اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 (يعقوب التوراة) يشتري النبوة بصحن من العدس!
 

كاهن يهودي 

 

(يعقوب التوراة) يشتري النبوة بصحن من العدس!(1-3)

 

وهكذا بعد أن أطفأ الكهنة في المشهد الأول من عملية تشريع سلب فلسطين، الإضائة على كتاب التوراة الحق الذي أنزل على سيدنا موسى عليه السلام، وأغلقوا كل بوابات العقل والتفكير السليم أمام المشاهدين من أتباعهم. وبعد أن لعن كنعان المفترض إبن مشاهد عورة (نوح)، بدأ المشهد الثاني من هذه العملية بإظهار رفقة زوجة (إسحاق) عاقراً تعلوها صرخة الوحدة، طالبة بأن تكون أُمّاً كغيرها من نساء البشر. ويبنما هيّ بهذه الحالة سمع صراخها زوجها (إسحاق)، الذي صلى مِن أجل مَن عرضها سابقاً على أبيمالك ملك جرار. فحبلت رفقه بتوأمين بحسب (سفر التكوين- 25-27-28):" فقال لها الرب في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان. شعب يقوى على شعب. وكبير يستعبد الصغير...". وهكذا حكم (إله التوراة) في سفر التكوين على جنين مازال في طور التكوين، بأن يكون عبداً لتوأمه الآخر بعد برهة من السنين. وليكون التوأمان بعد ذلك آباء مفترضين لأمتين مفترضتين تستعبد إحداهما الأخرى بشكل آلي ودون أي ذنب واضح، قد يكون إرتكبه أحد التوأمين وهما في رحم رفقه الشاكية والباكية! إلا إذا كان الكهنة قد إعتبروا أن ولادة عيسو قبل (يعقوب) يشكل ذنباً كافيا، يمكن أن يخل بآلية اللعنة السابقة التي لحقت بالكنعانيين. وخصوصاً حين نعلم بأن أحد التوأمين مقرر له أن يعطي العشيرة المزمع إنشائها نسب بني إسرائيل. وهكذا حين يعرف السبب يبطل العجب، لأن حينها ندرك مقصد الوظيفة التي أتقن كهنة (التوراة) إمتهانها لجعل (شعب يقوى على شعب). ومقصد الكهنة الذين إستمروا في غيهم، وأسترسلوا في سردهم ليذكروا أن (إسحاق) أحب الإبن الأكبر عيسو الذي عمل في الصيد، بينما أحبت رفقة الإبن الأصغر (يعقوب) الذي ساعدها في أعمالها البيته، كما شاركها في النميمة ووضع المؤامرات ضد أخيه عيسو وأبيه (إسحاق). الأمر الذي يشير منذ البداية إلى أن (يعقوب) المزمع تنصيبه (نبياً في التوراة) لا يتمتع بمواصفات النبوة، بل كان كسولا وإتكالياً ومعتمداً على جهد أخيه في مأكله ومشربه. كما يشير ذلك إلى أن (إسحاق) لا يتمتع بأخلاقيات النبوة كونه منحاز إلى مصلحته الخاصة مع الإبن الذي يطعمه من لحوم صيده. أما رفقة فيظهرها الكهنة بعد أن باعت جسدها لأبيمالك، بأنها إمرأة خبيثة وداهية وعريقة في المكر والخداع، ومصممه على تنصيب إبنها (يعقوب) نبياً بدلاً من إبنها البكر عيسو. وبما أن المرأة في هذا المذهب الإسقاطي هيّ التي تلعب الدور القذر دائما، لذلك أوكل الكهنة إلى رفقة وضع الخطة لإبنها (يعقوب) لسرقة البكورية من إبنها الآخر عيسو. والبكورية تعني في العرف (التوراتي) أن الإبن البكر هو من يرث عن أبيه كل ما له من إرث ماديّ أو معنويّ. وفي حالتنا هذه فعيسو هو المقرر له بحسب هذا العرف أن يكون (نبياً) بعد موت أبيه (إسحاق). أما (يعقوب) بنفس هذا العرف فهو لا يرث شيئاً، وبالتالي لن يكون (نبياً). وهذا ما سيفشل المخطط المرسوم (ليعقوب)، بل سيفشل الهدف الأساس الذي من أجله كُتب (التوراة) برمته، وخصوصاً أن الكهنة الذين كتبوا هذا النص، هم أنفسهم من خطط (ليعقوب) بأن يكون (نبياً) ويتحول إلى (إسرائيل). وفي ذلك يقول الدكتور جورجي كنعان في كتابه الوثيقة الصهيونية في العهد القديم، الآتي:" أن كاتب التوراة يريد أن يهب الأرض ليعقوب فماذا فعل هذا؟ وكيف برر هذه الهبة اليهوهية؟ جاعلاً من الجنينين يتزاحمان في بطن الأم، ثم أجاب: بأن الكبير سيستعبد للصغير فكان من الطبيعي أن يكون البكر عيسو ملجأ لحيلة الأم رفقة لتنتصر ليعقوب لمحبتها له أكثر من عيسو". لذلك أظهر الكهنة رفقة و(يعقوب) متآمران يعملان معاً لسرقة النبوة من عيسو. ولتحقيق ذلك صنعوا له كمين الجوع كما ورد في (سفر التكوين-25- 29-34) الذي ورد فيه الآتي:" وكان عيسو قد خرج إلى الحقل ليعمل. وطبخ يعقوب طبيخا، وأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا. فقال عيسو ليعقوب: أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت. لذلك دعي إسمه أدوم. فقال يعقوب: بعني اليوم بكوريتك. وقال عيسو: أنا ماض إلى الموت، فلماذا لي بكورية. فقال يعقوب: احلف لي اليوم. فحلف له. و باع بكوريته ليعقوب، فأعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس، فأكل وشرب وقام ومضى". وهكذا نكتشف بحسب هذا النص الصبياني أن عيسو باع بكوريته إلى (يعقوب) التي تعني (النبوة) بصحن عدس. والحقيقة أن الكهنة عندما كانوا يرسمون مخطط الحاجة للإستلاء على أرض فلسطين، وتوزيع الأدوار الكهنوتية على شخصيات (التوراة)، أسقطوا حاجاتهم المرضية وثقافتهم المنحطة على تلك الشخصيات ألتي أرادوها أن تلعب دور الأنبياء، وتركوها تتصرف بشكل إسقاطي، وكأن الكهنة لو كانوا مكانها لتصرفوا بنفس ما تصرفت به هذه الشخصيات. وهذا ما سوف نكتشفه من التدوين المتكرر لبعض الروايات الساقطة في (التوراة) رغم إختلاف الأمكنة والأزمنة والشخصيات. وتتضح معالم هذا الإسقاط الذي عبر عن ثقافة الكهنة الدونية، من خلال دراسة ردات الفعل الصادرة عن أحد شخصيات (التوراة) الرئيسة وهو (إله التوراة). حيث أظهره الكهنة بأنه إلتزم بهذه المقايضة الصبيانية التي أخرجت (يعقوب) بكراً بدلاً من أخيه الذي هو بالأساس البكر! فبدلا من يأخذ هذا (الإله) دور المأنب ويعاقب المحتال (يعقوب) وأمه رفقه على ما إقترفاه من إحتيال، نجده يلعب دور البهلوان ويشلح وسام (البركة) على المحتال، ويضع ختمه الكهنوتي على مجمل العملية الإحتيالية. بعد أن صب جام غضبه على البكر المظلوم الواقع عليه الغش والإحتيال، وجرده من منصب (النبوة) وكل إرث أبيه المادي والمعنوي. ولعل كهنة (التوراة) أثناء كتابتهم هذا النص الذي سرقوا فيه (النبوة) لمدللهم (يعقوب)، كانوا يبحثون حينها عن لقمة عدس مسلوق يسدوا به رمق جوعهم، بعد أن عصرهم الجوع في حواري بابل، فإرتقت عندهم الحاجة الآنية الملحة التي تمثلت بالحصول على صحن العدس، لتتساوي مع الحاجة المرجوة من فلسطين إستراتيجياً في القيمة المعنوية. لذلك جعلوا من (يعقوب) الذي سيتحول إلى إسرائيل يقايض بصحن من العدس على بكورية أخاه الجائع الذي كان بالأساس هو من زرع وأنتج العدس. لذلك لا تستغرب أخي القاريء إن وجدت أن النبوة تشترى في (التوراة) بصحن من العدس أو بفجور (نبي) أو بسمسرة (إله). وكأنها تركه بالإمكان الإستيلاء عليها بالخفية والشطارة أو بالطرق المنحرفة، لتكون بعد ذلك ملك حاملها أياً تكن الوسيلة المعتمدة في الحصول عليها، أو الصفات التي يتحلى بها المستولي عليها. ورغم ذلك نستطيع القول أن هذا السلوك التقايضي والإبتزازي عبر على ما كان يكنه (يعقوب) في قلبه من حسد على توأمه الآخر عيسو بكر أبيه. وإن دل ذلك على شيء ليدل على أن (يعقوب) المراد تحويله إلى (نبي) ومن ثم إلى (إسرائيل) لم يكن يتمتع بأية مؤهلات أخلاقية، تجعل من قراء (التوراة) يقتنعون بكل محاولات الكهنة تسويقه عليهم (كنبي). حتى لو تم النظر إلى هذه القضية من ناحية جدلية بحته، وخصوصاً عند متابعة تلك المحاولات التي نجم عنها نسج مؤامرة سرقة (البَرَكة التي تُتمّم النبوة) من عيسو بعد أن جعلوا بطلاها رفقه و(يعقوب). فلا يجد قاريء (التوراة) نفسه بعد كل تلك المحاولات أمام كتاب ديني يمجد الفضيلة ويلعن الرذيلة، بل يكتشف نفسه أمام كتاب شيطاني يمجد الرذيلة ويعتدي على الفضيلة بكل أبعادها ومعاييرها الأخلاقية، بعد أن يهدم فيها كل القيّم الإنسانية. والحقيقة أن المتتبع لقصة منح البركة (ليعقوب)، يشمأز من حجم السلوكيات الوضيعة وتتاليها الغير منطقي، ويزداد قرف وإزدراءً من هذا الكتاب، الذي جعل من رفقة (زوجة نبيّ وأم نبيّ) و(يعقوب النبيّ) يحتالا على (إسحاق النبيّ) بعد أن أظهره الكهنة أعمى بصيرة  وبصر، ولا يستطيع مجرد التمييز بين ولديه الوحيدين والمختلفين في جميع المواصفات. حيث نجم عن سوء التمييز والتزوير الواضح في شخصية (إسحاق النبيّ)، حصول من لا يستحق البركة بحسب العرف (التوراتي)، على البركة التي يستحقها أخاه. وهاك التفاصيل كما رواها (سفر التكوين 27-1-5):" لما شاخ إسحق وكلت عيناه عن النظر أنه دعا عيسو إبنه الأكبر وقال له يا بني. فقال له هأنذا. فقال إنني قد شخت ولست أعرف يوم وفاتي. فالآن خذ عدتك جعبتك وقوسك وأخرج إلى البرية وتصيد لي صيداً. وإصنع لي أطعمة كما أحب وائتني بها لآكل حتى تباركك نفسي قبل أن أموت. وكانت رفقة سامعة إذ تكلم إسحاق مع عيسو إبنه، فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيداً ليأتي به". حيث يظهر هذا النص أن نفس (إسحاق) الفجعة والباحثة عن الشبع من الأطعمة المحببة من لحم الصيد، هيّ التي ستقايض بغريزتها الحيوانية على البركة الممنوحة للبكر. وطبيعي أن يجري (إسحاق) هذه المقايضة مع إبنه البكر إلتزاماً منه بالأعراف التي وضعها كهنة (التوراة)! كما يظهر هذا النص أن رفقه نغصت على (إسحاق) مقايضته، بعد أن إسترقت السمع من خلف الباب. لتستبدل تلك المقايضة العرف، بمقايضة أخرى يمكن أن تتم بلحوم أغنام الدياسة التي كسبها (إسحاق) من أبي مالك ملك جرار. ولكي تحافظ رفقة على النسق التآمري المكرس في (التوراة) رشحت إبنها (يعقوب) لإتمام هذه المهمة. وخصوصا بعد أن هيأ لها كهنة (التوراة) مسرح المؤامرة، وأسقطوا عما بصرهم وإدمانهم الجوعي على (إسحاق) ليجعلوا منه أعمى لا يستطيع التمييز بين أبنائه، وكأن كل همه إشباع بطنه بوجبة دسمة تتلائم مع حجم البركة التي سيمنحها. ولإنجاح تلك المؤامرة ربط الكهنة توقيت إطلاق البركة مع شبع (إسحاق)، إذ جعلوها تنطلق من فمه لمرة واحدة دون رجعة على إيقاع شبعه، ولتلتصق مباشرة في مُقَدِمْ الوليمة قبل التحقق من حقيقة ملمس يده أو من بصمة صوته المختلفة! وهكذا تسابقت رفقه مع إبنها (يعقوب) على إتمام مؤامرتهم في الوقت المتاح لهم لتحضير الوليمة. للإستفادة بقدر المستطاع من الوقت الضائع الذي سيقضيه عيسو في مهمة الصيد. لذلك تم تجهيز هذه الوليمة بما تيسر من غنم مركون في الزريبة، كان قد كسبها (إسحاق) من أبيمالك. وهكذا نجحت المؤامرة بحسب ما ورد في (سفر التكوين- 27-30-40) :" وأما رفقة فكلمت يعقوب إبنها قائلة إني قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلاً: أئتني بصيد وأصنع لي أطعمة لآكل وأباركك أمام الرب قبل وفاتي، فالآن يا إبني إسمع لقولي فيما أنا آمرك به: إذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيدين من المعزى فإصنعهما أطعمة لأبيك كما يحب، فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتى يباركك قبل وفاته. فقال يعقوب لرفقة أمه: هو ذا عيسو أخي رجل أشعر وأنا رجل أملس، ربما يجسني أبى فأكون فى عينيه كمتهاون وأجلب على نفسي لعنة لا بركة (هو يعلم أن فعلته قذرة). فقالت له أمه: إسمع لقولي فقط (مصممة على نجاح مؤامرتها).. وأخذت رفقة ثياب عيسو إبنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها فى البيت، وألبست يعقوب إبنها الأصغر (ولعلها لم تنسى أن ترش عليه برفان عيسو الخاص)، وألبست يديه وملاسة عنقه جلود جديّ المعزى (لكي يبدو كأخيه مشعراً)،  فدخل إلى أبيه وقال: يا أبى، فقال: ها أنذا، من أنت يا بنى؟ فقال يعقوب لأبيه: أنا عيسو بكرك، قد فعلت كما كلمتني، قم إجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك. فقال إسحاق لإبنه: ما هذا الذي أسرعت لتجد يا بنيّ. فقال يعقوب: إن الرب إلهك قد يسر لي. فقال إسحق ليعقوب: تقدم لأجسك يا بنيّ لأتبيّن هل أنت عيسو أم لا. فتقدم يعقوب إلى إسحاق أبيه فجسه وقال: الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو. ولم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيديّ عيسو أخيه. فباركه وقال هل أنت هو إبني عيسو(مع أنه يعرف أنه يعقوب). فقال أنا هو. فقال قدم لي لآكل من صيد إبني حتى تباركك نفسي (كان حينها كل همه أن يأكل لذلك لم يتحقق عن مصدر الوليمة). فقدم له فأكل. وأحضر له خمراً فشرب... (ولعله تعرى قبل أن يطلق بركته كما فعل نوح) فباركه وقال: .. فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض... لتستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل. كن سيداً لإخوتك، وليسجد لك بنو أمك، ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين". كل هذه البركات كسبها (النبي) المحتال مباشرة من (النبي) الديوس بعد أن شبع من لحوم كسب الدياثة. وكان أخطر هذه البركات هيّ تلك القائلة: ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين. حيث مثلت هذه المقولة فيما بعد معياراً للسامية التي إعتمدت عليها المؤسسة الدولية في تعاملها مع كل شعوب العالم. يقول شفيق مقار:" كانت الغاية من هذه المؤامرة إغتصاب تسلسل الأنساب، الذي بدأ من أبرام الأرامي الذي أصبح أبراهام العبراني، ومروراً بإسحاق ليصل إلى يعقوب الذي سيصبح إسمه إسرائيل... فيعقوب الذي يطالعنا بشخصيته الميكافيللية في هذه الحكاية هو مستهين بكل القيم، وما علينا إلا أن نتوقف عند قوله لأبيه: أنا عيسو بكرك... قال أن الرب إلهك قد يسر لي. كان من المتوقع أن يخشى الرب لأنه يكذب. لكن الرب إله أبيه كان مضموناً (في جيبه) لأنه في خدمة يعقوب لذلك لم يخشاه". أما الفصل الأخير من هذه المؤامرة وبحسب نفس السفر فكان كالآتي:" وحدث عندما فرغ إسحاق من بركة يعقوب... أن عيسو أخاه أتى من صيده فصنع هو أيضا أطعمه ودخل بها إلى أبيه، وقال لأبيه: ليقم أبي ويأكل من صيد إبنه حتى تباركني نفسك. فقال له إسحق أبوه: من أنت (وكأنه كان مجهولا عن أبيه المتخوم). فقال: أنا ابنك بكرك عيسو. فإرتعد إسحق إرتعادا عظيما جدا. فقال: فمن هو الذي إصطاد صيدا وأتى به إليّ فأكلت من الأكل قبل أن تجيء وباركته (يتحدث عن هذا المجهول الذي سرق منه النبوة!)... فعندما سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخة عظيمة جدا، ومرة جدا وقال لأبيه: باركني أنا أيضا يا أبي. فقال اسحق: قد جاء أخوك بمكر وأخذ بركتك (أصبح المجهول معلوماً). فقال عيسو: ... أخذ بكورتي، وهو ذا الآن أخذ بركتي. ثم قال: أما بقيت لي بركه! فأجابه إسحق: أن جعلته سيدا لك ودفعت إليه، جميع أخوته وعضدته بحنطة وخمر (نسيّ الكهنة أن يخبرونا بأسماء إخوته المفترضين، وكيف أنجبتهم رفقه العاقر، وهل كان ذلك قبل أن يصلي من أجلها إسحاق!). فماذا أصنع إليك يا بني. فقال عيسو لأبيه: ألك بركه واحده فقط يا أبي؟ باركني أنا أيضا يا أبي(أصبح يساومه على نصف البركة  أو نصف النبوية التي تنطلق من فمه لمرة واحدة). ورفع عيسو صوته وبكى. فأجاب اسحق أبوه قائلا: هو ذا، بلا دسم الأرض يكون مسكنك، وبلا ندى السماء من فوق، وبسيفك تعيش، ولأخيك تستعبد، ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر نيره من عنقك". فبهذه القصة الوضيعة والصبيانية أنهى الكهنة المشهد الثاني من عملية تشريع إغتصاب فلسطين، هذا المشهد الذي لا يقنع بحبكته حتى الأطفال الصغار، بل لا بد لهم بفطريتهم الإنسانية أن يشمئزوا من تسييد الباطل في هذه القصة، ومن وضاعة (نبيّ التوراة إسحاق) الذي لم يُصلِحْ خطأ المباركة المفترضة، وينتقم من الإبن المخادع (يعقوب) ويسترد بركته المنحرفة، بعد أن أكد أنها ذهبت بمكر وبلحم دياسة. لكن هكذا أراد الكهنة أن ينهوا هذا المشهد بدعاية تسويقية (ليعقوب)، ليكملوا معه مشوارهم في المشهد الثالث لإعطاء العشيرة المفترضة نسب بني إسرائيل...

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster