اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 رأس المال ولندن والجامعة...ضد الطلبة
 

عادل سمارة

 

15 آذار (مارس) 2013

 

بينما يموت الإقطاعي لا يعلم القطاريز

 

عادل سمارة

 

بعد موات طويل للحركة الطلابية على يد أوسلو-ستان، وبعد معاركات وتناقر الدِيَكة بين الكتل الطلابية بتحريض من بعض قيادات التنظيمات بأنواعها، مما قاد إلى تعميق تفكك الحركة الطلابية، فوجئنا بنبض الشريان الحي الذي جمع الطلبة جميعا ضد زيارة قنصل بريطانيا إلى الجامعة. حين رايت اليوتيوب،: أولاً طربت وكأنني احتسي ما كانت تحتسيه العرب وأبدع في وصفه المتنبي ناهيك عن شوقي. وحين رأيت احدهم يصفع جسد سيارة المستعمِر بحذائه تذكرت شباب مخيم الوحدات وهم يصفعون سيارة عزمي بشارة قبل أكثر من عشر سنوات[1]. وعدت إلى تاريخ الحركات الطلابية على الأقل ثورة 1968 حينما اتصل ميخائيل أدورنو فيلسوف فرانكفورت المفضل عند الراحل إدوارد سعيد (وكلاهما قديسان لدى أكاديميا جامعة بير زيت)، هو أدورنو الذي نظَّر للثورة وحينما ثار الطلبة اتصل بالشرطة فاعتقلوا أهم قادتهم وهو تلميذ ادورنو!  بينما هنري لوفيفر الشيوعي منح مكتبه للطلبة ليديروا الثورة منه.

 

وقبل يومين قرأت خيرا بأن بريطانيا اعطت "ثوار الناتو/الوهابية"  30 مليون دولار كمساهمة في تدمير سوريا، وهذا صفر مقابل 12 بليون من قطر، إنما معنى الأمر أن بريطانيا تذكرنا بأنها عدو تاريخي وابدي. ولا ندري كم من السلاح والتدريب منحت هؤلاء. لكنني لن أتوقف عند سوريا لأن كثيرين في شارعنا لا يربطون بين سوريا وفلسطين.

 

وربما في نفس اليوم ورد في جريدة القدس خبر عن ورشة ثلاثية الأطراف ولكن ببعد واحد. ورشة بعنوان: ورشة عمل شاملة حول تقييم آثار المبادرات والشراكات الموجهة نحو تحسين التعليم، وذلك يوم السبت 09 آذار (مارس) 2013 نظمتها «باديكو القابضة» وجامعة بيرزيت والمجلس الثقافي البريطاني.

 

بعد ايام قليلة إذن على تصدي الطلبة لهذا المستعمِر ، هبت شركة باديكو (القابضة-وهي قابضة بمعنى Holding، وربما قابضة بمعنى الاستغلال كما هي الشركات بناتها أي قبض فائض القيمة!) هبت الشركة، اي راس المال لرد الاعتبار لهيبة بريطانيا وشاركتها في ذلك إحدى دوائر جامعة بير زيت نفسها وعلى شرف المجلس الثقافي البريطاني (الذي أحرقت الجماهير مكاتبه في الانتفاضة الثانية فانتقل إلى صياصي لا يصلها عزرائيل!  وكل ذلك الاحتفال تحت غطاء تقني وتمهيني  في ما أسمي: تحسين التعليم!

 

والسؤال: هل لا يمكن تحسين التعليم بدون المجلس الثقافي البريطاني؟ أليس تحسين التعليم ممكنا بدون المستعمِر؟ وهل هذا هو الهدف أم أن الهدف اعتذاريات للمستعمِر الذي ما اعتذر لنا حتى على أصغر جرائمه! وهل يمثل هؤلاء المجتمعون مع هذا المجلس رأي الشعب الفلسطيني كضحية للاستعمار البريطاني؟

 

ألا تعرف تلك الدائرة في الجامعة بأن ما قامت به هو صفعة لكفاح الطلبة؟ وإذا كانت هذه الدائرة لا تستطيع تحسين التعليم بدون المجلس الثقافي البريطاني، فما ضرورتها؟ ولنقل ان المسألة في حدود تبادل عبقريات الأكاديميا، فلماذا مثلا لم يكن الأمر مع الملحق الثقافي الروسي أو الصيني أو الهندي او الجنوب إفريقي؟

 

أما شركة باديكو، فلا نقاش معها. فراس المال لا يعرف سوى الربح، ولا ولاء إلا لراس المال وخاصة الغربي. والغريب أن هذه الشركة التي اعطاها ياسر عرفات كل فرص الاستغلال للبلد الجريح، تصر على منح عواطفها لأعداء الشعب والأمة! يمكننا فهم ان راس المال يربح ويستغل، فهذا شأنه ودوره. أما أن يسلخ فائض القيمة من الطبقة العاملة الفلسطينية والربح من كل الشعب ويمنح عواطفه للغرب وخاصة للاستعمار البريطاني فهذا عجيب! بعض العواطف على الأقل. أم الأمر كما قالت ولادة بنت المستكفي:

 

أُمكِّن عاشقي من صحن خدي....وأمنح قبلتي من يشتهيها (مع الاعتذار لولادة واختلاف الموقف)

 

أحد أكبر ملاك باديكو السيد منيب المصري، أصر على أن يدعو رامي ليفي (الحانوتي الصهيوني الذي اصبح مليونيرا لدوره السياسي) وعمرو موسى الذي دعى الناتو لتدمير ليبيا ويدعو لتدمير سوريا (باسم ما تسمى ثورة مصر)، اصر على دعوتهم ليسيروا في شوارع نابلس كمن يدوس على تاريخ المقاومة. وهنا يحضرني قول شوقي:

 

ومشى على آثارهم مستهزءاً...ولواستطاع مشى على الأهرام .

 

وحين سُئل السيد المصري لماذا قمت بهذه الدعوة وهذا اللقاء؟ قال هذا ليس من راسي بل هو مطلب من إدارة دافوس. يا للعجب! دافوس أخطر تجمع راسمالي (علني) في العالم حيث تضم كبار رجال السلطة والقمع ورجال المال لتتحاور كيف يواصلون استغلال البشرية وإسالة دمها! وبالمناسبة المضحكة أنه قبل 7 سنوات تفاخر أحد قادة الأنجزة الفلسطينية بأنه شارك في دافوس واصبح بعدها زعيما!

 

ولا حاجة لشرح مطول عن المجلس الثقافي البريطاني، ويكفي أن اشير إلى ان هكذا مؤسسات إضافة إلى دورها في شطف وجه الرأسمالية البريطانية وجرائمها المتتالية ضد شعبنا وأمتنا والعالم والتاريخ، فإن كثيرين/ات ممن أُصيبوا بالعلاقة معها انتهوا إلى أدوات لأية دولة تدفع! بمعنى آخر تخريج دورات خدم لراس المال الغربي تحديداً ولكن في المستوى الثقافي (ومختلف المراكز الثقافية الغربية سواء في هذا)  حتى ان بعضهم الذي حاول بحسن نية أن يبرأ من هذه العدوى...لم يفلح!

 

لعل الدرس المستفاد من هذا الرد الرأسمالي/الأكاديمي/الاستعماري ضد الطلبة، في الأرض المحتلة 1967 بأنه في هذا البلد إبداعات فلتانية تتجاوز الطرافة إلى التراجيديا، كل يغني على ليلاه، وكل ليلى تغني على غلامها، ولم ينقص سوى أمراء للغلمان كما هو في "الخليج المتآكل بالحتٍّ-كلمات الشاعر الراحل قهراً عبد اللطيف عقل"..

 

في هذه الأرض تُسمى المدن المحتلة محررة، ومنظمات الأنجزة  منظمات تنمية، وينتقد المفكرون التمويل الأجنبي ويقبضون منه، ويتحدث رئيس المجلس التشريعي المسلم جدا عن أفخاذ النساء! أما آخر طبعات الفلتان فهو ثأر الشركة/رأس المال  من الحركة الطلابية كرد اعتبار للمستعمِر. وأين؟ في فلسطين المحتلة؟

 

هل جاء هذا الرد السريع كبداية سلسلة اعتذاريات للمستعمِر كي لا تنهض الحركة الطلابية، بعد موات منذ عصر أوسلو الرهيب، عصر موات الحركة العمالية والحركة الطلابية والكفاح المسلح وعودة النساء إلى الخباء رغم الثرثرات المزركشة للنسويات اللبراليات والكتب التي دبّجها عنهن كاتب وحي نساء الأنجزة. عصر موات اليسار وأنجزة الأحزاب السياسية، وتحول الكيان إلى جار من العيب مقاطعته أو منع التطبيع معه.

 

لن تفقد الثورة المضادة توازنها بهزيمة في معركة واحدة سواء مع الطلبة أو مع اية قوة شعبية أخرى. وإذا كان راس المال ودائرة في الجامعة قد اعتذرت علانية للقنصل هذا، فلا شك أن وفودا ركضت سراً إلى القنصلية والمجلس الثقافي البريطاني لتعتذر وهواتف تدفقت...الخ وأمنيتى أن لا يزيد عدد هؤلاء عمن قدموا واجب العزاء بالبطل هوجو شافيز[2].

 

أيها المعتذرون: المفارقة انه بينما الإقطاعي مفلس فإن القطاريز لا يعلمون. 

 

--------------------------------------------------------

 

[1]   لم يقبل الشباب هناك دخول عضو كنيست إلى المخيم، فقالوا له: انصرف ولا حاجة ان نضربك. فقامت الشرطة باعتقال العشرات وناموا في النظارة ليلة، وفي اليوم التالي طلبهم القاضي، وحين فهم القصة قرَّع الشرطة على اعتقالهم وقال للشباب لو كنت لوقفت معكم. وبالنسبة للإقليميين، القاضي ليس فلسطينياً! 

 

[2]   من أطرف ما قرأت أن أحد مرتزقة الصحافة المحلية مدح شافيز  بعدة اسطر واعتبره نموذج ممانعة، وهاجم سوريا بمقالات بينما أهم ما قام به شافيز هو وقوفه إلى جانب سوريا. وهذا نفسه طالما هاجم الأنجزة، ولكنه ركع في محراب قيادياتها وألف فيهن كتباً!!!

.

--------------------انتهت.

 

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster