|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
عادل سمارة
كنعان النشرة الألكترونية
Kana’an – The e-Bulletin
السنة الثالثة عشر -
العدد 3160
28 آذار (مارس) 2013
عادل سمارة
تواكبت قمة الجامعة العربية مع قمة ال بريكس.قمة تفتيت أمة واحدة لصالح
الإمبريالية والصهيونية وقمة أمم تواجه ضواري الإمبريالية في عقر
مصالحها. لنتذكر أمرا بسيطاً: في بداية الخمسينات كانت مصر متقدمة على
الصين والهند والبرازيل. اين مصر الآن؟
أسس رئيس وزراء الإمبريالية البريطانية، ونستون تشرشل، جامعة للدول
العربية عام 1945 التي كانت عملياً مستعمرات بريطانية وفرنسية رغم
الزعم بانها مستقلة. وهذا يعني أن المستعمِر وضع اساس الدولة القطرية
1916، وبنى لها الجامعة لتأبيد الحالة القُطرية. وهكذا بدأت الجامعة
بسطوة تشرشل ولم يتغير شيئ حتى اليوم.وهذا يطرح السؤال الحامض وهو:
لماذا تقيدت الدول القومية بهذه الجامعة سواء بسبب مناخ تأسيسها، ناهيك
عن أن دولا كثيرة فيها بدأت ووُجدت لتكون ضد القومية العربية بحكم مجرد
وجودها وضد الأمة العربية ولم تشارك في اية معركة قومية وانتهى السكوت
عليها إلى أن تقود تدمير دول عربية بأكملها، اي وصلت لحظة الفتك
العلني بالأمة!
منذ تأسيس هذه الجامعة، تتحرك كافة الأنظمة العربية والأحزاب وحتى
الشعب العربي وشركاء الشعب العربي (أقصد القوميات الشريكة كالأكراد
والأمازيغ وليس الكيان لأن هناك رؤوس متصيدة تحب ان تفهم أننا نقصد
بالشركاء ايضا الصهاينة) ضمن وتحت سطوة الخطاب والأمر
الاستعماري/الإمبريالي وحتى الأنظمة القومية انضوت بدل ان تهدمها.
فالمستعمر لم يُقتلع من الوعي ولا حتى من التصرف العلني. وهذا تماما ما
يتمفصل اليوم في إملاءات أوباما : "إسرائيل دولة يهودية"، وإملاءات جون
كيري على السعودية والعراق واليمن والأردن ومصر والجميع وخاصة لبنان،
لأن المطلوب هو تدمير سوريا . أي بوضوح، جاء كيري ليرتب لكل دولة
عربية ما عليها ان تقوم به، جاء علانية وعلى الفضائيات. أما والأنظمة
هي تابعة هكذا، فماذا يقول ويرد فلاسفة النفط والناتو الذين يروجون
لتدمير سوريا؟؟
لذا ليس كاتب هذه السطور وحده وليس أول من طالب بالتخلص من هذه الجامعة
قبل الاستفحال الحالي، لكن ذلك لم يحصل لأن:
· لأن العديد من القوى السياسية العربية ليست ثورية بحيث تناضل
لهدم هذه الجامعة التفريقية
· وهذا ينعكس دوما على سحق الوعي الشعبي
· لأن استخذاء القوى السياسية القومية والشيوعية يشطف وجه
الأنظمة والطبقات الحاكمة إن لم يكن مباشرة فلا مباشرة
فها نحن ندفع دم أقطار بأكملها ثمنا للترقيع والتردد والمصالح الضيقة
من الفرد إلى الطبقة إلى الدولة القُطرية فالأمة.
بقيبت رئاسة هذه الجامعة بيد مصر أكبر دولة عربية. وبدل أن يجعل منها
عبد الناصر جامعة للقومية العربية ويحولها لصالح الوحدة العربية أبقى
على المحتوى الذي أرساه تشرشل بمعنى ان تكون مؤسسة لا علاقة لها
بالوحدة العربية ولا بالشعب العربي ولتظل منتدى لا يُلزم أحداً ومن ضمن
ذلك أن تكون قراراتها بالإجماع. وها هي قراراتها اليوم بلا إجماع أو
بالابتزاز المالي والأمني.
ونظراً لهذا التراث الناصري الخطير والقاتل، بقيت رئاسة الجامعة بيد
مصر بغض النظر عن النظام الذي يحكمها، فكان اتفاق كامب ديفيد 1979 وهو
اعتراف بأن فلسطين هي الكيان الصهيوني الإشكنازي "إسرائيل"[1]. وبدل
ان يتم الإصرار على طردها كما حصل عام 1979 أُعيد مقر الجامعة إلى مصر
وأُعيدت لها رئاستها وهو ما فتح الطريق لاحقا لمسلسل الاعتراف بالكيان
حيث فعلت ذلك منظمة التحرير الفلسطينية ومن ثم النظام الأردني
وموريتانيا وبقي الجميع أعضاء في الجامعة.
بعد اعتراف مصر بالكيان، لم يعد معنى لرئاستها للجامعة حيث تم تقويض
كافة قدرات مصر لتنزوي في هامش السياسة العربية، وليتحول الثقل السياسي
للنظام العربي لصالح بلدان الخليج التي لم تشهد أي استقلال حقيقي ولا
سياسة قومية ولا حياة سياسية ولا مدنية، بل بقيت مجرد مستعمرات طوعية
للإمبريالية لا ترى في ذلك حيفاً إلى أن انتهت الجامعة أداة بيد إمارة
قطر. التي لها علاقات أبعد من الاعتراف بالكيان إلى حد أنها تلعب دوراً
لصالح الكيان يُغنيه عن أن يلعب هو ذلك الدور!
وهذا يعني أن الكيان ليس في عجلة من أمره على عضوية الجامعة العربية،
هذا مع ان تأثيره باد قبل العضوية وهذا ما اسميته "الاندماج المهيمن"
للكيان في الوطن العربي؟ وما دور هذه الجامعة سوى تخريب الأمة العربية
وخاصة انها بديلا بل عقبة في وجه الوحدة .
يفترض ان تؤخذ قرارات الجامعة العربية بالإجماع ، فهل يكفي التحفظ ممن
رفض موقفا معينا لها بدءاً من بقاء المعترفين بالكيان ومن ثم الوقوف
متفرجين على احتلال بيروت 1982 حيث لم تقاوم العدو سوى سوريا، وصولا
إلى إخراج العراق من الكويت بعد تحريرها والمشاركة في ذلك ثم حصار
العراق واحتلاله.
كما تصاعد دور الجامعة العربية ليصل إلى دعوة الناتو لضرب ليبيا
ومشاركة قطر والإمارات والسعودية في القصف. في هذا الموقف على الأقل،
كان يجب على الجزائر وسوريا شق هذه الجامعة أو على الأقل تجميد
عضويتهما. وطالما ان المذبحة وصلت سوريا، فعلى الجزائر انتظار دورها!
مثير لغيظ الموتى قبل الأحياء، موقف وزير خارجية الجزائر بلد الثورة
التاريخية حينما قال له وزير خارجية قطر: الدور جاييكم! لا أدري لماذا
سكت الرجل، ولا أدري ماذا يقول الشعب الجزائري عن هذا الموقف؟
الجامعة هي التي طلبت من مجلس الأمن تدمير ليبيا، وحصل ذلك بطلب من
أمينها العام عمرو موسى، والذي اصبح زعيم معارضة في مصر، وها هو أمينها
الحالي يستجدي مجلس الأمن لتدمير سوريا، ولذا قد يصبح الخليفة الراشدي
الخامس.
في القمة هذه، وصلت الجامعة إلى حضيض السلوك بإحلال "معارضة" خلقتها
الإمبريالية وتركيا والكيان الصهيوني في مقعد الجمهورية العربية
السورية. وهو موقف له ما قبله، وهذا ما تعرفه سوريا والجزائر، وبقية من
فيه بقايا موقف قومي.
لم تصل قطر للسيطرة على الجامعة العربية لولا التنازلات التي قدمتها
الدول العربية ذات المواقف الوطنية على الأقل. فالجامعة هي التي أجلست
فؤاد السنيورة ضد الرئيس القومي إميل لحود في الجامعة العربية وللعلم
فالخلاف بينهما كان على موقف لحود لصالح مقاومة الكيان الصهيوني.
ويبدو أن منصب رئيس وزراء لبنان بعد سليم الحص يجب أن يكون لملياردير
سني متعاون مع الغرب ومع الكيان،هكذا كان رفيق الحريري (حتى المقاومة،
استخذاء تسميه شهيدا) والحريري الصغير والسنيورة وميقاتي. صرح ميقاتي
بأنه تحدث مع سبعة دول قبل تقديم استقالته، طبعا مؤكد ليست منهن جزر
القمر ولا بوركينا فاسو.هذا يذكرنا بإياد علاوي الذي وضعه بريمر
(الحاكم العسكري الأميركي لعراق ما بعد الرئيس صدام حسين) رئيس وزراء
في العراق حيث قال ذات يوم بأنه قبل احتلال العراق كان على علاقة ب 16
جهاز مخابرات ل 16 دولة! وتستقبل حكومة المالكي اليوم جون كيري ليأمرها
بأن تمنع نقل السلاح الإيراني جوا إلى سوريا، ويقولون بأن العراق طرد
المحتل!!!! بالطبع ليست هذه الحكومة هي التي طردته بل هي التي قطفت
النصر، وحافظت على الحبل السري مع العدو. هناك من هزم العدو وهناك من
سرق النصر.
قبل مؤتمر الحكام العرب هذا جاء جون كيري واجتمع مع توابعه فرادى
وثنائياَ ليلقنهم ما يفعلون ضد سوريا وفلسطين. تجنيد كافة قواهم ضد
سوريا، والطلب منهم جميعا الاعتراف بيهودية الدولة، ولم يجرؤ احدا على
قول كلمة لا مع أوباما ولا في مجلس الجامعة نفسه.
رغم كل المساحيق لم تخرج هذه الجامعة عن سطوة المستعمِر ويضاف إليه
الآن الكيان الصهيوني. لذا يغدو احتلال فلسطين طبيعيا، لا سيما إذا
وضعناه ضمن الكثير من الأراضي العربية المحتلة من سيناء إلى الإسكندرون
إلى الأهواز إلى سبتة ومليلية إلى جزر السعودية المحتلة من الكيان إلى
باب المندب.
انتقلت الجامعة من منع الوحدة إلى عدم مشاركة بلد في حماية آخر إلى
الصمت على الاحتلال الى تشجيع الاحتلال إلى القيام به؟؟؟
لم يجرؤ أحد على مواجهة صفعة أوباما بقوله "بيهودية الدولة" فالرجل لا
يتحدث سياسة بل إهانة وإذلال. فما مقف قوى الدين افسلامي السياسي، ليس
من أجل الوطن، فهم لا يؤمنون بالوطن بل بالسلطة، ويزعمون انهم يؤمنون
بالمقدسات! كم مفتي قال كلمة من كل بلدان المليار ونصف مليار؟ لكنهم
يُفتون بجهاد النكاح وهدم الإهرام !!!
كان الرد على أوباما بتقبيل نعليه، هذا إن أعجبه ذلك، اي بالزعم بأن ما
يحتاجه الفلسطينيون هو المال. اي تحولت الدول العربية ومعها الاستعمار
التركي إلى وكالة الغوث (أونروا عربية –طورانية). وبالطبع الفلوس لن
تُدفع وإن دُفعت سوف تُسرق، وإن أُنفقت فهي في النهاية تعد للدورة
المالية لاقتصاد الكيان.
رئيس سلطة أوسلو كان هناك، وكانت امامه فرصة تاريخية ليقف ويقول: نحن
نريد سلاحا لتحرير وطننا، حولوا السلاح إلى القدس بدل الشام! ولكن، يا
حيف؟
سنرى قريبا ان المؤتمر المصغر للمصالحة بين غزة ورام الله لن يكون سوى
استمرار لسياسة الكيان وامريكا عبر قنوات قطر: سلام مع الكيان، لا دولة
على اي شبر، وإذا رفض عباس سوف يُجلسوا هنية او مشعل مكانه. فقد أصبح
إجلاس البدائل فرمانا عثمانيا لمشايخ بدل علمانيين، إمام مسجد سوري في
مكان اسد، فلماذا لا يتم ذلك لإمام مسجد غزي!
أعود لفلاسفة الناتو والنفط، دعونا من سوريا، هل انتم مع يهودية
الدولة؟ تكلموا! نفهم أن في جيوبكم مال، فهل في أفواهكم نفط؟
حين يحصل كل هذا، ويعلن الأعداء قرارات اغتصاب الأمة بأجمعها، يحق لنا
السؤال: أين الشعب؟ وهل يجوز كل هذا الهوان!
ليسأل كل منا نفسه ما معنى عروبتي وأنا أعيس في ظل دولة تعترف بالكيان
الصهيوني وتعتبر فلسطين هي إسرائيل، ألا يكشف هذا كم من التناقض والخلل
نحمله في عقولنا وسلوكنا؟ هذا هو استدخال الهزيمة بلا مواربة. وعليه
دعك مما فيك من عنتريات، واجه وعيك المهزوم وابحث عن لغة أخرى، إطرح
الأسئلة على نفسك وعلى غيرك بتحدِ، وبهذا فقط تنتقل من القطيعية
والبهيمة إلى الاجتماع. لا تنخدع ما يسمى منظمات غير حكومية ومنظمات
المجتمع المدني، فالقطيع قطيع وليس مجتمعاً، فكيف يُزعم أنه مدني؟
أساسا لا يوجد مجتمع سياسي في الوطن العربي حتى نقول بأن هناك مجتمعا
مدنياً، فالسلطة في هذا الوطن تأسر المواطنين، تحرمهم المواطنة، هي
حالات مقحمة ومفروضة على الناس، فكيف نسميها مجتمعا سياسيا؟ هل قطريات
الخليج مجتمع سياسي؟
------------------------------------------------
[1] يستخدم كثيرون كلمة الاعتراف بإسرائيل، وهو استخدام يبين كأن
إسرائيل دولة عادية وأن الاعتراف بها هو مشكلة دبلوماسية لا أكثر، مع
ان هذا الاعتراف هو إقرار بأن فلسطين ليست وطن الفلسطينيين. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2013م