|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
سأحدثكم عن الأب توما
الكبوشي:
بعد أن دُمر المشروع (التوراتي) أمام أسوار عكا، وخرج نابليون من
المنطقة تاركا في مصر محفل إيزيس الماسوني، نجح هذا المحفل في ضم بعض
مشايخ وعلماء الأزهر إليه. وتتحدث المصادر التي أرخت لتلك المرحلة، أن
من بين أعضاء هذا المحفل كان الشيخ حسن العطار الذي تولى مهمة تعليم
قادة الجيش الفرنسي اللغة العربية. والشيخ محمد المهتدي الذي تولى
كتابة المناشير والبيانات التي وجهها نابليون للشعب المصري. ليصبحا
هذان الشيخان بعد إنسحاب الفرنسيين من الركائز التي إعتمد عليها محمد
علي في إحتواء الكثير من علماء الأزهر، وضمهمىم الى العديد من المحافل
الماسونية التي فتحت في مصر بتشجيع من محمد علي. وقد أكد الاستاذ محمد
قطب عن مدى إهتمام الماسونية بمحمد علي، فذكر الآتي:" إحتضنته
الماسونية
إحتضاناً كاملاً لينفذ لها كل مخطاطتها، فأنشأت له جيشاً مدرباً على
أحدث الأساليب، ومجهزاً بأحدث الأسلحة المتاحة يومئذ بإشراف سليمان
باشا الفرنساوي.
لقد كانت المصالح الفرنسية ترى دعم محمد علي بالمحافل الماسونية يحقق
لها أهدافها، كما يساهم في إضعاف السلطنة العثمانية، وزرع خنجرها
المسموم، لذلك أنشأت لمحمد علي إسطولاً بحرياً متقدماً
متطوراً، وترسانة بحرية في دمياط، والقناطر الخيرية لتنظيم عملية الري
في مصر". والحقيقة أن عائلة روتشيلد التي مولت حملة نابليون، هيّ نفسها
من مول بناء إسطول محمد علي وتجهيز حملته على فلسطين بهدف السماح لبعض
اليهود في الإستيطان فيها. كما كانت هذه العائلة هيّ نفسها من جعل محمد
علي يغلق ملف جريمة ذبح البادري توما الكبوشي وخادمه إبراهيم أمارة،
هذه الجريمة التي هزت حينها كل بلاد الشام بفظاعتها. وقصة هذه الجريمة
تعود إلى تاريخ
7\2\1840 حين تقدم مساعد
القنصل الفرنسي في دمشق الى حاكم دمشق العثماني، بطلب تحري وبحث عن
فقدان الأب توما
الكبوشي، حيث كان الأب توما قد
غادر مقره إقامته لممارسة عمله في معالجة مرضى الجدري في الأحياء
القريبة من الدير. وكان بالعادة يبدأ جولته بالتجول في أحياء المسلمين
صباحا، ثم يذهب ظهرا إلى أحياء المسيحيين، ومن ثم يذهب إلى حارة
اليهود قبل مغيب الشمس ليعود من بعدها الى الدير مساءاً. لكنه في
التاريخ المذكور سُجل إختفاء الأب توما الكبوشي، كما سُجل إختفاء خادمه
ابراهيم
أمارة الذي خرج للبحث عن سيده. فأصدر حاكم دمشق أمراً بالبحث عن
الإثنين معاً. وبعد عدة أيام إكتشفت التحريات أن آخر مرة شوهد بها الأب
توما كانت عند أطراف حارة اليهود. وبعد تحريات مضنية وتحقيقات إستمرت
ما يقارب من شهر، تم القبض على حلاق يسكن بالقرب من الكنيس اليهودي
يدعى سليمان. وأثناء التحقيق مع سليمان إعترف المذكور بأن الاب توما
دخل مع الحاخامات موسى بخور يودا وموسى ابو العافية ويوسف ليتيوده
وداوود هراري، واخويه اسحاق وهارون إلى بيت داوود هراري بداعي تطعيم
أحد أولاد اليهود. وهناك أمسكوا بالأب توما وكبلوه في الحبال لذبحه
وأخذ دمه لتوضع في الفطير الخاص في الأعياد (التوراتية). وبعد ذلك تم
دعوة الحلاق سليمان لذبحه، فنفذ الحلاق مهمة الذبح بعد أن أفتى له
الحاخامات أن من يقوم بعملية ذبح الأب توما يصبح صالحاَ ويرضى عنه
(يهوه) ويدخله الجنة ليلعب مع أنثى الحوت! فقام أحد المجتمعين بإحضار
سكين حاد، ورماه بين أيدي الحلاق سليمان ليذبح الأب توما، بعد أن وضعوا
رقبته فوق وعاء كبير، بحرص أن لا تسقط نقطة دم واحدة خارجه. وبعد أن
تمت تصفية دماؤه تم سحبه من الحجرة الذبح الى غرفة أخرى لتقطيعه قطعاً
صغيرة وضعت في أكياس، وتم رميها في مصرف المجاري القريب من الحارة.
وهكذا بعد إعتراف الحلاق بهذه المجزرة (اليهوية) النكراء، والبوح
بأسماء جميع المشاركين بها. تم التحقيق مع الحاخام ابو العافية
ومواجهته بالحقائق التي أوردها الحلاق سليمان، والذي بدوره إعترف
بالجريمة. فتم القبض عليه وعلى جميع المجرمين الذين أدلوا بإعترافاتهم
في جريمة
قتل
الاب توما
ومن ثم قتل خادمه ابراهيم أماره بنفس الطريقة. وكان إبراهيم قد إستدرج
من قبل نفس المجموعة حين ذهب للبحث عن معلمه، حيث قال له أحد المشتركين
في ذبح الأب توما، أن معلمه في الداخل ينتظره، وقال له أدخل لعلك تساعد
معلمك في شيئ ما، وبعد دخوله تم ذبحه وتقطيعه بنفس الطريقة التي ذبح
وقطع بها الأب توما. وللعلم أن كل محاضر ووقائع هذه القضية محفوظة
ومسجلة في سجلات المحكمة الشرعية في حلب وحماة ودمشق في عام 1840. وقد
حصل على نسخة منها المستشرق الفرنسي شارل لوران، وقد ترجمها الى اللغة
العربية الدكتور يوسف نصر الله ونشرها في القاهرة 16\9\1898. ومما ذكره
(شارل لوران) بكتابه (تاريخ سورية
لسنة 1840م) عن هذه الحادثة الآتي:" يبين مصير الحكم بالإعدام على
المتآمرين المجرمين القتلة، ذلك المصير المؤسف الذي خلاصته أن أناساً
من كبار أغنياء اليهود المتنفذين في أوروبا وخصوصا عائلة روتشيلد،
تداعوا لإنقاذ المحكوم عليهم، وأرسلوا مندوبين إثنين من فرنسا إلى مصر،
وهما كراميو وموييز مونتيفيوري، فإتصلا بمحمد علي والد إبراهيم باشا
الذي كان جيشه يحتل سورية في ذلك العهد، وطلبا منه الأمر بإعادة
المحاكمة وتبرأة المتهمين. فأجابهما محمد علي بأنه سيفعل خيراً في ذلك.
فأصدر فرمانا تضمن الأمر العفو عن المحكومين العشرة، الذين أدينوا
بالجريمة النكراء بالبينات القاطعة الدامغة، وبإعترافاتهم الصادرة منهم
بحضور بعض قناصل الدول الأجنبية في جلسات المحاكمة، وبدلالتهم على
أشلاء وأشياء الضحايا. ولكن المندوبين اليهوديين إعترضا على تعبير
العفو في الفرمان، لأنه يعني أن المعفو عنهم مذنبون، فغير لهم محمد علي
صيغة الفرمان، بإستخدام عبارات لا تدل على إدانة اليهود العشرة في
إرتكاب الجرم. من كل ما تقدم نكتشف حقيقة هذا المعتقد الإسقاطي الذي
يحاور حاخامته البعض، ويعزي بحاخامته القتلة من يدعون زورا تمثيل الشعب
الفلسطيني! --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2013م