اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الأسباط ليسوا من بني اسرائيل كما انهم ليسوا إخوة يوسف
 

الأسباط 

 

الأسباط ليسوا من بني اسرائيل كما انهم ليسوا إخوة يوسف

 

لا علاقة تجمع بين الاسباط ومدعي نسب بني اسرائيل :(3-3)

 إن ورود أسماء أشخاص أو أسماء مدن وقرى في (التوراة)، أو تطابق عدد إخوة يوسف في القرآن الكريم مع عدد قبائل بني إسرائيل، أو مع عدد الأسباط  المفترضين المذكورة أسمائهم في (التوراة). لا يعني بالضرورة أن المعني في كل منها هو نفس هذه المسميات جميعها. كما لا يعني ذلك أن أسباط العشيرة المفترضة الإثنى عشر الذين تمتعوا بنفس أخلاقيات يهوذا هم ذاتهم عشائر وقبائل بني إسرائيل الإثنى عشر. ولمعرفة حقيقة أخلاقيات أسباط (التوراة) فلنتابع ما ورد في (سفر التكوين- 38):" وحدث في ذلك الزمان أن يهوذا (سبط بني إسرائيل) نزل من عند إخوته (أسباط بني إسرائيل)، ومال إلى رجل عدلامي إسمه حيرة ونظر يهوذا هناك إبنة رجل كنعاني إسمه شوع، فأخذها ودخل عليها (لم يتزوجها)، فحبلت وولدت إبنا ودعا إسمه عيرا، ثم حبلت أيضا وولدت إبنا ودعت إسمه أونان، ثم عادت فولدت أيضا إبنا ودعت إسمه شيلة. وكان في كزيب حين ولدته، وأخذ يهوذا زوجة لعير بكره إسمها ثامار.... فنظرها يهوذا وحسبها زانية، لأنها كانت قد غطت وجهها، فمال إليها على الطريق وقال: هاتي أدخل عليك. لأنه لم يعلم أنها كنته. فقالت: ماذا تعطيني لكي تدخل علي، فقال: إني أرسل جدي معزى من الغنم. فقالت: هل تعطيني رهنا حتى ترسله، فقال: ما الرهن الذي أعطيك ؟ فقالت: خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك. فأعطاها ودخل عليها، فحبلت منه، ثم قامت ومضت وخلعت عنها برقعها ولبست ثياب ترملها، فأرسل يهوذا جدي المعزى بيد صاحبه العدلامي ليأخذ الرهن من يد المرأة، فلم يجدها، فسأل أهل مكانها قائلا: أين الزانية التي كانت في عينايم على الطريق؟ فقالوا: لم تكن ههنا زانية، فرجع إلى يهوذا وقال: لم أجدها. وأهل المكان أيضا قالوا: لم تكن ههنا زانية، فقال يهوذا: لتأخذ لنفسها، لئلا نصير إهانة. إني قد أرسلت هذا الجدي وأنت لم تجدها، ولما كان نحو ثلاثة أشهر، أخبر يهوذا وقيل له: قد زنت ثامار كنتك، وها هي حبلى أيضا من الزنا. فقال يهوذا: أخرجوها فتحرق، أما هي فلما أخرجت أرسلت إلى حميها قائلة: من الرجل الذي هذه له أنا حبلى، وقالت: حقق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه، فتحققها يهوذا وقال: هي أبر مني (يعترف بأن كنته الزانية هيّ أشرف منه)، لأني لم أعطها لشيلة إبني. فلم يعد يعرفها أيضا (هرب بجلده)، وفي وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان (أبناء زنى)، وكان في ولادتها أن أحدهما أخرج يدا فأخذت القابلة وربطت على يده قرمزا، قائلة: هذا خرج أولا، ولكن حين رد يده، إذا أخوه قد خرج. فقالت: لماذا إقتحمت؟ عليك إقتحام. فدعي إسمه فارص، وبعد ذلك خرج أخوه الذي على يده القرمز. فدعي إسمه زارح". فهذا النص (التوراتي) الساقط أخلاقيا يظهر حقيقة الشخصية التي صبغها الكهنة على (يهوذا) المفترض. وليس هذا النص بحاجة إلى شرح وتحليل لأنه واضح في تبيان حقيقة (سبط التوراة) يهوذا وحقيقة إخوته، وحقيقة مجمل المعتقد (التوراتي). لكن الغريب في كل ذلك أن يُجعل من إبن الزنى فارص الجد الخامس ليسوع المسيح، وهذا ما أخذت به بعض الأناجيل كما أخذ به بعض علماء المسلمين الذين إستسهلوا النهل من روايات هذا الكتاب الساقط.

من كل ذلك نكتشف أن (اسباط التوراة) لا يمكن أن يكونوا هم ذاتهم الأسباط الذين ذكروا خمس مرات في القرآن الكريم. ففي هذا الذكر لم يرد دليل واحد يثبت بأن الأسباط هم من بني إسرائيل، فكيف يكون الحال مع مدعي هذا النسب. كما لا يمكن أن يكون الأسباط من الذين هادوا أو أن يكونوا هودا، والآية-140 الكريمة من سورة البقرة واضحة في ذلك:" أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى". ولعل بعض العلماء إشتبه عليهم الأمر ظناً منهم أن ورود أسماء الأسباط بعد يعقوب إشارة على أنهم هم أبنائه الإثنى عشر المذكورين في سورة يوسف، ليوائموا بين هذا الفهم مع ما ورد في الحكايات الساقطة الواردة في كتاب (التوراة)، مع علمهم أن الآية-163 الكريمة الواردة في سورة النساء التي نصت على الآتي:" إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً"، تضحد هذا الإعتقاد، وتثبت أن الترتيب الوارد في هذه الآية لم يقصد منه ترتيباً زمنياً، ليُعتقد بأن ذكر الأسباط بعد النبي يعقوب عليه السلام في الآية السابقة قد يفهم منه أنهم أبناؤه. لكن ذلك لا يبرر لبعض العلماء أن ينهلوا من الروايات الساقطة في (التوراة)، لشرح المعنى الرباني المقصود في آيات القرآن الكريم التي إختصت في الاسباط أو في بني إسرائيل. كما أن ذلك لا يضع حلا للإشكالية التي إختلف عليها علماء التفسير في تحديد مهمة الأسباط، بين قائلٍ أنهم كانوا قوماً صالحين، أو معتقد بأنهم أنبياء مرسلين. مع أن الآيات القرآنية سابقة الذكر واضحة في ذلك، بنفس وضوح الآية-136 الكريمة من سورة البقرة:" قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ". الأمر الذي يشير إلى أن حقيقة الإختلاف لم يكن في الفهم الواضح والمبين في الآيات القرآنية، إنما مرجعه قد يعود إلى تأثر بعض الأولين من المفسرين بالروايات (التوراتية)، وخوف الكثير من المفسرين اللاحقين عن مخالفة السابقين في هذا الأمر. لكن رغم كل ذلك فجميع الآيات الكريمة التي ذكرت الأسباط إختصتهم برسالة الهداية، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن يكونوا هم أسباط (التوراة) الساقطين أخلاقياً كما تابعنا مع قصة يهوذا، أو غيره من أسماء الأسباط المفترضة المذكورة بسلوكيات شبيهه في كتاب (التوراة). كما لا يمكن أن يكونوا هم أنفسهم المقصودين بإخوة يوسف في القرآن الكريم، فإخوة يوسف كما أوضح رب العزة حقيقتهم في كتابه الكريم بحسب الآية-8 الكريمة من سورة يوسف:" إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ" أو بحسب الآيتين (16-17) من نفس السورة:"وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُون. قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ"، فرب العزة أكد أن إخوة يوسف عصبة غير صادقة تآمرت على أبيها النبيّ بعد أن صنفته بأنه على ضلال مبين، الأمر الذي يبين حقيقة من كان على هذا الضلال، وخصوصاً بعد أن أضمر أبناء يعقوب السوء على أخيهم النبي وحقدوا وتآمروا عليه، ليمرروا بعد ذلك مؤامرتهم على أبيهم النبيّ. فكل ذلك يظهر بأنهم لا يتمتعون بصفات المرسلين، الأمر الذي  يسقط عنهم أن يكونوا هم المقصودين بالأسباط المرسلين والعلم عند الله. ثم أن جميع الوثائق المكتشفة في جميع مواقع البحث، لم يظهر فيها نصاً واحداً يؤكد روايات (التوراة) حول إحتلال فلسطين على يد عشائر (أسباط  التوراة) في إيطار حملة يوشع العسكرية. الأمر الذي يسقط كلياً إدعاء أن تكون عشيرة يهوذا المفترض قد وصلت إلى فلسطين، أو أن يكون (أسباط التوراة) قد أقاموا ممالك في فلسطين. فكل ذلك يؤكد أن كتاب (التوراة) الذي لا يمكن أن يكون مصدرا تاريخيا لتوثيق تاريخ فلسطين، فهو كذلك لا يمكن أن يكون مصدرا دينا لفهم الآيات القرآنية التي ذكرت بني إسرائيل أو ذكرت أنبياء الله والمرسلين أو الأسباط أو إخوة يوسف.

وعلى ذلك يمكن البناء للوصول إلى حقيقة المعنى المقصود من آيات التفضيل، بعد أن أسقطنا مقولة الإصطفاء عن بني إسرائيل وأوضحنا حقيقة العلاقة القائمة بين أنبياء بني يعقوب وبني إسرائيل، التي تحددت في هدايتهم إلى الإسلام. فلو بحثنا في حقيقة المعني ضمن هذه المعايير لوجدنا أن المعنى المقصود من تفضيل بني إسرائيل يخص جهتان مرتبطتان به. الجهة الأولى تمثل الفاضل المتفضل بفضيلة الهداية إلى الإسلام المُتميزة، والجهة الثانية هيّ المُتفضَل عليه بهذه الفضيلة المُتميز بها عن غيره في زمن كل هداية. وعلى ذلك يكون أنبياء الله المرسلين لهداية بني إسرائيل إلى الإسلام هم الجهة التي تمثل الفاضل المتفضل بفضيلة الخير والإحسان المُتميزة، كما يكون بني إسرائيل هيّ الجهة المُتفضَل عليها بهذه الفضيلة المُتميزة بها عن غيرها من العالمين. وقد أكد رب العزة على ذلك في محكم آياته، فذكرت الآية-70 من سورة المائدة:" لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ". أو كما أكدت الآية -49 من نفس السورة، أو الآية -61 من سورة الصف، وهناك العديد من الآيات التي تؤكد على هذا المعنى. وأعتقد أن ذلك يتلائم مع رحمة الله في عباده، فمن رحمة الله في بني إسرائيل الذين تمردوا وعصوا أكثر من غيرهم في زمانهم، أن إختصهم رب العزة أكثر من غيرهم بعديد من الأنبياء. فكان بذلك تفضيل الله لبني إسرائيل هو تفضيل لهم بنعة الهداية إلى الإسلام. وهذا ما أكدت عليه العديد من الآيات، منهما ما ذكر في الآية-122 من سورة البقرة:" يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين". ولمعرفة حقيقة المعنى المقصود من العالمين. أشير منذ البداية بأن العالمين هيّ مصطلح رباني لم يعرفه العرب قبل البعثة النبوية. وقد وردت كلمة عالمين في القرآن الكريم أحياناً بمعناها الواسع الذي يشمل كل خلق الله، مثل القول الحمد لله رب العالمين. ولكنها لم تكن كذلك دائماً، إذ إختصت أحيانا بمعنى شعب أو شعوب منطقة محددة بحسب الظروف الخاصة في ذكر الآية الكريمة. وأحيانا إختصت بعالم معين من العوالم التي خلقتها رب العزة. فكلمة العالمين قد ذكرت واحد وستون مرة في القرآن الكريم، بعضها كان يحمل معناها الواسع وبعضها كان يحمل معنى خاص ضيق. مثالاً على ذلك ما ورد في الآية -165 من سورة الشعراء، يقول تعالى على لسان لوط لقومه:" أتأتون الذكران من العالمين" وقوم لوط كانوا يأتون ذكران قومهم وليس كل ذكران العالم. فالعالمين في هذه الآية، قصدت عالم الرجال من قوم لوط دون سواهم، وفي مكانهم وزمانهم المحدد. بينما نجد أن كلمة العالمين في قول لوطا لقومه في الآية-80 من سورة الأعراف أخذت المعنى الواسع:" وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ". فالعالمين أخذت هنا معني كل الأقوام حينها وبزمان قوم لوط. كما أن هناك العديد من الآيات القرآنية حملت المعنى الواسع لكن المتخصص في صنف من خلق الله، مثل تخصصها في صنف النساء دون صنف الرجال أو غيرهم من مخلوقات الله. بحسب ما ورد في الآية-42 من سورة آل عمران:" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ". والملاحظ أن المقصود هنا بالعالمين هو الإصطفاء لمريم على نساء الأرض في زمانها وليس على كل ما خلق رب العالمين. لنصل إلى نتيجة أن كلمة العالمين ليس من الضرورة أن تحمل المعنى العام الواسع، فقد تحمل أيضاً المعنى الخاص الضيق داخل قوم من الأقوام. الأمر الذي يقودنا إلى الإستنتاج أن المقصود بالعالمين الذين فضلوا عليهم بني إسرائيل بنعمة الهداية قد يكونوا من قومهم، وقد يكونوا خارج قومهم، كما هو حال المعنى مع قوم لوط. ولمعرفة أي من المعنين قصد في آيات تفضيل بني إسرائيل، لنرجع إلى الآية-60 من سورة المائدة التي ذكرت الآتي:" قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ". حيث تشير هذه الآية إلى أن هناك مجموعات من بني إسرائيل شملتها لعنة الله وغضبه فجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، وهناك الآيات العديدة التي تؤكد هذا المعنى، أفلا يعني ذلك بأن الله فضل بعض من بني إسرائيل من الذين لم يلعنوا، بالهداية على غيرهم من الذين لم يهتدوا فلعنوا، لتشمل بذلك العالمين معنى خاصاٍ ضيقاً داخل بني إسرائيل كما هو الحال مع قوم لوط. ولتأخذ معنى العالمين بعد ذلك فترات زمنية متقطعة مرتبطة بزمن كل نبي أرسل لهداية بني إسرائيل، كون المختصين بالهداية المعنيين في الآية السابقة لم يهتدوا، وهذا ما أكدت عليه الآية-138 من سورة الأعراف:" وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون". الأمر الذي يرجح إحتمال أن يكون معنى العالمين قد تخصص في قوم بني إسرائيل ولم يتعداهم إلى غيرهم، لأن عالمينهم قد غلبت عليه الضلال، ليكون عالمينهم في هذه الحالة شبيه بعالمين قوم لوط المقصود في الآية-165 من سورة الشعراء. وهذا ما أكدت عليه بعثات النبوة المتكررة لهداية بني إسرائيل والعلم عند الله. من كل ذلك ندرك  أن العالمين قد تحمل معنى خاصا ضيقاً، بحسب زمن وصول نعمة الهداية المحددة مع زمن المرسل إليهم من الأنبياء والرسل والصالحين لهدايتهم. فمن كل ذلك نتأكد أن المعنى المقصود في آيات تفضيل بني إسرائيل كان تفضيلا زمنياً خاصاً وضيقاً على مراحل متقطعة متعلقة في زمن كل نبي أو رسول أرسل لهدايتهم. إذن كانت العلاقة بين أنبياء آل إبراهيم المصطفين وبني إسرائيل الغير مصطفين هي علاقة من يحمل رسالة الهداية إلى من يحتاج الهداية. وقد خسر بني إسرائيل نعمة الهداية المميزة بعد أن غوت كل شعوب الأرض وسارت على طريق الضلال الذي سار عليه بني إسرائيل. وإنقطع نزول الوحيّ مع إنتهاء رسالة خاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، الذي بعث رحمة من الله لهداية البشرية جمعاء إلى الإسلام. وهكذا خسرت بني إسرائيل معنى التفضيل على العالمين بإنقطاع رسائل هدايتهم إلى الإسلام. وأعتقد أننا في ذلك قد وضعنا الأمور في نصابها بشكل يتلائم مع المعايير الربانية والعلم عند الله، فكما قلت سابقاً فأنا لست أديبا، أو لغويا، أو نحويا، أو مؤرخا، أو مفسرا، أو فقيها، أو عالم دين، إختار لنفسه نهجا معينا من أصناف العلوم ومدارسها وإلتزم بقواعدها ومصطلحاتها. فما أنا إلا مهندس في الصناعة البتروكيميائية، وجهت علومي وأبحاثي لكشف حقيقة اليهود أعداء الله الذين يمثلون الجهة التي وقفت خلف نكبة شعبي ونكبات كل شعوب العالم، وأتمنى من الله أن أوفق في مسعايّ، ولا أكون قد أخطأت في فهمي للآيات الكريمة التي ذكرتها في هذا العرض.  

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster