اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس : 3- الهنود الحمر يذبحون على مذبح صلاة الشكر
 


 
مذايح صلاة الشكر مذابح اسرائيل للفلسطينسن

 

 

أقلام تحت الشمس

 

3- الهنود الحمر يذبحون على مذبح صلاة الشكر:

 

أن الربط بين الجهة التي وظفت حكام كيانات سايكس بيكو لتنكيل بأهل فلسطين المصنفين (توراتيا) بالكنعانيين، وبين المنشقين عن الكنيسة الكاثوليكية الذين أبادوا الهنود الحمر بعد أن صنفوهم بالكنعانيين الجدد. يوضح لنا الخلفية العقائدية للجهة التي قادت المشروع (التوراتي) في فلسطين والمعسكر الأنكلوسكسوني الذي تحكمه أمريكا اليوم. كما يوضح ذلك طبيعة العلاقة التي كانت قائمة بين المستعمر البريطاني الذي وظف حكام كيانات سايكس بيكو بوظيفة ملك او أمير او شيخ، وبين المرابين اليهود الذين تزعموا المشروع (التوراتي) في العالم. وهكذا أمام تشابك الصور بين من إدعي أنه من عشيرة بني إسرائيل الدم، أو بين من يدعي أنه من عشائر بني إسرائيل الروح، تم إعطاء البعد (التوراتي) لكل مجزرة أرتكبت على أرض فلسطين (كنعان القديمة) وأرض الهنود الحمر (كنعان الجديدة). بحيث تم الإعتقاد أن الضحايا من الفلسطينيين والهنود هم عبارة عن نذر بشرية تقدم إلى (إله التوراة) في مشوار سلب كنعان. لذلك لا عجب أن يكون الهنود الحمر الذين لم يرى أبائهم عورة ذاك السكير المتعري (نوح)، ولم تجمعهم بأرض كنعان القديمة ولا بأهلها ولا (بنسل حام) المفترض أية صلة. أن يكتووا بنار حقد حركة الإصلاح في الغرب المسيحي التي أطلقها مارتن لوثر، وخصوصا بعد أن صنفهم فلاسفة الثورة الكرومولية بالكنعانيون الجدد. وأن تكون أراضيهم الهندية الوديعة العائمة على الخير والمحبة وأكواز الذرة هي أرض (إسرائيل) الجديدة. وأن يحضر (إله التوراة) من كتابه الرث خصيصا ليكلم (الأطهار) البريطانيين العابرون بحر الظلمات، ويعدهم بإمتلاك أرض كنعان الجديدة. الأمر الذي دفعهم إلى الإعتقاد بأنهم عشائر بني إسرائيل الجديدة التي تاهت في غياهب المحيط الأطلسي، كما تاهت عشيرة بني إسرائيل القديمة في رمال صحراء سيناء. كما دفعهم ذلك إلى الإعتقاد بأنهم العشيرة الموعودة بالأراضي الجديدة كما وعدت العشيرة الخاصة زوراً بالأرض القديمة. وخصوصا بعد أن إعتقدوا أن (إله التوراة) أبرم معهم على متن سفينتهم مايفلور العهد التالي:" إننا نضع مع الرب وفيما بيننا عهداً، ونلتزم والله شاهد على أن نسير جميعاً في كل السبل بالطريقة التي أوحاها لنا في كتابه المقدس". وفي ذلك يقول برتولومي دي لاسكازاس:" يزعمون أن الله هو الذي أرسلهم لفتح هذه البلاد الآمنة المطمئنة، وأنه هو الذي وهبهم حق تدميرها ونهب خيراتها. إنهم لا يختلفون عن أولئك يقتلون ويسرقون ثم يقولون: مبارك هو الرب. لقد صرنا أغنياء".

 

 لذلك بعد أن حطت سفينة مايفلور (زهرة آذار) على شواطئ المدينة الهندية التي أسميت بليموث، تيمناً بمدينة بليموث البريطانية التي تم الإبحار منها. إبتدأت الأحداث الجنونية التي تم فيها ذبح شعوب تلك الأراضي من الهنود على أنغام مزامير داوود، وعلى نبوءات (رؤيا يوحنا) وعلى رؤى (سفر دانيال)، إنتظاراً لنزول أورشليم السماوية فوق محاصيل أكواز الذرة الوفيرة، التي وهبته تلك الأراضي للجائعين التائهين والعابرين من مستنقعات الحروب المذهبية إليها. حيث ترتب على هذا التفويض (التوراتي) بقتل كل من هو فلسطيني، الإحتفال بعيد الشكر (لإله التوراة) الذي أمدهم بكل عناصر الكراهية في تأسيس أورشليم الأمريكية فوق أراضي الفلسطينيون الجدد. لذلك إعتقد مدعي بني إسرائيل الروح أن بتجميع عشائرهم في أرض فلسطين الجديدة يضعون اللمسات الأخيرة على نهاية الزمان، بحسب تلك النبوءات التي أخضعت نصوصها إلى طريقة حسابية تنبؤية، إستخدمها المنجمون (التورتيون) في حساب الجمل الواردة في أسفار(التوراة). لتجيير نتائج هذه الحسابات في وضع تنبؤات زمنية تحدد موعد مجيء (المسيح المنتظر). وكأن هذه المجموعات أرادت أن تحيط قصص (التوراة) الصبيانية والساقطة بهالة كهنوتية، من خلال جعل العامة تعتقد بأن كل كلمة أو حرف من حروف (التوراة) تحمل أو يحمل معنى باطنيا يشير إلى رسالة مرسلة من (إله التوراة) إلى كل حسب حاجاتهم، ويمكن الوصول إلى أسرار هذه الرسالة من خلال جمع الإستدلالات الرقمية للحروف، أو من خلال تشكيل الإستدلالات الحرفية للأرقام بطريقة التنجيمية. وإعتمدت هذه الإستدلالات التنبؤية على طريقة تنجيمية صنعت على مقاس الإسقاطات المرضية لكهنة (التوراة)، وطريقة الحساب فيها تجري على إعطاء كل حرف من (التوراة) عدد معين بترتيب (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ظغض) = (1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 20 ... 100 200 900 1000)، يتم بعد ذلك جمع الأرقام المرادفة للأحرف، والتلاعب بمواقعها، ليتم تحديد الزمن التنبؤي الذي يخدم مصالح المجموعة (التوراتية)، فاللغة العربية تزيد بحرف واحد عن اللغة العبرية المستحدثة واللغة الأغريقية، فلذلك كانت اللغات العبرية المستحدثة واللغة الإغريقية تنتهي برقم 900. يقول الإستاذ منير العكش في (كتابه تلمود العم سام-ص-85)، الآتي:" فيما كانت الجزيرة البريطانية سنة 1623 تحشش بالكتابات الألفية والنبؤات القيامية، وقصة مصرع الدجال ومحو بابل وتدمير إمبراطورية الترك (كل شعوب العالم الإسلامي آنذاك)، وتحلم بتجميع اليهود في فلسطين وظهور قبائل إسرائيل الضائعة ومجيء الميسيا، وتتلهف إلى نزول أورشليم الجديدة من السماء ما بين 1655 و 1656، كان كنعانيو العالم الجديد من شعوب كونوي والألغونكين والموهيكان يفدون كنعانيي العالم القديم بأرواحهم، ويكتبون بدمهم دراما نهاية الزمان". حيث أجمعت هذه التنبؤات على أن (المسيح المنتظر) سيظهر في تلك الفترة، ليقود (قبائل بني إسرائيل) إلى أرض كنعان. لذلك لا عجب أن يدعي الأطهار البريطانيون أنهم عشيرة بني إسرائيل الروح، ويطلقوا على أنفسهم عشائر بني إسرائيل الجدد الذين خاطبهم (إله التوراة)، وأراد لهم أن يصنعوا نهاية الزمان بأيديهم، وأن يكون الهنود الحمر هم الفلسطينيون الجدد الذين نادى ذاك (الإله) بذبحهم. وعلى رفاتهم طالبهم بإقامة صلاة الشكر. وتعود قصة هذه الصلاة، إلى عام 1621م حين نجح هؤلاء (البيوريتان) الناجين من أمواج المحيط العاتية في جني محصول الذرة لأول مرة بعد عشرات المحاولات الفاشلة، وبعد أن تعلموا أسرارا تلك الزراعة من أصحاب الأرض الحقيقيون، الذين أمدوهم بسر إستخدام سماد سمك الصابوغات الذي يوضع على الأرض قبل زراعة الذرة.

 

 وبعد نجاح هذه المحاولة التي أدت إلى تحسين الوضع الإقتصادي لمستعمرات هذه العشائر الهاربة من حمى الحروب الدينية الذين هم بالأساس من أطلقها. قرر الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن في عام 1863م، من أن يبارك ذاك يوم، ويجعل منه عيدا وطنياً يشكر به (إله التوراة) الذي أعتقد أنه (مَنَّ) عليهم بالمحصول على أكواز الذرة الوفيرة. هذا المحصول الذي لم يكن وفيراً إلا بفضل التكامل الفطريّ بين الأرض وأبناؤها الحقيقيون من الهنود، الذين شفقوا لحال الجائعين القادمين من القارة الاوروبية. ووسط شلالات الدم النازفة من أجساد الهنود الحمر الذين حموا وأطعموا كل اللاجئين (الأطهار) القادمين إليهم. إنتشرت في لندن شائعات ظهور المسيا (المسيح) في القسطنطينية متجسداً في حاخامها الأكبر سبتاي شيفي، وهذا ما أحيا الأمل لدى (التوراتيون) القدامي والجدد في قرب إنهيار العالم الإسلامي، والبدأ في ترحيل اليهود إلى فلسطين. لكن هذا الأمل سريعاً ما تلاشى بعد تراجع المدعي سبتاي شيفي عن هذا الإدعاء. وبالتالي تراجع عن قيادة (التوراتيين) إلى فلسطين أرض كنعان القديمة، بينما إستطاع أن يؤسس جماعة باطنية خاصة في الإسلام، إدعت الإسلام ظاهريا وحافظت على يهوديتها باطنيا، وهيّ الجماعة التي أتفق على تسميتها بيهود الدونمه. ويهود الدونمه هي الجماعة التي إستطاعت في بداية القرن العشرين، من تأسيس جمعية تركيا الفتاة (سنكتشف لاحقا أن جمال الدين الأفغاني أسس جمعية مصر الفتاة) قيادة إنقلاب جماعة الإتحاد والترقي ضد السلطان عبد الحميد الذي كان يمثل حينها خليفة المسلمين. ممهدين بذلك إلى شطر الجزأ العربي من السلطنة، تاركا (للتوراتيون) مهمة البدأ في تأسيس الكيانات العربية التي ستمهد لإقامة الكيان الصهيوني.

 

 أما (الأطهار) البريطانيين من مدعي عشيرة بني إسرائيل الروح تسابقوا فيما بينهم لإقامة هذه المملكة ليس على أرض كنعان القديمة، بل على أراضي الهنود الحمر ليطلقوا عليها كنعان الجديدة. وهكذا نجحت طلائع بعض المجموعات البروتستانتية الهاربة بحرا من إضطهاد الكنيسة المسيحية. من وضع أعمدة هيكل سليمان على جماجم شعوب مسالمة كانت تعمر تلك الأرض التي أطلق عليها زوراً أمريكا. حيث وصلت طلائع الجائعين إلى شاطيء رأس الكود في حالة تثير الشفقة. ليلاقوا بعد هذه الرحلة المضنية كل رعاية إنسانية من أصحاب الأرض الشرعيين من أبناء شعب وامبانوغ، الذين كانوا يزرعون مناطقهم الجميلة والغنية من بقاع الأرض بأحلامهم ومعتقداتهم، ويبنون بيوتهم بفطرية الشعوب الطيبة التي لم تلوثها الهمجية (التوراتية). وهكذا إستقبل الهنود الحمر طلائع التائهين، وتنافسوا بفطريتهم الإنسانية  على تقديم كافة أشكال المساعدة الإنسانية لهم. فتم إيوائهم بأكواخ بنوها لتزاوج أبناؤهم وتكاثر نسلهم. وقدموا لهم أسرار الزراعة الخاصة بأرضهم التي لم تلوثها كيماويات الثورة الصناعية، ولا ضحايا صراع الحضارات أو الثقافات، كما قدموا لهم الخبرات المتراكمة في المعالجة بالأعشاب، أو ما تخبأه الحيوانات من تركيبات كيميائية معقدة، إكتشف الطب الحديث فوائدها. كما قدموا لهم ما تخزنه عائلاتهم من أطعمة ومؤن حتى تنتصب قاماتهم. والحقيقة أن الشعوب الهندية التي عمرت تلك البلاد منذ آلاف السنين، كانت شعوب فطرية وطيبة ومتسامحة، وأكد على ذلك المطران برتولومي دي لاسكازاس في مذكراته التي أرخها، فذكر الآتي:" إنهم أكثر شعوب الأرض تواضعاً وصبرا ومسالمة وسكينة. إنهم لا يعرفون الضغينة والصخب والعنف والخصام. شعوب تجهل الحقد وسوء الطوية، وتعف عن الثأر والإنتقام"( تلمود العم سام – منير العكش - ص-283).

 

 وكما خطط (التوراتيون) لسرقة أرض كنعان القديمة وقتل شعوبها السبعة بطريقة الإبادة بأوامر (إله التوراة) والإستقرار في فلسطين، خطط (التوراتيون الجدد) بأوامر من نفس (الإله) لسرقة أرض كنعان الجديدة وإبادة شعوبها التي قدرت بأربعمائة شعب، والاستقرار في تلك القارة. ولإعطاء هذه المجازر البشرية الصبغة الكاهنوتية، قدس الأمريكان إلى يومنا هذا، تلك الصخرة التي وطئتها أقدام أسلافهم الأطهار الذين لقبوا بالحجاج، كرمزية إلى (عودتهم) إلى الأرض الموعودة، وإعتبروا هذه الصخرة هيّ حجر الأساس في بناء هيكل سليمان المزعوم. لذلك أحاطوا هذه الصخرة  بأعمدة المرمر، وجعلوا الأعلام الأمريكية ترفرف فوقها، معلنين بذلك الصورة الحقيقة لدولة إسرائيل الروح الأمريكية التي ينتظر اليوم منها حكام الكيانات العربية والإسلامية العدل الإنصاف.   

 

مذايح صلاة الشكر مذابح اسرائيل للفلسطينسن
   
   

 

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster