اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  أقلام تحت الشمس:1 - كيف تأسست المسيحية الصهيونية
 

المسيحية الصهيونية  

 

سلسلة أقلام تحت الشمس:

هي مجموعة من المقالات المترابطة، توضح طبيعة العلاقة القائمة بين المستعمر الذي وظف حكاماً لكيانات سايكس بيكو، وأنشأ احزابا إسلامية وقومية ووطنية، وبين المرابين اليهود الذين وظفوا هذا المستعمر المحكوم بالمعسكر الأنكلوسكسوني لتحقيق المشروع (التوراتي) في فلسطين. حيث تكشف لنا هذه السلسلة الخلفية العقائدية للجهة التي قادت المشروع (التوراتي) في فلسطين وبقية أنحاء العالم. كما يوضح لنا ذلك حقيقة الأحزاب والتنظيمات والمنظمات التي أشرف على تأسيسها ضباط المخابرات البريطانية مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وصولا إلى تأسيس جامعة الدول العربية التي أشرفت على كل تفاصيل نكبة أهل فلسطين، وما تبع ذلك من أحداث وقرارات لها علاقة في القضية الفلسطينية. الأمر الذي يقودنا إلى البحث في أصول المسيحية الصهيونية التي جمعت بين أتباع مضهدي المسيح، وبين من يعتقدون أنهم من أتباع المسيح. وسبقت صهيونية هرتزل في دعوتها لتجميع اليهود في فلسطين بما يقرب من ثلاثة قرون ونصف.

 

1- كيف تأسست المسيحية الصهيونية:

 

تقول الموسوعة المستحدثة ويكيبيديا (هي مشروع متعدد اللغات مكتوب في أكثر من مئة لغة، تم إستحداثها مع بداية الجولة الثالثة من حرب الخليج) عن جمال الدين الأفغاني التالي:" هو باعث نهضة الشرق... أن الأمم الشرقية جمعاء مدينة بنهضتها السياسية والفكرية على الزعيم الكبير والفيلسوف الشهير، السيد جمال الدين الأفغاني. حيث ظل الشرق قرونا عديدة رازحا تحت نير الجمود الفكري، والتأخر العلمي والإستعباد السياسي، وبقى في سبات عميق، إلى أن قيض الله له الحكيم الأفغاني (جمال الدين ) فنفخ فيه روح اليقظة والحياة، وأهاب بالنفوس أن تنهض وتتحرك، وبالعقول أن تستيقظ، وبالأمم والجماعات أن تتطلع إلى الحرية. فكانت رسالته إلى الشرق مبعث نهضته الحديثة.... فأدى من الناحية الدينية مهمة الإصلاح والتجديد التي أدى مثلها مارتن لوثر.

 

 فعمل على إنارة البصائر وتوجيه الأفكار إلى البحث عن الحقائق، وتحرير العقول من قيود الجمود والتقليد". وبهذه الجمل البسيطة انهت موسوعة ويكيبيديا حديثها عن جمال الدين الأفغاني الذي تزعم الثورة ضد السلطنة العثمانية، وقاد حركة التغيير والإصلاح داخل الأزهر الشريف مع تلميذيه الشيخ محمد عبده والشيخ محمد رضا (أستاذ الشيخ حسن البنا). ولمعرفة حقيقة روح اليقظة التي أطلقها جمال الدين الأفغاني في الشرق الإسلامي، علينا معرفة روح اليقظة التي أطلقها مارتن لوثر في الغرب المسيحي. فالمعروف أن مارتن لوثر قاد إنشقاقا ضد الكنيسة الكاثوليكية، لينشأ بذلك الكنيسة البروتستانتية، وأكمل هذا الإصلاح بعده جون كالفن الذي صاغ معتقد هذه الكنيسة، بعد أن نقله حرفياً إلى المعتقد (التوراتي)، وبذلك أصبحت تسمى هذه الكنيسة الجديدة بالكنيسة البروتستانتية. والتي بنيت على أساس الإعتقاد بأن كل بروتستانتي هو من عشيرة بني إسرائيل الروح. ومن وحيّ هذا المعتقد إنبثقت حركة البيوريتان (الأطهار). التي إدعت بأنها صاحبة الحق في حمل (شرف) إعادة (اليهود إلى أرض أجدادهم). ولعلها تاهت في البداية في غياهب وظلمات المحيط الأطلسي لتقود نفسها بعد إن إدعت بأن البيوريتان هم قبائل بني إسرائيل الروح إلى أراضي الهنود الحمر التي صنفتهم بالكنعانيين الجدد، بعد أن صنفت أراضيهم التي هي اليوم كل الولايات المتحدة بأنها كنعان الجديدة. حيث نفذت هذه الحركة الإصلاحية عمليات الإبادة الجماعية ضد اربعمائة شعب وقومية من الهنود الحمر. منشأة مشروعها (التوراتي) فوق أرض كنعان الجديدة التي أعطيت تسمية أمريكا. فتكون بذلك أمريكا هيّ إسرائيل الروح التي أقيمت فوق الأراضي الهنود بعد أن صنفهم الأطهار بأنهم الكنعانيين الجدد.

 

 وهكذا في ذكرى تدشين كنيسة وتنبرج في ألمانيا في 31\10\1517م، قام مارتن لوثر بالتعليق على جدار الكنيسة خمس وتسعين حجة ضد صكوك الغفران. مؤكداَ أن البابا ليو العاشر يبيع الغفران للآثمين، لكنه لا يستطيع شراؤه لنفسه. وأرسل نسخاً من هذه الحجج إلى باقي الكنائس الأخرى. لقد كانت تلك الحجج إعلاناً تاريخياً عن بدء حركة الإنشقاق البروتستانتية (البروتستانتية تعني في اللغات الأوروبية الإحتجاج والمعارضة، وقد سُمي أصحابها بالبروتستانت لأنهم عارضوا البابا وإحتجوا ضده). أحدثت هذه الحركة إنشطاراً في الكنيسة الكاثوليكية (الكاثوليكية تعني الجامعة، أي تجميع كنائس أوروبا تحت السلطة الكنسية لبابا روما) التي يتزعمها بابا الفاتيكان في روما. وفي خطاب وجهه مارتن لوثر إلى البابا ليو العاشر في العام 1520م، قال فيه:" إنك ترعى ما يسمى بهيئة الكهنوت الرومانية التي لا تستطيع أنت ولا غيرك أن تنكر أنها أشد فساداً من بابل وسدوم (بابل وسدوم هما المدينتان التان صب إله التوراة لعناته عليهما ووعدهما بالدمار والهلاك)، وقد أظهرت إحتقاري وإنتابني الغضب لأن الشعب المسيحي يخدع تحت ستار إسمك، وإسم الكنيسة المسيحية، لهذا قاومت، وسأظل أقاوم ما وجد فيّ عرق ينبض بروح الإيمان"(حمدان حمدان- على أعتاب الألفية- ص- 27). وأصدر لوثر في عام 1523م كتاباً جاء فيه:" إن الروح القدس أنزل كل أسفار الكتاب المقدس عن طريق اليهود وحدهم، إن اليهود هم أبناء الله، ونحن الضيوف الغرباء، ولذلك فإن علينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل ما يسقط من فتات مائدة أسيادها"(محمد السماك- الصهيونية المسيحية- ص-34). ومن هذه الخلفية (التوراتية) دعا مارتن لوثر إلى تفضيل الطقوس العبرية في العبادة على تعقيدات الطقوس الكاثوليكية، كما دعا إلى دراسة العبرية لأنها هيّ (كلام الله في الناس). والغريب أن مصطلح العبرية والعبران لم يكونا متداولاً في أصول اللغات أو اللهجات في ذلك الحين. ثم قام لوثر بترجمة (التوراة) إلى اللغة الألمانية. وهذا ما دفع بالكنيسة الكاثوليكية إلى إصدار قرار الحرمان ضد مارتن لوثر، متهمة إياه بأنه من اليهود الذين تنصروا، وخربوا بالكنيسة بهدف هدمها من الداخل ونشر المذهب (التوراتي). ونتيجة لهذا الخلاف بين مارتن لوثر والبابا قام ملك بريطانيا هنري الثامن بعد إنتشار المذهب البروتستانتي في بلاده، بعدة إجراءات نجم عنها إنفصال الكنيسة الإنكليزية عن التبعية للكنيسة الكاثوليكية، وبالتالي إنتقال الكنيسة الإنكليزية من المذهب الكاثوليكي إلى المذهب البروتستانتي. وهو ما عبر عنه بقانون السيادة الذي صدر في عام 1534م والذي نص على أن الملك هو الرئيس الأعلى للكنيسة، وأن الولاء هو للملك في سلطتيه الدنيوية والدينية. وقد ساعد على تحقيق هذا التغير في بريطانيا تلك الحركة التي قادها في القرن الرابع عشر أستاذ علم الأديان في جامعة أكسفورد جون ويكلف الذي قال:" إن الشعب الإنكليزي أحق من البابا ومن فرنسا بأمواله، وأن البابوية تستغل ثروات شعبنا وتقدمها إلى فرنسا لتحاربنا بأموال الكنيسة، تحت إشراف المارقين من رجالها". طالب ويكلف بأن تكون السلطة المدنية فى يد الملك فقط. فما كان من البابا الا أن حاول القبض على ويكلف لمحاكمته. لكنه لم يتمكن من ذلك، بسبب مسانده المرابون (اليهود) آنذاك لويكلف. وبعد موت ويكلف بثلاثين عاما أعلن فى مجمع خاص بروما، أن ويكلف مهرطق، وتم نبش قبره وإحراق جثته.

 

 سعت حركة مارتن لوثر للقضاء على سلطة البابا من خلال عدم ربط تفسير الكتاب المقدس بشخص البابا فقط . بل أعطيّ كل مسيحي أينما وجد الحق في تفسير نصوص الكتاب المقدس حسب فهمه الخاص لها (لذلك كان بوش الإبن يتحدث عن إشارات تأتيه من إله التوراة تحثه على تدمير بابل). حيث أحدثت هذه القضية تغييرات لاهوتية كبيرة في الكنيسة المسيحية. فأصبح كل بروتستانتي حر في دراسة الكتاب المقدس وتفسيره وإستنتاج النصوص منه بشكل مزاجي وفردي. وأدى هذا الوضع إلى فتح باب الاجتهاد والتحوير على مصراعيه أمام اليهود. فإعتنق الكثيرين من مفكري اليهود وحاخاماتهم هذا المذهب ظاهرياً، لوضع البدع والأضاليل التي تخدم مخططاتهم الشيطانية. اعتمدت الحركة البروتستانتية على العهد القديم الذي هو (التوراة) كأصل، فأصبح العهد القديم المرجع الأعلى لفهم العقيدة المسيـحية وبلورتها، واعتبرت اليديشية هي اللغة المعتمدة للدراسة المذهبية، فالعهد القديم الذي كان شبه مهمل في أوروبا قبل هذه الحركة الإصلاحية أصبح على يدها المرجع الأعلى لفهم المسيحية، وأصبحت اليديشية  جزءاً من الثقافة الأوروبية وأساسا للدراسة اللاهوتية. إذن من خلال حركة مارتن لوثر ألإصلاحية  تم تسريب كل قصص (التوراة) إلى الفنون والآداب الأوروبية، وإلى صميم العقيدة والفكر المسيحي. وإحتلت فكرة عودة المسيح إلى الأرض مكاناً رئيسـاً في أدبيات هذا المعتقد. وتقوم هذه الفكرة على أساس الاعتقاد بأن المسيح سـيعود إلى الأرض ثانية ليقيم (مملكة الرب) في فلسطين. وربطت هذه العودة في تجميع اليهود في فلسطين. بذلك يكون مارتن لوثر هو أول من أسس لفكرة (العودة) المادية لليهود إلى فلسطين، بعد أن جعلها أساس الإيمان المسيحي، وبعد أن كانت الكنيسة الكاثوليكية تؤمن (بعودة) مجازية معنوية للمسيح. كما يكون مارتن لوثر بذلك هو أول من أطلق مشروع المسيحية الصهيونية. وقام بعد ذلك فرنسيس باكون بمهمة التنسيق من أجل إيجاد كتاب مقدس بروتستانتي إنكليزي معترف به. وسمي هذا الكتاب الذي صدرفي عام 1611م، بطبعة الملك جيمس، حيث مثلت طبعة الملك جيمس من الكتاب المقدس مذهب المسيحية الصهيونية.

 

 أن المتتبع لهذه الأحداث الخطيرة التي حدثت في أوروبا يكتشف أنها لم تأتي من فراغ، بل كانت ثمرة جهود قرون متتالية من العمل الدؤوب قام به المرابون اليهود وحاخاماتهم لتهويد المسيحية، والتي أصبحت تعرف اليوم بالمسيحية الصهيونية. والمسيحية الصهيونية هي المجموعة (التوراتية) التي عملت على تجميع (اليهود) في فلسطين، بمقتضى إيمانها بأن (اليهود) هم شعب اللـه المختار، وأن ثمة (ميثاقا إلهياً سرمدي) يربط (اليهود) في فلسـطين. وعليه تم ربط الإيمان المسيحي بعودة المسيح وتجميع اليهود في فلسـطين انتظارا لظهوره. وانطلاقا من هذا المعتقد (التوراتي) وجه إثنان من علماء اللاهوت، هما جوانا والبزر كارترايت سنة 1649م، نداء إلي الحكومة الانجليزية الانجليكانية لإقامة الشراكة مع (اليهود) في المشروع الغربي لإغتصاب فلسطين، فطالبا بأن يكون للبروتستانت في انجلترا وهولندا:" شرف نقل اليهود إلي الارض التي وعد الله بها أجدادهم أنبياء التوراة". وفي هذا المجال يجب توضيح بأن الكنيسة الارثوذكسية نأت بنفسها عن الأخذ بهذه الخرافات. وقد توالت صيحات العلماء والأدباء والشعراء الذين إعتنقوا الصهيونية المسيحية بعد حركة الإصلاح الديني، من أجل دفع الحكومة البريطانية لكيّ تتدخل، وتنفذ مهمة تجميع اليهود في فلسطين. وكان من نتائج هذه الحركة على أوروبا هو نشوب الحروب الدينية، التي من بينها حرب الثلاثين عاماً في ألمانيا التي استغرقت من سنة 1618 حتى سنة 1648م، حيث مورس فيها كل أنواع القتل والمجازر الجماعية وحرق بلدات وقرى بكاملها. كما ان البروتستانتية نفسها لم تكن متسامحة مع نفسها، فقد أدى تعصب معتنقيها إلى إشعال حروب دموية في ألمانيا، كانت أعنف بكثير من الحروب التي أشعلتها في بريطانيا. حيث أنتجت هذه الحروب فلسفة خطيرة متأثرة بقصص الإبادة (اليهوية) الواردة في كتاب (التوراة)، أثرت على مجمل الفلسفة والفكر الأوروبي بشكل مدمر. فقبل سنة 1517م، لم تكن في أوروبا سوى كنيسة واحدة مستقرة راسخة هي الكنيسة الكاثوليكية. وكان الخلاف معها يوصف بأنه نوع من الزندقة والإلحاد، ولكن بعد  حركة مارتن لوثر الإصلاحية أصبح الخلاف معها يقود إلى ملايين الضحايا والمحارق البشرية في أوروبا والعالم. فتكون هذه الحركة الإصلاحية بذلك هيّ صاحبة السبق في إطلاق المشروع الصهيوني داخل الكنيسة، وفي إعطاء البعد العقاري الكهنوتي لإحتلال فلسطين. كما تكون هيّ ملهمة إطلاق الصهيونية اليهودية التي قامت على يد ثيودر هرتزل عام 1897، والتي إعتمدت على أساس تدخل البشر في تحقيق وعود (إله التوراة).

 

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster