اتصل بنا

Español

إسباني

       لغتنا تواكب العصر

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع 

 
 

 

 

 

 

 أربط بنا

وقع سجل الزوار

تصفح سجل الزوار

 أضفه إلى صفحتك المفضلة

 اجعله صفحتك الرئيسية

 
 
 
 

 

 

 

 
 سوريا: رد الشعب بحرب الشعب وتفكيك مفاصل الأعداء 1
 

عادل سمارة

 

حلقة 1

 بيرس يقود الجيوش والشارع العربي

مع السنة الثالثة للحرب

 

عادل سمارة

 

توضيح1: حرب الشعب طويلة الأمد عبارة من تراث الثوري الأممي ماو تسي تونغ، وهي الحرب التي بها تحررت الصين ووصلت لما نراها عليه اليوم . ولم يكن للصين أن تنصر وتستمر لولا وجود حزب ومناضلين يعتبرون النضال ممتدا على طول حياتهم، فالمثقف الثوري المشتبك لا يتقاعد، فما بالك أن يخون لاحقاً كما يفعل مثقفون عرباً وفلسطينيين اليوم!. يفهم البعض حرب الشعب  بأنها حرب الغوار في الريف وقواها الأساسية الفلاحين. وهذا ليس دقيقاً، فحرب الشعب هي بالسلاح والاقتصاد والثقافة والإعلام وعلم النفس والتحليل الطبقي والاجتماعي...الخ

 

توضيح 2: وتفكيك مفاصل الدولة القُطرية هو عنوان كتابي الذي صدر قبل 3 سنوات ورسالته المركزية هي أن لا تقدم عربي دون كفر الشعبي بالرسمي  وتفكيك الدول والكيانات القُطرية العربية التي هي من شقين: شق تمفصلات اتفاق سايكس-بيكو 1916 وشق وعد بلفور 1917 . وباختصار، ما قصدته وأقصده أن القُطريات العربية مرتبطة مع الكيان الصهيوني ارتباطاً عضويا مصيرياً ولذا تحافظ عليه وتعترف به وتستثمر فيه[1] ، ولن يزول دون إزالتها. ولكن ما يسمى الربيع العربي أضاف وجوب الحذر الشديد من المثقف كما الحذر من السياسي ومن الإعلام. فالقمع الثقافي والإعلامي أخطر من قمع الشرطة.

 

بيرس يقود الشارع العربي:

 

نعم، العنوان صادم. ولكن، لِمَ لا!

 

منذ عشر سنوات كتبت بأن هناك ثلاث خيارات أمام مصير الكيان: إما حرب بالمطلق أو انهيار بتحرير فلسطين أو  اندماج الكيان الصهيوني في الوطن العربي اندماجاً مهيمناً. ولا زلت أرجح الخيار الثالث. والاندماج المهيمن ليس سلميا بل عدوانيا بامتياز، فهو يتضمن ان يحتفظ الكيان بسبق وتفوق عسكري واقتصادي ومعلوماتي وإعلامي. إذن لن يتغير في الكيان شيئاً بل التغير هو في الواقع العربي بأن يحتل الكيان العقل العربي والاقتصاد والسياسة والثقافة وليس شرطا الجغرافيا . 

 

وتغير الواقع العربي بدأ على مستويين:

 

الأول: وصول انظمة عربية إلى حالة الانسحاب من الصراع العربي الصهيوني ووصولها إلى درجة إعلان ذلك والتصالح مع الكيان. وخطورة هذا ليس في الانسحاب من الصراع وحسب بل اساساً في أنها تتبرع ، بالاعتراف، بوطن الشعب الفلسطيني لكيان استيطاني، اي ان هذا الاعتراف هو عدوان على الشعب الفلسطيني أخطر من عدوان الكيان ناهيك أنه عدوان على الأمة العربية.

 

والثاني: وصول أحزاب ومنظمات سياسية عربية إلى وضعية الاستسلام للأنظمة الحاكمة وخاصة التي اعترفت بالكيان علانية (مصر الأردن ومنظمة التحرير) أو التي تقيم علاقات سرية أخطر من الاعتراف(قطر السعودية المغرب ومختلف قطريات الخليج التي تقوم بتدليك سياسي لحماس كي تذهب إلى المخدع نفسه) وبالتالي تحول هذه القوى والمنظمات إلى متقبلة لاغتصاب فلسطين دون أن تعلن ذلك. وهذا ما يتضح أكثر وأكثر من مواقف قوى الدين السياسي في العامين الأخيرين[2].

 

وهذا يعني أن المعركة وصلت ابواب الطبقات الشعبية بهدف كسر إرادتها القومية وتطبيعها وإخراجها من الصراع. وإلا فما منعى صمت 90 مليون مصري اليوم ، نعم اليوم، على كامب ديفيد وعلى مغازلات مرسي-بيرس! وهو ما يبرره رجال الإسلام السياسي ب : الأصول الدبلوماسية الدولية؟ ولكن أليس من الأصول كذلك عدم تدمير أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومن سيلي ويأتي!!!

 

في الجانب الآخر، فإن القوى السياسية والأنظمة التي بقيت على رفضها للكيان الصهيوني قد دخلت مأزقاً بدأ منذ هزيمة 1967، وتعمق تدريجيا إلى حد ابتعادها عن الطبقات الشعبية أو الشارع عامة مما ترك هذه الطبقات نهباً ل:

 

·       انظمة النفط وثقافة الوهابية والسلفية والتي استخدمت الضخ المالي المتأتي على شكل ريع وليس إنتاجاً (وبينهما مسافة فعل وحضارة) في نشر خلايا باسم الدعوة تكفر من لا يتفق معها وتهاجم القومية العربية، وتدعو للتصالح مع الغرب "المؤمن" وخاصة الولايات المتحدة وتعيد المواطن إلى غيبيات قاتلة للوعي مثل عذاب القبر، وتعليق النساء من أثدائهن...الخ

 

·       وهذا خلق مناخا مريحا لقوى الدين السياسي وخاصةحركة الإخوان المسلمين التي مالئت الأنظمة المرتبطة بالغرب على مدار وجودها. وتمكنت من مخادعة حركة التحرر العربية بأنها ضد الغرب الاستعماري وضد الكيان الصهيوني لتتكشف مؤخرا بأنها لا ضد هذا ولا ذاك بل ضد القومية العربية والتحرر والتنمية والوحدة.

 

·       ونهباً للمثقفين اللبراليين الذين يرون في الغرب الرأسمالي نموذجهم الأعلى متجاوزين على دوره في الحرب الدائمة ضد الأمة العربية.

 

إذن نحن أمام ثلاثة اطراف تلتقي ضد القومية العربية، وتلتتقي على التالف مع الإمبريالية وتتصالح مع الكيان الصهيوني.

 

كان تدمير العراق (2003) بداية مؤشرات فقدان حركة التحرر العربي للشارع العربي، للطبقات الشعبية، حيث اكتفى هذا الشارع بالمظاهرات "السلمية" ومن ثم القعود امام شاشات الفضائيات متفجِّعا ممروراً بائسا ومنتحباً على ما يجري، وكان هذا في الحقيقة اول نصر للثورة المضادة بمعنى تحييد الشعب وشعوره بالعجز واستدخال الهزيمة. سيقول البعض بأن النظام السوري شارك في العدوان على العراق 1991 بعد تحرير صدام للكويت، وهذا صحيحا ومداناً ولكن هذا النظام صمد بعد 2003 وبقي ضد الكيان. ثم ماذا عن كل الأنظمة التي شاركت قبل 1991 وبعدها وحتى غدٍ، لماذا لا تنقدوها، بل لماذا تدبجوا المقالات في مديح تدميرها للشام؟ أليس هدفكم أن ينهار النظام السوري ويهبط إلى حضيض التسوية؟ ماذا كتبتم ضد السعودية التي منذ 1918 منحت فلسطين للمستوطنين اليهود؟

 

أما الحراك المسمى الربيع العربي فقد ظهَّر المشكلة بالوضوح الممكن. فبغض النظر عن محرك/ات المتدفقين في الانفجار الشعبي إلى الشارع، وبغض النظر عن مهارة من استثمروا ذلك الحراك واقتنصوه، فإنه كان حراكاً مفرغا من الشعارات وبالتالي المفاهيم والمواقف الأساسية والجذرية بمعنى أن الحراك: تحدث عن الجوع وليس عن البعد الطبقي الكامن وراء الفقر والجوع ، لم يكن هناك حراكا ضد الشمولية القاتلة للبشرية اي السوق وراس المال ، كما لم يخرج أي حراك عن نطاق القطر الواحد نفسه، ولم يكن لأي منها بعدا قوميا، ولم يحتوي على شعارات واضحة ضد الغرب الراسمالي ولا ضد الكيان الصهيوني. وليس ما نبحث عنه هنا هو إثبات وجود محركات غربية صهيونية رجعية وراء الحراك، أو بأنه تدفق عفوي، فالمهم أن الحراك كان مطية سهلة الامتطاء، في تونس ومصر واليمن، أما في ليبيا وسوريا فكان وراء الحراك مشروع حرب تدميرية.

 

هذه السمات للحراك سمحت للثورة المضادة بشل أي تفاعل شعبي بين قطر وأي قطر آخر وأعطت لسايكس-بيكو معناه الحقيقي. وكان ولا يزال سلاح الثورة المضادة هو الإعلام، لكن هذه المرة كإعلام أجهزة المخابرات والتجسس.  أما الخطورة القصوى لهذا التفكيك للوعي القومي فكان في استقبال الشارع العربي للعدوان العربي الراسمالي على اي قطر امرا عاديا وقيام نظام الحكم في اي قطر بالمشاركة في هذا العدوان على قطر عربي آخر أمرا عاديا كذلك. وهو ما تجلى في مشاركة السعودية وقطر والإمارات في العدوان ضد ليبيا، وقيام هؤلاء ومعظم الأنظمة العربية بالمشاركة في العدوان على سوريا سواء بالمسلحين أو بالمال أو بالمخابرات وتحول جامعة الدول العربية إلى مقاول تدمير الدول العربية ذات التوجه القومي! إرجعوا إلى التاريخ لتجدوا ان ونستون تشرشل قد اسس الجامعة العربية لهذا الغرض تماما كما اسست بلاده وعد بلفور. ألا يجب ان نشعر بالخزي من منظمة إقليمية كهذه مقارنة بمختلف المنظمات الإقليمية في العالم؟ بل إن الخزي الذي نشعر به هو بوجود مواطنين عربا بعشرات الملايين لا يفكرون في هذا ولا يتظاهرون ضد هذه الجامعة!!. وعليه، بين التطبيع الرسمي ، والذي لم يمارسه الشعبي ولكنه لم يرفضه ولم يقاتل ضده، فقد اتضح أن الثورة المضادة قد ركَّعت الشارع العربي وأخرجته من المعركة، بل حولت قطاعات منه لتقاتل في صف الثورة المضادة ضد سوريا.  وبوضوح، لولا  سيطرة الإعلام المخابراتي وشل أي تفاعل شعبي من قطر لآخر، وبين إرسال عشرات آلاف المسلحين إلى سوريا بعد ليبيا، لما صار المناخ مؤاتياً لشمعون بيرس ليعلن أن على الجيوش العربية دخول سوريا. وهو تصريح يتضمن التالي:

 

1- إن الكيان الصهيوني مندمج في الوطن العربي بشكل مهيمن وبأنه يحرك السياسة الرسمية العربية ولأن الشارع في موات، فقد وصلت القيادة الصهيونية إلى الانتقال من العلاقات السرية ودورها السري ضد سوريا وخاصة المخابراتي والعسكري، وصلت إلى الطلب بالعدوان بالجيوش. بكلمات أخرى، فإن نجاح الثورة المضادة في تحييد الشارع العربي أو لا إباليته يعني أن هذا الشارع ضد سوريا أي ضد نفسه طالما لا يقف ضد العدوان على قطر عربي. أما جيوش الأنظمة، فهي أعجز عن مواجهة الجيش والشعب العربيين في سوريا. فجيوش مثخنة بالهزائم، لا عزائم لها.

 

2- يتضمن موقف الجامعة العربية من سوريا دعوة مختلف دول العالم للمشاركة في العدوان على سوريا وهذا يشمل الكيان الصهيوني إن لم يكن تنسيقا حقيقياً بينهما. فما الذي يمنع نبيل العربي وحمد من التواطؤ مع تل ابيب؟.

 

3- وهذا يعني أن الكيان معني أكثر من غيره، ولذا صار بوسع الكيان طلب العدوان مباشرة

 

4- كما ان شلل الشارع العربي لم يعد يحرج الكيان بأن يأمر الجيوش العربية بالعدوان على سوريا، اي لم يعد هناك من تحفظ لدى الكيان بالطلوع بهذا الطلب العلني طالما الشارع في موات.

 

إن الكيان الصهيوني الإشكنازي وهو يشارك سرا في العدوان وعلانية (حادث جمرايا) وتدريبا وعلاجا ومخابراتياً، ولأنه الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة اليوم مقارنة مع الحالات السائلة والسائبة للأنظمة القُطرية العربية ولأنه متمتع بالتطبيع الاقتصادي والسياسي والثقافي والنفسي ...وغيرها، فهل من حيف أو خلل في القول بأنه مندمج اندماجا مهيمناً في الوطن العربي  بل قيادياً. لنَر كم دولة عربية سترد على بيرس ولو بحد أدنى من الكرامة. فما بالك بموقف شريف كقامة وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور!!!

 

 

--------------------------------------------------------

 

[1]   انظر كتاب عادل سمارة: ثورة مضادة ارهاصات ام ثورة، منشورات دار فضاءات عمان الأردن 2012،  وخاصة الفصل الثاني عن الدور الاقتصادي الخليجي في التطبيع والفصل الثالث عن الرأسمالية الفلسطينية في التطبيع الاقتصادي كذلك وهما من ص 63 إلى ص 148.  

 

[2]   استمع لليو تيوب المرفق، ويمكن كذلك الرجوع إلى واشنطن بوست 14-16 ايار 2011 لقراءة اقوال العريان أحد كبار قادة الإخوان في مصر.

http://www.youtube.com/watch?v=VsixgQ7KynA

--------------------انتهت.

 

 
 
 
 



 

 

 

 

 

 

من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة  | | اتصل بنا | | بريد الموقع

أعلى الصفحة ^

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ  /  2002-2013م

Compiled by Hanna Shahwan - Webmaster