اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 12- وتقدسون السنة الخمسين!
 


 
العثمانيون في فلسطين

 

 

أقلام تحت الشمس

 

12- وتقدسون السنة الخمسين!:

 

كل ما تقدم يشير إلى أن الكيانات العربية التي إنفصلت عن جسم السلطنة العثمانية، لم تنفصل بهدف التحرر والإستقلال. لأن السلطنة العثمانية منحت الحرية والإستقلال لشعوبها بالقدر نفسه الذي منحته للأتراك. وكما إستفادت كل شعوب السلطنة من دعمها في مواجهة طلائع الإستعمار الأوروبي، بنفس القدر الذي خسرت كل هذه الشعوب هذا الدعم بعد أن ضعفت السلطنة، وسيطر عليها يهود الدونمة بعد الإنقلاب جماعة الإتحاد والترقي. لذلك من الخطأ الحكم على النهج التي إستخدمته السلطنة العثمانية مع شعوبها في مرحلة زمنية واحدة، على أساس أنه هو النهج الممارس في كل مراحل حكمها. وفي ذلك يقول المفكر عوني فرسخ:" لا شك أن العثمانيين شكلوا ما بين فتح القسطنطينية سنة 1453م وتوقيع اتفاقية قارلو قوجه سنة 1691م، إستعادة المسلمين دوراً عالمياً فقدوه مطلع القرن الحادي عشر الميلادي، وأسهموا في نشر الإسلام خارج المدى الذي وصله الفاتحون العرب ومن تفرعوا عن الدولة العربية الإسلامية. كما قدموا دعماً للمقاومة العربية في مواجهة طلائع الاستعمار الأوروبي، ولهم بالتالي تقدير كل من يعتنق الإسلام ديناً ويتمثله حضارة"( عوني فرسخ- القوميون والإسلاميون العرب). وأكد على نفس المعنى المستشرق برنارد لويس، الذي قال:" كانت الإمبراطورية العثمانية منذ تأسيسها حتى زمن سقوطها، دولة تكرس قواها في سبيل تقدم شوكة الإسلام وحمايته ضد أي إعتداء خارجي. وقد ظل العثمانيون طوال أربعة قرون تقريباً في حرب مستمرة ضد الغرب المسيحي، أولاً لمحاولة فرض حكم إسلامي على جزء كبير من أوروبا وهي محاولة رافقها النجاح، وثانياً لشن حرب دفاعية تأخيرية مديدة تقف في وجه الهجوم المعاكس"( موفق زريق- نهضة أم تغريب).‏ ذلك يوضح أن العلاقة التي كانت قائمة بين العرب والأتراك  وبقية شعوب السلطنة كانت علاقة تكاملية، ولم تكن علاقة بين مستعمِر ومستعمَر، ولم يشعر العرب بمثل هذه العلاقة إلى بعد سقوط السلطنة، وسيطرة الإنقلابين على مقاليد الحكم فيها. كما نستطيع القول أن الهزيمة في الحرب العالمية الاولى كانت لتركيا، ولم تكن هزيمة للسطنة العثمانية التي كانت تمثل الخلافة الإسلامية. والسبب في ذلك يعود إلى أن السلطنة العثمانية لم تكن موجودة عند نشوب هذه الحرب. التي إبتدأت في عام 1914م بعد خمس سنوات من الإنقلاب يهود الدونمه عليها. وأن تركيا التي شاركت في الحرب كانت قد خلعت السلطان عبد الحميد الذي كان يمثل خليفة المسلمين. وبالتالي سقطت الخلافة بعد أن فصل الإنقلابيون تركيا عن العالم الإسلامي، ومنعوا الشعب التركي من التعامل بالشريعه الإسلامية. وبعد أن نادوا بتتريك تركيا ورفض التعامل باللغة العربية التي هيّ لغة القرآن الكريم. وبعد أن عَيّنوا لفترة إنتقالية سلطانا صوريا لا يحكم، تم إسقاطه فيما بعد وإلغاء الخلافة على يد مصطفى كمال أتاتورك. وقبل الحديث عن إنقلاب جماعة الإتحاد والترقي على السلطان عبد الحميد، علينا توضيح خلفية التحالف العالمي الذي جرى بين أحفاد نهضة الغرب المسيحي، وبين مدعي نهضة الشرق الإسلامي، من الذين باركوا ودعموا الإستعمار في تشكيل كيانات سايكس بيكو، ووظفوا دعاة وأئمة ومفتين يسبحون بحمد تلك العائلات التي وظفت بحجم ضلال حكامها وإرتباطها بالمشروع (التوراتي).

 

وفي الحقيقة كان قد تغلل اليهود في الإسلام والمسيحية. وأسسوا مذاهب عجيبة وفرقا باطنية خطيرة. من أهمها وأخطرها كانت فرقة يهود الدونمه، التي تأسست في السلطنة العثمانية، بعد أن لجأ اليهود إليها أثناء محاكم التفتيش، وهربا من البطش الغربي لكل من لا يدين بمذهب الكنيسة المسيحية، وطمعا في التسامح الإسلامي الذي رعته السلطنة حتى في خلافة السلطان عبد الحميد. وما يثبت ذلك هو ما ذكرته (الموسوعة اليهودية) عن أرمينيوس فامبر الصديق الشخصي للسلطان، والذي منح من خلال صداقته بالسلطان لسنوات طويلة، فرصة التعرف على معاملة السلطان المتسامحة مع لليهود. وخصوصا أن السلطان ساوى بين اليهود والمسلمين أمام القانون، وعندما إستلم الحكم أمر بإعطاء رواتب شهرية لحاخام تركيا الأكبر، وبمعنى آخر عامل الحاخام كما عامل كبار موظفي الدولة. وكان في عيد الفصح يرسل ثمانية آلاف فرنك، إلى حاخام القسطنطينية لتوزع على فقراء اليهود في العاصمة التركية. وعندما منعت حكومة كريت المحلية في عام 1881م، مشاركة اليهود في الإنتخابات البلدية، ألغى السلطان عبد الحميد هذه الانتخابات، ووبخ السلطات هناك لتعديها على الحقوق المدنية اليهود، وفي عام 1882 م ونتيجة للحريق الذي شب في الحي اليهودي في القسطنطينية، وتشردت على إثره ستة آلاف عائلة يهودية من بيوتها، بذل السلطان عبد الحميد ما بإستطاعته للتخفيف من تأثيرات هذه الكارثة على اليهود (حسان علي الحلاق - موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية). وأمام هذه الصورة الناصعة والمتسامحة للسلطنة وللسلطان عبد الحميد مع اليهود، نكتشف حقيقة يهود الدونمه الذين تآمروا على السلطنة والسلطان بعد أن وهبوا الرعاية والحماية من كليهما. وخصوصا أن من بين هذه المجموعة التي شملت بالرعاية، ولد مطلق الفرقة يهود الدونمه سبتاي مردخاي شيفي التي توقعت تنبؤات المسيح المنتظر قدومه. من أبوين يهوديين من أصل أسباني في مدينة أزميرالتركية عام 1626م. حيث تتلمذ وقرأ (التوراة) والتلمود وبرع في التفسير الباطنيّ لكليهما على أيدي الحاخام إسحق دالبا. وقد تأثر سبتاي في المدرسة الباطنية الكابلاه، التي كانت تعتمد على حساب الكلمات والجمل الواردة في (التوراة)، وطريقة الحساب فيها تجري على آلية  إعطاء كل حرف رقم بتسلسل (ابجد هوز... والتي سبق الحديث عنها). بحيث يتم جمع الأرقام ودراستها وإعطائها دلالاتها الرمزية، ليتم مطابقتها مع تواريخ تستخدم في عملية التنبأ الزمني لمجيء المسيح. وهذه الطريقة هي نفسها التي تستخدمها المذاهب الباطنية في الإسلام في حساب قدوم المهدي المنتظر. فكما في الكابلاة يتم شرح النصوص(التوراتية) بشكل تنبئي تركز على إظهار بعض رموز، على أنها رسالات خاصة بين (إله التوراة) وشعبه الخاص. ويلعب الخامات دور الوسيط أو ساعي البريد بينهما، وكذلك هو حال بالنسبة لعلماء الباطنية المتخفين في ثوب علماء السنة، أو علماء الشيعة الذن يلعبون دور الوسيط في توصيل رسائلهم الخاصة الى أتباعهم. وتعتمد هذه الطريقة على إستخدام الرموز ووضعها في معادلات حسابية بشرية المنشأ. يتم تسويقها على أساس أنها إلهية المصدر، لتستخدم نتائجها في رسم سيناريوهات ظهور المسيح المنتظر، أو المهدي المنتظر. لذلك طرحت المذاهب الباطنية في الإسلام فكرة وجود تفسير ظاهر وتفسير باطن للآيات القرآنية، وفي التفسير الباطني يتم إستخدام نفس الآلية (التوراتية) لتنبأ بزمن قدوم المهدي. لذلك إعتقدوا بأن النبوة فيض دائم لا ينقطع، ما دام المنتظر هو الأساس، وهذا ما فعله كذلك (التوراتيون) الذين توقعوا ظهور المسيح المنتظر عام 1648 م، هذا المسيح الذي إعتقدوا بأنه سبتاي شيفي، والمسيح المنتظر كان يعني لهذه المجموعة، هو القائد الذي سيقودهم لإقامة مملكة (اسرائيل) في فلسطين. وتأكيدا لذلك ظهرت في نفس الفترة الزمنية في أوروبا حركة منظمة بين (التوراتيين) تنادى بإعادة اليهود إلى فلسطين، وقد قام إثنان من الإنجليز المقيمين في أمستردام برفع عريضة إلى حكومتهم، يطلبون فيها بذل جهد مشترك مع حكومة هولندا لتوطين اليهود في فلسطين. وجاء في العريضة بحسب ما ذكره الأستاذ يوسف العاصي الآتي:" ستكون هذه الأمة الإنجليزية مع سكان الأراضي المنخفضة من أول الناس وأكثرهم إستعداداً، لنقل أبناء إسرائيل وبناتها إلى الأرض التي وعد بها أجدادهم، إبراهيم وإسحاق ويعقوب كإرث باق أبدا، ولم تكن هذه الأفكار سائدة في إنجلترا وحدها في هذه الفترة، بل إمتدت إلى المناطق الأخرى من أوربا، والتي أصبحت البروتستانتية راسخة الإقدام فيها. مثل هولندا وبلجيكا ومجموعة الدول الاسكندنافية كان هذا في العام 1649 "(يوسف العاصي الطويل - الصليبيون الجدد). ويعتقد أصحاب هذه النزعة بأن (المسيح) سيظهر في صورة نبي مخلص، يحكم العالم من القدس، حيث سيتخذها مركزا وعاصمة (للدولة اليهودية)، وكلمة مسيح في المفهوم (ألتوراتي) تعني الرجل الذي طهره (إله التوراة). لكن حين انتهى عام 1648 ولم تحدث (المعجزة المنتظرة) وإنفضح أمر سبتاي شيفي وأعتقل من قبل السلطان العثماني محمد الرابع. سارع الحاخام مناسح بن إسرائيل بنشر أفكاره القيامية، محدداً عام 1656م عام نهاية الزمان. معتمداً على حسابات (توراتية) لرؤيا دانيال. وهذا ما دفع كرمويل كما ذكرنا سابقا بإرسال سفيره فوق العادة عام 1655 إلى الحاخام بن إسرائيل ليدعوه لزيارة البلاط البريطاني، والإتفاق معه على كيفية توحيد العشيرتين والعمل على إستعمار فلسطين ونقل اليهود. هذا المشروع الذي تحول على يد الأطهار ليكون فوق أراضي الهنود الحمر. وعلى ذلك عمل الآباء المؤسسين الذين أسسوا أمريكا الإسرائيلية. لكن إذا قارنا بين هذا المعتقد ومعتقد الإسماعيلية التي كانت تنتظر قدوم مخلصها، والتي حددته في علي محمد الشيرازي هو ذاك المنتظر بحسب الشيخية التي منها خرجت البهائية، لوجدنا تتطابق كامل بينها وبين من كان ينتظر قدوم المسيح، والذين إعتقدوا أنه سبتاي شيفي من يهود الدونمه. وهذا الأمر يسهل علينا فهم خلفية العلاقة التي جمعت بين يهود الدونمه الذين أطلقوا جمعية تركيا الفتاة التي قادت الثورة ضد السلطان عبد الحميد، وبين البهائي جمال الدين الأفغاني الذي أطلق جمعية مصر الفتاة التي فجرت ثورة عرابي تمهيدا لقدوم عشيرة بني إسرائيل الروح الى مصر. فالثورة الأولى ألغت كل فرامانات السلطان عبد الحميد التي منعت اليهود من الإستيطان في فلسطين. والتي سمحت للمرابين اليهود بشراء بعض الأراضي من عباس أفندي وغيره من سماسرة الأرض، لتأسس عليها بعض المستعمرات التي ستشكل نواة للكيان الصهيوني، كما مهدت الطريق لتقسيم جسم الخلافة إلى كيانات، تسمح بإقامة الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين. أما الثورة الثانية فقد مكنت أبناء عشيرة بني إسرائيل الروح من السيطرة على مصر، تمهيدا لنقل عشيرة بني إسرائيل الدم الى فلسطين. لكن أن ينتظر المسيح المخلص عام 1648 الذي سينقل اليهود إلى فلسطين، وحين لم يتحقق ذلك ذهبت ثورة كرومل (بأطهارها) الى اراضي الهنود الحمر لتأسس فوق أراضيهم مملكة إسرائيل الأمركية، وأن يعتقد نابليون بعد (ثلاث يوبيلات توراتية)، أي بعد 150 عاما والمطابق لعام (1798) من فشل الإنتظار السابق، أنه حامل (عشائر بني إسرائيل) إلى فلسطين، ليدعي بأن الثورة الفرنسية هي صاحبة شرف (وصول المسيح المنتظر) ونقل اليهود الى فلسطين. وحين تحطم هذا الإدعاء على أسوار مدينة عكا المنيعة. أن يتم الإنتظار كذلك مرة أخرى 150 عاما (ثلاث يوبيلات توراتية) من حملة نابليون، وبعد ثلاث مائة عاما (ستة يوبيلات توراتية) من إنتظار قدوم المسيح. وأن يتم إقامة الكيان الصهيوني مع بداية اليوبيل السابع وهو المطابق لعام 1948. فذلك يبين وحدة المخطط الذي وضعه المرابين اليهود على مراحل للوصول الى فلسطين وإن إختلفت الشخصيات الموظفة في مشروعهم (التوراتي). وخصوصا بعد أن تحالف احفاد اليعاقبة من الثورة الفرنسية، وأحفاد الكرمولية من الثورة البريطانية، وأحفاد الآباء المؤسسين للثورة الأمريكية، وأحفاد يهود الدونمه الذين قادوا الإنقلاب ضد السلطان عبد الحميد( سنكتشف لاحقا أن كمال اتاتورك شكل طابورا خامسا للحلفاء أثناء الحرب العالمية الاولى)، مع مطلقي نهضة الشرق الإسلامي الذين يؤمنوا بأدوار الإمامة السبعة المطابق في المعنى لدورة اليوبيل السابع. ليعمل كل هذا التحالف على إقامة الكيان الصهيوني عام 1948. هذا العام الذي يمثل للمتنبئين بداية اليوبيل السابع من دورة إنتظار المسيح التي بدأت عام 1648، الأمر الذي يجعلنا نكتشف كل الحقائق المتعلقه بحقيقة النظام السياسي العالمي الذي أنشأته الدول المنتصرة في الحربين العالميتين الأولى والثانية، إن كانت عصبة الأمم أو كانت هيئة الأمم المتحدة. وطبيعة الكيانات التي أنشأها هذا التحالف، وحقيقة جامعة الدول العربية التي أطلقها البريطانيون من هذه الكيانات. وحقيقة حكام هذه الكيانات الذين إلتزموا مجتمعين بنص ما ورد في (لاويين – 25):" وتعد لك سبعة سبوت سنين (سبعة سنين سبع مرات). فتكون لك أيام السبعة السبوت السنوية تسعا وأربعين سنة. ثم تعبر بوق الهتاف في الشهر السابع في عاشر الشهر في يوم الكفارة تعبرون البوق في جميع أرضكم. وتقدسون السنة الخمسين وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها. تكون لكم يوبيلا وترجعون كل إلى ملكه وتعودون كل إلى عشيرته".

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster