اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 الفضيلة كانت بعيدة عن سلوكيات بني إسرائيل
 

بنو إسرائيل 

 

الفضيلة كانت بعيدة عن سلوكيات بني إسرائيل:(1-3)

 

بعد أن سطى كهنة (التوراة) على كل إرث بني إسرائيل، ودونوه في كتابهم على أنه يخص العشيرة المفترضة، إدعوا أن العشيرة التي شكلوها من المؤمنين بكتابهم هيّ تلك العشيرة التي إختصها رب العزة بمجموعة من أنبياء الهداية. حيث مهد لهم هذا الإدعاء مدخلاً للإدعاء بأن العشيرة (التوراتية)، هيّ عشيرة الصفوة المنتقاة من مجموعة من الأنبياء. وبذلك أسسوا نظريتهم العنصرية الإستعلائية التي زعموا فيها بأنهم شعب (الله) المختار والمفضل على غيرهم من الشعوب. وعلى هذا الأساس زعموا بأن أرواحهم هيّ جزء من روح (الإله)، وأن نفوسهم منعّم عليها وهيّ جزءا من نفس (الإله)، لأنهم إعتقدوا بأنها تنبثق من جوهر (الإله) كما ينبثق الولد من جوهر أبيه. كما زعموا أنهم أرفع مكانة عند الله من مخلوقاته حتى أنهم أعظم من ملائـكته. وعلى هذا الأساس زعم الكهنة أن نفس كل من ينتمي لعشيرة (بني إسرائيل) تصبح أكثر قبولا وأعظم شأنا عند إلله من نفوس سائر الشعوب. وبذلك صنف كهنة (التوراة) البشرية صنفين، صنف علويّ يشمل صفوة البشر متكون فقط من عشيرة (بني إسرائيل)، الذين اختصهم (إله التوراة)) لنفسه، ومكلف بجمع ثروات الأمم ونفوسهم لأنها تعود بالأساس مِلكاً للصفوة. وصنف سفلي يشمل بقية شعوب العالم التي خلقت بحسب زعمهم على صورة إنسان، ليليق بهم شرف خدمة (الصفوة). وعلى هذا الأساس إعتقدوا أن تكون لهذه الصفوة السيادة العليا على جميع بني البشر، كسيادة الإنسان على الحيوان المُدجّن. فيكون كهنة (التوراة) بذلك هم أول من أطلق نظرية الصفوة والإصطفاء العنصري، التي أسست لمجموعة من الحروب الطاحنة التي شهدها العالم في القرون الخمسة الماضية. وخصوصاً بعد أن بعثت هذه النظرية من جديد على يد الصهيونية المسيحية. ومن هذا المنطلق إدعى جيري فالويل أحد أقطاب هذه  الحركة والذي كان عضواً في محفل الشيطان، بالآتي:" إن اليهودي هو بؤبؤ عيني الله، ومن يؤذي اليهودي كأنه يضع إصبعه في عين الله ". وهو الذي قال أيضاً:" لا أعتقد أن في وسع أمريكا أن تدير ظهرها لشعب إسرائيل وتبقى في عالم الوجود، والرب يتعامل مع الشعوب بقدر ما تتعامل هذه الشعوب مع اليهود". والحقيقة أن هذا الطرح العنصري الذي إستمده (التوراتيون) من كتابهم، عبر بشكل واضح وجلي عن واقع الدونية المُعاش لمجموعة الكهنة الذين كتبوا هذا الكتاب الإسقاطي، من الذين تأثروا بنظرات الإشمئزاز التي كان يبادرها بهم البابليون القدماء، وهم يمارسون مهنة الدياسة وبيع أجساد نسائهم  في سبيل الكسب المادي. لذلك أخذت نظرية الصفوة هذا البعد الإنتقامي والإجرامي ضد شعوب المنطقة التي رفضت فيهم مثل هذه السلوكيات. وعلى هذا الأساس إندفع الأبناء والأحفاد من الذين ساروا على نهج حاخامات (التوراة) إلى العدوانية الزائدة ضد الآخر الذي ميزهم بسوء خصالهم. فزادوا على (التوراة) شروحات إنتقامية وأكثروا من تأويلاتهم الهمجية والشريرة في فهمهم لنصوصه، لتشكل هذه الشروحات وتلك التفسيرات فيما بعد عماد كتاب التلمود. الذي يعد عند العشيرة (التوراتية) أعظم تقديساً من كتاب (التوراة). حيث تمحورت شروحات هذا الكتاب حول المواضيع الكهنوتية الشرعية (هالاخاه) والوعظية (أجاداه). ويعتبر (الهالاخاه) بحسب الكثير من الباحثين بأنه المصدر الأساسي لتأسيس كل منظمات عبادة الشيطان في العالم. ليكون بذلك كتابيّ (التوراة) والتلمود هما كتابيّ الشيطان الذان إستخدمهما حفظة سر الكهنة من الحاخامات، ليبعدا الإنسان عن عبادة الله الواحد الأحد.

لكن لنفترض جدلاً بأن تواتر للكهنة قصصاً قد تكون ذُكرِت في كتاب التوراة الحق، كما لنفترض أن هذه القصص قد تكون تحدثت في تفضيل بني إسرائيل على العالمين. كما لنفترض أيضاً أن الكهنة قد أرخوا هذا التفضيل المتواتر إليهم على مدى تسعة قرون، حتى وصل إليهم في حواري بابل فدونوه كما كان في التوراة الحق ومن دون تحريف. فمن المنطق إذا كان الأمر كذلك أن يحمل معنى التفضيل الخاص في بني إسرائل نفس المعنى الذي سيحمله في القرآن الكريم، بحكم وحدانية المصدر الرباني لكتاب التوراة الحق والقرآن الكريم. مع إعترافنا منذ البداية بأن هذا التفضيل خص بني إسرائيل المتسلسل نسبهم من الرجل الصالح إسرائيل، ولا يعني بأي حال من الأحوال العشيرة (التوراتية) المدعية نسب بني إسرائيل. وبنفس المنطق الذي يستحيل لكتاب ديني منزه عن كل أفعال الشرور وذات مصدر رباني، أن يحمل طابعاً عنصرياً يميز بين الأمم والشعوب بشكل مقيت كما هو الحال في كتاب (التوراة). الأمر الذي يجعلنا نبحث عن حقيقة المعنى المقصود من آيات التفضيل في القرآن الكريم، للتأكيد على أنه ذات المعنى المقصود في كتاب التوراة الحق. ولكيّ نصل إلى حقيقة هذا المعنى علينا أن نتحرر ومنذ البداية من ذاك السد المنيع الذي فرضه علينا المفسرين المعتمدة تفسيراتهم في قولهم أن النبي يعقوب هو ذاته الرجل الصالح إسرائيل، على قاعدة أن هؤلاء المفسرين هم بشر مثلنا، وكل إنسان غير معصوم وقد يخطأ في مكان ما. وعلى ذلك نضع إسناداتهم التي إعتمدوا عليها في تثبيت هذه المقولة تحت مجهر المناقشة التي يقصد منها مخافة الله فقط. ومن منطلق أن الحديث المروي عن رسول الله لا يمكن أن يتعارض مع المعنى المقصود في الآيات القرآنية بحكم وحدانية الوحيّ الإلهي لكلاهما، وإذا ظهر أي تعارض بينهما فيعد ذلك مؤشراً واضحاً على عدم صحة الحديث المروي. وعلى هذا الأساس نستطيع أن نخضع مقولة أن النبي يعقوب هو إسرائيل إلى ميزان الحقيقة الربانية التي توضحها الآيات القرآنية. لكنني ومنذ البداية أعتقد أن دين الله محفوظ من التناقض والتعارض، كما هو حال شريعته المنزهة عن التضاد والتضارب، لأنها منزلة من عند الله العليم الحكيم الذي لا تتضارب أقواله ولا تتنافر أحكامه. كما أقر ومنذ البداية بأن علمي بسيطاً ومتواضعاً في علم الحديث وعلوم الفقه، كما أني لا أدعي بأني عالم دين، بنفس المنطق الذي لا أدعي فيه بأني أمثل تياراً دينياً أو فلسفياً أو فكرياً معينا قد يكون أشار إلى هذه القضية أو بعضها سابقاً، أو أية قضية أخرى سأتناولها في مجال هذا البحث. لكنني أقر كأي مسلم بمخافة الله وأخاف أَن أعصاه إن أخذت في حديث أعتقد بأنه قد يتناقض مع المعنى الواضح في الآيات القرآنية، وبالتالي أعتقد أن ذلك قد يهدد أساس معتقدي وإيماني بالله. وخصوصاً بعد إنتشار الكثير من الأحاديث الموضوعة والمشبوهة والفتاوي الضالة التي خرجت إلى العلن بفضل علماء الحكام والسلاطين، الذين إستغلوا دَوْرِ الحديث والفتوى في خدمة سياسات الحكام ودنياهم. وعلى هذا الأساس نعود لِنَبْني فهمنا على المعنى الواضح التي تبينه الآيات القرآنية، وتؤكد عليه الأحاديث النبوية الشريفة لنجعل من ذلك حَكماً على فهمنا لآيات التفضيل التي إختصت بني إسرائيل في القرآن الكريم. فالمتابع لما ورد في معظم المعاجم (اللسان والقاموس والعين ومقاييس اللغة) يجد أنها قد إتفقت على أن معنى التفضيل إستخدم للتمييز بين مُقارنين أو أكثر. فإذا تساوى مثلا الناس المقارنين وظهر شخص منهم بزيادة أو بصفة ليست لهم فقد تفضل عليهم أو فُضِّل. وكل صفة مختلفة في فرد تكفي لإعتبار تفضيله على مجتمعه بهذه الصفة المحددة. وكل صفة في مجتمع غير موجودة في المجتمعات الأخرى تكفي لتفضيل هذا المجتمع عن غيره من المجتمعات بهذه الصفة المحددة. ومن ذلك نفهم أن التفضيل يحمل معنى التميز بصفة أو صفات عن الآخر المقارن في عملية التفضيل. وهنا يأتي دور المعايير في تقييم هذا التميز. فإذا كانت المعايير التي يتم الحكم من خلالها على معنى التفضيل هيّ معايير ربانية، فنستطيع القول أن التفضيل في هذه الحالة يحمل معنى التميز بالفضيلة، أما إذا كانت المعايير المستخدمة في الحكم على معنى التفضيل هيّ معايير شيطانية، فنستطيع القول أن التفضيل في هذه الحالة يحمل معنى التميز بالرذيلة. وعلى ذلك يمكن القياس بين الفضيلة ومصدرها لمعرفة المعنى المقصود منها. لنؤكد أن الفضيلة ربانية المصدر تحمل معنى التميز في الخير الذي يستفيد منه الآخر، وأن الفضيلة (توراتية) المصدر تحمل معنى التميز في الشر التي تضر بالآخر كما تابعنا في نصوص (التوراة) السابقة. الأمر الذي يقودنا إلى القول، أن الفضيلة والتفضيل المقصود في كتاب (التوراة) التي تخص المنتمين زورا لبني إسرائيل تحمل معنى التميز بالرذيلة عن الآخرين، لأنها تخضع  للمعايير الشيطانية في المقارنة. ومن ذلك نستنتج أن تفضيل (بني إسرائيل) المذكور في (التوراة) هو تَمَيُزْ على الآخرين بالرذيلة، وهذا يسقط عنهم أساس الإدعاء بأنهم شعب الله المختار. أما تفضيل بني إسرائيل المذكور في القرآن الكريم، أو الذي قد يكون قد ذكر في كتاب التوراة الحق فإنه حتماً يحمل معنى التميز بالفضيلة بمعانيها الربانية. ومن الآيات التي وردت في القرآن الكريم وتحمل نفس معنى التميز بالفضيلة، فمثلاً وليس على سبيل الحصر، الآية-253 من سورة البقرة، فالتفضيل هنا ليس بمعنى أن رب العزة ميز بين أنبيائه بأن جعل بعض الأنبياء خيراً من بعض في القيمة، بل كان تمييزا بالفضيلة قصد منه أظهار الفرق بين أنبيائه في طريقة الخطاب وأدوات الهداية اللازمة لكل قوم إختصهم الله بنبيّ أو رسول. فقد فضل الله كلاً منهم أي إختصه بفضل أو نعمة وفضيلة تناسب طبيعة المهمة الموكلة إليه بإعتبار القوم الذين أرسل إليهم. ولم يأخذ المعنى شكل الأفضلية أو الأفضل في القيمة بين المرسلين، وهذا ما ينعكس بنفس المنطق على الأقوام المرسلة إليهم المرسلين. لنفهم من ذلك أن التفضيل كان تميزاً بنعمة من نعم الخير والإحسان إختصها رب العزة أقوام كانت بأمس الحاجة للهداية إلى هذه النعم. وما يؤكد هذا المنحى من التحليل، هو التفضيل الذي إختص به رب العزة أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فقد حمل هذا التفضيل معنى التميز بالخير والإحسان بمعاييرهما الربانية، بحسب ما ورد في الآية-110 من سورة آل عمران:" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ". فالمعايير الربانية في تمييز خير أمة. حددها رب العزة، بالأمر بالمعروف والنهيِّ عن المنكر والإيمان بالله. فمن ذلك نفهم أن المعنى المقصود في خير أمة، هو خير لها ولغيرها في الدنيا والآخرة، ولم يحمل أيّ معنى عنصري منغلق على الأمة ذاتها. إذ أن أصل المعروف هو كل ما كان معروفا وأمر الله به ليشمل النفس والأخر، وأصل المنكر هو كل ما كان منكراَ ونهى الله عنه إن كان نابعاً من الذات أو كان ذات مردود سلبي على الآخر. وعلى ذلك ممكن قياس فهمنا لآيات التفضيل التي ذكرت بني إسرائيل. فكل فهم لها يتعارض مع المعايير الربانية علينا أن لا نقبله، والعكس صحيح. ومن الفهم الصحيح لهذه الآيات أن لا نحملها ما لا تحتمل من معاني تتعارض مع العدالة الربانية. وعلى ذلك نستطيع القول أن الفضيلة هيً صفة يوصف بها السلوك الخَيِّر، وهى آتية بمعنى التميز أو الزيادة فى الخير أو الإحسان. والسلوك هو ممارسة إتجاه النفس والآخر تعبر عن قناعة وإرث ثقافي تميز الفرد في مجتمعه. كما تميز مجتمعه عن غيره من المجتمعات بهذا الإرث ذو الصبغة الثقافية الواحدة. فإذا كان السلوك الممارس يحمل طابع الخيرية سميّ بذلك فضيلة، وَمُيزَ صاحبها عن غيره بهذه الفضيلة ومُدِحَ عليها، وكذلك هو المجتمع الفاضل الذي يؤخذ من الخيرية طابعاً مميزاً في تعامله مع بعضه أو مع الآخرين. لذلك كانت علامة الفضيلة عند العرب قبل الإسلام هيّ كل ما يُستَحَقُ عليه المدح، مثلما كانت علامة الرذيلة عندهم هيّ كل ما يستحق عليه اللوم والذم. فالمدح فى الحقيقة هو وصف الموصوف بأخلاق حميدة يحمد صاحبها عليها. وقد امتدح العرب فضائل الجود والكرم والإيثار وإغاثة المظلوم وتكريم الضيف وكل ما يمثل إحتراماً لموروثهم الأخلاقي، حيث تحمل جميعها الطابع الخيري الذي لا يتعارض مع الرسالة الربانية التي حملها جميع الرسل. الأمر الذي يشير إلى حقيقة البيئة ومخزونها الثقافي، التي ترعرع وسطها رسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام. وقد تنامى هذا المخزون الثقافي بفضل ما علق لدى القبائل العربية من هذه الرسالة الربانية، التي حملها أنبياء الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى رحاب الكعبة الشريفة، وأشارت الآية-37 من سورة إبراهيم إلى أساس هذا المنبع الثقافي:" ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون". وذلك يؤكد أن الفضيلة بمعاييرها الربانية كانت ممارسة في سلوكيات بعد القبائل العربية قبل نزول الرسالة النبوية. الأمر الذي جعل معنى الفضيلة والتفضيل المذكور في القرآن الكريم سلساً وطيعاً على فهم الكثير من القبائل العربية، التي تسابقت فيما بينها لتصديق ما جاء به الوحيّ من رسالة على نبيّ الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، والتي أكملت ما عند العرب من مكارم الأخلاق، وصقلت حقيقة موروثهم الثقافي. بينما لم يكن الأمر كذلك عند مدعي إرث بني إسرائيل من (يهود) الجزيرة العربية. أو من الذين هادوا الذين حاربوا هذه الرسالة التي ذمت فيهم سلوكياتهم المذمومة، ولامت فيهم موروثهم العنصري المقيت. لذلك قال فيهم رب العزة في الآية-90 من سورة النحل:" أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ". أو كما قال في الآية-21 من سورة الأنعام:" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ". وذكر رب العزة في كتابه الكريم العديد من الآيات الكريمات التي أوضحت حقيقة هذا الموروث الخاص بالذين هادوا من بني إسرائيل. لذلك حاربوا الرسالة التي نزلت على نبي الرحمة ولامت فيهم خصائلهم الغير حميدة، وذمت فيهم ممارساتهم وسلوكياتهم الكريهه. الأمر الذي يبين أن الفضيلة كانت بعيدة عن سلوكيات بني إسرائيل، أو مدعي هذا النسب من (يهود) الجزيرة العربية الذين عاصروا فترة البعثة النبوية، فكيف يكون الحال إذا ما علمنا بأن الذين هادوا يشكلون المجموعة التائبة والأفضل بين بني إسرائيل. الأمر الذي يشير إلى أن الفضيلة لم تكن بعيدة فقط عن بني إسرائيل، بل كانت الأكثر بعداً عنهم، كون أن الأفضل فيهم من الذين تابوا، تميزوا بتلك السلوكيات الهمجية ضد أشرف خلق الله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام. وهذا ما يؤكد أن التفضيل الذي يحمل معنى التميز في الخير ليس له علاقة ببني إسرائيل ولا بموروثهم الثقافي. حيث مثل هذا الموروث النقيض الأساس لرسالة الربانية التي حملها أنبياء الله ورسله.

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster