|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
عادل سمارة
التاريخ: 2011-04-15
و"يسقط النظام"
عادل سمارة ـ نعم ماذا يريدون من سوريا؟ كل أولئك الذين من خارج سوريا
بمن فيهم السوريين المعارضين الذي هربوا من مواجهة النظام السوري لأنهم
يرفضون دفع ثمن مشروعهم. فهل هؤلاء مصدر ثقة؟ في النهاية من يهرب ليس
مخلصاً، وهو يريد من غيره أن يضحي. نعم أنا قومي عربي وشيوعي، من لا
يفهم هذا الموقف، عليه ان يقرأ! لكنني لست المفكر القومي الذي يهرب كي
لا يُعتقل ويُحاكم بتهمة القبض من "حزب الله". نحن نقبض من الله. ونبقى
هنا دون غطاء أو مال أو وظيفة...ربما لذا...نبقى. ولست من طراز مثقف
يعيش مع المستوطنين في الكيبوتسات، لأنه لا يريد ان يكون فقيراً! ولا
شيوعي يسمي القوميين العرب "الحمير القومجية".
هل في سوريا شرفاء يريدون إصلاح وحتى تغيير النظام أو إسقاطه لصالح
نظام قومي وحتى اشتراكي؟ نعم هناك في سوريا من هؤلاء وقلمي معهم. ولكن
كذلك في سوريا، هناك نمنكلاتورا حتى داخل النظام وقريبة منه ومستفيدة
وتريد ان تستفيد اكثر، هذه النخبة تعمل على إسقاط النظام لتقديم سوريا
للاغتصاب الغربي الراسمالي والصهيوني والمعركة معهم الآن، هذا البديل
الذي يحملون...سفاحا[1]. هناك كثيرون مع هؤلاء ولذا اشهروا اقلامهم.
وهذا الحديث برسم قرار النظام في سوريا ماذا يفعل واين يختار. هذه لحظة
التحدي التي لا مناص فيها من أخذ القرار.
هي كلمة واحدة، "يسقط النظام السوري" وتصبح بطلاً ثوريا ديمقراطياً
وتعود لتلامس يديك بطنك الممتلىء بعطايا اميركا والسعودية وأوسلو-ستان
والغرب والأنجزة والموساد، فقد قلت ما يُفرح الناس. ولكن، ما هكذا تورد
الإبل!!! لأن النمنكلاتورا والسلفية والكمبرادور تريد إلحاق القطر
السوري بفلسطين والعراق.
المعادلة مختلفة تماماً، من يضمن لي سقوط النظام السوري بأيدي العرب
السوريين والسوريين من غير العرب لصالح نظام قومي/وطني عادي سأعطيه
بقية عمري وعقلي.
ولكن من يريد إسقاط النظام السوري بايدي بندر وهيلاري والموساد
والكمبرادور، فعليه ان يفحص دمه! ومن يريد إسقاط اي نظام لصالح
الاستعمار لأن له ثأر شخصي أو حزبي أو عشائري، فهذا ضيق افق وثأر وليس
عملا ثورياً.
أذكر حين اعتقلنا بشأن بيان العشرين أخرجت من الزنزانة لمقابلة السيد
توفيق الطيراوي مدير المخابرات آنذاك في الحكم الذاتي (والرجل ما زال
حياً).
واجهني بما يلي:
"أنتم تُقوون سوريا علينا، وتهددون أمن الدولة"
قلت: "باطل باطل يا رجل، هل بقي أن نحرك الصين الشعبية ضدكم؟ شكراً انك
أفهمتني أن الطوشة مع سوريا، كنت اعتقد انها مع إسرائيل، والله لو هناك
نظام عربي كما اريد سأؤيده في وسط رام الله حتى لو قُتلت على المُطرح".
بعدها صار الحديث عادياً.
حتى الان لم يأتِ العرب بهذا النظام.
هناك من قرأ مقالتي عن سوريا، وعقَّب مع أو ضد بأدب، اقول لهم/ن شكراً،
وهناك من كتب وهاجم مدفوعاً بتناقض أو دفعه أحد، أو دُفع له من أحدٍ،
أو لأنه/ها من محبي بندر، اقول لهم: يعطيكم العافية "كفيتوا ووفيتوا"،
من حقكم كل هذا لأن المقالة حينما تُنشر تُصبح مشاعاً، ولكن، ايتها
السيدات والسادة هي ليست موجهة إليكم/ن. لسبب واحد: لأنكم حين تضعوا
اللقمة في صحن الأكل تغمسونها بدم أطفال العرب.
ليست موجهة لمن يعترف بالكيان، ولا بالنظام السعودي، ولا باوسلو وليست
موجهة لمن يعمل في مخابرات سرية او علنية ولا مع أل سي.آي إيه ولا
الموساد ولا الشاباك، وليست موجهة للراسماليين، وليست موجهة لمن فاوض
في أوسلو، ولا لمن توظف في الحكم الذاتي بالواسطة ولا لمن يستوظف ولا
لمن يعمل في الأنجزة بانتماء وعن غير حاجة ولا لمن يحاول ذلك العمل،
وليست موجهة لمن قبض من سوريا، ولا إلى اللبراليين والسلفيين، ولا لمن
يذهب إلى حفل استقبال في قنصلية اميركا او فرنسا أو بريطانيا ولا لمن
عاش في الكيبوتس ولا لمن يمارس التطبيع، ولا لمن صار بطلاً بعد أن شبع
من مال اوسلو. ليست موجهة لمن انتخب أو أنتُخِبَ في انتخابات اوسلو
وانتخابات العراق ومختلف الانتخابات في الوطن العربي بما فيها انتخابات
سوريا.
لا تقلق سيدي القارىء، هؤلاء ليسوا كثيرين، فالشعب اكثر. هؤلاء مجرد
أفراد جرت إعادة خلقهم طبقاً للديمقراطية الغربية في حقبة اللبرالية
الجديدة التي غادرت الشكل الكلاسيكي للبرالية وجعلت من الفرد كل شيء.
لكن الفردانية في الغرب محكومة لا مباشرة بمؤسسات تضبطه حين تريد،
اليست هي التي "خَصَت" المجتمع المدني. اما هنا فتخلق أفراداً فردانيين
يبيحون لأنفسهم استبدال الوطن بوجبة دسمة، أو ابتسامة هيلاري، أو ريال
سعودي. وأمثال هؤلاء في كل الوطن العربي وفي سوريا.
يجهل البعض إلى حد اعتبار القومية ضد الديمقراطية. يا سيدي تفضل واقرأ
قليلاً! القومية التي تتهموننا اننا استجديناها من الغرب هي مولدة
الديمقراطية الغربية التي تهتفون لها. وهي الديمقراطية السائلة اليوم
التي غدت بلا معنى. مثلا، الديمقراطية تحت الاحتلال وحتى الديمقراطية
التي ترددت في ميدان التحرير دون أن يتم تجاوزها إلى الديمقراطية
الاقتصادية الاجتماعية بأخذ ما يُغتصب من قوة العمل المصري من انياب
راس المال. هذه الديمقراطية هي وباء أميركي.
تقضي المنازلة الشريفة أن أُعطي لمن هبوا دفاعاً عن مؤامرة بندر
والموساد ذخيرة أخرى: فالنظام السوري لم يحرر قليم الإسكندرون كذلك
فلماذا لم تذكروننا به. ولكن ربما أن هؤلاء لا يهمهم احتلال الأرض فهم
سُعداء بالاحتلال الصهيوني، أما ذاك التركي فهو"إسلامي"!!!
.................
[1] يذكرني موقف هؤلاء بما كتبه ديفيد هارفي عن منظمات الأنجزة التي
باسم حقوق الإنسان ترفض تشغيل الأطفال الذين يحاولون كسب عيشهم بشرف
وهي تعلم أن البديل امامهم هو سوق النخاسة الجنسي.
نشرة كنعان --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2013م