اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 سأحدثكم عن كنعان
 

أرض كنعان

 

 

سأحدثكم عن كنعان:

بعد أن تم إرهاق الدول المتحاربة بشروط القروض القاسية التي فرضها عليهم تجمع المصارف اليهودية. عمل المرابون على فرض الإسقاطات المرضية الواردة في كتاب (التوراة) لتكون هيّ الأساس التي تبنى عليه فلسفة عصبة الأمم. ومن أجل ذلك وضعت معادلة الهرولة والتوسل القائمة بين (يهوه) وعشيرته (التوراتية) فوق شرائع الأمم وأعراف الشعوب (الأسماء التي توضع بين قوسين لا تعني أصحابها, بل تعني كتاب عزرا وشخصياته). ولتصبح تسمية إسرائيل التي دخلت كتاب (التوراة) مع مصارعة (يعقوب لإلهه), هي إسماً للكيان المسخ الذي إعترفت فيه الشرعية الدولية المنبثقة عن مؤتمر فرساي. ومن أجل ذلك تم تعيين هربرت  صموئيل حاكماً على فلسطين, ليعمل على تهيأة الظروف الملائمة لتنفيذ وعد بلفور المستوحاة بنوده من وعد (يهوه) إلى (إبراهيم) المذكور في (سفر التكوين -17-1-8), والذي ورد فيه الآتي:" ... وأعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك أرض كنعان ملكا أبديا. وأكون إلههم". حيث مثل هذا النص العنصري مخططا لإحتيال كهنوتي لم تعرف البشرية مثله على مدى تاريخها, لا في مستوى وقاحته وتزويره لحقائق الدين والتاريخ والجغرافيا والقيم الإنسانية. لكن في مدى همجيته وعنصريته وتعديه على التوازن الفطري في الأرض المباركة. حيث إبتدأ هذا المخطط بحكاية إستلقاء (نوح) على الأرض عارياً ومخموراً حتى الثمالة ليستفيق بعدها ويلعن حفيده كنعان إبن حام, الذي لم يكن قد ولد بحسب هذه الاسطورة (التوراتية). وعلى ذلك نسج كهنة (التوراة) إسطورة إعتقدوا بأنها كانت كافية لتشريع سلب أرض فلسطين ولعن أهلها الكنعانيين. وهكذا بعد أن إكتملت عناصر مشهد سلب أرض فلسطين على مسرح كهنة (التوراة) المتسكعين في بابل, وبعد أن شربوا من خمر العنب حتى ثملوا ولعلهم تعروا بعد ذلك, تفتق ذهنهم المرضي على إسقاط حالتهم الآنية على شخصية (نوح التوراة), التي أظهروها ثملة متعرية متمددة على الأرض بحالة مزرية, أمام المشاهدين من أبنائها المفترضين. وبينما كان (نوح) مستلقياً في هذا الوضعٍ الخادش للحياء. ظهر على مسرح (التوراة) إبنه حام الطفل الصغير يلعب ويلهو ويحلم, ولعله كان يحلم كأطفال القرية الهندية الوديعة وامبانوغ أو كأطفال دير ياسين وتل الزعتر. أو لعله كان يود أن يتحول من فكرة مجردة في ذهن الكهنة إلى واقع ملموس يحلم فيه كبقية أبناء البشر. لكن ما نغص عليه مجرد هذا الحلم هو تدخل أقلام الكهنة, الذين قرروا أن يخفوه بعد هذا الظهور وإلى الأبد. لينسجوا بعد ذلك إسطورة إعتقدوا بأنها كانت كافية لتشريع سلب أرض فلسطين ولعن أهلها الكنعانيين (كنعان المفترض هو إبن حام الطفل المفترض!). هذه اللعنة التي جعلها أحفادهم تلاحق الكنعانيين إن كانوا في فلسطين, أو اولئك المساكين من الهنود الذين أبيدوا فوق أرضهم لتأسس عليها الولايات المتحدة الأمركية. والملاحظ أن الكهنة لم يراعوا في لعنة كنعان إبن سام حقائق التاريخ والجغرافيا. إذ جعلوا من عمر (نوح التوراة) الذي هو في هذه الحالة جد كنعان المفترض, وكنعان بحسب (التوراة) هو الأب الأول للكنعانيين! مخالف بشكل كلي لجميع الإكتشافات الأثرية التي أثبتت أن تواجد الكنعانيين في فلسطين, قد سبق ولادة جدهم المفترض (نوح التوراة). الذي لم تتجاوز ولادته بحسب (التوراة) عام 3000 ق.م. بينما أعطى الكهنة عمرا لبنو آدم (أجداد نوح المفترضين) نفس عمر بناء برج بابل الذي أشاده نبوخذ نصر في القرن السادس قبل الميلاد! فكل ذلك يوضح سخافة هذه القصص (التوراتية), وسخف من أخذ بها. ليزعم بعد ذلك بأن الناجين مع نوح كان أولاده الثلاثة سام وحام ويافث فقط, الذين تبلبلت ألسنتهم وتغيرت لغاتهم وتلونت جلودهم, ليشكلوا آباء مفترضين لشعوب لها حضاراتها وتاريخها وخصوصيتها, وشهدت على وجودها الإكتشافات الأثرية المحفوظة بين عظام أجدادها. وفي ذلك يقول الباحث مصطفى إنشاصي في دراسته سابقة الذكر, الآتي:" كان يجب على المؤرخين والكتاب المسلمين أن يدركوا أن تلك الأنساب غير صحيحة, وأنه لا يمكن أن يعتمدوا التوراة كتاب موثوق في تاريخ الأنساب وأصول الأعراق البشرية. أضف إلى ذلك أنه إذا لم يلتفت السلف إلى هذه الحقيقة, كان يجب أن يلتفت مؤرخي وكتاب عصرنا من المسلمين وغير المسلمين... ". والأغرب من كل ذلك أن الكنعانيين لم يأخذوا تسميتهم من كنعان إبن حام, الذي لم تثبت وجوده الإكتشافات الأثرية لا في فلسطين ولا في حولها. أنما أخذوها كما أكد معظم الباحثين والمؤرخين واللغويين من مصطلح الكانع التي تعني الثابت أو المرابط في أرضه. فالتكنع مثلاً بحسب معظم المعاجم العربية تعني التحصن. ومن الكانع المرابط والمتحصن في أرضه إشتقت الكنعانية والكنعانيون. وأعتقد بأن رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم أطلق على أهل فلسطين وما حولها صفة المرابطون, لأنه كان يعلم ما تدل عليه الكنعانية بالنسبة للمدلول عليهم أهل فلسطين. ففي حديث رواه ابن عساكر والطبراني عن أبي الدرداء رضيَّ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا معاذ إن الله سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة, فمن إختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس, فهو في جهاد إلى يوم القيامة. ويقول المهندس الأسير خالد أبوعرفه التالي:" لم تعطى صفة المرابطون لجمع آخر غير أهل فلسطين. فيسمى مرابطاً من تمرس على ثغر من ثغور الإسلام, أو رابط في موقع من المواقع التي تحتاج لسهر وتيقظ دائمين, وعادة ما يكون المقصود الرباط على الحدود تنفذه مجموعة من المرابطون. أما أن تعطى صفة الرباط لشعب بأجمعه, فهذا لم يحصل لغير أهل فلسطين". فكل ذلك يؤكد أن الكنعانيين أخذوا إسمهم من نمط عيشهم وليس من كنعان المفترض.  كما نكتشف أن معظم المعاجم اللغوية تذكر أن نقيض الكانع هو العابر, والعابر كلمة مشتقة من فعل عبر بمعنى قطع الطريق من منطقة إلى أخرى, أو عبر النهر من ضفة إلى أخرى. وهيّ في معظمها تدل على التنقل التي إتصف بها البدو من سكان الصحراء, حيث يقال لهم إلى يومنا هذا عبران. فالعابر هو الإنسان دائم الترحال, الذي يرتحل عابراً من مكان لآخر باحثا عن مراعي وأرض خصبة. لذلك سميّ عابراً, ومنها أشتقت العبرانية والعبرانيون. وقد أخذ بهذا النهج الباحث فرج الله صالح ديب في كتابه التوراة العربية وأورشليم اليمنيّة, حيث ذكر الآتي:" لا يدل مصطلح العبران والكنعان على شعوب مفترضة, بقدر الدلالة على نحلة المعاش. فالمعنى اللغوي لهذا المصطلح لا تعثر عليه إلا في القواميس العربية الجامعة للهجات, والذي يدل على نحلة المعاش. فالعبران مقابل الكنعان. والبداوة الخاضعة لتقلبات المناخ وللتصحر الزاحف والمتعيشة من الرعيّ, تحتقر الزراعة الثابتة ". وبما أن العشيرة المفترضة التي أطلقها الكهنة أثناء كتابتهم (للتوراة), جعلوها تنتحل صفة العبرانيون فمن الطبيعي أن يضعوا في قمة أعدائها, ذاك العدو الفطري المرادف والمضاد لها في نمط عيشها المفترض, الذين هم الكنعانيين الكانعين والمرابطين في أرضهم. والذين ووضعوا علاماتهم الداله عليهم في كل بقعة من بقاع الأرض المباركة. وبنو حضارتهم على أرض فلسطين التي سكنوها في الجزأ الساحلي الشرقي من البحر الأبيض المتوسط. وبما أن فلسطين هي بلاد المرابطين الكنعانيين, وهي مطمع كهنة بابل الحالمون بالإدعاء بأنهم العبرانيين من عشائر بني إسرائيل, لذلك كتبوا هذا النص الساقط  الوارد في (سفر التكوين- إصحاح- 9 -21-29):" وشرب (يعنى نوح) من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه, فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه, وأخبر أخويه خارجاً, فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء, وسترا عورة أبيهما, فلما إستيقظ نوح من خمره, علم ما فعل إبنه الصغير, فقال ملعون كنعان, عبد العبيد يكون لإخوته, وقال: مبارك الرب إله سام, وليكن كنعان عبداً لهم, ليفتح الله ليافث فيسكن فى مساكن سام وليكن, كنعان عبداً لهم". لتذهب بذلك أللعنة الكهنوتية في هذه القصة الساقطة دينياً وادبياً إلى كنعان, للقول بأن كنعان الملعون هو الأب المفترض للكنعانيين. ولتأخذ بعد ذلك هذه اللعنة شكلها الآلي وتلحق بالكنعانيين العرب المرابطين في فلسطين. وهكذا بسبب سكرة التعري ومشاهدة العورة وهب (إله التوراة) الغير موجود إلا في خيالات مَن صنعوه مِن كهنة بابل. أرض فلسطين الموجودة منذ ما قبل التاريخ بمن عليها بتاريخ, وما فيها من بركة, وما لها من إرث حضاري, للعشيرة  (التوراتية) المزمع إنشاؤها من شذاذ الأرض معتنقي اليهودية. ولتتوارث هذه العشيرة المفترضة بركه التعري (المقدسة) بشكل آليّ, حتى تصل إلى المجتمعين في فرساي, الذين وضعوا فلسطين التي تمثل بوابة السماء, وبيضة ميزان الحق والعدل والتوازن الفطري على هذه الأرض, رهينة في أيدى الشرعية الدولية التي رقصت على ألحان المزامير, بعد أن عزف المرابون لحنهم المنفرد بتجميع (اليهود) في فلسطين أثناء فترة الإنتداب. الأمر الذي يؤكد سخافة وفجور من إجتمع في فرساي, وشرع وعد (بلفور) المستوحى من قصة مشاهدة عورة (نوح) السكير. لينتهي بذلك المشهد الأول من تشريع سلب أرض فلسطين, بعد أن أخذت به الشرعية الدولية التي أنتجتها الحرب العالمية الأولى. 

--------------------انتهت.

 

باحث/مهـندس حسـني إبـراهـيم الحـايك
فلسطيني من لبنان

hosni1956@yahoo.com

 
 
 
 



 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster