|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
التوراة
الحمد لله الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب و الحكمة . وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين . الحمد لله
الذي اصطفى هذه الأمة بميراث النبوة والقرآن الكريم . الحمد لله الذي
قال في كتابه العزيز : " فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة
الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً
عظيماً ، وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال
والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها
واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً ، الذين آمنوا
يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا
أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً "(سورة النساء - الآية- 74 –
76). يعتقد المؤمنون بمذهب الشيطان، أن استمرار مشروعهم، و نجاح مخططهم
في إقامة الحكومة العالمية للإلحاد. يتطلب في الأساس القضاء على
الإسلام كدين ونهج و رسالة إنسانية، تدعو إلى الخير و تأمر بالمعروف
وتنهى عن الفحشاء و المنكر و البغيّّ. فلذلك تغلغلوا في الإسلام و
المسيحية. و أسسوا مذاهب عجيبة و فرقا خطيرة. من أهمها و أخطرها فرقة
من ( يهود ) تركيا عرفت ( بيهود ) الدونمه. ظهرت هذه الفرقة في السلطنة
العثمانية، بعد أن وفرت لها السلطنة الملجأ الآمن، بعد فترة مظلمة من
الإضهاد الأوروبي لكل من هو لا يدين بمذهب الكنيسة المسيحية، و تسمى
هذه المرحلة عالميا بمرحلة محاكم التفتيش. و نتيجة لهذا الإضهاد لجأ
العديد من ( اليهود ) إلى السلطنة العثمانية هربا من البطش الأوروبي. و
وسط التسامح الإسلامي عاش ( اليهود ) في رعاية السلطنة العثمانية، و
استمرت هذه الرعاية الطيبة حتى في خلافة السلطان عبد الحميد الذي تآمر
( اليهود ) عليه. و تؤكد ( الموسوعة اليهودية ) بان السلطان عبد الحميد
الثاني عامل ( يهود ) الدولة العثمانية معاملة طيبة، ويشهد بذلك بعض
المقربين إليه من اليهود أمثال ارمينيوس فامبر الصديق الشخصي للسلطان
الذي أكد، من خلال الصداقة التي تربطه بالسلطان لسنوات طويلة، بأن كانت
له الفرصة للتعرف على معاملة السلطان المتسامحة ( لليهود ). فقد منح
السلطان (اليهود ) المساواة أمام القانون مع رعاياه المسلمين، وعندما
استلم الحكم أمر بإعطاء رواتب شهرية لحاخام تركيا الأكبر، و بمعنى آخر
عامل الحاخام كما يعامل كبار موظفي الدولة. و اتخذ السلطان تقليداً في
عيد الفصح بإرسال ثمانية آلاف فرنك إلى حاخام القسطنطينية لتوزع على
فقراء ( اليهود ) في العاصمة التركية. وعندما منعت حكومة كريت المحلية
في عام 1881 م مشاركة اليهود في الانتخابات البلدية، ألغى عبد الحميد
هذه الانتخابات، و وبخ السلطات لتعديها على الحقوق المدنية ( اليهود )،
وفي عام 1882 م ونتيجة للحريق الذي شب في الحي اليهودي، تشردت ستة آلاف
عائلة يهودية في القسطنطينية، فبذل السلطان عبد الحميد ما باستطاعته
للتخفيف من تأثيرات هذه الكارثة عن ( اليهود ). (حسان علي الحلاق /
موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية - الدار الجامعية - بيروت -
الطبعة الثانية - 1980 م - ص - 309 ـ 310 ( لكن كيف رد ( اليهود )
للعثمانيين هذه المعاملة الطيبة، فلنعود في القصة من البداية: و من بين مجموعات ( اليهود ) التي فرت من بطش محاكم التفتيش، ولد
(سبتاي شيفي ) في رحاب هذه السلطنة و تسامحها في تمّوز عام 1626 في
مدينة أزمير، من أبوين ( يهوديين ) هما من أصل أسباني، كان اسم والده
موردخاي شيفي المعروف بين الأتراك باسم ( منتسن الأسود ) وتتلمذ على
أيدي الحاخام اسحق دالبا منذ أن كان عمره خمسة عشرة سنة. و قرأ (
التوراة ) والتلمود وبرع في تفسيريهما. تأثر سبتاي منذ طفولته بما كان
لدى ( اليهود ) من اعتقاد بأن حساب الجمل لبعض الكلمات الواردة في (
التوراة )، ترمز إلى أن المسيح المنتظر سيظهر عام 1648 م، ليقود (
اليهود ) إلى فلسطين. و تأكيدا لذلك ظهرت في أوروبا حركة منظمة بين
التوراتيين تنادى بإعادة ( اليهود ) إلى فلسطين، وقد قام اثنان من
الإنجليز المقيمين في أمستردام برفع عريضة إلى حكومتهم، يطلبون فيها
بذل جهد مشترك مع هولندا لتوطين (اليهود) في فلسطين. وجاء في العريضة
بحسب ما ذكره الأستاذ يوسف العاصي: " ستكون هذه الأمة الإنجليزية مع
سكان الأراضي المنخفضة من أول الناس وأكثرهم استعداداً، لنقل أبناء
إسرائيل وبناتها إلى الأرض التي وعد بها أجدادهم، إبراهيم وإسحاق
ويعقوب كإرث باق أبدا، ولم تكن هذه الأفكار سائدة في إنجلترا وحدها في
هذه الفترة، بل امتدت إلى المناطق الأخرى من أوربا، والتي أصبحت
البروتستانتية راسخة الإقدام فيها. مثل هولندا وبلجيكا ومجموعة الدول
الاسكندنافية كان هذا في العام 1649 " (يوسف العاصي الطويل - الصليبيون
الجدد- ص (30). و يعتقد أيضا بأن (المسيح) سيظهر في صورة نبي مخلص،
يحكم العالم من القدس، التي سيتخذها مركزا وعاصمة ( للدولة اليهودية )،
وكلمة مسيح في المفهوم ( ألتوراتي ) تعني الرجل الذي طهره ( يهوى ). و
( يهوى ) هو الاسم الذي تسقطه المجموعة اللصوصية المسماة ( باليهود )
زورا على إلههم الذي يتحدث عنه كتاب ( التوراة ). حيث يسقط التوراة على
إلههم الذي يعبدونه صورة ذهنية معتلة وكأنه يعبث مع هذه المجموعة
الفاسقة بإحدى حاراتهم، وكل همه تسويق نفسه كإله للعالم السفلي
والرذيلة والفجور ( يمكن مراجعة نصوص أسفار التوراة للتأكد من ذلك )،
حيث يغدق من العطايا التي لا يملكها، لمجموعة من اللصوص لا تستحقها (
كما هو الحال مع وعد بلفور)، بعد أن يتم رشوته ببعض الذبائح، فهو إله
يحب اللحم المشوي، ورائحته تدخل البهجة والسرور إلى قلبه ً. و
تظهر(التوراة) يهوى بصورة النهم، الذي لديه الاستعداد لكي يتنازل عن كل
شيء في سبيل وجبة دسمة من اللحم المشوي، يمكن أن تقدم له كما تقدم
الأضاحي البشرية اليوم تباركا بالشيطان. و (التوراة) من أوله لآخره
يذكر القرابين المشوية. و لا يكاد إصحاح واحد يخلو من ذكر قرابين اللحم
المشوي. كما لا يهم أن يكون اللحم المشوي من عجول أغنام مسروقة، كما
يزعمون في كتابهم أن يعقوب سرق أغنام خاله وقدم اللحم المشوي للرب
فتنسم الرب نسيم الرضا بعد أن امتلأت خياشيمه بدخان اللحم المشوي.
وأعطى يعقوب العهد له ولأولاده وأعطاهم أرض فلسطين (جميع أرض كنعان
تكون لك ولنسلك من بعدك )، وأعطاهم الأرض و حولها من النيل إلى الفرات،
أو من لحوم الضحايا الذين سكنوا هذه المناطق من العرب. أنزلت التوراة على سيدنا موسى عليه السلام و هي حق، وتسمية التوراة
هي تسمية عربية، حيث حاول الكثير من الباحثين أن يجدوا معنى لكلمة
التوراة في المعاجم الأجنبية فلم يجدوا لها أصول إلا في القاموس
العربي. حيث آمنت بني إسرائيل وهي إحدى القبائل العربية التي كانت
أساسا تتبع النبي العربي إسرائيل بسيدنا موسى عليه السلام. فسرقت
المجموعة اللصوصية المسماة زورا ( باليهودية ) أسم التوراة العربي
وأطلقته على كتاب آخر، أسمته ( التوراة )، و ادعت زورا أنها تنتمي لبني
إسرائيل الذين هم عربا أساسا، بعد أن بدلت الهدى بالضلال والمعرفة و
النور بالجهل والظلام والحقد الأسود على العالمين. فلذلك كان هذا
الكتاب الآخر المسمى بنفس الاسم (التوراة)، و الذي يؤمن به (يهود)
اليوم وبعض الكنائس المسيحية المهودة ويعترف به بعض علماء الحكام من
المسلمين، وخصوصا الذين يقودون عملية ما يسمى بحوار الديانات، هذا
الحوار القائم على مفهوم مدلس ينطلق من فهم خاطيء للدين، ينطلق هذا
الفهم من أن كل العبادات هي لله الواحد، و في الحقيقة أن العبادة في (
التوراة ) هي للشيطان الرجيم، كما هي كذلك في معظم المذاهب الباطنية،
كما أن للفظة الدين في اللغة العربيَّة عِدَّةَ معانٍ بحسب ما وردت في
القرآن الكريم، منها الجزاء، و المكافأة، ومنها يوم الدين، ومنها اسم
الله سبحانه وتعالى الدّيان. كما تعني هذه اللفظة و بحسب ما وردت في
القرآن الكريم الملك، و الطاعة. و الكلمة في الإنجليزية "Religion"
لا تحمل إلا معنى الطقوس، ولا تحمل المعاني التي تحملها في اللغة
العربية. فكيف يستقيم بذلك حوار الأديان بشمولية معانيها الإسلامية، و
خصوصية و رمزية ما تهدف إليه في المذاهب الأخرى، التي كرس بعضها
العبادة للشيطان، بعد أن أفرغ الدين من كل محتواه، و بعد أن أصبح
الحوار اليوم قائم على المفهوم الغربي للدين، فالأديان معروفة، و أصحاب
كل دين يدعون لدينهم، لا يحاورون حول الثوابت الدينية. و الإسلام دعوة
و بلاغ لا طقوسا تؤدى يمكن الحوار حولها. يقول الله في كتابه العزيز:
"الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا" - المائدة - 3 ). و بما
أن الثقافة التي يدعوا إليها القرآن الكريم تختلف عن الثقافة التي يدعو
إليها كتاب التوراة، فهذا يبرهن أن الإله الذي يعبد في التوراة و الذي
يظهر واضحا من ثقافة هذا الكتاب هو الشيطان الرجيم، إذن من هذا المنطلق
لا يمكن الجمع بين مفهوم التوحيد المرتكز على عبادة الله الواحد الأحد
و الآخر المرتكز على عبادة الشيطان. و سنجد أن معظم الذي ينحون هذا
المنحى، يؤمنون بمملكة الغواية الشيطانية وينتمون إلى إحدى محافل
الشيطان و خصوصا الماسونية. و لمحاولة فهم ذلك نستطيع القول، بأن أتباع
هذا المذهب أللصوصي ينقسمون إلى فرق تختلف فيما بينها حول قبول (
الشريعة الشفوية )، التي تم تدوينها في كتاب سميّ التلمود. و التلمود
هو الكتاب الذي يحتوي على تفسير الحاخامات لشريعة الغواية المكتوبة في
(التوراة). وهو من أهم الكتب المذهبية عند هذه الطائفة اللصوصية التي
تحدد أساس المعتقد (اليهودي)، وهو الثمرة الفاسدة الأساسية للشريعة
الشفوية للوسوسات الشيطانية. و يختلف محتوى التلمود كثـيراً عن محتوى (التوراة)، فالتلمود أخطر
من (التوراة) نظرا لشموله على رموز شيطانية (هي اليوم رموز المنظمات
السرية كالماسونية وغيرها من منظمات الشيطان، والتي تقود العالم
بتسميات مختلفة ). ومن هذه الفرق التي تستخدم هذا المبدأ فرقة تسمى
الكابالاه، وهي فرقة نشأت على الالتزام بأفكار التلمود مع تأثر كبير
بالمجوسية و بالزرادشتية و الفرعونية و البوذية. و تعني الكابالاه
الناموس، وهي مذهب غامض ومهيمن عند المجموعة اللصوصية، و هو شكل من
أشكال الغنطوسية التي يبحث فيها الإنسان بالماورائيات ليجد الألوهية في
ذاته. و يعتقد الكثير من المفكرين بأن الكابالاه كانت عقيدة شفهية
تتعلق بالأسرار المصرية القديمة وخصوصا الرموز التي لها علاقة بالسحر.
و أعتقد أن هذا النهج في التحليل هو الأقرب إلى الحقيقة، كون السحر
يمثل قوة فرعون الإلحادية الضاربة في مواجهة رسالة التوحيد التي كلف
الله بها سيدنا موسى عليه السلام لإبلاغها لفرعون، بحسب ما ورد في
القرآن الكريم في ( سورة الشعراء – آية 16 ): " فأتيا فرعون فقولا إنا
رسول رب العالمين ". و لمواجهة رسالة سيدنا موسى عليه السلام، جمع
فرعون السحرة من كل مملكته بحسب ( سورة الشعراء - 38 ): " فجمع السحرة
لميقات يوم معلوم ". من هذا المنطق نستطيع أن نفهم الأهداف و الرموز
المشتركة بين ( اليهودية ) و جميع المذاهب الباطنية، التي استمدت
تعاليمها من شرك ألسامري ورمزية ثوره الذهبي ( التي هي رموز عبدة
الشيطان ). و من طقوس السحر والشعوذة والعرافة آنذاك، و كذلك من طرق
الاتصال بالجنّ التي استمدوها من مفاهيم العالم السفلي في العبادة.
لذلك حين أرادت المجموعة اللصوصية أن تكرس عبادة الشيطان، أعادت
الاعتبار لعبادة عجل ألسامري الذهبي. و كذلك للشمس التي عبدها الفراعنة
كإله يستمد منها النور. و لتأكيد ذلك أطلقوا على أنفسهم النورانيون
حاملو الشعلة، التي تعني (لوسيفر) و هو اسم إبليس. فاجتمعت كل هذه
الرموز الشيطانية لتكون رموزا للماسونية التي أسست الولايات المتحدة
الأمريكية، فلذلك نجد هذه الرموز مهيمنة على كل مناحي الحياة
الأمريكية. و هذه الرموز هي نفسها التي تحاول الولايات المتحدة تسويقها
من أجل فرضها على العالم، تحت مفاهيم العولمة. و كذلك وضعت هذه الرموز
مجتمعة على الدولار لتكون أساس الاقتصاد العالمي، لتكون رموز الشيطان
في بيت كل إنسان على هذه المعمورة. و هي نفس الرموز المستخدمة في الأمم
المتحدة لتظهر الأهداف الأساسية التي قامت عليها هذه المؤسسة الدولية (
سأثبت ذلك في كتابي الذي سيصدر لاحقا تحت عنوان الانهيار القادم ). ظهرت عند الكاباليين تأويلات وتفسيرات للتلمود تعتمد على الطريقة
الباطنية في التنبؤ في الأمور التي ستحدث لاحقا ( و هذه التأويلات
تتشابه في أيامنا هذه مع ما يسمى بعلم التنجيم أو الأبراج )، تستخدم
الحروف ودلالاتها الرمزية والطلاسم و السحر في تفسير نصوص ( التوراة ).
حيث تم شرحها بشكل تنبئي تركز على إظهار بعض رموز و طلاسم السحر، على
أنها رسالات بين الشيطان يهوى وشعبه الخاص. و يلعب دور الوسيط، أو دور
ساعي البريد بينهما الحاخامات، أو كهنة الشيطان المتخفين بثوب قساوسة و
علماء دين. و تعتمد هذه الطريقة على استخدام الرموز و وضعها في معادلات
حسابية بشرية المنشأ. يتم تسويقها على أنها إلهية المصدر، لتستخدم
نتائجها في رسم سيناريوهات مستقبلية للبشرية. لتكون دلالاتها بمثابة
أوامر إلهية ( مقدسة ) وجب تحقيقها. هكذا تصبح الأساطير و الخرافات
التي تشرع سرقة الشعوب، تنبوءات من يهوى. و أكاذيب المجموعة اللصوصية
حقائق فرضها ( رب الجنود الذي يسير أمام شعبه بخيمة )، و الرذائل
الشيطانية التي تقشعر من هولها الأبدان، فضائل خيرة يسعى إليها كل
إنسان تحت مفهوم الحضارة، و تصبح فلسطين أرض رباط الموحدين بالله، محطة
إنتظار للمسيح ( الدجال ). و لأجل هذا الدجال أسست مراكز كثيرة للأبحاث
و الدراسات و التنبؤات، التي تنتظر قدومه تلبية لطلب المختلين من
شياطين الإنس من الحاخامات. و بسببه تشن الحروب العدوانية و ترتكب
المجازر الجماعية ضد البشرية، للوصول إلى المعركة الفاصلة التي أسموها
معركة هرمجدون العالمية. هذه المعركة ( التوراتية ) التي ستمهد حسب
زعمهم لاستقبال مخلص هذه المجموعة اللصوصية ( فلذلك ترتكب المجازر ضد
المسلمين في حرب محفل الشيطان ضد الإسلام مدعومة بالقرارات الدولية، و
تآمر حكام هذه الأمة ). و لعل هذا الأمر يعبر عن فكر إلحادي كريه ينم
على قمة الاستخفاف بالعقل البشري. حيث يوازي بين الخالق المتعالي و
المخلوق السفلي المتفاني. و لذلك أوجد المتنبئون التوراتيين نهجا سفليا
من مفاهيم الرذيلة يضع البشرية في منزلة البهائم التي تستقبل الأوامر و
تلتزم بها، من دون التفكير بنتائجها. تعتمد هذه التنبؤات على نظرية
الحروف، و طريقة الحساب فيها تجري على آلية إعطاء كل حرف عدد معين
بترتيب ( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ظغض) فحرف الألف عدده واحد
وهكذا يكبر العدد بإضافة الصفر عند انتهاء كل تسعة أحرف حتى الوصول إلى
حرف الضاد برقم ألف. أما بالنسبة إلى اللغة العربية فإنها تزيد بحرف
واحد عن اللغة ( العبرية ) و اليونانية فلذلك كان الحرف الأخير من
اللغة العربية يوازي رقم ألف، أما اللغات الأخرى فتنتهي برقم 900. كما
هو مبين في الجداول التالية: في العبرية: في الإغريقية : و هكذا يقوم معتقد الكابالاه على أساس فكرة الانتظار، وكل هم
الكاباليين توجيه العقل البشري لتجيير بعض الحسابات، و استخدام نتائجها
في التنبؤ الزمني بمجيء ( المسيح المنتظر ). فلذلك اعتقد بأن كل كلمة
أو حرف من حروف (التوراة) يحمل معنى باطنيا، يمكن الحصول عليه من جمع
الإستدلالات الحرفية للأرقام، أو الإستدلالات الرقمية للحروف بطريقة
التنجيمية. و تجير هذه الحسابات، التي هي عبارة عن أضاليل وأكاذيب بعض
التواريخ بشكل خرافي في خدمة فكرة قدوم دجال معين يريد إن يسود وسط (
اليهود ) أطلقوا عليه زورا اسم المسيح. و من هؤلاء الدجالين الذين تم
التوقع في قدومه كان ( اليهودي ) سبتاي شيفي. ادعى هذا الدجال انه
المسيح الذي ينتظره (اليهود)، و إمعانا في الاحتيال أطلق سبتاي إلى (
اليهود ) النداء التالي: " سلام من ابن الله سبتاي شيفي مسيح إسرائيل،
و ضلعها إلى كل فرد من بني إسرائيل، لقد نلتم شرف معاصرة منقذ بني
إسرائيل، و مخلّصهم الذي بشّر به أنبياؤنا. فعليكم أن تجعلوا أحزانكم
أفراحاً، وصيامكم إفطاراً ولهواً، فلن تحزنوا بعد اليوم، أعلنوا عن
فرحكم بالطبول و الأرغن و الموسيقا، واشكروا الذي وعدكم فوفى بوعده، و
واظبوا على مبادئكم كما في السابق. أما أيام المصائب والمآتم، فاجعلوها
بسبب بعثي أيام شكر و مسرّة. لا تهابوا شيئاً فإن حكمكم لن يقتصر على
أمم الأرض، بل سيتعدّاها إلى جميع المخلوقات في أعماق البحار. كل هؤلاء
يخرّون لكم لرفاهيتكم. (تاريخ الدونمه - وعلاقتهم بمذابح الأرمن -
الباحث في التاريخ السيّد مفيد عرنوق -
http://www.altareekh.com) ) . و في أزمير موطن سبتاي انهالت وفود اليهود عليه من رودس و
أدرنه و صوفيا و اليونان و ألمانيا، حيث قلدته هذه الوفود تاج ملك
الملوك. فقام سبتاي بتقسيم العالم إلى 38 منطقة، وعين لكل منطقة ملكا
لها (وهذا ما تقوم به اليوم المنظمات السرية مثل الماسونية و الروتاري
و الليونز و غيرها من المنظمات السرية، التي تقسم العالم إلى مناطق
مختلفة. و عينوا عليها حاكما في كل منطقة) و ووقع سبتاي رسائله بلقب
الابن الوحيد الأول ( ليهوه ). و في نفس هذه الفترة الزمنية ادعى دجال
آخر، هو حاخام ( يهودي) بولوني اسمه ناحيم كوهين بأنه هو المسيح الحق،
بينما سبتاي ما هو إلا عبارة عن دجال. و عرف عن الحاخام كوهين بأنه
ساحرا ومطلعاً على كتب العالم السفلي المختصة باستحضار الأرواح. انطلق
الحاخام كوهين في ادعاءه هذا، من منطق أن الكتب المسيحيّة تبشر
بمسيحيين اثنين لا بمسيح واحد. لكن سبتاي دعا أتباعه إلى رفض ادعاء
ناحيم كوهين و وصفه بالدجال، فاشتدّت العداوة بين الاثنين، فلذلك أخذ
كل من هذبن الدجالين يحيك المؤامرات ضد بعضهم بعضا. فتقدم ناحيم كوهين
بشكوى إلى القصر العثماني مدعيا أن سبتاي اعد العدة للقيام بتمرد بين
(اليهود)، بهدف الهجرة إلى فلسطين، وإقامة دولة لهم فيها. فأصدر
السلطان العثماني أمرا عاجلا بالقبض على سبتاي و اقتياده إلى القصر،
وفي القصر عقدت محاكمة لسبتاي حضرها كل من مصطفى باشا القائم بأعمال
رئيس الوزراء، و شيخ الإسلام يحي أفندي منقري زادة، و إمام القصر محمد
أفندي وانلي، أما السلطان فكان يجلس في غرفة مجاورة يسمع ما يقال في
هذه المحاكمة بواسطة الترجمان. و في هذه الجلسة واجه سبتاي مجموعة من
علماء المسلمين تبينوا في النهاية كذب روايته. فقيل لسبتاي: " أنت
تدّعي أنك المسيح فأرنا معجزاتك، حيث سنقوم بتجريدك من ثيابك، ونجعلك
هدفاً لسهام المهرة من رجالنا، فإن لم تغرز السهام في جسمك فسيقبل
السلطان ادّعاءك ". فهم سبتاي ما قيل له فأنكر ما اسند إليه، و أكد أن
أعدائه تأوّلوا عليه. وكان السلطان محمد الرابع يسمع ما يقال في
المجلس، وعندئذ أمر السلطان بأن يعرض على سبتاي الإسلام، فأجاب سبتاي:
" اشهد إن لا اله إلا الله واشهد إن محمدا رسول الله ... والإسلام يجب
ما قبله ". فعفا بذلك عنه السلطان بعد إن أنكر كل ادعاءاته. وبعد أن
أشهر سبتاي إسلامه، أطلق على نفسه اسم محمد عزيز أفندي و لقب بمحمد
البواب. بسبب الوظيفة التي عرضها عليه السلطان، و التي كانت وظيفة رئيس
البوابين في القصر السلطاني (لقد ذكرت هذه الحادثة في تاريخ نشانجي
عبدي باشا المسمى بكتاب الوقائع، و في تاريخ محمد أفندي السلحدار، وفي
تاريخ راشد أفندي، وكذلك في التاريخ السياسي لمؤلفه كامل باشا، وجميع
هذه الكتب مخطوطة بالتركيّة ). على الفور أرسل (سبتاي ) نشرة إلى أتباعه قال فيها: " جعلني يهوه
مسلما. أنا أخوكم محمد البواب، وهكذا امرني فأطعت ". وعلى هذه المجموعة
أطلق الأتراك لقب الدونمه. و الدونمه، صفه تعني العائد أي الذي اسلم
بعد إن كان يدين (باليهودية )، ثم أصبحت الكلمة اصطلاحا يعني المسلم في
الظاهر ( اليهودي ) في الباطن. وكلمة دونمه أو دومنه، هي مصطلح من أصل
العامية التركية، مركبة من ( دو ) أي اثنين (فارسية الأصل ) و ( نمه )
أو ( منه ) بمعنى نوع، أي الفرقة القائمة على نوعين من الأصول، النوع
(اليهودي ) والنوع الإسلامي. و تعني كذلك الراجعون، التي تحمل معنيين
الأول الراجعون إلى الدين الحقيقي، أي الإسلام وإما المعنى الباطني،
كما يعتقدون زورا الراجعون إلى فلسطين. غير أن الأتراك أخذوا بالمعنى
الأوّل، و سمحوا لسبتاي بتنظيم عقائد أنصاره وعباداتهم كما يشاء. و لعل
المتتبع لتاريخ هذه المجموعة اللصوصية، يجد أنها في مناسبات عديدة،
اعتنقت مذاهب مختلفة، و حافظت على المذهب أللصوصي باطنيا، ففي عام 1880
نشرت مجلّة الدروس اليهودية التي تتقاضى نفقاتها من جيمس روتشيلد
اسنادين يوضّحان أن حكماء صهيون يعملون منذ القرن الخامس عشر في سبيل
الاعتناق الباطني ( لليهود ) في أماكن تواجدهم ليخفوا حقيقة مخططاتهم
الشيطانية عن الشعوب التي تأويهم. فمثلا في عام 1489 كتب شامورياء زعيم
يهود مدينة ارل الفرنسية إلى المجمع اليهودي العالمي في ألأستانة رسالة
يصف فيها حالات حرجة يقع فيها ( اليهود ) فقال: " إن فرنسيي اكواريل
ومرسيليا يتهدّدون فماذا نعمل ؟ ... "فورده الجواب التالي من المجمع
اليهودي في ألأستانة: " أيها الإخوة الأعزاء بموسى تلقينا كتابكم وفيه
تطلعونا على الكثير من الهموم والبلايا التي تتعرضون لها، فكان وقع هذا
الخبر شديد الوطأة علينا. و إليكم برأي الحكّام والربانيين: بمقتضى
قولكم أن ملك فرنسا يجبركم على اعتناق الدين المسيحي فاعتنقوه دون أن
تقاوموا. غير أنه يجب عليكم أن تبقوا شريعة موسى راسخة في قلوبكم.
وبمقتضى قولكم، إنهم يأمرونكم بالتجرّد من أملاككم، فاجعلوا أولادكم
تجّاراً ليتمكّنوا من تجريد المسيحيين من أملاكهم. وبمقتضى قولكم إنهم
يهدمون معابدكم، فاجعلوا من أولادكم رهبانا و اكليريكيين كي يهدموا
كنائسهم. و بمقتضى قولكم أنهم يعتدون على حياتكم، فاجعلوا من أولادكم
أطباء وصيادلة وهم يقضون على حياة المسيحيين. وبمقتضى قولكم إنهم
يسومونكم عذابات كثيرة، فاجعلوا أولادكم وكلاء دعاوى و كتبة عدل حتى
يتدخّلوا دوماً في القضاء كي يُخضعوا المسيحيين لنيركم. فتستولون بذلك
على زمام السلطة العالية وبذلك يكون الانتقام. سيروا بموجب أمرنا هذا
لتعلموا بالاختبار أنكم من هنا تتوصّلون إلى ذروة القوة العظمى." من هذا الفهم الباطني طلب سبتاي من السلطان العثماني بان يسمح له
بدعوة ( اليهود ) إلى الإسلام، فأذن له السلطان بذلك، فانتهز سبتاي هذه
الفرصة لتحقيق مخططات المرابين. وانطلق بين ( اليهود ) يواصل دعوته،
ويحثهم على اعتناق الإسلام ظاهريا، و دراسته والتفقه بعلومه، حتى يكون
منهم الشيوخ والعلماء الذين يعلمون المسلمين كل ما يختص بشؤون الإسلام،
ويفتون للمسلمين بكل ما يتعلق بشؤون حياتهم. و قد نصح أتباعه بإتباع
خطة شيطانية خطيرة لمحاربة الدين الإسلامي، تعتمد على مبدأ عدم تكذيب
ما ورد في القرآن الكريم، لكن يمكن ترجيح تفسير آياته بشكل يوافق معاني
باطنية تتقبل التأويل، وهذا ما يؤدي إلى التشكيك بالهدف الحقيقي
للمعنى، و توجيه المعنى إن أمكن في بعض الحالات بشكل يتوافق مع النص
(ألتوراتي). أما إن تعذر ذلك، فيمكن الإكثار من التفسير الذي لا يعتمد
على مقاييس موحدة، أساسها السنة النبوية، لكنها ممكن أن تعتمد على
الفلسفة الماورائية في فهم الخالق التي أساسها الصوفية التوراتية
(الكابالاه)، أو على الأحاديث الضعيفة من الإسرائيليات. و بذلك يتم
إدخال بعض الشبهات الشيطانية بين المسلمين ضمن معاني كثيرة مختلفة و
متناقضة. و بحسب هذا المنهاج الباطني في تشويه الدين، يتم سلخ المسلم
عن دينه تمهيدا لتعميم عبادة الشيطان، و لعلنا نجد جماعات إسلامية
كثيرة اليوم منتشرة في بلاد المسلمين، يعتمدون على هذا المنهج في
الإكثار من التأويل، لتكريس نهج سبتاي في تشويه الإسلام و المسلمين.
توفيّ سبتاي شيفي ( محمد عزيز أفندي ) عام 1675، وقبل وفاته أوصى
بخلافته إلى تلميذه عبد الله يعقوب جلبي ( لندقق مثلا بإسم هذه العائلة
! ) الذي كان أسمه أصلا جوزيف كريدو، و هو أخ لزوجته. وأما زوجته
يوهيفيد فقد انتقلت بعد وفاته إلى بيت أبيها وأخيها في سلانيك، حيث بدأ
الاثنان في جمع أنصارهما الذين أطلق عليهم ( يهود ) الدونمه، كان عدد
أسرهم وقتئذ لا يتجاوز المائتين. بعد تولّي عبد الله يعقوب جلبي رئاسة
الدونمه في سلانيك نظّم عقائد فرقته، وطلب منهم كسابقه مراعاة عادات
المسلمين، فلم يرقْ هذا الاتجاه لفئة من الدونمة تحت زعامة رجل اسمه
مصطفى جلبي هذا المنحى. فانقسمت الدونمة عام 1689 إلى فئتين بعد مضّي
أربعة عشر عاماً على وفاة سبتاي. الفرقة الأولى عُرفت باسم اليعقوبيين
نسبة إلى يعقوب جلبي، أو حزب حمدي بك. كما عرفت الفئة الثانية أي فئة
مصطفى جلبي باسم " القره قاشيين " أو المؤمنين أو حزب عثمان بك.
بعد واحد وثلاثين عاماً من الانقسام أي في عام 1720 حصل انشقاق داخل
حزب القره قاشيين فانفصلت عنه جماعة سمّت نفسها " البابو " أو حزب
إبراهيم آغا. وبذلك أصبحت الدونمة ثلاث طوائف مختلفة. أما بالنسبة
للسلطنة العثمانية، فبعد إن غير ( يهود ) الدونمة أسمائهم بأسماء
إسلامية واظبوا على الارتقاء في المناصب، حتى وصل بعضهم إلى أعلى
المناصب. ساعدهم في ذلك التدخل الأوروبي في سياسة السلطنة العثمانية
الضعيفة، و دعم هذه الطائفة للتسلم أمور الإسلام في العالم الإسلامي.
لعب ( يهود ) الدونمة الدور البارز في إنهاك وتقصير عمر السلطنة
العثمانية. من خلال ربطها بالمخطط العالمي المرسوم من قبل محفل
الشيطان، و كمقدمة لإشراكها في الحرب العالمية المخطط لها. ومن ضمن
الدور المرسوم لتركيا أن تخرج من هذه الحرب منهزمة، الأمر الذي سيؤدي
إلى انهيارها وتقسيم أراضي السلطنة. تزامن ذلك مع بداية ظهور المخطط
الصهيوني في فلسطين التي كانت جزءا من الخلافة العثمانية الممتدة من
1516-1918. و الصهيونية حركة مذهبية سياسية معلنة، تخدم اليهود بطريق
مباشر، وهي الجهاز التنفيذي الرسمي للمرابين اليهود، ابتدعه تيودور
هرتزل (1860-1904)، حيث عكف في فيينا منذ عام 1882 على تشكيل الحركة
الصهيونية، حتى انتهى من إرساء منهجها عام 1894، الذي وثقه في كتابه
الدولة اليهودية. ثم وضع هذا المنهج موضع التنفيذ في المؤتمر الصهيوني
العالمي الأول الذي انعقد في مدينة (بال) السويسرية عام 1897. و تمخض
هذا المؤتمر عن ضرورة تكريس عمل هذه المنظمة لإنشاء دولة ( لليهود ) في
فلسطين. و الصهيونية هي بدعة لصوصية سميت بهذا الاسم نسبة إلى جبل
صهيون الذي يقع جنوب غربي بيت المقدس، حيث يعتقد الصهاينة أن هذا الجبل
كان جزءا من مملكة بني إسرائيل التي أقيمت زورا في فلسطين في نهاية
القرن الحادي عشر قبل الميلاد. ويعتقد المسيحيون أن هذا الموقع هو
المكان الذي شهد (العشاء الأخير) للسيد المسيح وتلامذته، حيث أنب السيد
المسيح عليه السلام اليهود و طردهم من الهيكل، و نعتهم بأبناء الشيطان.
و أثبتت الاكتشافات التاريخية و الأبحاث الأثرية خطأ اعتقاد الصهيونية
بذلك. لأن هذا الجبل يقوم على المرتفع الجنوبي الشرقي في المدينة. و
ورد معنى كلمة صهيون في ما يسمى قاموس الكتاب المقدس بمعنى الحصن (
أذكر هذا المرجع لا لتأكيد ما ورد فيه، لكن لإظهار التناقض الذي يحتويه
). و صهيون هي رابية من الروابي التي تقوم عليها مدينة القدس، ورد
ذكرها في العهد القديم كموقع لحصن يبوسي. و اليبوسيين كما هو معروف
تاريخيا، هي إحدى القبائل العربية، ثبت أنها أقامت مملكتها في القدس
التي تحتوي على حصن صهيون بقيادة سالم اليبوسي. و منه اشتقت تسمية
أورشليم ( أي أرض سالم )، حوالي سنة 2500 ق.م. وبذلك تكون القدس موطن
اليبوسيين قبل ولادة سيدنا إبراهيم عليه السلام بما يزيد عن 500 سنة،
حيث يذكر زورا كتاب ( التوراة ) أن سيدنا إبراهيم عليه السلام ولد سنة
1997 قبل الميلاد. حاول كثير من ( يهود ) الدونمة التنقل من بلد إسلامي إلى آخر.
للاختلاط مع المسلمين بهدف إخفاء نسبهم الحقيقي، حيث لم يكن في ذلك
الوقت تواصل بين أقاليم السلطنة. و قد استطاعت شخصيات من هذه الأجيال
اللاحقة، الوصول إلى مناصب هامة في الدول العربية والإسلامية. و منهم
من كان له دور كبير في الفساد و الإفساد داخل هذه المجتمعات، كما لعب
جزءا منهم دورا أساسا في إطلاق مجموعة من المذاهب الباطنية في الإسلام،
أو دعم بعض التيارات الدينية التي لعبت دورا محوريا ضد الخلافة
الإسلامية، لصالح دول الاستغلال الاستثماري الأوروبي. ولا تزال الشعوب
العربية والإسلامية تتناقل همسا، شكوكا بكثير من بعض الشخصيات التي
تزعمت هذه الأمة يعود نسبها إلى ( يهود ) الدونمه. كما لعبت المحافل
الماسونية التي أسست في أراضي السلطنة العثمانية. التي تم تأسيسها من
قبل ( يهود ) الدونمة الدور الأساس في التخطيط و التنفيذ لخلع السلطان
عبد الحميد. و تعني الماسونية في اللغة البناؤون الأحرار، و هي في
الاصطلاح منظمة (توراتية)، لأن كل رموزها مستمدة من كتاب التوراة )
سرية هدامة، محكمة التنظيم و تدعو إلى الإلحاد والإباحية والفساد. و
أعضائها يختارون من الشخصيات التي تم تهجينها بعملية مترابطة و معقدة،
بشكل ممكن أن يوثق بهم في حفظ الأسرار الخفية، و الأهداف الباطنية
لمحافلهم، من خلال قسم قاس يقسمه الأعضاء لا يمكن التحرر منه. ويقيمون
ما يسمى بالمحافل في معظم مدن العالم، للتجمع والتخطيط والتكليف
بالمهام تمهيداً لإقامة حكومة لا دينية عالمية ( مملكة الشيطان
العالمية ). و تتخذ هذه المحافل الوصولية و النفعية أساساً لتحقيق
أهدافها. و استلهمت شكل تنظيمها، وسرية تواصلها، وكيفية اختيار
أعضائها، و أهدافها في القضاء على ديانة التوحيد من تشكيلات فرسان
الهيكل، الذين استخدموا نفس النظم المتبعة لدى فرقة الحشاشين ( و هي
طائفة من طوائف الإسماعيلية ). التي كانت بحد ذاتها طرق (اليهود ) في
محاربة الإسلام. انتشرت المحافل الماسونية في أراضي السلطنة العثمانية
بحيث كان عدد الماسون الأتراك عام 1882 نحو عشرة آلاف شخص من بينهم
الوزراء، و النواب، و قاده الجيش، و كبار المسئولين، ثم اشتد نفوذهم
خلال حكم السلطان عبد الحميد، بعد أن أنشأ لهم المحامي (اليهودي)، مؤسس
المحفل الماسوني في مدينة سلانيك آمانويل قره صو ( الذي كان له دورا
أساسيا في إسقاط السلطان عبد الحميد ) المحافل الماسونية في سلانيك،
والمعروف أن مدينة سلانيك كان بها خمس محافل ماسونية. غير إن السطان
عبد الحميد استطاع في 1894 إغلاق جميع المحافل الماسونية ما عدا محافل
سلانيك لارتباطاتها الدولية مع دول ومحافل أوروبا. و ولدت فرقة الاتحاد
والترقي في المحفل الماسوني ماكدونيا ريزتورا المؤسس من قبل (قارصوه
)اليهودي السلانيكي ( جواد رفعت أتلخان – الخطر المحيط بالإسلام –
الصهيونية و بروتوكولاتها – ص – 150 ). وفي 1889 شكل جماعة من طلبة
الكلية العسكرية الإمبراطورية في استانبول منظمة هدفها عزل السلطان عبد
الحميد. وكان وراء هذا التشكيل السري رجل ماسوني من ألبانيا اسمه "
إبراهيم تيمو ". وقد باشرت أعمالها منذ عام 1891 في جنيف ثم تم نقلها
إلى باريس، وكانت تعمل سرا وسط الجيش التركي ( كتاب تاريخ الدولة
العلية العثمانية – محمد فريد بك – ص 410 )، وقد عرف هذا التنظيم باسم
(الاتحاد والترقي ) وهو فرع لحزب "تركيا الفتاة " وفي سنة 1905 انتقل
هذا التنظيم إلى السلطنة، و خصوصا إلى الولايات الثلاث مناستر، و
قوصوه، و سلانيك، بسبب المراقبة الدولية التي كانت موجودة فيها برعاية
الدول المستعمرة لبريطانيا، و فرنسا، و روسيا، و النمسا، و ايطاليا.
يقول المؤرخ الأمريكي الدكتور أرنست أ. رامزور في كتابه ( تركيا الفتاة
وثورة 1908 م ) وهو يشرح سرعة انتشار حركة جمعية الاتحاد والترقي في
مدينة سلانيك الآتي “: لم يمض وقت طويل على المتآمرين في سلانيك وهي
مركز النشاط حتى اكتشفوا فائدة منظمة أخرى وهي الماسونية، ولما كان
يصعب على عبد الحميد أن يعمل هنا بنفس الحرية التي كان يتمتع بها في
الأجزاء الأخرى من الإمبراطورية، فإن المحافل الماسونية القديمة في تلك
المدينة استمرت تعمل دون انقطاع. وضمت إلى عضويتها عدداً ممن كانوا
يرحبون بخلع عبد الحميد". ثم يتابع : " و يؤكد لنا دارس آخر أنه في
حوالي سنة 1900 قرر المشرق الأعظم الفرنسي (أي المحفل الماسوني
الفرنسي) إزاحة السلطان عبد الحميد وبدأ يجتذب لهذا الغرض حركة تركيا
الفتاة منذ بداية تكوينها. ثم إن محللاً آخر يلاحظ: " يمكن القول بكل
تأكيد إن الثورة التركية (أي حركة جمعية الاتحاد والترقي) كلها تقريباً
من عمل مؤامرة يهودية ماسونية".. وما يؤكد ذلك الرسالة الوثيقة التي
أفرجت عنها وزارة الخارجية البريطانية، و التي أرسلها السفير البريطاني
في تركيا إلى وزارة خارجيته سنة 1910 و التي توضح العلاقة بين ( اليهود
) و حزب الإتحاد و الترقي: و بفضل القائد التركي مصطفى كمال (الماسوني) صار للجمعية فروع في
يافا والقدس. و انضم إليها قواد عسكريون من الفيلق الخامس. و قد أنشأ
الاتحاد والترقي فروعًا له داخل الدولة العثمانية التحق بها عدد كبير
من الضباط الشباب وذوي الرتب الصغيرة. ثم تزايد عدد الضباط حتى قيل إن
كل ضباط الجيش العثماني الثالث في البلقان سنة (1326 هـ = 1908م)
انضموا إلى الاتحاد والترقي. تحالفت هذه الجمعية مع الثوار في البلقان،
من البلغار واليونانيين، الذين أساسا كانوا قد أهدروا كثيرًا من دماء
المسلمين بالاتفاق مع الاتحاديين بغرض هدم نظام الخلافة. وبدأ
الاتحاديون في قتل الموظفين العثمانيين الذين لم يتعاونوا معهم. ولما
كان السلطان عبد الحميد هو العقبة التي تقف في طريق الصهيونية إلى
فلسطين، كان من الطبيعي إن تتجه الحركة الصهيونية إلى استغلال
المؤتمرات الجماهيرية والثورات والانقلابات ضد الحكم العثماني، وتغلغل
في كافة المجالات و الأوساط التي يمكن إن يكون لها تأثير مباشر على
الحكومة العثمانية. في عام 1908 اتسعت جمعية الاتحاد والترقي وتفاقم خطرها، خاصة بعد
سيطر يهود الدونمه المقيمين في سلانيك عليها. وتعتبر هذه المدينة
المركز الرئيسي لدسائسهم و مؤامراتهم. فكانت هذه المدينة تضم العدد
الأوفر من ( اليهود ) ( حقائق عن القضية الفلسطينية، صرح بها مفتي
فلسطين الحاج أمين الحسيني – ص 120 ) فقرر أعضاء الجمعية البدء في
الثورة في 23\7\1908، حيث تمرد الجيش الثالث في مقدونيا، و بالذات في
وكر ( اليهود ) وهي ولاية سلانيك. و أعلنت الثورة، وهدد رجالات الإتحاد
و الترقي بالتقدم نحو العاصمة استانبول بقيادة الماجور احمد نيازي قائد
حصن رسنة، و أعتصم بالجبل و انضم إليه أنور باشا، و مصطفى كمال و آخرون
مع وحداتهم. وسرعان ما احتلت المفارز الانقلابية مدينة مناستر حيث يوجد
مقر الجيش الأول. ( تاريخ الأقطار العربية الحديث – ص 397 ) على إثر
ذلك جاءت قوات موالية للاتحاد والترقي من سلانيك، ونقلت إلى استانبول،
و انضمت إليها بعض العصابات البلغارية و الصربية، وادعت هذه القوات
أنها جاءت لتنقذ السلطان من متمردي استانبول، وأراد قادة الجيش الأول
الموالي للسلطان عبد الحميد منع هذه القوات من دخول استانبول والقضاء
عليها، إلا أن السلطان رفض ذلك، وأخذ القسم من قائد الجيش الأول بعدم
استخدام السلاح ضدهم حقنا لدماء المسلمين. فدخلت هذه القوات استانبول
بقيادة محمود شوكت باشا وأعلنت الأحكام العرفية، و قامت هذه القوات
بالسطو على قصر السلطان، و حاولت الحصول على فتوى من مفتي الدولة بخلع
السلطان لكنه رفض، فحصلوا عليها بعد ذلك تحت تهديد السلاح. ويقول سيتون
واطسون في كتابه ( نشأة القومية في بلاد البلقان – لندن – 1917 ): "إن
أعضاء تركيا الفتاة كانوا رجالاً منقطعين وبعيدين عن الحياة التركية و
طراز تفكيرها، لكونهم قضوا ردحاً طويلاً من الزمن في المنفى، وكانوا
متأثرين وبشكل سطحي بالحضارة الغربية وبالنظريات غير المتوازنة للثورة
الفرنسية. كان كثير منهم أشخاصاً مشبوهين، ولكنهم كانوا دون أي استثناء
رجال مؤامرات لا رجال دولة، ومدفوعين بدافع الكراهية والحقد الشخصي لا
بدافع الوطنية ". من ابرز المتمردين على الخلافة الإسلامية، ضابط شاب اسمه مصطفى كمال
وهو من مواليد سلانيك التي يزيد فيها نسبة ( اليهود ) عن نصف السكان،
ويرجع الكثير من المؤرخين اصل مصطفى كمال إلى يهود الدونمه. واعتبر هذا
الضابط اخطر شخص في تاريخ الإسلام، لان على يديه تم هدم الخلافة
الإسلامية، حيث كان رسميا منضويا تحت لواء الماسونية و منتسبا إلى محفل
فيدانا. و نجحت آنذاك المحافل الماسونية في إلصاق الرذائل والنقائص
بالسلطان عبد الحميد، و في الطرف الآخر إضفاء جميع صور البطولة على
مصطفى كمال بشكل يسهل عليه القيام بالمهمة الخاصة به. فبعد هزيمة تركيا
في الحرب العالمية الأولى، سهلت القوى الماسونية السرية انتصار مصطفى
كمال على الجيش اليوناني الذي تغلغل في الأناضول واحتل أزمير. الذي سمي
بعد ذلك بأتاتورك (أبا الأتراك)، حيث أعلن الجمهورية وأنهى الخلافة
الإسلامية في 22\10\1923، و فصل تركيا عن باقي أجزاء العالم الإسلامي .
و هذا ما أكده عبد القديم زلوم في كتابه (كيف هدمت الخلافة –الطبعة
الثالثة 1990 –ص88) الذي ورد فيه:" إن انسحاب اليونانيين وتراجعهم عن
الأراضي التي احتلوها لم يكن نتيجة معركة فاصلة دارت بينهم وبين مصطفى
كمال أحاقت بهم هزيمة. بل كان على العكس من ذلك، ففي الوقت الذي بدأ
فيه اليونانيون بالتراجع والانسحاب من أزمير كانوا هم المنتصرين. وكان
الجيش التركي هو المنهزم. وكانت حالته المعنوية في منتهى السوء. و من
هنا يظهر جليا أن انسحاب اليونانيون على هذا الشكل يدل على أن ضغطا
دوليا قد وقع عليهم من قبل الحلفاء." و بما أن جيوش الحلفاء كانت ممولة
من قبل المرابون ( اليهود ) في الحرب العالمية الأولى، و أن الحرب
العالمية الأولى هي المرحلة الأولى من مراحل بناء مملكة الشيطان
الخفية. فهذا يؤكد الدور المشبوه الذي لعبه (يهود) الدونمه في العالم
الإسلامي. وهكذا تراجعت جيوش الحلفاء أمام جيوش مصطفى كمال وأخلت له
المواقع. من دون أن تكون هناك أية معركة تذكر. صانعة منه بطلا أمام
جموع المسلمين. في سيناريو خطير هدف لإبراز أتاتورك بطلا للجمهورية
الجديدة القائمة على أنقاد السلطنة العثمانية، التي كانت بمثابة
الخلافة الإسلامية لجموع المسلمين. فأصبح أتاتورك في نظر الناس مجدد
الخلافة (بعد إسقاط السلطان عبد الحميد)، وتعلق به الناس كبطل. وقت كان
المسلمين يبحثون فيه عن قائدا يعيد لهذه الأمة كرامتها ومكانتها ودورها
الريادي بين الأمم، التي نعمت به في ظل الإسلام. فلذلك قنعت و دلست
المؤامرة الشيطانية التي قادها أتاتورك على الخلافة الإسلامية بثوب
البطولة. كما هي حالة كل المؤامرات التي تنفذ على الأمة اليوم، حتى قال
فيه أمير الشعراء أحمد شوقي مادحا و فخورا: الله أكبر كم في الفتــح من عجب................. يا خالد الترك جدد
خــــالد العرب حذوت حرب الصلاحيين في زمن………… فيه القتال بـلا شــــــرع ولا أدب
تحية أيهـــــــ --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2013م