواسطة ترجمانه الخاص.

 

 وفي هذه الجلسة واجه سبتاي مجموعة من علماء المسلمين الذين سألوه عن حقيقة إدعائه. حيث تبيّن لهم إنكار سبتاي لمعظم التهم التي وجهها إليه الحاخام ناحيم كوهين. فقيل له: " أنت تدّعي أنك المسيح فأرنا معجزاتك، حيث سنقوم بتجريدك من ثيابك، ونجعلك هدفاً لسهام المهرة من رجالنا، فإن لم تغرز السهام في جسمك فسيقبل السلطان ادّعاءك ". فما لبث من سبتاي إلا أن أنكر حقيقة ما أسنِد إليه من إدعاء بأنه (إبن الله مسيح إسرائيل)، وأكد أن أعدائه تأوّلوا عليه ذلك، ليفتنوا بينه وبين السلطنة صاحبة الفضل والرعاية عليه وعلى ملة اليهود. عندئذ أمر السلطان محمد الرابع بأن يعرض على سبتاي الإسلام، فأجاب سبتاي بالقول مباشرة:" اشهد إن لا اله إلا الله واشهد إن محمدا رسول الله ... والإسلام يجب ما قبله ". فعفا عنه السلطان بعد إن أنكر كل إدعاءاته، وبعد أن أشهر إسلامه. وأطلق على نفسه إسم جديد هو محمد عزيز أفندي. ولقب بمحمد البواب بسبب الوظيفة التي عرضها عليه السلطان، والتي كانت وظيفة رئيس البوابين في القصر السلطاني (لقد ذكرت هذه الحادثة في كتاب الوقائع لنشانجي عبدي باشا، و في تاريخ محمد أفندي السلحدار، وفي تاريخ راشد أفندي، وكذلك في التاريخ السياسي لمؤلفه كامل باشا، وجميع هذه الكتب مخطوطة بالتركيّة). إثر هذه المحاكمة أرسل سبتاي شيفي نشرة إلى أتباعه قال فيها:" جعلني يهوه مسلما، أنا أخوكم محمد البواب، وهكذا أمرني فأطعت". أطلق العثمانيون على سبتاي ومن آمن به من اليهود لقب الدونمه. والدونمه صفه تعني العائد أي الذي أسلم بعد إن كان يدين باليهودية، ثم أصبحت الكلمة اصطلاحا تعني المسلم ظاهراً واليهودي باطناً. وكلمة دونمه أو دومنه، هي مصطلح من أصل العامية التركية، مركبة من (دو) أي اثنين (فارسية الأصل)، و(نمه) أو (منه) بمعنى نوع، أي الفرقة القائمة على نوعين من الأصول، الأصل اليهودي والأصل الإسلامي. وتعني كذلك الراجعون إلى الدين الحقيقي أي الإسلام.

 

 سمح العثمانيون لسبتاي بتنظيم عقائد أنصاره وعباداتهم كما يشاء. ولعل المتتبع لتاريخ اليهود في اوروبا يجد أنهم في مناسبات عديدة، إعتنقوا مذاهب مختلفة وحافظوا على يهوديتهم باطنيا. ففي عام 1880 نشرت مجلّة الدروس اليهودية التي تتقاضى نفقاتها من جيمس روتشيلد إسنادين يوضّحان أن حكماء صهيون يعملون منذ القرن الخامس عشر ( اي قبل ثورة مارتن لوير على الكنيسة الكاثوليكية) في سبيل أن يطلق اليهود مذاهب باطنية، ليخفوا حقيقة مخططاتهم الشيطانية عن الشعوب والممالك التي تأويهم. من هذا الفهم الباطني طلب سبتاي من السلطان العثماني بأن يسمح له بدعوة اليهود إلى الإسلام، فأذن له السلطان بذلك، فإنتهز سبتاي هذه الفرصة. وإنطلق بين اليهود يواصل دعوته، ويحثهم على إعتناق الإسلام ظاهريا، ودراسة علومه والتفقه في كل أصنافها، حتى يكون منهم الشيوخ والعلماء وأصحاب البدع والفرق الباطنية والصوفية المختلفة التي تبعد المسلمسن عن أصول دينهم. ولتحقيق ذلك أوصى أتباعه بعدم تكذيب كل ما ورد في القرآن الكريم، لكن يمكن تفسير آياته بشكل يُحمل المعنى إتجاهات مختلفة تقبل التأويل المُختلف، حيث يصبج لكل تأويل معنى باطني يتقاطع مع قصة خاصة بها، وطبيعي أن يكون مصدر هذه القصص العديد من الحكايات الصبيانية الواردة في (التوراة). الأمر الذي يؤدي في المتلقي إلى التشكيك بالهدف الحقيقي للمعنى المقصود من الآية القرآنية. وخصوصا في تفسير الآيات القرآنية التي ذكرت بني إسرائيل. أما إن تعذر ذلك، فيمكن الإكثار من التفسير الذي لا يعتمد على مقاييس موحدة أساسها السنة النبوية، بل يمكن الأخذ بها إلى حيث أخذت فيه الفلسفة كما فعل جمال الدين الأفغاني وتلامذته، وخصوصا تلك الفلسفة التي بحثت في الماورائيات وإلتقت مع الصوفية (التوراتية) الكابالاه، أو غيرها من الصوفيات الموجودة في معظم المعتقدات. الأمر الذي يجعل من المتلقي بأن يحتار بين كل المعاني المختلفة عن المعنى المقصود. وهنا يأتي دور العقل في الحكم على حقيقة المعنى لإنكار المعجزات الإلهية، التي هي من اصول العقيدة الإسلامية. وبحسب هذا المنهج الباطني في تشويه الدين، يعتقد أصحابه بإمكانية سلخ المسلم عن دينه من خلال وجود تشريع حديث مهجن، يتلائم مع التشريعات المهجنة التي واكبت إنجازات الثورة العلمية التي  نحت الى العصرنة والعقلانية، والإكتشافات الجديدة في جميع المجالات. ومن هذا المنطق الترويضي نستطيع أن ندرك الأبعاد الخفية لكثير من الفتاوي المستحدثة إن كانت رافقت رجال الإصلاح في العالم الإسلامي مع منتصف القرن التاسع عشر، أو إن كانت واكبت اليوم الحملة المسعورة على الإسلام والمسلمين، أو تلك التفسيرات والتأويلات التي أوجدت مبرراً للمعاصي والتفلت من الأحكام الشرعية، كما أوجدت التربة الخصبة لإحياء المذاهب الباطنية القديمة التي أطلقها اليهود للنيل من الإسلام والمسلمين. ومن هذا المنطلق أيضا نستطيع أن ندرك الأبعاد الخفية لإحياء معتقد المعتزلة من جديد داخل المؤسسات الدينية الإسلامية وخصوصا في الأزهر الشريف. حيث زعم  أصحاب هذا المعتقد أن العقل هو الحَكم في قبول أو رفض أحكام الشريعة. وهذا ما عبر عنه الإمام محمد عبده في ورفاقه في كثير من المناسبات، ومنها تفسيره لإهلاك أصحاب الفيل الوارد ذكرهم في سورة الفيل. حيث زعم أن الإهلاك كان بسبب وباء الحصبة أو الجدري الذي حملته الطير الأبابيل. ليعطي بذلك تفسيراً يحمل سبباً عقلانيا للإهلاك بداءٍ شغل الناس حينها. لكن هذا المنحى من التفسير لا يحمل بالضرورة السبب الكافي لإهلاك أصحاب الفيل بهذا الداء، وطبيعي أن لا يحمل السبب الكافي، كون أن هذا الداء لا يؤدي بأصحابه لكيّ يكونوا كالعصف المأكول. فالمعروف أن العصف في اللغة هو حطام النبت المتكسر، والمأكول هو الذي أكلته الدواب ثم راثته. ومن المعلوم أن الجدري وغيرها من الأوبئة المشابهة يمكن ان تفتك في الناس حينها، كما فتكت جراثيم الجدري المصنعة في مختبرات جحافل (بني إسرائيل الروح) في الهنود الحمر في الأراضي التي أطلقت عليها الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 لكن هذه الجراثيم والأوبئة تستطيع أن تفتك بالأرواح لكنها لا تستطيع أن تطحن عظام ضحاياها، وتعجنهم لتعيد إخراجهم كالروث. كما كان حال أصحاب الفيل بحسب ما يخبرنا به رب العزة في كتابه الكريم. الأمر الذي يدفعنا إلى رفض تحميل المعجزة الإلهية في إهلاك أصحاب الفيل، أي تبرير يعتقد للوهلة الأولى على أنه علميَ ومن منجزات الثورة الصناعية. لكنه في نفس الوقت يبطن إنكاراً للمعجزات الإلهية التي هيّ من أصول العقيدة الإسلامية. فالمعجزة الإلهية هيّ من حولت أصحاب الفيل ليكونوا كالعصف المأكول وليس وباء الجدري. ثم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ولد في عام الفيل، وبعد أربعين سنة من مولده بدأ نزول القرآن الكريم. وكان بعض مشركي قريش في هذه الأثناء من تجاوز عمره الخمسون سنة، هذا يعني أن هذا البعض عاش هذه المرحلة، وبعضهم قد شاهد أصحاب الفيل الذين عزموا على هدم الكعبة، كما علم البعض منهم ما دار من نقاش بين أبره الأشرم الذي عزم على هدم الكعبة، وجهز لذلك جيشاً من الفيلة ووسائل التدمير ما لا قبل للعرب بمثلها، وبين سيد قريش عبد المطلب بن هاشم جد الرسول صلى الله عليه وسلم. الذي عرض على أبره العروض السخية لثنيه عن عزمه، وحين لم يفلح في ذلك توجه مع نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه ضد أبره، فحدثت المعجزة الإلهية وتم إهلاك أصحاب الفيل. وهذا يعني أن هذا البعض الذين منهم من هادوا او كانو يهودا أو مشركي قريش، قد شاهدوا أصحاب الفيل بعد حدوث المعجزة في نفس الوصف الذي وصفهم به رب العزة في كتابه الكريم، فلو كان لديهم في صحة هذه المعجزة أدنى ريب، لإعترضوا عليها وجعلوها حجة للتشكيك في القرآن الكريم وبرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولتواترت أخبار ريبهم حتى وصلت لأقوام يكيدون للمسلمين وما أكثرهم في ذلك الوقت. وهذا لم يحصل أبداً. الأمر الذي يثبت أن إهلاك أصحاب الفيل كان بمعجزة إلهية ليست بحاجة من محمد عبده وغيره من المعتزلة او علماء الباطنية من تبريرها، لإنكار أصل من أصول العقيدة. الأمر الذي يشير إلى أن هناك أهداف خفية سعى لتحقيقها علماء الباطنية الذين أخذوا بوصايا سبتاي شيفي وكان منهم علماء التحديث والعصرنة الذين تتلمذوا على يد جمال الدين الافغاني. أقل ما يمكن القول فيها أنها هدفت إلى إنكار للمعجزات الإلهية تماشياً مع أصحاب المدرسة العقلانية في أوروبا التي سعت لتدمير سلطة الكنيسة. لذلك نادوا أصحاب هذه المدرسة بالتغريب والحداثة أو العصرنة. لكن هذا الإنكار من قبل المعتزلين الجدد كان يهدف إلى تشويه عقيدة المسلمين، لأن هذه العقيدة تعني الإيمان بالله وتوحيده، كما تعني الإيمان بالملائكة والكتب المنزلة والرسل واليوم الآخر، كما تعني الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى، وبسائر أمور الغيب الواردة بالنصوص الثابتة. بنفس القدر الذي كان يهدف إلى تشويه الشريعة التي تمثل الجانب العملي من العقيدة الإسلامية. للقول بعد ذلك بأن الشريعة الإسلامية لم تعد تصلح لتكون مصدراً للتشريعات في السلطنة العثمانية التي أرهقتها مؤامرات يهود الدونمه التي أطلقها سبتاي شيفي. وهكذا قبل موت سبتاي شيفي (محمد عزيز أفندي) عام 1675، أوصى بخلافته إلى تلميذه عبد الله يعقوب جلبي ( لندقق مثلا بإسم هذه العائلة !) الذي كان أسمه أصلا جوزيف كريدو، الذي هو أخ زوجته يوهيفيد التي إنتقلت بعد موت سبتاي إلى بيت أبيها وأخيها في سلانيك، حيث بدأ الإثنان في جمع أنصارهما من اتباع سبتاي من الذين أطلق عليهم يهود الدونمه. طلب يعقوب جلبي من أتباعه في سلانيك مراعاة عادات المسلمين والإلتزام بوصايا سبتاي، فلم يرق هذا الإتجاه لفئة من الدونمه تحت زعامة رجل إسمه مصطفى جلبي. فإنقسمت الدونمه عام 1689 إلى فرقتين.

 

 الفرقة الأولى عُرفت باسم اليعقوبيين نسبة إلى يعقوب جلبي، أو حزب حمدي بك. كما عرفت الفئة الثانية أي فئة مصطفى جلبي باسم القره قاشيين، أو المؤمنين أو حزب عثمان بك. وبعد واحد وثلاثين عاماً من الانقسام أي في عام 1720 حصل إنشقاق داخل حزب القره قاشيين، فإنفصلت عنه جماعة سمّت نفسها البابو، أو حزب إبراهيم آغا. وبذلك أصبحت الدونمة ثلاث طوائف مختلفة. أما بالنسبة للسلطنة العثمانية، فبعد إن غير يهود الدونمة أسمائهم بأسماء إسلامية، واظبوا على الإرتقاء في المناصب الحكومية، حتى وصل بعضهم إلى أعلى المناصب في السلطنة العثمانية إن كان داخل تركيا أو خارجها في كل العالم العربي والإسلامي. ساعدهم في ذلك التدخل الأوروبي في سياسة السلطنة الضعيفة، والمحكوم حينها من المرابين اليهود. كما لعب يهود الدونمة الدور البارز في إنهاك وتقصير عمر السلطنة العثمانية. حتى تسنى للإنقلابيين من جمعية الإتحاد والترقيى (تركيا الفتاة) إسقاط السلطنة التي كانت تمثل الخلافة الإسلامية. لكن الغريب في أمر هؤلاء الإنقلابين أن يكون من ضمن الوفد المرسل لخلع السلطان عبد الحميد اليهودي إيمانويل قره صو. وقره صو كان قد شارك مع هرتزل في وفد الحركة الصهيونية الذي قدم إلى الإستانة عارضاً إنقاذ السلطنة من وضعها المالي المزري، مقابل سماح السلطان لليهود بالتملك في فلسطين. الأمر الذي أدى بالسلطان إلى طرد قره صو من مقام الخلافة. فعودة قره صو بهذا الشكل السافر والوقح مع الوفد الإنقلابي الذي طالب بخلع السلطان، مثل قمة التحدي للسلطنة وما تمثل بالنسبة للمسلمين. وحمل طابعاً إستفزازيا ومغزى (توراتياً) حاقدا وإنتقامياً. كما وضح حقيقة وأهداف الجهة التي وقفت خلف الإنقلاب، وبالتالي كانت خلف إطلاق النزعة القومية التي نادى به الإنقلابيون في تركيا، أو غيرهم من نادى بها في القسم العربي من السلطنة. كما أن ما قام به قره صو والإنقلابيون من نفيّ السلطان عبد الحميد إلى سيلانيك عاصمة يهود الدونمه مثل قمة الإستهزاء بمقام الخلافة. لأن سيلانيك هيّ المدينة التي أطلقت الشرارة الأولى للإنقلاب ضد السلطنة، والتي عبرت صحافتها عن غبطتها من الخلاص من السلطان عبد الحميد الذي وصفته بمضطهد إسرائيل.

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster