اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
  (اله التوراة) ينزل من على سلمه ليبارك (يعقوب)
 

النبي يعقوب  

 

(اله التوراة) ينزل من على سلمه ليبارك (يعقوب) 3-3:

 

من كل ما سبق نستنتج أن ما بنيّ على قاعدة الإدعاء بأن (يعقوب) هو إسرائيل، هو من كان خلف كل المفاسد التي ألمت بالبشرية، وهذا ما يدفعنا للعودة في البحث عن هروب (يعقوب) من كنعان أرض غربة أبيه إلى حاران التي شكلت محطة ترانزيت للعشيرة المفترضة. حيث يخبرنا (التوراة) على أن (يعقوب) هرب وحيداً بعد تآمره على أخيه، فذكر في (سفر التكوين-28-10-15) الآتي:" فخرج يعقوب من بئر السبع. وصادف مكانا وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت، وأخذ من حجارة المكان ووضعها تحت رأسه فإضجع في ذلك المكان. ورأى حلما وإذا سِلَمْ منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء. وملائكة الله صاعدة ونازلة على السلم. ورأى الرب واقفا عليها، وقال له الرب إله إبراهام وإسحق الأرض التي أنت مضجع عليها أعطيها لك ولنسلك. ويكون نسلك كتراب الأرض، وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا. ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض. لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به". وهكذا وعد (إله التوراة) وهو متأبط سلمه المدود من السماء خوفاَ من السقوط، أن يعطي (يعقوب) أرض فلسطين في كل الإتجاهات. ويكثر نسله كتراب أرض غربته. لكن الغريب في هذا النص الصبياني الذي يتحدث عن حلم جرى في مخيلة لص هارب لوحده من بطش اخيه. هو كيف علم الكهنة به ليؤرخوه في كتابهم، ويصبح هذا الحلم بعد ذلك وعداَ بإمتلاك الأرض المباركة، وليشمل فيما بعد مجمل المخطط (التوراتي) العالمي الذي سيطر على الأحداث التي فرضت نفسها على حروب العالم في القرون الخمسة الماضية. وبالرغم من عدم إكتشاف في كل وثائق التاريخ ومجمل الإكتشافات الأثرية في فلسطين وحولها، لو مجرد إشارة واحدة توضح حقيقة هذا الإستدلال أو تفاصيل حلم (يعقوب)، تم تناقله كخبر عاجل في (التوراة) الذي طبع منه عشرات الملايين من النسخ، وليوزع على كل الكنس وبعض الكنائس ومعظم مراكز الأبحاث اللاهوتية وغيرها من المحافل (التوراتية). ولعل هذا الحدث لم يأخذ هذا البعد العالمي لو لم يكن لدى كهنة بابل(قبل الفين وخمسمائة سنة) قمر صناعي ومراسلين ينقلون أحداث نزول (إله التوراة) على سلمه، وهو متأبطً خشباته الممدود من السماء، خوفا من أن تكون هناك مجرد خشبة واحدة مكسورة، تنزلق من عليها إحدى قدماه فيقع وتنكسر رقبته، أم ترى أن هذا (الإله) كان خائفاً من أن يشاهد نزوله أحد أهل الأرض المباركة فَينهَرَ عليه، ليعود أدراجه هارباً وتذهب أحلام الكهنة في تشريع إغتصاب فلسطين هباءاً منثورا. لذلك جعلوا من (إلههم) يردد على جناب السرعة كلمته المعهودة: الأرض التي أنت مضجع عليها أعطيها لك ولنسلك. وأسرع هارباً في أحلام الكهنة. بعد أن غطى له الكهنة طريق هروبه بإنهاء بثهم الفضائي، فإنقطع بذلك حلم (يعقوب) على الجملة التالية:" حقا أن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم". وكأن الكهنة أرادوا القول بأن هذا اللقاء الخاطف الذي حدث على السلم بالصدفة كان بمثابة لقاء صدفة وخاطفة لم يتمكن الغريبين ( يعقوب وإله التوراة) من التعرف على بعضهما عن كثب. الأمر الذي مهد لتعارفهم في القصة التالية التي سأل كل منهما الآخر عن حقيقة إسمه. وما يؤكد ذلك هو أن (يعقوب) لم يعلم بأن (إلهه) موجود في هذا المكان بعد أن تركه هناك في بيت أبيه. الأمر الذي يعني أن اليهود جعلوا من (إلههم) يقبع في حواري بابل ولا يتجاوزها. ورغم ذلك وبحسب سياق هذه القصة نجد أن (الإله) الذي جعله الكهنة يتحدث في هذا النص هو (إيل) الذي عبده الكنعانيين. والمستغرب أن يجعل الكهنة من هذا (الإله) الذي يخص عبادات الكنعانيين مُصر إصراراً منقطع النظير وبلا رحمة ولا شفقة على الكنعانيين الذين يعبدونه (بحسب السرد التوراتي)، أن يعطي أرضهم لأولئك الغرباء الذين لا يعبدونه، والعابرون بين الحدود يبحثون عن لقمة يأكلونها أو عن كسوة يلبسونها أو عن (إله) يسرقونه! أو عن حلم إسقاطيّ يحقق لهم وعداً بسرقة أرض فلسطين، أو عن وسيلة ركوب تنقلهم إلى محطة الترانزيت في حاران التي أكمل يعقوب طريقه إليها. حيث تزوج هناك بأبنتيّ خاله لابان. وبعد أن قضى عند خاله بحسب ما ذكره (التوراة) عشرون عاماً يتزوج ببناته وخادماتهم بالجملة، سرق بعدها كل ما كان يملكه خاله لابان من مقتنيات ومواشي وأصنام وأموال، وهرب بها خلسة إلى أرض غربته كنعان. وفي طريق هروبه حدثت المصارعة التي خطط لها الكهنة بعناية فائقة. والتي تم إنهائها بصفقة كهنوتية أخرجت (يعقوب) غير مهزوم لكنه مباركا وإسمه (إسرائيل). كما خرج (إله التوراة) منها شبه منتصر بعد أن أخرج (يعقوب) من هذه المصارعة وهو يخمع. ولتأكد من كل ذلك دعنا نتابع أحداث المصارعة التاريخية بحسب ما وردت في ( سفر التكوين-الإصحاح- 32) :"... فبقى يعقوب وحده وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فإنخلع حق فخذ يعقوب فى مصارعته معه، وقال: أطلقني! فقال: لا أطلقك إن لم تباركني! فقال (المقصود إله التوراة) له: ما اسمك؟ فقال: يعقوب(الإله الغريب عن نبيه). فقال: لا يدعى اسمك فى ما بعد يعقوب بل إسرائيل. وسأل يعقوب وقال: أخبرني بإسمك؟ فقال: لماذا تسأل عن إسمي؟ وباركه هناك. فدعا يعقوب اسم المكان فينيئل. قائلاً: لأني نظرت الله وجهاً لوجه ونجيت نفسي". الأمر الذي يبيّن مدى جهل هذا (الإله) بنبيه لذلك سأله عن إسمه، كما يبين جهل هذا (النبي) بإسم (إلهه)، لذلك قال له أخبرني بإسمك! حيث يفضح هذا التعارف بين الغريبين، حقيقة (الإله والنبي) معاً، وخلفية هذه القصة التي كتبت في (التوراة) بهدف العبور (بيعقوب) إلى إسرائيل. لكن أن يكمل الكهنة ويقولوا بعد ذلك في (سفر التكوين-32-30-33) الآتي:" لذلك لا يأكل بنوا إسرائيل (المقصود العشيرة المفترضة) عرق النسا الذي على حق الفخذ إلى هذا اليوم (المقصود التاريخ الذي كتب فيه التوراة)، لأنه (الرب) ضرب فخذ يعقوب على عرق النسا". فذلك يجعلنا نستوقف قليلا، لنسأل عن الوقت الضائع بين زمن تلك المباراة الوهمية وزمن كتابة (التوراة) الذي يفضح حقيقة هذا الكتاب الذي إحتوى مثل هذا النص الوضيع والصبياني. بحيث خرج هذا النص من إيطار زمان ومكان المباراة، إن كان لهذه المباراة زمان ومكان، ليصل إلى زمان ومكان التدوين، وكأن حلبة المصارعة نصبت بعد ألف وخمسمائة سنة (بحسب تواريخ التوراة) في حواري بابل، ليتصارع عليها (إله التوراة ويعقوب) الغريبين عن بعضهما قبل ألف وخمسمائة سنة، أمام المشاهدين من كهنة بابل بعد ألف وخمسمائة سنة. وفي وسط هذا المدى من التلفيق نستطيع أن نتخيل الصورة الصبيانية التي حاول الكهنة قولها، وكأنها كانت كالآتي: كاد (يعقوب) المغترب في أرض فلسطين وسط اللكمات والضربات المتتالية والقفزات الإحترافية، أن ينتصر على (الإله) الغريب عنه والمركون في الحواري بالضربة القاضية، بعد أن نفذ قفزة بهلوانية تمكن فيها من الإنقضاض على رقبة (الإله) محاولا خنقه. ولكي ينقذ (الإله) نفسه من هذه اللقطة القاتلة، قال (ليعقوب) أطلقني، لكن (يعقوب) لم يفوت الفرصة السانحة دون أن يستفيد منها، ويقايض عليها بتغيير إسمه الذي قد يكون يخجله، إلى إسم قد يظهره بطلاً للعشيرة. لذلك رد عليه (يعقوب) قائلاً: لن أطلقكك إن لن تباركني (في هذه اللحظة علم يعقوب أنه يصارع الإله). ولعل الكهنة أدركوا وسط هذه المعمعة أن خروج (إلههم) من هذه المصارعة مهزوما لا يستقيم مع الهدف المرجو من هذه الحكاية، وخصوصا في إقناع العشيرة المفترضة بأن (الإله) الذي صارعه (يعقوب) هو (إلهها) الذي شرع لها إغتصاب فلسطين. لذلك كان لا بد من التلاعب بإحداثيات الزمان والمكان، كما تم التلاعب بنتائج جولات هذه المبارة، من خلال عقد صفقة لا غالب ولا مغلوب، تقنع العشيرة المفترضة بإلوهية (إله التوراة) و(بنبوة يعقوب) بطل العشيرة المفترض. الأمر الذي نجم عنه إدخال العشيرة المزمع تشكيلها من بطلها (يعقوب) بنسب بني إسرائيل، من خلال الإدعاء بأن (يعقوب) خرج من هذه المباراة يحمل إسماً آخراً هو (إسرائيل). لكن لكي يستقيم هذا الإخراج كان على (يعقوب) أن يقبل بإعطاء (إلهه) نصرا وهميا، تكون علامته خروجه من هذه المباراة خامعاً. وهذا يشير إلى أن (إله التوراة) بعد إنهاء الصفقة إستطاع أن يتحرر من لقطة (يعقوب) البهلوانية. ويوجه له ضربة مزلزلة تحت الزنار خلعت ركبة (يعقوب). وهكذا حل الكهنة معضلة إعطاء عشيرتهم المفترضة نسب بني إسرائيل، ليتم تحميلها كل الملفات التاريخية والدينية الخاصة في بني إسرائيل، والمتناقلة في الذاكرة الشعبية للشعوب التي خرجت من بلاد بين النهرين، أو تلك الشعوب التي خرجت من شبه الجزيرة العربية. حيث مثل حل هذه المعضلة مدخلاً لربط العشيرة مدعية نسب بني إسرائيل بسلالة الأنبياء المعروفين. ليتم بعد ذلك الإدعاء بأن الأنبياء المبجلين الذين أتوا لهداية بني إسرائيل، هم أنبياء خاصين بهذه العشيرة الخاصة (بالإله) المتحول بين عبادات الشعوب الوثنية القديمة وصاحب الضربة تحت الزنار. كما حلت المشكلة لبعض علماء السوء الذين نهلوا من هذه الأكاذيب والضلالات

 قصصا تناولوها في شروحات وتفسير بعض الآيات القرآنية التي ذكرت بني إسرائيل.

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster