اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 سوريا: رد الشعب بحرب الشعب وتفكيك مفاصل الأعداء 3
 

عادل سمارة

 

 

حلقة 3

 

تعريب شعبي للحرب بتفكيك مفاصل مؤسساتهم

د.عادل سمارة

ليس من قبيل التجني القول بان العلاقة بين الدولة القُطرية ومؤسسات المستعمِر هي علاقة استعمارية فعلية تتحدث عن نفسها بل عن جوهرها الذي هو استدخال الهزيمة. فمؤسسات المستعمِر سواء الشركات الرأسمالية بتجسداتها الصناعية او الزراعية او الخدماتية أو المعلوماتية والمراكز الثقافية والسفارات والقنصليات (بدوائرها المخابراتية والتجسسية) وأنشطتها الثقافية المخصصة للسوق كإيديولوجيا شمولية تحت أغطية لبرالية...الخ. هذه العلاقة هي تجسيد لانتهاك السيادة دون احتلال الجغرافيا وهي في الحقيقة أقل كلفة على المستعمِر من احتلال الجغرافيا طالما هي مغلفة بما يسمى الاستقلال الوطني.

يفيدنا في هذا السياق النموذج اللبناني الذي يبدو ديمقراطيا ولكنه عبر هذه "الديمقراطية" يقدم حالة فريدة في العلاقة بالمستعمِر. ربما لبنان هي القطرية الوحيدة التي تعلن ما يطلبه بل ما يأمر به سفراء الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا بل إن إدارة السياسة في لبنان تتم بناء على الخطوط العريضة التي يضعها المستعمِر. فتجوال سفيرة واشنطن نورا كوناللي في شمال لبنان أمر يبين أنها أعلى من سيادة البلد وبأنها تقيم علاقات مشبوهة مع قوى محلية بغض النظر عن اتجاهات هذه القوى! هنا يصبح الاستقلال افتراضيا والاستعمار حقيقياً ويصبح الوطن مجرد مكان أو مساحة.

أما بقية القطريات العربية فوضعها أسوأ لأنها تُحكم بفرق سرية من المركز الغربي، في هكذا وضع، يتم تذويب الحيز وهو امر لا يكشف عنه سوى التحليل بالاقتصاد السياسي وتحديداً ما طبيعة نمط الإنتاج السائد ومن هي الطبقة/ات المتحكمة به وما هي علاقات الإنتاج في البلد أو بكلمة أخرى، ما هو المبنى الاجتماعي للتراكم: من الذي يُنتج ومن هي الطبقات التي تتحكم بالفائض وتراكمه؟. وفي هذا السياق لا بد للتحليل أن يبدأ من الطبقات الحاكمة المالكة في المركز وفي الكيان ومن ثم في قُطريات النفط وأخيرا في هذا القطر أو ذاك.

فلينتبه القارئ، في حالة لبنان، أي حمل ثقيل تحمله قوى المقاومة وبشكل خاص حزب الله!  ففي حين تعلن السلطة البرجوازية الكمبرادورية في لبنان النأي بالنفس عن الحرب على سوريا، تنأى بنفسها عن الحد الأدنى من دورها وهو عدم منع استخدام الإرهابيين للأرض اللبنانية ضد سوريا. بمعنى آخر، فإن السلطة اللبنانية، وخاصة رئيسي الدولة والحكومة يصطفان مع الموقف العربي الرسمي كشركاء في العدوان على سوريا.

مؤسسات نبدأ بتفكيكها

وبمناسبة بدء العام الثالث للحرب على سوريا، فالحديث هنا ليس عن القُطريات العربية بل عن ما هو في داخلها من مؤسسات ومصالح وقواعد ومراكز ثقافية للغرب الراسمالي الأبيض والتي لا بد من تفكيكها عبر شن حرب شعبية عليها يشارك فيها كل مواطن عربي كخطوة أولى لتفكيك القُطريات نفسها.وقد يكون التكتيك الأفضل هو تركيز الهجمة ضد المؤسسات الاستعمارية هذه كمحاولة لتلافي الدخول في مجابهة مع الدولة القُطرية قدر الإمكان وهو أمر لا بد للسلطة القطرية ان تتنبه إليه وتقاتله، ولكن هذا الاشتباك مع المؤسسات العدوة يجند الجمهور لصالح قوى الاعتراض والمقاومة. ولا شك ان المعركة مع المؤسسات العدوة والسلطة القطرية هي واحدة ولكن لا بد من العمل على تأجيل الثانية ما أمكن لا سيما إذا قرأنا الصراع الحالي بدقة حيث المستوى الرسمي العربي هو طرف مباشر في الحرب على سوريا. وعليه يكون أخطر ما يحصل هو تحييد الشعب العربي عن الصراع أو حتى تورط كثير من المغرر بهم في هذه الحرب.

 في لحظة استلحام المستعمِر/المركز في هجمته على سوريا مباشرة أو من خلال الأطلسي ممثلا في تركيا وقطريات الخليج، فإن انتصار الشعب العربي في سوريا يشترط ويوجب انحيازاً وهجمة شعبية عربية ضد:

·       مصالح ومؤسسات ومراكز ثقافة وقواعد الغرب الرأسمالي كعدو يشن حربا تدميرية على العرب  والآن عبر الحرب ضد سوريا

·       وسفارات وقنصليات وما تسمى جمعيات ومؤسسات خيرية للدول القطرية (النفطية خاصة) التي ترتبط بالكيان والمركز وتشن حرب تدمير على سوريا وتمدها إلى العراق ولبنان ولن تتوقف قبل أن تمتد من الدار البيضاء إلى حضرموت.

قد لا يستطيع المواطن العربي اليوم إرغام الطبقة الحاكمة على كنس مصالح الاستعمار والصهيونية من بلده، ولكن بوسعه مقاطعة منتجاتها. لا أحد بوسعه وضع شرطي على باب كل حانوت ليرغم المواطن على شراء منتجات الأعداء. كما لا يمكن للتاجر أن يستمر في شراء منتجات الأعداء إذا رفض المواطن شرائها. كل مواطن قادر على ضبط نفسه وأهله لمقاطعة منتجات الأعداء. إن اي تقصير في هذا المستوى هو تسييل الثروة من جيب العربي إلى مصنع أسلحة فرنسي امريكي نرويجي بريطاني ألماني وصهيوني  ليبيع منتجاته إلى الخليج الذي يشتريها لتدمير سوريا. فلا سبيل سوى بمحاولة كسر اقتصاد المركز الذي هو اليوم في مأزق حقيقي. فمقابل تبرع أنظمة الخليج بصناديقها السيادية لواشنطن، على المواطن المساهمة في إفلاس شركات هذه الدول. ولا حاجة للتذكير بأن الاستعمار بمختلف أشكاله هو في بداية ونهاية المطاف قائم على توسع راس المال. وهذا يبين أهمية وقف تدفق الأرباح إلى المركز. بل يبين كم هو عمل عظيم أن تقوم امرأة بتعويد أبنائها على رفض استهلاك منتجات العدو.

قد يوضح ما يلي الصورة بشكل أفضل: هناك التخبط الغربي في الأزمة الاقتصادية المالية. هذا من جانب، ومن جانب آخر هناك الحرب على سوريا قلعة المشرق العربي التي يديرها الغرب وتركيا دون خسائر مادية ذات بال من جانبهما حيث يتذابح السوريون والعرب وإسلاميين في سوريا، وهدف الغرب هنا هو روسيا، ولكنه يسير باتجاه حرب مشابهة في شبه الجزيرة الكورية بين الشمالية والجنوبية، أمة قسمتها أمريكا منذ عام 1952، والهدف حرب بين البلدين وهدفها الصين الشعبية، وهناك حرب في مالي تديرها فرنسا بهدف ضرب الجزائر لاستكمال استعمارها للمغرب العربي. وبالطبع الحرب على الفلسطينيين لا تتوقف. والدرس المستفاد هنا في مستويين على الأقل:

·       كلما حصلت حرب يتسع سوق استيراد الأسلحة وتدفع كلفتها في حالة سوريا قطريات النفط وفي أي مكان آخر تُدفع من قوت الشعب. فالحرب إذن إسعاف لاقتصاد الغرب.

·       ويتم تدمير البلد مسرح الحرب بحيث يفتح مجالا لاحقا للشركات الغربية "لاعماره"، ويبقى ذلك البلد في دائرة التبعية.

ومع ذلك يقتتل الفقراء دون ان يعلموا بأن الأزمة المالية الاقتصادية في المركز يتم تصديرها لنا حرباً، "ولكن أكثر الناس لا يعلون"!!!

ضرورة تحليل نفسي مادي

نحتاج لعالم نفس مادي في التحليل ليقرأ لنا مشاعر مثقف فلسطيني او عربي يتردد على المجلس الثقافي البريطاني أو الألماني والفرنسي...الخ وهي أماكن لاختراق الذهن والنفس. كيف يشعر هذا المثقف وهو يتردد على أبواب هؤلاء أو يتعيَّش من مؤسسة أنجزة بعد توقيعه وثيقة ضد المقاومة! أو حينما يرتزق على مقالة كتبها ضد سوريا بحجة الحديث عن الديمقراطية. ذات يوم، قد يظهر من بين هؤلاء من يردعه ضميره فيكتب عن مشاعره الذليلة على أبوابهم/ن وعن فوقيتهم أو خبثهم لا فرق.

إن الغزو الثقافي في الوطن العربي يُطال ليس فقط الأفراد البسطاء بل حتى الكثير من الأحزاب السياسية وبالطبع الجامعات والمؤسسات النسوية وهذا يجعل مقاطعتها والتصدي لها بالخطاب، أو بمحاصرة موظفيها اجتماعيا وإدراجهم في قوائم العار يجعلها غير قادرة على البقاء في مناخ شعبي مجاف لها.

كيف يمكن لبلد كالأردن تُقام فيه مراكز ومعسكرات للتدريب على غزو سوريا، ولا يتم على الأقل تخريب الطرق المؤدية إلى هكذا مواقع جريمية؟

إن الدور الطبيعي لراس المال هو التوسع والهدف الوحيد لراس المال هو تحصيل معدل الربح اللامحدود، والدائم لراس المال هي مصالحه لا صداقاته، بل لا صداقات له.

الوعي بالاستهلاك من أجل الاستهلاك الواعي

تكمن خطورة طبقة الكمبرادور (التي تستورد المنتجات الأجنبية وخاصة المعادية للتنمية) ليس فقط في عملية استيراد محايدة، بل أساساً في خلق وتعميق وترويج عقيدة الاستهلاك ورفعه إلى أعلى معدلات الشره عبر إعطاء الاستهلاك مظهرا طبقيا عاليا مما يضع في خلد المواطن أن الاستهلاك والشراء يحقق له موقعا طبقيا  عاليا ، وخاصة إذا كانت السلع أجنبية.

والكمبرادور هو ثقافي أيضا، فالمثقفون الذين تتلمذوا على الفكر اللبرالي الغربي واليساري المتصهين هم كمبرادور ثقافي، وما يستوردوه من ثقافة وفكر فوقي واستعماري ومبرر للاستعمار ولإيديولوجيا السوق هو أخطر حتى من السلع المعمرة التي تعيش (سيارة او ثلاجة) ربما عشر سنوات بينما الثقافة والفكر يعيش دهوراً. وليس المطلوب عدم قرءة ما يكتبوا بل يجب ذلك، ولكن المطلوب قراءة نقدية تحليلية مشتبكة وليست قراءة ترويجية مدائحية..

وفوق هذا، هناك جانب مخفي في العلاقة بثقافة المستعمِر. فرغم أن الاستعمار حريص جدا على نشر ثقافته، وربما الأكثر حرصا في هذا هو الاستعمار الفرنسي بمشروعه الثقافي الفرانكفوني، الاستعمار يركز على ترويج ثقافته ويؤكد بأن بلدان المحيط وخاصة العربية والإسلامية حتى لو حاول أهلها تمثُّل واستيعاب الثقافة الغربية فلن يُفلحوا. إذن المقصود بهدا وضع الأمم في العالم الثالث في حالة الاختلاط الثقافي ومن ثم الذهني بمعنى، احتقار ثقافتها والتورط في حالة العجز عن تمثُّل ثقافة المستعمِر الغربي، وهذه حالة الضياع.

       تمثل الحالة السورية نموذجاً في هذا السياق، فالمعارضة المرتبطة بالتركي والغربي والخليجي هي خليط من ماركسيين وإسلاميين ولبراليين يتحالفون مع الأنظمة والمخابرات الغربية والصهيونية مما ينتج خليطاً تهندس مصيره الولايات المتحدة للوصول بسوريا إلى تجزئة على أسس طائفية ومذهبية مقتتلة فيما بينها وتحتكم إلى الكيان الصهيوني كقوة مسيطرة في الإقليم والتي مرجعيتها بالطبع المركز الاستعماري الامبريالي الغربي. لا شيء حقيقي يجمع الماركسي (إن كان حقا كذلك) وقوى الدين السياسي على الأقل فيما يخص المرأة والتنمية /البرنامج الاجتماعي الاقتصادي ، بينما هناك حبل سُري قوي يجمع اللبرالي المحلي مع اللبرالية الغربية. وفي نهاية المطاف، تنتج تعددية في نطاق التبعية تتنافس على السلطة السياسية بينما يكون الحاكم الحقيقي هي الشركات الراسمالية الغربية. هذا ما نراه في ليبيا اليوم والتي بدأت تتحول إلى عدو محتمل لمصر. لقد أشرت إلى هذا منذ بداية تدخل الناتو في ليبيا قبل استشهاد القذافي. وقد فوجئت وأنا استمع إلى السيد أحمد عز الدين الخبير الاستراتيجي المصري على قناة المنار 14-3-2013 حين أشار بأن هناك وحدات عسكرية فرنسية تتمركز على الحدود الغربية لمصر.

       أختم هنا بمسألة أساسية هي وجوب تعريب الحرب شعبيا، وذلك بهدف أمرين:

الأول: هو تقطيع أوصال شبكة العدو الاستعماري على مستوى الوطن وخاصة ومباشرة جانبها الاقتصادي، وهذا، إذا ما حصل بشكل جاد، سوف يوقف العدوان على سوريا وسوف يحرك ما يسمى المجتمع المدني الغربي الذي لا يعترض على جرائم راسماليته الحاكمة. وهذا يذكرنا بالتحليل الذي رست عليه مدرسة النظام العالمي في التنمية والتي تؤكد أن وقف تدفق الفائض من المحيط إلى المركز سوف يلعب دورا بارزا في الحراك الاجتماعي والصراع الطبقي داخل بلدان المركز، بمعنى أن تدفق فوائض المحيط إلى المركز يلعب دورا أساسياً في إطفاء الأزمات الاقتصادية وبالطبع مفاعيلها الاجتماعية على الطبقات الشعبية وبالقابل فإن فك الارتباط بالمركز يؤزم وضعه الاقتصادي ومن ثم الاجتماعي، والتأزيم هذا إما أن يكون بوجود أنظمة وطنية تقدمية اشتراكية أو قيام حراك شعبي يعتمد التنمية بالحماية الشعبية حيث يقوم الشعب بمقاطعة منتجات المركز الإمبريالي وهو مثابة عصيان مدي اقتصادي أي حرب الشعب بمستواها الاقتصادي الاجتماعي.

وثانياً: لأن هذا تأسيس للحرب الواسعة المقبلة مع الدولة القطرية تجسيدا للمشروع القومي.

من هنا، فإن هذا الاشتباك على امتداد الوطن العربي هو ضرورة وهو وحده الذي يفتح للمواطن العربي باب شرف الانتقال من حالة القطيع المتخم  أو المنهار جوعاً إلى حالة الفعل التحرري الإنساني.

--------------------انتهت.

 

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster