|
من نحن | | إبدي رأيك | | عودة | | أرسل الى صديق | | إطبع الصفحة | | اتصل بنا | |بريد الموقع | ||
|
|
|
عادل سمارة
كنعان النشرة الألكترونية
Kana’an – The e-Bulletin
السنة الثالثة عشر
-
العدد 3137
27 شباط (فبراير) 2013
هلموا إلى ديمقراطية الوطن البديل وقطر
عادل سمارة
طرحت تطورات الأزمة السورية أسئلة غريبة متعلقة بكل أنواع الفلسطينيين
والعرب (عاربة ومستعربة ومتأمركة ومتصهينة وطورانية) وبأنواع المسلمين
( إسلام تركي وسعودي وباكستاني وأمريكي وصهيوني وإخواني...الخ)
وبالعالم عامة ولكن سؤالنا هنا متعلق بالأردن. وكما يعرف المرء بتواضع،
فإن البلد منذ تحويله إلى كيان سياسي عام 1921 وحتى 1948 و 1967 وحتى
2010 لم يتحول النظام إلى دولة كبرى ولا غنية ولا إلى قوة عسكرية
هائلة، ولا إلى ديمقراطية مثالية مثل اثينا، فلا هو إمارة قطر مالياً
ولا هو اثينا ديمقراطيا ولا هو إسبارطة عسكريا. شعب بسيط ومحدود
الموارد (لعدم استكشافها) يبحث عن العيش بكرامة لا أكثر.
بعد اغتصاب فلسطين 1948، وبكلمة مختصرة لم يكن النظام الأردني
"ديمقراطيا" مع كل الشعب الموحد حينها وخاصة مع الحركة الوطنية عموما
(القوميون العرب والبعثيين والشيوعيين ) وأخص مع الفدائيين
الفلسطينيين حيث كانوا يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإقامات الجبرية
وإثبات الوجود...الخ.[1] المهم في الأمر أن الأردن كان يمنع اي عمل
فدائي، بل كان حتى يُعيد قطعان الغنم والبقر التي كان يستخلصها
المتسللون من الأرض المحتلة 1948 ويعيدها إلى الكيان وقد شهدت بأم عيني
من قريتي ذلك مراراً وشهدت اعتقال وضرب وإهانة فلاحين اشتروا هذه
الأبقار. وقد شهد سكان حدود ما بين المحتل أولا 1948 وثانيا 1967 حالات
عديدة كهذه. لا بل أكثر، كان يُعتقل ويُهان من يفتح الراديو على صوت
العرب قبل 1967، بل حتى كانت صورة عبد الناصر ممنوعة من التداول.
فلماذا يسمح الأردن اليوم لآلاف السلفيين بالتواجد العلني في مخيم
البقعة، بشكل خاص؟ ولماذا يسمح بتسلل عناصر من هؤلاء للقتال ضد الجيش
السوري؟ ولماذا يقيم تنظيم هؤلاء عزاء علنيا لهم في الأردن ، هل
استشهدوا في حيفا؟ هل من مصلحة الأردن الدخول في صراع مسلح مع سوريا،
سواء اليوم أو في يوم مقبل! والمسألة هنا ليست مسألة من اقوى بل لماذا
ومن أجل من! وهل كل هذا السماح لأن هناك ديمقراطية في الأردن أرسخ من
الجبال؟ ربما! هل حقا هناك ديمقراطية في الأردن إلى حد تهديد أمن البلد
وإدخاله في حرب مع قطر عربي آخر؟
ترى لو حاول مقاتل اردني او فلسطيني تجاوز النهر إلى الغرب هل سوف تفتح
له الطرقات أو مسالك الأوعار؟ ألم يتم اعتقال الدقامسة وحكمه بأطول
الأحكام. وهو بطل وليس متعصباً ولا إقليميا ولا ملحدا ولا مجرما...الخ
أعترف انا المواطن الفلسطيني البسيط بعجزي عن فهم هذه المعادلة، وأكاد
أعتذر لعضو الكنيست د. عزمي بشارة الذي قال، وأنا حينها لم أفهم، بأن
ليس فقط "إسرائيل" ديمقراطية بل كما قال:
"من مراسل القدس الخاص في عمان عبد الله القاق: 22/5/2007: في محاضرة
في منتدى الدستور الثقافي في عمان قال بشارة: ” انه لن يعود إلى
إسرائيل ليسلم نفسه للسلطات الإسرائيلية لأنه يعرف أن الأجهزة الأمنية
والمخابراتية الإسرائيلية وضعت التقارير الأمنية التي تدينه بالرغم من
أنه يؤمن بأنه لم يفعل أي شيء سوى الدفاع عن القضية الفلسطينية والوقوف
في وجه العنصرية الإسرائيلية.
” وسخر بشارة من الأقاويل التي يطلقها البعض من أنه لا منابر في الوطن
العربي كإسرائيل وقال: بالعكس لقد وجدت العديد من المنابر العربية
مفتوحة أمامي وأن هناك ديمقراطية في حرية الرأي بالوطن العربي وليس في
إسرائيل وحدها… فهناك حرية في العالم العربي تستطيع أن تعبر عن رأيك
واقوالك كما تشاء”.
إذا كانت "إسرائيل" تحول دون هروب عنزة أو بقرة، هل صعُب عليها التقاط
بشارة الهارب ، أو كما يزعم بانه تسلل مشيا على الأقدام بين الأدغال
فعمي عنه الرقيب الصهيوني !!!؟ وبالطبع يزعم أنه منفياً، فهل عرض
الكيان العودة على "من يزعم أنه منفيَ؟" ، ربما بنفس الطريقة لا تستطيع
القوات الأردنية اكتشاف متسللي السلفية إلى سوريا، أما النعوش فتأتي
بكفن الإخفاء.
بيت القصيد كما يبدو أن على من يريد فهم الديمقراطية أن يذهب إلى معبد
الديمقراطية في هرتسليا وتل ابيب وبالطبع إلى الكنيست، وحينها يمكننا
فهم عبقرية بشارة في فهم الديمقراطية في الوطن العربي وبالطبع في
الأردن. قد يكون من المضحك، أن بشارة هتف لما يسمى "الربيع العربي"
باعتباره دخولا هائلا إلى الديمقراطية، فإذا كان الوطن ديمقراطيا قبل
الربيع بسنوات على حصوله، فلماذا ابتهج الرجل للربيع؟ لذا ليس من
الغريب تقاطع رؤية قادة الأردن وعزمي بشارة من سوريا.
وبالمناسبة تقوم سلطة أوسلو-ستان بمنع اي عمل مسلح؟ فهل هذا الكيان
ضروريا كذلك؟. إذن هل الحل في توليد دولة غزة من رحم دولة رام الله،
وهل الحل في غزو أردني لسوريا بتمويل قطري وسعودي وتخطيط وإقامة
معسكرات في تركيا وتسليح غربي أم الحل في إعادة هذه الكيانات إلى
سوريا؟ هل تعني هذه المواقف سوى أمر واحد هو: وجوب تفكيك مفاصل الدولة
القُطرية وبأنها الخطر الأول على الأمن القومي؟ كيف لا، وهي وُلدت لنفس
الأب والأم (سايكس-بيكو 1916) وشقيقها وعد بلفور 1917 ومن هذه الأرحام
كان الكيان الصهيوني الإشكنازي.
أما السؤال العالق فهو: إذا كان الأردن بكل هذه الديمقراطية، أخشى أن
يقرر فلسطينيو الأرض المحتلة كلها الرحيل إلى الأردن حيث الوطن البديل
ديمقراطيا هذه المرة، أو أن يلحقوا بعزمي بشارة إلى قطر العظمى، فهل
تستضيفهم بالكرم الذي استضافت به خالد مشعل!
--------------------------------------------------------
[1] منذ مظاهرات إسقاط حلف يغداد 1954 كان أوسع معتقل هو أل إتش 4
الذي اسسه الاستعمار البريطاني، ثم جاءت حملة 1965. --------------------انتهت.
|
|
|
|
|
أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 1423هـ / 2002-2013م