اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 10- الأفغاني يهرول في الأراضي الفلسطينية
 


 
جمال الدين الافغاني

 

 

أقلام تحت الشمس

 

10- الأفغاني يهرول في الأراضي الفلسطينية:

 

لكي نتأكد من حقيقة الدور المدمر الذي كرسه جمال الدين الأفغاني في مرحلة مهمة من حياة الأمة، بحيث تغيرت فيها بوصلة الصراع، من صراع خارجي ضد أعداء الأمة ومخططاتهم الإستعمارية، إلى صراع داخلي بين مكونات الأمة تمهيدا لنجاح تلك مخططات في هزيمة السلطنة العثمانية، وفك روابط العلاقة الطبيعية التي كانت قائمة بين العالم العربي والسلطنة العثمانية التي كانت تمثل حينها الخلافة الإسلامية (علينا التمييز بين السلطنة قبل انقلاب يهود الدونمه عام 1908 وما جرى بعد ذلك في هذه السلطنة من تتريك لها تمهيدا لإستلام كمال اتاتورك الحكم فيها). مرورا بإقامة الكيانات العربية التي ستشهد على إقامة الكيان الصهيوني وتشريد الشعب الفلسطيني، وما رافق ذلك من إنهيارات في الجسم الإسلامي والعربي، وإنتهاءا بتخريب المؤسسات الدينية وإنهاء دورها في تفعيل قوى الأمة، أو في إطلاق منظمات وأحزاب إسلامية ووطنية كانت مرتبطة كليا بالمشروع (التوراتي)، بحكم أن رجالاتها كانوا قد روضوا في الغرب برعاية المستعمر البريطاني. وهذا ما كرسه تلامذة الأفغاني الشيخ محمد عبده ومحمد رشيد رضا (أستاذ حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين). ولتبيان الدور الذي لعبه هذان الرجلان أكتفي بما ذكره الشيخ مصطفى صبري والأستاذ محمد محمد حسين عن الأفغاني وتلامذته. فقد أكد الشيخ مصطفى صبري في كتاب موقف العقل والعلم والعالم:" أما النهضة المنسوبة إلى الشيخ محمد عبده فخلاصتها أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين، فقرب كثيراً من الأزهريين إلى اللادينيين خطوات، ولم يقرب اللادينيين إلى الدين خطوة، وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين، كما أنه هو الذي شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر".

 

كما ذكر محمد محمد حسين في كتابه الإسلام والحضارة الغربية في الفصل الثاني، الآتي:" ثم إن الدعوةَ أصبحت على يد محمد عبده ومدرسته ولا سيما رشيد رضا، دعوةً عامة تهاجم التقليد، وتطالب بإعادة النظر في التشريع الإسلامي كله دون قيد. فإنفتح الباب على مصراعيه للقادرين ولغير القادرين ولأصحاب الورع ولأصحاب الأهواء، حتى ظهرت الفتاوى التي تبيح الإفطار لأدني عذر، وظهرت الفتاوى التي تبيح المعاملات التي تقوم على الربح، وتقسم الربا إلى ربا ظاهر وهو ربا النسيئة، الذين يتضاعف فيه الديّن أضعافا مضاعفة، وربا خفي وهو ربا الفضل، ولا تحرّم إلا ربا النسيئة، أو تحرّم الربا في أصناف معينة. كما ظهرت الفتاوى التي تحظر تعدّد الزوجات، وتحظر الطلاق، وتجِيز تدخل القضاء فيهما. وظهرت الآراء التي تجعل الإسلام داخلاً في هذا المذهب، أو ذاك من المذاهب السياسية والإجتماعية التي إبتدعتها الحضارة الغربية الحديثة. وبذلك تحوّل الإجتهاد في آخر الأمر إلى تطوير للشريعة الإسلامية يهدف إلى مطابقة الحضارة الغربية، أو الاقتراب منها إلى أقصى ما تسمح به النصوص من تأويل على أقل تقدير". ولعل الحالة المتردية التي وصل إليها المسلمين والعرب اليوم على كافة الأصعدة، تثبت حقيقة هذا النهج من التحليل، كما تبين خلفية الفتاوي الكثيرة والمبتذلة التي أخذت تشوه حقيقة رسالة الإسلام الخالدة. الأمر الذي يدفعنا أكثر في البحث عن الجزور العقائدية التي كان يؤمن به مدرس العلوم الفلسفية الأفغاني، الذي صنف بأنه باعث نهضة الشرق الإسلامي. وفي تثبيت الصورة لديك أخي القاريء، دعنا نبحث سويا في هذه الجذور، ونعود إلى سر العلاقة القديمة التي كانت قائمة بين الطائفة الإسماعيلية التي أنجبت الشيخية، التي من صلبها ولدت البهائية التي انتمى إليها الأفغاني كما بينا سابقاً، وبين تنظيم فرسان الهيكل الذي من صلبه خرجت معظم المحافل الماسونية التي طلب الأفغاني وتلامذته الإنتماء إليها. فالمعروف أن الإسماعيلية هي طائفة شيعية منشقة، ظهرت بعت وفاة الإمام جعفر الصادق. الذي إختلف أتباعه لمن ستؤول الإمامة من بعده. ففريق منهم ساقها إلى موسى بن جعفر الصادق، وهو المعروف بالكاظم. وهذا الفريق أُطلق عليه الموسوية، والإمامية، والاثنا عشرية. وفريق آخر زعم أن جعفر الصادق قد عهد بالإمامة إلى إبنه الأكبر إسماعيل، الأمر الذي يعني أن الإمامة من حق إبنه محمد بن إسماعيل بعد وفاة أبيه، وإن كانت في حياة جده. وتزعم هذا الفريق ميمون القداح ( والد عبد الله بن ميمون ) معلنا بذلك ولادة الإسماعيلية. هذه الطائفة التي قال فيها الإمام الغزالي حينها، الآتي:"نسبت هذه الطائفة إلى زعيمها محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، بحيث زعمت أن أدوار الإمامة إنتهت به، إذ كان هو السابع، وأدوار الإمامة سبعة عندهم، وأكبرهم يثبتون له منصب النبوة (إي الإدعاء أن عليا كرم الله وجهه كان نبيّ هذه الأدوار)، وأن ذلك يستمر في نسبه وأعقابه حتى الإمام السابع...

 

وأعتقد أن هذا المعتقد مسترق من ملحدة المنجمين وملتفت إلى مذاهب الثنوية، الذين إعتقدوا في أن النور يدبر أجزاؤه الممتزجة بالظلمة بهذه الكواكب السبعة". لفهم أساس هذا الإعتقاد علينا متابعة ما كتبه أحمد أمين في كتابه فجر الإسلام، حيث ذكر الآتي:" قال إبن حزم أن عبدالله بن سبأ قال عندما إستشهد علي بن أبي طالب، لو أتيتمونا بدماغه ألف مرة ما صدقنا موته، ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا، كما ملأت جورا، وفكرة العودة هذه أخذها إبن سبأ عن اليهودية، فبحسب معتقدهم أن النبي الياس صعد إلى السماء وسيعود فيعيد الدين والقانون". ومن أدوار الإمامة السبعة إشتقت السبعية، وهي التي تؤمن أن تدابير العالم منوطة بالكواكب السبعة، التي أعلاها زحل، وأدناها القمر. الأمر الذي يشير إلى أن اليهودي عبد الله بن سبأ الذي أشتهر بفتنه ضد الإسلام، هو من أسس لفلسفة أدوار الإمامة السبعة. وهذا ما يدفعنا إلى تأكيد الخلفية (التوراتية) لهذا المعتقد الذي إستمد فلسفته إبن سبأ من( سفر التكوين - الإصحاح الثاني) الذي ورد فيه الآتي:" وفرغ الله فى اليوم السادس من عمله فإستراح فى اليوم السابع من جميع عمله ألذي عمل، وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه فيه إستراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا ً". كل ذلك يأكد خلفية هذه الفرقة التي إستمر فيها الإنشقاق بعد وفاة المستنصر إلى مستعلية ونزارية. فبعد أن قتل الإمام نزار بن المستنصر في الإسكندرية على يد وزير المستعلي الأفضل بن بدر الجمالي، إنتصر الحسن الصباح لإمام نزار بن المستنصر وأصبح يدعو له، ولأبنائه من بعده وجعل نفسه نائبا للإمام المستور. وبذلك تكونت فرقة الحسن الصباح وهي الفرقة التي عرفت عالميا بإسم الحشاشين، وطغت تسميتها على مفهوم الإرهاب السياسي في معظم لغات العالم. ويعتبر الحسن الصباح العقل المدبر لهذه الفرقة حيث نظمها ووجهها، ومن ثم نشرها في بلاد فارس ليقيم لها دولة ظهرت الى الوجود عام 1094م، وخصوصا بعد تموضعها في قلعة الموت الجبلية، وإمتدادها بعد ذلك الى مواقع عديدة من ايران والعراق وسوريا. ويعتبر راشد الدين سنان الملقب بشيخ الجبال إسماعيلي نزاري، وهو الذي إستطاع  أن يجمع الإسماعيلية التي منها هذه الفرقة حوله ليحارب فيها صلاح الدين الأيوبي نصرة لأصدقاءه فرسان الهيكل. وهذا ما دفع بالسلطان صلاح الدين إلى مهاجمة حصون الإسماعيلية والإنتصار عليها، ليكمل بعد ذلك الظاهر بيبرس حربه ضد هذه الفرقة. وبحلول عام 1350م، كانت الفلول المغولية قد سيطرت على آخر حصون الحشاشين. وفي تشكل هذه الفرقة كتب محمد عثمان الخشت في كتابه حركة الحشاشين، أن الحسن الصباح عندما زار مصر وقابل الإمام المستنصر سأله:" من إمامي بعدك؟. فقال الإمام المستنصر: إبني نزار". فكان الحسن الصباح بذلك من مؤيدي نزار، وعندما لحقت الهزيمة بالنزاريين، نفيّ الحسن من مصر، إلى المغرب، لكن السفينة توجهت به إلى عكا، ومنها إتجه الى حلب، ومن ثم الى بغداد ثم اصفهان، ثم توجه نحو مازنران، ومن ثم إلى قلعة الموت الجبلية على بحر كاسبيان في إيران. ويقول الإمام الغزالي في معتقد هذه الفرقة، الآتي:

 

" كان الباعث لهذه الدعوة، أن تشاور جماعة من المجوس والمزدكية وشرذمة من الثنوية (مذهب فلسفي قديم يقوم على الإلحاد) وطائفة كبيرة من ملحدة الفلاسفة المتقدمين، أن لا سبيل في مواجهة دعوة التوحيد، إلا بالمكر والإحتيال، من خلال الإنتساب إلى عقيدة من فرق المسلمين، والإعتزاز بأهل البيت، والتباكي على ما حل بآل رسول الله(ص)". ومن ثم يتم تأويل آيات القرآن بشكل يؤدي إلا رفض الأحاديث والمنقول والمنسوب إليها(هذا يعني رفض معظم السنة النبوية). وهذا ما سهل على تلك الفرق الإنحلال من سنة رسول الله. وأما ما بقي عند بعضهم من ظواهر القرآن، ومتواتر الأخبار، يتم الإحتيال عليها من خلال الإيهام، بأن للقرآن معاني ظاهرة ومعاني باطنة، ومن خلال المعاني الباطنة يتم دس المفاهيم (التوراتية). ثم يتم إختيار واحدا يُدعي أنه من أهل البيت، ليتم نشر المذهب الباطني المطعم بالمفاهيم (التوراتية) من خلاله.  وهذا المنطق هو نفسه الذي تحدث فيه كهنة (التوراة) الذين إختلفوا فيما بينهم حول قبول الشريعة الشفوية، التي دونت من مجموع القراءات الباطنية (للتوراة) وتفسيرات المختلفة. والتي يقول فيها لويس فنكلستين في كتابه (The jews، their religion and culture):" إذا كان المعنى الحرفي لكلمة توراة تعني الرؤية، فذلك لأن التوراة تتيح للإنسان أن يكتشف الأمور الباطنية الخفية ويتمكن من إستخراج الحكمة والنفاذ إلى جوهر الأسرار، فبحسب هذا الفهم، فإن للتوراة دلالة مزدوجة حرفية و رمزية ". كانت طريقة زعماء الحشاشين في تجنيد الأتباع غاية في الغرابة، بحيث يظن أنها أسطورية( وهي شبيهه الى حد كبير بما يستخدمه الإرهاب الأمريكي الصهيوني اليوم من عمليات تفجير داخل المجتمعات العربية والإسلامية). وبحسب مصادر مختلفة، أكدت أن الحشاشين كان يؤخذ بهم وهم في حالة مخدرة، بعد أن يتناولوا الحشيشة، إلى وادي سري بين الجبال، فيه حدائق رائعة الجمال، ممتلئة بالحيوانات الداجنة، والنساء الجميلات(الحوريات). وكان الحشاشين يستفيقون من تاثير المخدر ليجدوا أنفسهم في عالم في غاية الرفاهية والجمال، فيتم إيهامهم وهم تحت تأثير المخدر بأنهم في الفردوس، وبعد فترة من العيش في الفردوس الموهوم، يخدرون ليعاد بهم إلى مناطقهم الأصلية، حيث يتم الإيهام لهم أنهم ذهبوا الى الفردوس وعادوا منها لينفذوا مهامهم فيَقتلون ويُقتلون ليعودوا إليها. وفي ذلك كتب الكاتب الامريكي جيم مارس في كتابه الحكم بالسر(التاريخ السري بين الهيئة الثلاثية والماسونية والأهرامات الكبرى):

 

" الحشاشون هم مجموعة متعصبة من الطائفة الإسماعيلية طورت بناء قيادة هرمي مخيف، أخذته عنهم بعد ذلك جميع المنظمات السرية وخصوصا الماسونية. إن إسم الحشاشين إشتق من مخدر حشيش القنب الذي كان يدخنه القتلة من هذه الطائفة، أثناء تنفيذ مهام الإغتيال الديني". وقد أكد الكثير من الباحثين في شؤون هذه الحركة، أن هناك العديد من العمليات المشتركة جرت بين فرسان الهيكل وحركة الحشاشين ضد عدوهم المشترك صلاح الدين الأيوبي. ومنها الهجوم الذي قاده الفرسان بقيادة الملك بولدوين على دمشق في عام 1129، حيث كان الحشاشون يشكلون الطابور الخامس الذي كان سيقاتل المسلمين من داخل أسوار المدينة، و بمساعدة هذا الطابور كان سيتمكن الملك بولدوين من الإستلاء على المدينة. لكن تم إكتشاف مؤامرة الحشاشين وفرسان الهيكل، فحوصروا، و أعدموا من قبل سكان المدينة. والحقيقة ان هناك صلاة قوية جمعت بين الحشاشين وفرسان الهيكل وفي مناسبات عديدة، لذلك كتب جيم مارس (نفس المرجع)، الآتي:" إقتبس الكاتب دارول من شرقي يدعى سيد أمير علي، من أن الصليبيون إستعاروا من الإسماعليين المفهوم الذي قاد إلى تشكيل جميع المنظمات السرية الدينية والدنيوية الأوروبية ... وخصوصا نظامهم المتعلق بالأسياد العظام، والسابقين العظام، والأنصار الدينيين المكرسين المتحمسين، ودرجات البيعات، بحيث كان هذا النظام مشابها بشكل كلي لنظام الإسماعليين الشرقيين". وهذا ما دفع بالكاتب روبرت درايفوس أن يذكر في كتابه(p. 113-Khomeini)الآتي:

 

" يعتبر الماسونيون أنفسهم الورثة للتقاليد الغنوصيّة الكلاسيكية التي إنتقلت عبر المحفل الاسماعيلي الفاطمي الكبير. لذلك أعطيت الحشيشة أهمية كبرى في رموز الأليوميناتي (المستنيرين)". وقد أكد كذلك الكثير من الباحثين على أن وايزهاوبت( وهو روتشيلد آدم وايزهاوبت الأستاذ اليسيوعي للقانون في جامعة أنغولد شتات، الذي أكدت معظم المراجع التي تناولت سيرة حياته، إرتداده عن المسيحية وإعتناقه المذهب التوراتي، وهو الذي إستأجره المرابون اليهود لوضع مخططهم في السيطرة على العالم) حصل نفسه على الإستنارة بتناوله الماريجوانا، ولهذا نجد شعار الإليوميناتي ( إيوويغ بلومنكرافت ) الذي يعني قوة الزهرة الخالدة أو الأبدية. أما نظام فرسان الهيكل فتم تشكيله سنة 1118م، عندما سمح الملك الصليبي في القدس بولدوين الثاني، بعد أن إستولى عليها الصليبيين في عام 1099، لتسعة من الصليبيين حماية المسافرين إلى الأرض المقدسة بهدف الحج إليها. وإقامة مركزا لهم في الجناح الشرقي من قصره الذي كان ملاصقا للمسجد الأقصى. وكان يقود هؤلاء الفرسان هيو دو بينز و آندريه دو مونبارد عم بيرنارد من كليرفو ، الذي أصبح يعرف بإسم الراهب البندكتي القديس بيرنارد(ص – 387)، وفي سنة 1128 وافق البابا هوناريوس الثاني على قانون فرسان الهيكل الذي سمي بالنظام البندكتي. يقول مارس كان هذا النظام النسخة الأولى للماسونية، وكان كل فرع محلي يدعى محفل، وكان قائده يدعى الغراند ماستر يقدم له الولاء والطاعة ". وعلى أثر تحرير القدس وتسجيل إنتصار المسلمين النهائي ضد الصليبيين، هرب فرسان الهيكل من فلسطين إلى جزر مختلفة، و قد إستعاروا أسماء هذه الجزر لتسمية منظماتهم السرية، من هنا ظهرت تسمية فرسان رودس، وفرسان مالطا. ونقل مقرهم الرئيسي عام 1834 الى روما. حيث يعرفون اليوم بإسم أخوة مالطا العسكرية ذات السيادة (SMOM) ولهم يرمز صليب مالطا، وجميع هذه التسميات الآن هي تسميات لمحافل ماسونية مشهورة. وفي ذلك أكد جيم مارس، الآتي:

 

" كان الفرسان يمتلكون بصيرة كسفت بنورها المسيحية الأورثوذوكسية، بصيرة منحتهم اليقين بأن الكنيسة كانت قد أخطأت تفسير ولادة العذراء، والقيامة كليهما ... فلذلك أصبحوا حلفاء لمنظمة إسلامية سرية زعمت أن لديها أسرارا في المعرفة القديمة". من كل ذلك نكتشف أن تشبيه جمال الدين الأفغاني للمحفل الماسوني بإخوان الصفا وخلان الوفا، أظهرت حقيقة ما كان يعتقده الأفغاني، الذي ذَكَرَ المحفل الماسوني بالعلاقة القديمة التي جمعت بين حركة الحشاشين التي إنبثق من رحمها البهائية، وبين منظمة فرسان الهيكل التي إنبثق من رحمها الماسونية. وقد أكدت الكاتبة الأمريكية نيكي كيدي في كتابها (السيد جمال الدين الأفغاني-ص116)، هذه الحقيقة، فذكرت الآتي:" أعتقل زعيم البهائيين لمحاولة إغتيال شاه بلاد فارس، بعد ذلك جرى قمع الحركة، وتمّ نفي كثير من أعضائها إلى بغداد واسطنبول. وطوال هذه المدة، حسب تقارير روبرت دريفوس، حافظ قادة البهائية على علاقات وثيقة مع الماسونيّة الاسكتلنديّة، ومختلف الحركات التي بدأت تنتشر في جميع أرجاء الهند والامبراطوريّة العثمانيّة وروسيا و حتى افريقيا. والحقيقة أن الشاه ناصر الدين قام بطرد الافغاني من إيران إلى روسيا، فوصل إلى موسكو، عبر القوقاز في 10/5/1887م، بصحبة صديقه في حكومة الشاه، محمد حسن (أمين الضرب)، وخادم الأفغاني ميرزا رضا كرماني، وهذا هو نفس الرجل البهائي الذي إغتال الشاه عام 1896م. وما يؤكد ذلك ما ذكره محمد رشيد رضا نقلا عن تاريخ الأستاذ الإمام، أن قاتل شاه إيران ناصر الدين كان بابياً، وكان من أتباع جمال الدين ومحبيه، وكان قد إجتمع معه في سجن واحد يوم كانت الحكومة الإيرانية تكافح وتلاحق عناصر البابية، وقد ضحى بنفسه من أجل جمال الدين، فقال لناصر الدين عندما طعنه، خذها من يد جمال الدين"(الأعمال الكاملة لجمال الدين الأفغاني-ص-23). كل ذلك يجعلنا ندرك حقيقة الأفغاني الذي نشر المحافل الماسونية أينما حل في بلاد المسلمين، ليصطاد بها علماء المسلمين ورجال الفكر والإقتصاد والمبدعين. وأعتقد لو حاولنا إسقاط كل ذلك على ما يجري في العالم العربي والإسلامي بشكل عام، وما يجري  في فلسطين وخصوصا في الضفة الغربية وغزة نستطيع أن ندرك حقيقة البعد الخفي في صراع (التوراتيين) للبهائية ضد الأمة وضد أهل فلسطين، الذين بُشروا في الرباط في الأرض المباركة حتى قيام الساعة.

 

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster